مشاهدة النسخة كاملة : يبني في الهواء
عبدالرحيم فرغلي
11-14-2016, 01:06 PM
وافترقنا يا سلمى ، حشرتُ في ذاكرتي كل أمسياتنا .. حتى القمر الذي أطعمناه ضحكاتنا .. والأمكنة التي كانت تعيش من أجلنا ، حملتُ حقائبي .. لم تعلق بها رائحة المطارات .. لكنها مهووسة بالرحيل .. بالهروب من مرارة الوداع .. من تفاصيل حبنا ، أبيع نفسي لجشع الوحدة حيناً .. ومصاحبة النساء حيناً آخر ، كنتُ أتمنى خيانتك .. لأنسى كل أوجاعي ، لكن قلبي موقوفاً عليك .. على صوتك وملامحك ، إني رجل يستحق الرثاء ، فشلتُ في الحب .. وفي الخيانة فشلت .
تذكرين أم جابر .. المرأة التي تصافحها السماء كل صباح .. وتعيش الملائكة في حديثها ، وجهها ضاحك كأنما في داخلها طرفة لا تنتهي ، قلتُ لها وهي تتناول حفنة الريالات من يدي .. ادعو لنا بالزواج يا خالة ، مضت مبتعدة وهي تدعو لنا بالرضى .. غضبت منها حينها ، بعد سنين من الألم والسخط .. علمت أن طيور السعادة تسكننا حين نُرزق الرضى .
وتذكرين يوم تصدع كوب الشاي ، لعله لم يحتمل روعة حبنا ، غيرته من شفافية قلوبنا التي لا تواري لوعتها كزجاج نقي ، شظاياه تناثرت ، لكن شظية لئيمة تجرأت على طيبة إهابك ، انغرزت فيه كعدو شرس .. انحنيتُ أنا والمساء .. لنسكت ثرثرة الدم .. رقيق هو كروحك .. لم تزل فيه رائحة الدعوات وتسابيح الصلوات .. ضوء أحمر يشع بالدهشة ، من زمن بعيد وهو مخبوء لا يرى عالمنا الموبوء .
مضينا يا سلمى ، مضت المواعيد التي تلقينا على قارعة الوقت كجمر مشتعل ، تجعل قلوبنا قطعة لحم مهترئة يمضغها كلب الوساوس والظنون ، نرسم اللقاء قبل اللقاء .. والحديث قبل الكلام ، تجعل منا سمكة تتقلب في سرير الماء وتغازل الضوء برقصة جسدها الرشيق ، مضت ثورة الغضب الكبير لأسباب هينة .. كأن تتأخري عني قليلاً .. كأن تطيلي الحديث مع صديقتك ، أو تتركيني مصلوباً على مشنقة مساء لا أمل فيه لاتصالك ، كان لي قلب ليس فيه سواك ، الآن لديّ عدة قلوب .. أعذبها الذي يأتيني كل مساء .. أتحدث معه عنكِ .. عن شوقي وحنيني .. عن حبنا وفجيعة فراقنا .
شكراً لك سلمى .. ما زلتِ تسألين عن عبدالرحيم .. هكذا يخبرني الأصدقاء ، اشعر حينها بسيارة عريس تجوب داخلي بزهورها وزينتها .. وزغاريد النساء تتلبس دمي كجنيّ شقي ، أريد أن أقذف حجر يصل إلى كبد السماء .. فتتلفت وتراني أقفز بفرحتي وسعادتي .. أقول لها كم أنا سعيد .. فسلمى تسأل عني .
أنا بخير .. عرفتُ أن الدنيا قطعة بسكوت تغطيها شوكلاته شهية .. داخلها منفوخ بأوهام ومحشوة بحبات لامعة شديدة المرار ، بعض أيامي أعيشها كرجل عجنته الصحراء .. ليلي تعوي فيه ذئاب الحنين ونهاري شمس ثرثارة لا تعرف الصمت حتى تموت ، وبعض أيامي كرجل بحر مسكين .. سنارته كفيفة لا تهتدي لأفواه السمك .. كلما صعدتُ من غوص تذكرتُ أن اللآلئ ليست لمثلي ، وايام كرجل تربى بين الصالحين .. الاستغفار حلوى تذوب في قلبي وأتذوقها في فمي .. أود لو ينقضي العمر في سجدة .. أينما التفت وجدتُ الله ، عجباً لنا يا سلمى .. مثل الهواء .. لا نثبت على اتجاه .
رشا عرابي
11-14-2016, 01:30 PM
لله درّها من ظهيرة إذ اكتحلت ذائقتي
بمروَد سكبٍ مختلف / قريب
صبغته سامقة ومدادُه كما المرايا تعكس
بين/بين شيئاً منّا
هنا،
[ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﺴﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧُﺮﺯﻕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ]
قانون للسعادة حيك بعفوية الصدق
وهنا،
[ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﻐﺎﺯﻝ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺑﺮﻗﺼﺔ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺷﻴق ]
الصورة مدهشة / مربكة
وتشبيه الحياة بقطعة الشوكولا
لله ما أحيلاه من درّ قد تكدّس في ثغر الكلم دهشات !!
والمسك، كل المسك
في القفلة....!
..
....
أستاذي القدير الجليل
عبدالرحيم فرغلي
لي خُيلاء المقعد المجاور
وزهو القراءة دون اكتفاء
ولك من القلب احتراماً لا يزال يكبر
تحية وجورية ودعاء
عبدالرحيم فرغلي
11-14-2016, 01:49 PM
هنئيا لنصي بك .. وما أسعدني بكل هذا البذخ في الثناء .. ومن من ؟ من رشا .
دوما أقول ان التعليق الأول على النص .. هو عندي كقيمة النص .. أقصد كأهمية النص نفسه ..
أظل أترقبه .. رغم الوقت الطويل الذي قضيته في الكتابة بالمنتديات . ما زال الشعور الأول يغتالني
معع كل نص ، وأتهمه بألف تهمة .. حتى يأتي التعليق الأول لعله يطمأنني .
شكرا لك من القلب أيتها الفاضلة ، وإن كان هذا رايك فقد أطمأن رأيك ، فأنا استرشد برأيك كثيرا .
ألف تحية وتقدير
سيرين
11-14-2016, 02:24 PM
وشكراََ لسلمى
التي ألهمتك وحي أربك الروح بطهر الأولين
نبصره ضوء خاطب الأيام بما تطيبت به الأماكن من عطر وحنين
وأضاء عتمة الأزمان بشموس رحبة المدي
شاعرنا المبدع " عبدالرحيم فرغلي "
تبهرني الرسائل الادبية
ويزداد الشغف بها لندرة كتابها وما تحتاجه من حرفية صياغة السهل الممتنع
والذي لن يجيده غير اديب متمكن من قلمه المبدع
ذكرتني برسائل جبران ومي التي لا نمل من قرائتها وتتهلل بها الذائقة كلما مرت بها
فهنيئا لنا ارتشاف قدح من لغة تماهت بها الابجدية
جل الامتنان لمكوث منحنا البهاء وقول " تبارك الله "
ود وياسمين
\..:icon20:
ليلى آل حسين
11-14-2016, 02:38 PM
وتذكرين يوم تصدع كوب الشاي ، لعله لم يحتمل روعة حبنا ، غيرته من شفافية قلوبنا التي لا تواري لوعتها كزجاج نقي ،
شظاياه تناثرت ، لكن شظية لئيمة تجرأت على طيبة إهابك ، انغرزت فيه كعدو شرس .. انحنيتُ أنا والمساء .. لنسكت ثرثرة الدم .. رقيق هو كروحك ..
لم تزل فيه رائحة الدعوات وتسابيح الصلوات .. ضوء أحمر يشع بالدهشة ، من زمن بعيد وهو مخبوء لا يرى عالمنا الموبوء .
؛
أي حرف هذا يعزف الاحساس بجنون يا رائع
يا الله
رأيته مجرما حد عبوس ملامحي
كيف تجرأ اللئيم على جرح الدراق
يا قدير
ما أرق النسمة سلمى بين أصابعك
وما أسمى وانقى مشاعرك
وما أجمل أن تتوه أحداقنا في زحمة هذا الألق
طبت وطاب الاحساس
ودي وتقديري :icon20:
عَلاَمَ
11-14-2016, 03:39 PM
( حتى القمر الذي أطعمناه ضحكاتنا )
شكرا لك يا أنيق لإطعامنا هذا التصور الإبداعي اللذي أطمعُ أن أزوره مراراً لإتذوقه في بقية حالاتهَ ..!! ،،
منال العبدالله
11-14-2016, 04:47 PM
دعني أستزيد....
هنا حيث نتعلم كيف تكون القراءة بمحاذاة
[ السموّ ]
من حيثي إلى حيثك أيها الفاضل
سلام عليك
بلقيس الرشيدي
11-15-2016, 10:04 PM
وسَتبقَى ذَاكِرتُنا مُبلَّلة بِلذَّة الحُب الأَول حيثُ تَسكِنُنا خيالاتنا !
حينَ نقَرأُ لكَ نَشعرُ أنَّ الأدب يُمسكُ بأيدِينا ويُحلِّقُ بِنا بعِيدًا للسَماء .
هنِيئًا لنا هَذِهِ اللَّحظة . أسعدك الله
http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)
والأعجبُ أني قرأتُك بعين فقدي، وبلسان صمتي !
و لاغَرو ... ففي حضرت الصدق تهرعُ القلوب لارتشاف سُلاف ما اختمر طويلا في جِرار الّلا منطوق !
توجعني تلك اللغة التي تحترف الكتابة بصيغة الماضي
وكم نبرعُ فيها وكم ندندن حروفها مواويل تتكاثف أصداؤها في سراديب العتمة !
أستاذي القدير/
ثمّة كتابات نجدُنا مختبئين في طياتها، تحكينا وتُبكينا ثم تنضحُ علينا بماء الرضى فنغتسل باليقين و اليقين
كل الشكر
صبري القاسم
11-16-2016, 12:12 PM
رسالة أدبية ثرة
كان لي حظوة القراءة والتفكر
طبت وطابت أيامك
نادرة عبدالحي
11-16-2016, 02:10 PM
وعدتِ إلينا يا سلمى مع عودة تشرين اشتقناكِ وايقن انكِ اشتقتِ إلينا ،،،،
أعلمُ يا سلمى انك تجوبين ابعاد وتتفقدين المكان وتنثرين روائحك العطرة وتقرأين لنا وتتفقدين وجودنا شاعرا وكاتبة
وتبتسمين لوجود رشا بلونها وسيرينة بأناقتها ونادرة بغلازتها المعهودة بتحليل والثرثرة وبلقيس بهدوئها وعبد الإله . ونازك ونوف وفاتن.
أحببناكِ يا سلمى وعشقنا تواجدكِ بيننا حتى بت اشعر بأنكِ أبعادية الوريد أحَبكِ رجل أبعادي منا سأشكو لكِ غيابه عنا عندها وتبدأ
قلوبنا وأفكارنا بالإنشغال عليه .وهاتفه دائما مُغلق ,أيرضيكِ ما يفعلهُ بقرائهِ ؟؟؟ أراكِ تبتسمين من شكوتي
وكأنك تدركين وتحفظين جميع طباعه
..
حيا الله بأم جابر وجه ضاحك نتعرف إليه من خلال نصكَ هذا يا لروعة الكتّاب والشعراء
من أمثالكَ يجعلوننا بإسلوبهم نتعرف على أشخاص لم نُقابلهم يوما ونهوى تفاصيلهم كما فعلت بنا مع سلمى .
تذكرين أم جابر .. المرأة التي تصافحها السماء كل صباح .. وتعيش الملائكة في حديثها ، وجهها ضاحك كأنما في داخلها طرفة لا تنتهي ، قلتُ لها وهي تتناول حفنة الريالات من يدي .. ادعو لنا بالزواج يا خالة ، مضت مبتعدة وهي تدعو لنا بالرضى .. غضبت منها حينها ، بعد سنين من الألم والسخط .. علمت أن طيور السعادة تسكننا حين نُرزق الرضى
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 03:40 PM
الفاضلة سيرين
مرحبا بك أيتها الفاضلة ، قد اثنيتي بما لست أهل ،
إنما هو كرم نفسك ونقائها وأصالتها ، ذكرتني بتلك
الرسائل الأدبية الراقية لمي وجبران ، وتذكرت معها رسائل
الأحزان للرافعي ، تركوا لنا جمالا بلغتنا
بل هم منحونا لغة الجمال ،،،، شكرا لك من القلب ، تشرف نصي
بوجودك وأنت توقعين عليه وتمنحيه بهاء ليس فيه .
لا أدري لم منحتني لقب شاعر ، وأنا منه في جهل مدقع ،،
ربي يسعدك كما اسعدتني ،، ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 03:54 PM
الفاضلة ليلى آل حسين
الجمال كل الجمال هو حضورك وتوقيعك على نص متواضع ،
كم أنا محظوظ بكريمة تمنحني بعض وقتها وتقرأ لمن يتعكز على
عجز حروفه ، لم تتجمل حروفي الا حينما اكتحلت بكرمكم وطيبتكم ،
شكرا لك من القلب ، الف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 03:59 PM
الفاضلة علام
حين أكتب نص أشعر أني اشتريت أرضا ، وقارئة مثلك
هي من تجعلها زاخرة بالزهور والجمال ،
شكرا لك أيتها الفاضلة وألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 04:04 PM
الفاضلة منال العبدالله
أكرمتني بحضورك وزاد عليه توقيعك وزاد عليه ثنائك ، ما أسعدني
بوجود الكرام ، والسماء إن ألقت نظرتها الحنون على الأرض ، فالأرض حتما
ستتفرغ للانتشاء بالزهور التي نمت فيها من تلك النظرة ، ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 04:09 PM
هنيئا لي بحضورك وتوقيعك وكرمك الذي أغدقت به عليّ
،،، نعم للماضي نكهته وما نفعل إلا إطالة عمره داخلنا ،،،،
ولا يحلق بي مثل قراءتك يا رفيقة أبعاد المخلصة .
ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 07:32 PM
الفاضلة نازك ...
نعم ،، نحن نحب الكتابة عن ماضينا ، بل والحياة
فيه أكثر ، أحيانا أعتبر الحاضر هامش مفروض في
نهاية الصفحة ،، نقرأه حينا ونتغافل عنه أحيانا ،
يهمني كثيرا رأيك في النص ، فسموق أدبك وأناقة قلمك
تجعلني أحرص على ذلك ، شكرا لك من القلب ، ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 09:28 PM
الأستاذ الفاضل صبري القاسم ،،،،
شكرا للشرف الذي أكسبتني إياه بمرورك على نص ،،، لا يرتقي إلى سموق أدبك
ورفعته ،،، ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
11-17-2016, 09:35 PM
ماذا أقول لك يا نادرة ،، وأي جواب يليق بكرمك وحضورك
،،، وأي روح طيبة تمتلكينها فتزرعي أبعادنا بحضورك ،، وتحليلاتك ،،
ولم تكتفي بهذا ،، بل زدت عليه بكرمك وثناءك .
كما ذكرت يا نادرة ،، لم أزل أتجول في أبعاد ،،، أقرأ للجميع
،،،، إنه بيتي وأهلي وأحبابي هنا ،،، والعشرة التي رأيتها هنا ،،،
لا أحسبني أستطيع الغياب عنها يوما ،،،،
شكرا لك أيتها اليبة ،،، يا رب كل يوم وكل ساعة وكل سنة وأنت بألف خير ،،،،
وأسعدك الله كما أسعدتني ،،،،، ألف تحية وتقدير
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,