المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَعاذير


فرّاج الأنفوي
11-09-2016, 04:45 AM
هكذا ..!

من كل (ع)ين تَ(ذ)وي (رِ)قةً
على أستارِ السماء الباليةِ في الصدور!

فرّاج الأنفوي
11-09-2016, 07:30 PM
وتجبُنُ الدنيا في عينِ المحبِّ حتى إنها لتتراءى له زايةً مائلةً في قعرِ جُبٍّ أو شراكَ نعلٍ ديسَ بأرجلٍ غلاظٍ لمعاشر قومٍ كادحينَ!
ولطالمَا كانَ هذا الحبُّ عزَّةً ورفعةً في مقابلِ خِرَقِ الذلِّ والاستكانةِ وتآكلِ النفوسِ المتمالئةِ على كُسورِ القلوبِ الولهةِ الجاثيةِ أمام أعتابِ السؤال!

فرّاج الأنفوي
11-10-2016, 01:44 AM
الحبُّ كالموتِ يأتي مرةً واحدةً، حتى إذا أتى لا يعودُ!

فرّاج الأنفوي
11-12-2016, 04:54 PM
ماكان للعاقل أن يفتح خوخة القلب إلا حذِرًا، مستيقظا غير متغافلٍ غاية الاستيقاظ، إذ هو حصنه الحصين الذي إذا أوتيَ منه خارَ وتقهقر، فيستكينُ بعد شموخ، ويذل بعد عزة، ويتصاغر بعد تعاظم!
الحبُّ ليس حرامًا يا صاحِ، الحب ضرورة إنسانيةٌ، طِلبةٌ نفسانيةٌ بها يُقتدرُ على مسايرة الطبيعياتِ، غيرَ أن التمادي فيهِ مجلبةُ شرّ فإن كل شيء يطغى عن حدّهِ يستحيلُ إلى ضدهِ!
اسمع نصيحة من أحبَّ ولم يُحبَّ!
دمتَ سماويًا يا صاحبي!

فرّاج الأنفوي
11-14-2016, 02:59 AM
في السجود مندوحةٌوفي الخلوة بلسمٌ وسكونٌ، سلوان عن دنيا بشرٍ اجتالتهم أدواء النفوس، وتمكنت منهم عوارض المصالحِ التي يهتكون من أجلها صداقةَ عمرٍ وتعامل دهرٍ وضحكاتِ أوقاتِ صفاءٍ!
ما الذي تغيّر؟
إنها المقاصدُ التي لا تعترف إلا بالمصالح، إنه خلق الاستغلال، وانصهار معادن الرجال، إنه الجشعُ الأخلاقي في أبشع تصاريفهِ!
إنه الغابُ وقانون الدوابّ!
هذا هو المُحيط، وإليه المستقر،
فأين المفر؟!

فرّاج الأنفوي
11-15-2016, 02:11 AM
تقول الأسطورةُ العربية: بلادُ العربِ أوطاني!
وأنا أقول هذا محضُ افتراء!
أنا وطني قلبي، وسجني ضلوعي، ومتنفسي وحدتي وعزتي
ماذا جلبَ لي أقراني؟ وبماذا نفعني خلاني؟ وماذا منحني معارفي وصحابي؟
لاشيء غير ضحكةٍ صفراء، ومكيدةٍ سوداء، ومِنحةٍ شوهاء، والكثير من الهاءِ وهاء!
أنا إن كانَ بوسعي أن أتبرأ من بشريتي، لفعلتُ، لقطعتُ شرايينَ الشبهِ ولمسحتُ ملامح القياسِ ولأحرقت وثائق الانتماءِ ولأعلنتُ دقيقةً حِدادًا عليهم، وألفَ ألف يومٍ فرحًا بمفارقتهم!
لا تلمني، بل لمهم، ولا تعاتبني، بل تعرّف إلى جرائمهم!
تفحّص جيناتهم، وادرس وراثاتهم!
وارجعْ البصرَ إليَّ أخبرني بالذي خلُصتَ إليهِ!
سأقبلُ منكَ أي حكمٍ إلا قولكَ فيهم أنهم: بشرٌ!!

فرّاج الأنفوي
11-16-2016, 03:03 AM
ويضيقُ الصدر وتنتفخ الأوداجُ وتحمرُّ العينانِ وتتورّد الوجنتانِ ويطولُ العنقُ وتشخص المُقلتان ِ تظافرًا وتعاضدًا لخروج كلمةِ العمر، عنوانِ الحياةِ وصورةِ العلاقةِ الممحوكةِ في ظلالِ التواري، المصنوعةِ من تمرِ الأسى وماء الحَزَن:
أكرهُك !!
هكذا خرجتْ كما تخرج الروح من جسدِ الشهيد.
خرجتْ كما تخرجُ الفراشةُ من شرنقةِ المجهولِ.
خرجتْ لتقلبَ الصفحةَ، لترسمَ البسمة، لتعلنَ أن اللحظةَ عيدٌ يُنحرُ فيهِ ألفُ وعيد!
خرجتْ لتقول لهُ: أنتَ حرٌّ لوجهِ الله!

فرّاج الأنفوي
11-17-2016, 02:49 AM
في الحقيقة، كنت أكتبُ قبل هذا من منطلق الرغبة الملحة والحاجة النابعةِ من القلبِ، إذ كل ما حولي يدعوني لذلك، يأزني إليه أزًّا ويدفعني نحوه دفعا.
لكن في هذه السنة بالضبط ما عدتُ أجد تلك الرغبة الملحة والشعور المتنامي، وبما أنني يجب علي لزاما أن أكتب لأطور ذاتي، إذ هذا ما أدركت أنني في قابلٍ سأحترفهُ، بله سيكونُ صنعتي، بهِ أعرفُ وبألقابهِ أوسمُ، آثرتُ أن أعود لأبحث عن مراحٍ أطلق فيه العنان لقطعانٍ من الحروف الملجمةِ بلفيف من أنفاس الروح المسرجة بمعانٍ متداخلةٍ متشاكلةٍ، وأحيانًا متضاربة!
أعود لأكتبَ عن الحبّ العفيفِ الطاهرِ، لأقص أقاصيص الحياةِ الحُلوةِ الخضرة، التي ظاهرها المسغبةُ وباطنها من ورائه النعمةُ البالغةُ.
أعودُ لأبحثَ عن قلمي، لا لأقارنهُ بقلم أو أقلامٍ، وإنما لأنجُرهُ نجرًا يؤذن بمفارقتهِ مشاكليهِ، لأثبتَ لنفسي أن نَفَسي فريدٌ، له جيناتٌ وراثيةٌ أدبيةٌ لا توجدُ عند أحدٍ على وجهِ الأرضِ، ولعلها لن توجدَ!
أعودُ لأكتبَ عن وطني، الذي لا يفارقني، صدري الذي يكتنزُ تجاربَ سعى بين حقولِ التوتِ يبحثُ عن الفراولةِ الناضجةِ الطازجة، فإذا به يصافح ألافَ الفزّاعاتِ القماشيةِ، ألافَ القلوبِ الخشبيةِ، آلاف الأقنعةِ المتزينةِ بمكرِ الحاسدِ وخديعةِ المتربص!
وهذا القلم الذي أنت تراهُ وتُعجبُ بهِ، أو قد تفعلُ، هو في الحقيقة أشبه ما يكون بعصا موسى -عليه السلام-، كثيرًا ما يُلقى ليصبح سنانًا يقطعُ، شفرةً تلمعُ، صمصامًا يجبي في إقبال وإدبار... لا تلوموهُ ولوموا قومكم، لوموا أنفسكم، لوموا أخلاقكم وأدواءكم!!
ثم هو قد يكون بعد ذلكَ يدًا حانيةً تمسحُ رأس اليتيمِ وتربّتُ على كتفِ المُعوزِ وتشدُّ على يدِ الصديق!
هذا القلمُ، وذاك صاحبهُ .. وهذه صفحات الدنيا التي هو مقبلٌ على ملئها بعصارةِ الروحِ، بشيءٍ من تأوّهِ النفسِ وتباريحيها، بتمتماتِ العزلةِ الضاربةِ في غياهبِ الطمأنينةِ، في شعورٍ متنامٍ بالرضى عما سيكونُ عليهِ غدا، لا ما هو عليه اليومَ!
فاحتملوهُ!

فرّاج الأنفوي
11-18-2016, 01:14 AM
أيتها النائمةُ على مسارحِ الأوابدِ القاطعةُ أنفاسي بقطعي لهالات العوائد، أيتها المتسترةُ بين جبالٍ من علمٍ الغارقة في بحار من حبر، المتمنّعةُ عن الغرباءِ، المتجملةُ عند السَّحر والعشاء!
كلميني، بُثي إليَّ شكواكِ، وأزيحي لثامَ الصمتِ عن مُحيّاكِ، خبّريني بالذي كانَ، بصروفِ الزمانِ وأطلالِ المكان، تبسّمي! أولا أستحقُّ إشراقةً من فيِّ الحسناءِ يصلُ الفؤادَ بكل خصبٍ وواد، ويجلو عن النفسِ طِعان الحسّاد!
أولا يمكنني أن أنتزعَ منكِ اعترافًا بالوجودِ، امتنانًا من صاحبةِ الكرمِ والجود؟!
مالي أراكِ متمنّعةً وقد شارفت رقصاتُ البدرِ على إلقاءِ العُذرِ بأن القرانَ -بيننا- ملأ صداهُ الأكوانَ!
التفتي إليَّ لألثمَ ذاك الثغر البسّامَ، لأرتشف من عبقِ كريمة، وبنت المستكفي، وزيادة!
لأتأدبَ وأتفهّم، لأعزَّ بكِ ومنكِ أتعلّم!

كُرّاستي ❤

فرّاج الأنفوي
11-21-2016, 02:45 AM
في الضمير شيء يدعو إلى التجافي عن كل شيء، إلى التلحف في سربال الوحدة، إلى ارتشافِ إكسير الجنونِ!
المجنون وحده من لا يعاتَبُ، هو وحدهُ من لا يُحَب ولا يكرَهُ، كل الناس اتجاهه على حيادٍ طالما كانَ ذا جنّةٍ عندهم!
أفلا أكون مجنونًا كي أستريح من عتب العاتبين، وحرص الحريصين وغيرة الغيورين، وكيد الحاسدين، وخنق أو حنقِ المحبين؟!
لقد سئمتُ من الناسِ، من ذوي المصالحِ، من ضيقي العطنِ، من متبلدي الإحساسِ، تعبتُ من ذاك التافهِ الذي إذا ضرك لم ينفعك، ومن ذلك الجهول الذي إذا بلّدكَ لم يرقّكَ في مدارج العقلاء، لقد اكتفيتُ من الهربِ منهم، في الكليةِ، في الهاتف، في المواقع الاجتماعية .. في كل مكان!
من لي بوجهٍ غير وجهي أستعيرهُ منه أو أشتريه؟!
من لي باسمٍ آخر وجنسيةٍ أخرى؟!
من لي بعيشةٍ في القمرِ أو في زحل أو في جزيرة لم تطأها قدم امرأة قطُّ ولا رجل ؟!
من لي بوصفةٍ سحريةٍ أرَى -بها- ولا أُرى؟!
هكذا أصبحَ حالي مع من شاركوني الجسوم دون الهموم، من تقاسمت معهم حياةً دون الحياةِ، من أنا منهم، وليسوا مني!
هذهِ حياةُ العابر، ودأب المغاير... إنها سبيلُ المهاجر!
فمن كانت هجرته ...!

فرّاج الأنفوي
12-15-2016, 01:12 AM
أما الصمتُ، فهو لغةُ الصدقِ، لغةُ الحبِّ الطاهرِ العُذريّ، لغةُ العتابِ الحاني، والتدمّرِ الممزوجِ بالودّ المتدفقِّ من العينينِ الذّابلتين ... الصمتُ لغةُ الملاكِ المخبوءِ فينا، كتابٌ لا حرفَ فيهِ وأنشودةٌ لا تُسمعُ، وألفُ عتابٍ تتقاسمهُ الدواخلُ بوصلةٍ سحريةٍ أشبه بالتقاء الأرواحِ في حلمٍ ورديٍّ ملؤهُ استنشاقُ عطرِ القربِ المستحيلِ!
الصمتُ يا صاحِ: عيناكَ الممتزجتانِ بفصولِ المشاعرِ الإثنتي عشر.

فرّاج الأنفوي
12-15-2016, 06:21 PM
ها أنت ذا صمتَّ، ثم كان ماذا؟!
أنت بهذا تؤكدُ الاستثناءَ، تنحِته في جدارِ الولهِ، وتمزجهُ بدمعِ القهرِ!
أما أنا، فلا أتذكركَ تجرّدًا، ولا أكادُ .. بله كلما تذكرتكَ صافحني طيفُ الأقصى، أو طللُ غرناطةَ، ولامسَ مسمعي شعرُ ابن زيدونَ، وغمرتني عباراتُ الرافعيّ في زيادة!
ثم هاجمتني صرخاتُ الصغارِ في حلب وآهاتُ ألفِ خنساء وخنساء في الموصل!
أقُدَّر علينا أن يكونَ هذا حالنا؟! حبٌّ مزاجُهُ ألمُ أمةٍ؟!
وإذنْ تقلَّدْ قلبكَ ودعنا نُحاربُ الشرَّ بفؤادينا

فرّاج الأنفوي
12-24-2016, 03:02 AM
على مشارف ساحة التضحية، يقف المحبون صفا حاملين أفئدتهم في أيديهم، يتطلعون إلى بذلها في سبيل كسرةِ خبز أو غرفة ماء أو قطعة ثوبٍ.
أما هو فيحملُ عقلهُ يقايضُ بهِ عريضي القفا، ليحظى بإغفاءة عجلى على أسِرّة اللقاء! بلا شقاء.

فرّاج الأنفوي
12-30-2016, 03:20 AM
بينهما كل القواعدِ المتعارف عليها بين معاشر المتولهين مكسورة!
الغيابُ أيقونةُ القربِ، والصمتُ شلالٌ من المشاعر المتدفق، والتواري تأوهٌ صاخبٌ يحكي أشواقَ الأيام!
لا شيء يشبههما حتى حينما يتخاصمان، يتلاومانِ، يتغنجان!
كل شيء من حولهما يخبرهما أن كليكما أعجوبةٌ لعلها لن تتكررَّ ثانيةً!

فرّاج الأنفوي
01-02-2017, 02:34 AM
اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقَما.

يا رب!

فرّاج الأنفوي
01-12-2017, 01:41 AM
قدْ نتفقُ جميعا أن لأجسادنا أرواحا نورانية تخطُّ فيها خرائط الحياةِوتحفر خلالها أخاديدَ الوجودِ!
لكن؛ من لأرواحنا من وحشةِ العتمةِ؟ من لها من سطوةِ العدمِ وصرير النزعِ وتراتيل البينِ وشوبٍ من تأوّهٍ، ونفاذ زيتِ الأنفاس.. ونفاذ زيت الأنفاسِ؟!
لاشك إنها أرواحهم، هي أرواح لأرواحنا، أو روح الروح وإكسيرُ البعث وتعاويذ الرجل الساعي، هي عصا موسى التي تأكل إفك الوحدةِ، وتشق نيل الألفةِ لتغرق فيه فرعون البؤس وجنوده!
أرواحهم قبسٌ من الجنّةِ يذكرنا بأصلنا ويفتحُ أمامنا معارجَ من نورٍ تدلّنا تدلنا على أرضٍ تتمازجُ فيها جواهرنا كما خلقت أول مرّة!