فاطمة ناصر
10-23-2016, 10:06 AM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-6b89be9f98.jpg
.
الشعراء وفصل الشتاء
بقلم : فتاة تهامة
-----------------
لقد اهتم الناس في سالف الأزمان بتوثيق المناخات التي تمر عليهم و الفصول المتعاقبة على مدار السنة. و ذلك من خلال جلساتهم و مسامراتهم كلما اجتمعوا أو حتى التقوا في أي مكان و تحت أي ظرف. إذ أن لفصول السنة مناسباتها في كثير من نقولاتهم سواء كانت العامة أو الخاصة و التي تجد محلها غالبا بين تدويناتهم اليومية. و لأننا نعيش هذه الأيام فصلا من فصول السنة و الذي يعتبر أشدها ضراوة و قسوة من حيث البرد القارس و هبوبه التي لا يُعلم أي الأحايين تهب. فقد تداول الشعراء فصل الشتاء بين قصائدهم كنوع من الإسقاط على معاناتهم و أوجاعهم. فمنهم من شبّه البرد بالجفاء و منهم من طال عليه الليل فقال عنه نديم الساهرين المفارقين أحبتهم ، و آخر وصفه بموسم العناق و الوحشة إلى غير ذلك من التشبيهات و الاستعارات.
غير أن لفصل الشتاء خاصيته التي تفضّله على سائر الفصول و ذلك لما يمتاز بليلهِ الطويل، و برده القاسي، و الذي يجعل الشعراء يكتبون قصائدهم على هذا النحو من التجسيد. و لو تتبعنا بعضاً من هذه القصائد و التي لا نعتبرها موسمية على وجه الخصوص بقدر ما لها من مناسبة و فرصة مواتيه حيث يكثر الوجد لدى الشاعر في فصل الشتاء على حبيبٍ فارق ، أو الشوق لعناق يشعل حميمية الدفء في مشاعره و هكذا، لوجدنا أنها كُتبت على ضوء النار الوهاجة في وجه الشتاء أو في الليالي الموحشات بكل استواء و شجن.
فعلى سبيل المثال منهم من قال :
ليلي طـــويل و لاهـب الـنار وقاد
----------- يـوم الشـتا هبهب علينا هبوبه
اسهر وغيري في حلا النوم هجّاد
-----------ما فارق احبابه و لا غربّوا به
و هنا نجد أن الشاعر جسّد قساوة الشتاء و اشعل ناره لائذا بها من شدة البرد إضافةً إلى معاناته التي كانت حاضرة في سياق البيتين اعلاه حيث فراقه احبابه و غربته عنهم و... الخ
كما نتذكر أحد الشعراء حينما قال في أحد الليالي الشاتية الممطرة :
يا رياح الشبط مزن السما دوب استوى
--------- فوق ريضان الحبايب على حزة عصير
كل ما رفت عيوني مع صفق الهوى
-------------قلت يالله جعلها تنشي الرحمه بخير
و هكذا يظل الشتاء حاضراً بتقلباته و اجواءه و حديث الشعراء و السمر و النار و الليل الطويل .
__________
.
الشعراء وفصل الشتاء
بقلم : فتاة تهامة
-----------------
لقد اهتم الناس في سالف الأزمان بتوثيق المناخات التي تمر عليهم و الفصول المتعاقبة على مدار السنة. و ذلك من خلال جلساتهم و مسامراتهم كلما اجتمعوا أو حتى التقوا في أي مكان و تحت أي ظرف. إذ أن لفصول السنة مناسباتها في كثير من نقولاتهم سواء كانت العامة أو الخاصة و التي تجد محلها غالبا بين تدويناتهم اليومية. و لأننا نعيش هذه الأيام فصلا من فصول السنة و الذي يعتبر أشدها ضراوة و قسوة من حيث البرد القارس و هبوبه التي لا يُعلم أي الأحايين تهب. فقد تداول الشعراء فصل الشتاء بين قصائدهم كنوع من الإسقاط على معاناتهم و أوجاعهم. فمنهم من شبّه البرد بالجفاء و منهم من طال عليه الليل فقال عنه نديم الساهرين المفارقين أحبتهم ، و آخر وصفه بموسم العناق و الوحشة إلى غير ذلك من التشبيهات و الاستعارات.
غير أن لفصل الشتاء خاصيته التي تفضّله على سائر الفصول و ذلك لما يمتاز بليلهِ الطويل، و برده القاسي، و الذي يجعل الشعراء يكتبون قصائدهم على هذا النحو من التجسيد. و لو تتبعنا بعضاً من هذه القصائد و التي لا نعتبرها موسمية على وجه الخصوص بقدر ما لها من مناسبة و فرصة مواتيه حيث يكثر الوجد لدى الشاعر في فصل الشتاء على حبيبٍ فارق ، أو الشوق لعناق يشعل حميمية الدفء في مشاعره و هكذا، لوجدنا أنها كُتبت على ضوء النار الوهاجة في وجه الشتاء أو في الليالي الموحشات بكل استواء و شجن.
فعلى سبيل المثال منهم من قال :
ليلي طـــويل و لاهـب الـنار وقاد
----------- يـوم الشـتا هبهب علينا هبوبه
اسهر وغيري في حلا النوم هجّاد
-----------ما فارق احبابه و لا غربّوا به
و هنا نجد أن الشاعر جسّد قساوة الشتاء و اشعل ناره لائذا بها من شدة البرد إضافةً إلى معاناته التي كانت حاضرة في سياق البيتين اعلاه حيث فراقه احبابه و غربته عنهم و... الخ
كما نتذكر أحد الشعراء حينما قال في أحد الليالي الشاتية الممطرة :
يا رياح الشبط مزن السما دوب استوى
--------- فوق ريضان الحبايب على حزة عصير
كل ما رفت عيوني مع صفق الهوى
-------------قلت يالله جعلها تنشي الرحمه بخير
و هكذا يظل الشتاء حاضراً بتقلباته و اجواءه و حديث الشعراء و السمر و النار و الليل الطويل .
__________