علي آل علي
08-12-2016, 03:56 PM
لم أكن لأعلم بأني سأصل إلى حقيقة ما تختلف عن الحقائق التي يعرفها الناس، وي كأني فريد من نوعي، ليس هذا ولا ذاك ... إنما حالة شعور آمنت بها منذ سنة ماتت سنوات قبلها وهي تحملها كي يحين موعدها حسب ما قدره الله لها.
وكيف لي أن آتي بما هو غريب! والغريب جهل قاصر يهابه الناس ولا يؤمنون بأنه بوابة المستحيل إلى الغير مستحيل، حالة الشعور تردع الآخرين عن البحث والتحري، وقد يكون الهلاك وشيكا لمن يمارس الإصرار بضراوة كي يتمكن الآخرين من تفسير رؤاه على أنها خير للبشرية بدلا من أن تفسر على أنها شر محض يجب محوه قبل أن يشتد عوده ويصير مارداً له قرني إبليس.
هنا يتجلى المقام بارداً، وينتفض الفؤاد عاقراً، ولا يكاد يبرز من التفكير إلا فحواه الضرير، لا نور هنا ولا نور هناك، كثبان من الأدمغة أمامي أراها تكاد تدفنني، تندفع أمامي ولا يبرز منها إلا الأعين المقعرة غضباً، وستار الليل ينسدل من حولي كي يحتوي مشهد نهاية ما سأبوح به بعد حين، سيكون السبات حليفاً لي وإن زلّة قدماه عني قبل الآن وكأن لا شأن له، سبات من نوع آخر يحالفك كما يحالفك الحظ أحيانا، يخادعك بلطفه وحنانه حتى يبقيك خاملاً وكسلانا، ثم يكتم أنفاسك في لحظة حاسمه ينتصر فيها عليك وقد يفقدك ذاكرة العلم بالشيء كأنك لم تعلم به من قبل، مع أنك تذكره إلا أنك فقدت إيمانك به.
حدث كل هذا لي، وصرت إلى ما صار إليه غيري، لكن ما قدر لي كان حتما مقضيا، استطعت أن ألتقط نفسا واحدا كاد أن يفلت مني ويفقدني ما أردت أن أكتبه هنا.
أزح الغمام عن فكرك قليلاً، واستقبل ما ستقرأه بالتفكير لا بالنبذ والتحقير، لعله يؤتي أكله ولو بعد حين.
كلنا يعلم بأن العلم لغة العصر وهو أساس تقدم الأمم وسيطرتها على الاستقرار والسلام كما هو جلي أمام الأعين، ربته العقول منذ المهد حتى آل أمره إلى وهم يزاول جنونه كل من أراد أن يحقق اكتشافا له، والعلم هنا ليس المقصود به معرفة سر من أسرار الكون، بل جعل الكون كآلة لا تعمل إلا بعد ضخ الوقود من باطنه إلى باطنه، يخرج الدخان فيحيط به، يختنق الناس، وتموت الأنعام، وتتكدس أنفاس الطبيعة بلا رغبة منها، صوت سعادة قادم من أفئدة البشر، مزيفة هي، لا روح فيها ولا تلد، تُبعث في وقتها وتموت في ذات الوقت، برهة زمن قصيرة من تلك الأحلام الغوغاء، وإلى حين من أحيان الزمن، يتجلى غاضبا مكفهر من الندم، فرصة تجربة آلت إلى ندم نكير، لا حسيب ولا رقيب، والأروقة ضيقة لا يلج إليها إلا الناجي من وهم حديث، قلّة هم النجاة حينئذ، وكثير هالك لا محالة.
عوداً حميداً إلى ماض كم سخرنا منه بلا مبالاة، فيه أقحوان الفطرة للحياة التي نريدها، لا .. لتلك الصناعة التي تسلبنا ما نريد، وتجعلنا بلا ضمير إلى أن يحين الموت ولا نشعر بالموت.
لا يفهمني أحد، ولا أفهم مني ما أريد، إنما هلوسة كئيبة أخرجت من هلوسات عجيبة، لعلها حقيقة، أو جرأة لها بأن تكون حقيقة، قد تكون مزيفة، وقد يكون نصيبها من السخرية مآثر القارئين،
.... لا أعلم وسأبقى هكذا إلى ولادة فكر جديد، وروح تموت بولادتها من صلب الغيب.
-
علي آل علي
9 / 11 / 1437 هـ
وكيف لي أن آتي بما هو غريب! والغريب جهل قاصر يهابه الناس ولا يؤمنون بأنه بوابة المستحيل إلى الغير مستحيل، حالة الشعور تردع الآخرين عن البحث والتحري، وقد يكون الهلاك وشيكا لمن يمارس الإصرار بضراوة كي يتمكن الآخرين من تفسير رؤاه على أنها خير للبشرية بدلا من أن تفسر على أنها شر محض يجب محوه قبل أن يشتد عوده ويصير مارداً له قرني إبليس.
هنا يتجلى المقام بارداً، وينتفض الفؤاد عاقراً، ولا يكاد يبرز من التفكير إلا فحواه الضرير، لا نور هنا ولا نور هناك، كثبان من الأدمغة أمامي أراها تكاد تدفنني، تندفع أمامي ولا يبرز منها إلا الأعين المقعرة غضباً، وستار الليل ينسدل من حولي كي يحتوي مشهد نهاية ما سأبوح به بعد حين، سيكون السبات حليفاً لي وإن زلّة قدماه عني قبل الآن وكأن لا شأن له، سبات من نوع آخر يحالفك كما يحالفك الحظ أحيانا، يخادعك بلطفه وحنانه حتى يبقيك خاملاً وكسلانا، ثم يكتم أنفاسك في لحظة حاسمه ينتصر فيها عليك وقد يفقدك ذاكرة العلم بالشيء كأنك لم تعلم به من قبل، مع أنك تذكره إلا أنك فقدت إيمانك به.
حدث كل هذا لي، وصرت إلى ما صار إليه غيري، لكن ما قدر لي كان حتما مقضيا، استطعت أن ألتقط نفسا واحدا كاد أن يفلت مني ويفقدني ما أردت أن أكتبه هنا.
أزح الغمام عن فكرك قليلاً، واستقبل ما ستقرأه بالتفكير لا بالنبذ والتحقير، لعله يؤتي أكله ولو بعد حين.
كلنا يعلم بأن العلم لغة العصر وهو أساس تقدم الأمم وسيطرتها على الاستقرار والسلام كما هو جلي أمام الأعين، ربته العقول منذ المهد حتى آل أمره إلى وهم يزاول جنونه كل من أراد أن يحقق اكتشافا له، والعلم هنا ليس المقصود به معرفة سر من أسرار الكون، بل جعل الكون كآلة لا تعمل إلا بعد ضخ الوقود من باطنه إلى باطنه، يخرج الدخان فيحيط به، يختنق الناس، وتموت الأنعام، وتتكدس أنفاس الطبيعة بلا رغبة منها، صوت سعادة قادم من أفئدة البشر، مزيفة هي، لا روح فيها ولا تلد، تُبعث في وقتها وتموت في ذات الوقت، برهة زمن قصيرة من تلك الأحلام الغوغاء، وإلى حين من أحيان الزمن، يتجلى غاضبا مكفهر من الندم، فرصة تجربة آلت إلى ندم نكير، لا حسيب ولا رقيب، والأروقة ضيقة لا يلج إليها إلا الناجي من وهم حديث، قلّة هم النجاة حينئذ، وكثير هالك لا محالة.
عوداً حميداً إلى ماض كم سخرنا منه بلا مبالاة، فيه أقحوان الفطرة للحياة التي نريدها، لا .. لتلك الصناعة التي تسلبنا ما نريد، وتجعلنا بلا ضمير إلى أن يحين الموت ولا نشعر بالموت.
لا يفهمني أحد، ولا أفهم مني ما أريد، إنما هلوسة كئيبة أخرجت من هلوسات عجيبة، لعلها حقيقة، أو جرأة لها بأن تكون حقيقة، قد تكون مزيفة، وقد يكون نصيبها من السخرية مآثر القارئين،
.... لا أعلم وسأبقى هكذا إلى ولادة فكر جديد، وروح تموت بولادتها من صلب الغيب.
-
علي آل علي
9 / 11 / 1437 هـ