تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنه الرحيل لا يتعظ (!)


بدر البلادي
09-25-2016, 04:54 AM
http://ns2.supersrv.info/imgupload/uploads//918838e830d7fa67a2b6ce08bc05c57fjpg (http://ns2.supersrv.info/imgupload/uploads//918838e830d7fa67a2b6ce08bc05c57fjpg)

[ أَرْوَى ] ..
امْرَأَه مِن أَصْل يَمَنِي بَدَأَت رِحْلَتَهَا مَع الْحَيَاة ..
فِي عَام 1968 م وَتَحْدِيْدَا حِيْنَمَا اخْتَارَت ..
صَحْبِة زَوْجَهَا المُغْتَرِب مُنْذ عَامَيْن تَقْرَيْبَا ..
فِي مَدِيْنَه فَاتِنَه تُدْعَى : [ جَدِّة ] وَان لَم تَكُن هِي كَذَالِك ..
ع الَأَقَل فِي عُيُوْن [ أَرْوَى ] وَقْتِهَا .. !
وَلِأَن [ أَرْوَى ] لَم تَأْلَف جَوَ الْغُرَبِه وَلَم تَعَشّه مِن قَبْل ..
بَدَت ايّامْهَا الْأُوْلَى مُمِلَّة رَتَيِبة بـ الْرَّغْم مِن صَخَب الْحَيَاة ..
فِي [الْخَارِج ] بِكُل اشْكَالِه وَصَوَّرَه الْمُخْتَلِفَة ..
بَيْد أَن [ دَاخِلِهَا ] بَقِي مَسُكُونَنا بـ جَو الْغُرْبَة ..
و[ سُكُوْن ] الْوِحْدَة الْقَاتِلُة و [ سِكِّيْنُهَا ] .. !
هُدَوَء مُمِيْت كَانَت تَعِيْشُه [ أَرْوَى ] حَد الْمَوْت ..
خَاصُّة مَع غَيِاب زَوْجَهَا الْطَّوِيْل فِي الْعَمَل ..
وَالَّذِي لاتَلتَّقِيْه سِوَى وَقْت الْنَّوْم وَالَّذِي عَادَتا ..
مَايَكُوْن مُبَكِّرَا فِي مَدِيْنَه لَم تَكُن [ تَنَام ] .. !
مِن هناااااااا :
كَان لَابُد مِن أَنِّيْس لـ وَحْدَه أَرْوَى ..
لـ يُسَاعِدَهْا عَلَى الْبَقَاء ع الَأَقَل :
[ حَيَّة ] فِي بَيْت لَم يَكُن فِيْه ع الْأَطْلَاق ..
مايَدْعُوا إِلَى الـــــــ [ حَيَاة ] !
فـ كـان [مَحْبُوب ] طَائِر الْبَبْغَاء الْجَمِيْل ..
هُو ذَالِك أَلونِيْس الَّذِي اخْتَارَه زَوْجَهَا ..
لـيُشَارِكُه بِكُل طَوَاعَيْه حَب زَوْجَتِه ..
وَحَبِيْبَتُه الْجَمِيلَه [ أَرْوَى ] !
جَاء [مَحْبُوب ] دَاخِل قَفَص أَنِيْق وَجَذَّاب ..
تَمَامّا كـ الْوَانُه الْبَاعثِة لِلْحَيَاة وَالْفَرَح وَالْبَهْجَة..
وّبـ الْفِعْل مَاهِي الَا ثَلاثَه ايَّام بِالْكَثِيْر :
وَيَتَعَلَّق قَلْب [ أَرْوَى ] بـ طَائِر الْبَبْغَاء ..
أَبِن الْعَامَيْن وَالَّذِي يَعُوْد الَى اصِل افَريْقي ..
حَتَّى أَنَّهَا أَسْمَتْه [ مَحْبُوب ] وَقَد كَان بِالْفِعْل كَذَالِك !
فـ كَانُوْا [ ثَلَاثَة ] وَرَابِعُهُم :
غُرْبَة بَدَّدَهَا [ مَحْبُوب ] بـ غِنَاءَه لـ أَرْوَى ..
وَتَرْدِيْدُه لـ أُسَمِّهِا بـ عُذْوُبَه لَطَالَمَا كَانَت تُثِيْر الْدَّهْشَة ..
فِي نَفْس [أَرْوَى ] فَقَد كَان اسْمُهَا اشْبَه بـ قَصِيِدَة ..
عَذَّبَة يُلْقِيَهَا عَلَى مَسَامِعِهَا طَائِر / شَاعِر ..
فِي امْسِيْة وَحْدَهَا كَانَت أَرْوَى :
الْجُمْهُوْر و [ الْقَصِيدَة ] فِيْهَا !
وَخِلَال سِت سَنَوَات [ غُرْبَة ]..
أَنْجَبَت أَرْوَى ثَلَاثَة اطَفَال ..
بِالاضَافِة لـ " مَحْبُوب " ابْنَهَا الْبِكْر ..
هَكَذَا كَانَت تَقُوْل دَائِمَا أَرْوَى .. !
فِي عَام " 19 " وَبَعْد حَرْب الْخَلِيْج تَقْرَيْبَا ..
عَادَت أَرْوَى لِلـ وَطَن أَلْأَم هُنَاكـ ..
بَعْد مِشْوَار [غُرْبَة ] طَوِيْل لَم تَخْتَر بِدَايَتُه ..
بِقَدَر مَاقَبِلْت بـ نِهَايَتِه عَلَى مَضَض !
فَقَد انْتَهَى مِشْوَار أَرْوَى مَع الْغُرْبَه ..
بـ [وَرَقَة طَلَاق ] وَابْنَاء ثَلَاثَة ..
كَان [ مَحْبُوب ] أَكْبَرُهُم !
وَالْآن " مَحْبُوب " وَالَّذِي بِحَسَب شَهَادَة مِيْلَادُه الْقَدِيمَة ..
مِن مُحِل بَيْع الْطُّيُوْر فِي سُوْق " الْبَلَد " فِي جَدِّه ..
بَلَغ عَامِه " الْعِشْرُوْن " بَعْد الْحُب ..
أَي انَّه يَكْبُر [أَيْمَن ] الْابْن الْاكْبَر لـ أَرْوَى "..
بـ ارْبَع سَنَوَات تَقْرَيْبَا" ..
لَم يَعُد كَمَا كَان سَابِقا" يُثِيْر الْبَهْجَة بِرَقصَاتِه ..
وَغِنَاءَه حَتَّى أَسْم [أَرْوَى ] بَات ذَابِلا عَلَى لِسَانِه !
مَحْبُوب اصْبَح يُنَتِّف رِيْشُه بِاسْتِمْرَار ..
الـطَبِيْب الْبَيْطَرِي أَكَّد لــــــ أَرْوَى بِأَن مَحْبُوب ..
ذِكْر الْبَبْغَاء وَالَّذِي يَعِيْش أَعْزَب فِي قَفَص مِن حَدِيْد ..
كَان قَد تَغَيَّر لِأَكْثَر مِن سِت مَرَّات ..
بِحَاجَه لِأُنْثَى مِن بَبَّغَاوَات الْفَصِيلَة نَفْسَهَا !
وَمِن أَجْل ذَلِك :
بَاعَت أَرْوَى كُل مَا تِمْلِك مِن حُطَام دُنْيَا ..
لَم تَكُن جَمِيْلَة لَوْلَا [مَحْبُوب ] وَغِنَاءَه وَلَكن !
انْثَى الْبَبْغَاء مِن ذَات الْفَصِيلَة قِيَمُة [ مَهْرَهَا ] ..
تَبْلُغ حَوَالَي مَائِة وَخَمْسِيْن أَلْف رِيَال يَمَنِي ..
وَكُل مَاجَمَعْتَه أَرْوَى لَايُتَجَاوَز الـ " 70 " أَلْف !
[مَحْبُوب ] يَمُوْت شَيْئا فـ شَيْئا..
وَيَتَسَاقَط رِيْشُه الْنَّاعِم كـ أَوْرَاق خَرِيْف ..
وَظُرُوف الْأُسّرَة الخانقُة لَا تَسْمَح بـ اهَّدَاء مَحْبُوب ..
وَلَو شَيْئا يَسِيْر مِن الَحَيَاة .. !
قَالُوْا لـ أَرْوَى وَبِدَم بَارِد :
لِمَاذَا لَا.. [ تَبِيْعِيْنَه ] وَالْمُشْتَرِي جَاهِز ..
وَمُسْتَعِد يدفِعَلك أَي مَبْلَغ تَطْلُبِيْنَه !
الْطَّبِيْب يَصْرُخ بالجَانِب الْآَخِر :
لـ تُزَوِّجُوه او لِتُطْلْقُونَه ..
لـ يَخْتَار هُو شَرِيكَتَه مِن فَضَاء الْحُرِّيَّة !
الْوَقْت يَمِر بِسُرْعَه فَائِقَة ع غَيْر عَادَتِه ..
وَعَلَى [ أَرْوَى ] أَن تَخَتْار :
فـ أَمَّا أَن تُطْلِق سَرَاح [مَحْبُوب ]لـ يَطِيْر بَعِيْدا عَنْهَا ..
أَو ان تَقُوْم بـ بَيْعِه لِمَن يَدْفَع اكْثَر مِن الْمَال لَا الْحُب !
كَان الْجَمِيْع يَنْصَحُهَا بِبَيْعِه مَاعَدّى ابْنَائِهَا ..
وَحْدَهُم كَانُوْا يَرْفُضُوْن وَلَكن بِصَوْت خَافِت ..
بـ الْكَاد [ يَسْمَع ] !
فـ كَان الْحَسْم :
صَرَخَت [ أَرْوَى ] فـ الْحَاضِرِيْن ..
" أَبِيْعُه كَيفّفّفّفّفْفّف " ......... !؟
عُمُرْكُم سَمِعْتُم بــ [أَم ] بَاعَت وَلَدِهَا ..... !
لَم يُجِيْب عَلَيْهَا أَحَد فَقَط الْطَّبِيْب الْبَيْطَرِي ..
يَتَدَخَّل بـ شَي مِن الْحَزْم :
وَلَكِنَّه سـ يَمُوْت أَن ظَل عَلَى هَذِه الْحَالِة !؟
تُقَاطِعْه [ أَرْوَى ] ..
وّبـ احِبّاط غَارِق فِي الْدُمُوْع وَالْوَجَع :
ان مَات سَأرْتَدَي مَلَابِس الْسَّوَاد ..
وَافْتَح بَيْتِي لِلْعَزَاء ...
و ...... مَااات !

رشا عرابي
09-25-2016, 07:26 AM
ياااااه
إسقاط لِمُجريات مُعاشة
برمزيّة بليغة موجعة في آن....

تفاصيل الغربة
والحنين
والتّعلق بقشّةٍ واهية من حياة ختامها ورقة خريف
كل هذه النّوازع؛جعلت من النص
لوحةً مرئيّة تتحرك في أطُرٍ
بالكاد، تسمى حياة


الرائع بدر البلادي
قرأت ورأيت ولمستُ الحيرة والشتات
والحنين والوجع بأطراف أناملي

لك التّحايا من وريد العطر جوري

فاضل العباس
09-28-2016, 11:32 AM
سرد قصصي ممتع غني بالجمل وبالغ في الوصول الى النهايه ليجعلها كئيبه
مزج بين الغربه والطلاق للمراءه والوحده لطائر يحنو للشريك او الحريه
انت رائع ايها البدر

نادرة عبدالحي
09-28-2016, 08:12 PM
لغة قريبة من القارئ لا غموض ولا إطالة في الوصف او التكرار

مشاهد وأحداث تشيرُ الى قضية معينة مستترة في القصةفالكاتب
يبحث عن الدوافع وراء الاحداث التي تصيب الانسان في حياته وتجعله عرضة لقرارات صعبة وحائرة .
كاتبنا الفاضل يمتلك الإنفعالات التي تجعل معه القارئ يفكر ويحلق بخياله
عبر احداث القصة التي لابد ان تكون نتيجة لذلك مقنعة ومشَوِّقَةً له تماماً .

الكاتب البلادي أتيت بغيث في ميسم النشيد .