مشاهدة النسخة كاملة : لستِ معي
عبدالرحيم فرغلي
12-16-2016, 01:01 PM
التقيتكِ .. كنتُ يومها حبة قمح تتصعلك مع الريح ، لا تبالي أين تمضي ، خفيفة بلا حلم يُثقلها ولا رغبة تؤرقها .. فجأة ارتمتْ في قلبك .. أصبحت تنمو وتنمو و تنمو .. تتغذى بالحب وترتوي حنان .. كل صباح تتأمل حالها وتصيح .. يا إلهي ما أجمل الوجود .. ما أطيب البشر ، هكذا هو الحب يأتيك وقت الغسق .. بعدما تمضي وضاءة الأمل وتُقبل عليك قتامة اليأس .
يا لروعة حبنا .. منحنا الليل أصابع يعد بها ساعات أنسنا .. وفمه المعلق في السماء .. سرقنا له ضحكات الصغار .. لمحته كثيراً يوشوش أبناء الفجر بما كان منا ، كان الشوق ضميراً متصلاً بنا ، يؤنبنا في الغياب .. يصرخ بنا إنْ تراخت همزة الوصل ، كان يأتي بالصحراء لتمشي في دمي وتنام في حنجرتي .. وأظل أنادي الماء والشجر .. وأجرى في كل الجهات ، لترمي لي أخيراً فتات موعد أتنفس فيه الحياة كمولود جديد .
اقتربتُ منكِ كثيراً .. عرفت كل تفاصيل عطرك ، إنْ غضبْ شممتُ في داخلي رائحة الاعتذار .. وإن رضي شعرتُ بالحسد استشرى وزاد في الكون ، عجيب عطرك يا سلمى .. يفتح شهيتي للثرثرة والبوح بأسراري .. حتى تلك التي لا تليق ، يدفعني لأن أكسر القيود وأمسك بيدك ِ .. يضج في صدري شاطئ ملئ بالبشر .. يجرون ويضحكون .. والنوارس تطير فتقع في قلبي .. عطرك شارع طويل لا تمل روحي من الركض فيه .
للألوان حكاية لا يعرفها سواك .. فيمكنك أن تصلحي بين المتخاصمين منها ، بفستانك يتعانق الأحمر والأصفر بحب ، والاسود ينادي من بعيد حكايات البياض ويذيعها للناظرين ، يقولون ألوان ساخنة .. لكنها عندك تهدأ وتستكين وتريد من حنانها تقبيل ما حولها ، ما أجمل تلك الزهور المتناثرة في وشاحك .. أشعر بها أفواه صغيرة تريد أن تتلو روح القصيدة . الأزرق الثرثار يشتهي لو يبوح لي بحديث أنفاسك فأسكته احتراماً لكِ .
لا أدري ما يحدث لقلبي حين تجلسين على الكرسي المقابل .. وتتخذين هيئة العمر الجميل ، المكان يصبح مؤثثاً بك ، يلتف جسدك بعباءة مسروقة من مواويل العراق .. تتكئين على الطاولة كضحكة مزروعة في أرض المطر ، حين أراكِ .. يتمدد في داخلي فجر من بلاد الأندلس ، تقولين .. اشتقت إليّ ؟ نعم .. نعم يا سلمى .. أنا في الغياب قطعة أرض لا ينفع فيها بناء ولا يأتيها المطر .. أغنية قديمة لن يسمعها أحد .
كل صباح وحين تُلصق الشمس نسخة منها في صفحة السماء .. أقضي ساعة أتذكر ما دار بيننا بالأمس ، أنت تسقيني الحب بترف .. ممزوجاً بغيرتك التي ترضي غروري .. تزيد وسامتي .. وأرى أني رجل يتنفس أحلاماً تتحقق .. بل يمكنني أن أصنع أحلاماً للآخرين ، لكنَّ غيرتكِ أصبحت شكوكاً .. ترى الطرقات كفيفة .. وألوان الزهور لؤم وخرافة .. وضياء القمر أكذوبة يواري به خيانته مع نجم وسيم خلف الجبل طيلة النهار ، أعود من لقاءنا مغسولاً بالألم .. البنايات قلوب منتصبة تربت نوافذها على كتفي .. تأكلني الدهشة .. كيف لأخلاقي أن تكون ساحة لاتهاماتك وعبثك ، الصبر لم يعد يطيقني .. وما كان ثمرة غيرتك يا سلمى .... ...... .... افترقنا .
رشا عرابي
12-16-2016, 02:35 PM
لله درّ هدأةٍ منحنتني قراءةً أنعشت الذائقة
ووهبتها آفاق من التّأمل، ومداءاتٍ من الإصغاء
وقفات أدهشتني،
[ﻭﻓﻤﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ]
صورة تَلهجُ بالدعاء، وتستنطِق القلب خشوع..!
[ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺿﻤﻴﺮﺍً ﻣﺘﺼﻼً ﺑﻨﺎ ، ﻳﺆﻧﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .. ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻨﺎ ﺇﻥْ ﺗﺮﺍﺧﺖ ﻫﻤﺰﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ]
سطرٌ جدل الحكاية بتوصيفٍ وارف
بين غيابٍ وإياب..!
[ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻘﻠﺒﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺠﻠﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ .. ﻭﺗﺘﺨﺬﻳﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ]
وهنا، رَهافةٌ تترى
لملمتَها في مشهدٍ لله ما أرقى مثوله
والقفلة عتابٌ استنزفَ جلّ الشعور المُراق
من محبرةِ النص ..
منارةُ الأدب الوارفة
أستاذي عبدالرحيم فرغلي
نحتاج لمثل هذه النصوص
كي نتعلم كيف يكون الحب والعتاب والغيرة والحضور والغياب مطوّعاً في سطر بوح ملموس مرئي
أستاذي،
لك التّحايا سامقاتٍ كأنت
سيرين
12-16-2016, 02:38 PM
عطرك شارع طويل لا تمل روحي من الركض فيه
الأزرق الثرثار يشتهي لو يبوح لي بحديث أنفاسك فأسكته احتراماً لكِ .
ما أبهاه نبأ تماهى ببهجة العشق ولغة الماء
ثم ما لبث واختتم ذروته بغصة الغيرة التي تصيبنا في مقتل
ليتسيد حرف صاغ صوره الابداعية المتعددة بحرفية ممهورة الترف
حد تسامق به مزن الثريا
سلمت يمناك شاعرنا المبدع " عبدالرحيم فرغلي "
ابهرني قلمك الغانم غيث المطر وخطايا جدب الظنون
لك فاضلي جل الود وتحايا الورد
\..:icon20:
حسام الدين ريشو
12-18-2016, 10:19 AM
عندما يكون نبض القلب
صادقا
تأتي ترجمةالمشاعر
والإحساس أصدق
في هذا النص
للأستاذ القدير
عبد الرحيم فرغلي
كان ذلك الصدق وهجا تجلى
في روعة المفردة
في التراكيب البلاغية
مجازا واستعارة
وإيقاع داخلي جميل
تحياتي
سيدى الفاضل
ودام لك توهج ابجديتك
نوف سعود
12-18-2016, 10:36 PM
،
،
ما أجمل دهشة حرفك الأخ القدير عبدالرحيم،
كل كلمة تشد الأخرى لروعةِ التصوير والتشبية،
شكرًا كبيرة لهذه الأبجديات الممطرة رقّة العاطفة،
تقديري وتحية.
؛
؛
أتعجّبُ من هذه الحرفنة التي نمتلكها حين يتآكلُنا الحنين وننعجِن بهِ
للحِدّ الذي يطحنُ قمح شعورنا،ويتأتّى بهكذا بوحٍ يانع !
الفرغلي؛ بارعٌ في رسم التفاصيل، بل أدقّها
تفاصيلُ سلماهُ المُغيّبة في أقبية الذاكرة
لوهلةٍ من استرسال اللاشعور بهكذا حرف، لا غرابة من الامتزاج بشخوصه، ومشاهدة الأحداث وعن كثب !
لو جاز لي العبور لداخل تلك الصور
لربّتُ على كتفِ سلمى ؛ وعاتبتُها مُطوّلاً (:
الفرغلي/
دام سعدُك
تقديري الجمّ
هاني هاشم
12-19-2016, 02:46 AM
بوح شجي .
توج الإحساس
على ممالك الكلمة .
وبسط مساحات
شاسعة .
لعيون المعنى
لنرى من خلالها
الوجه البهي للشعور ...
الراقي .. حضوراً .. وقلماً
عبد الرحيم فرغلي ..
دام حضورك العطر
ودمت بكل خير ....
بلقيس الرشيدي
12-19-2016, 02:59 PM
دَهشةٌ فِي الغِياب . حدَّةٌ فِي العِتاب وهشَاشَة تخترقُ جسَد الحُب !
مُبهرٌ فِي السَرد ياعبدالرحِيم وبين فُصُولِ حِكايَتُكَ خيالٌ يسرقُنا من لحَظاتِنا
شُكرًا لكُل هَذَا الربِيع . أسعدك الله
.
http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)
نادرة عبدالحي
12-19-2016, 10:06 PM
تنفستُ عميقاااا جدا عند قرأتي لهذه المقطوعة الفريدة من نوعها
هذا هو السر في السرد النثري العفوي الغير مُتكلف حرَّ طليق يبني فضاءا رائعة للقارئ
يأسرني هذا الأسلوب الشيق ويأخذني معه للحظات الحميمة المليئة بالدفء والمحبة النادرة .
التقيتكِ .. كنتُ يومها حبة قمح تتصعلك مع الريح ، لا تبالي أين تمضي ، خفيفة بلا حلم يُثقلها ولا رغبة تؤرقها .. فجأة ارتمتْ في قلبك .. أصبحت تنمو وتنمو و تنمو .. تتغذى بالحب وترتوي حنان .. كل صباح تتأمل حالها وتصيح .. يا إلهي ما أجمل الوجود .. ما أطيب البشر ، هكذا هو الحب يأتيك وقت الغسق .. بعدما تمضي وضاءة الأمل وتُقبل عليك قتامة اليأس .
الكاتب الأبعادي بإنتمائه حتى النخاع عبدالرحيم فرغلي أتمنى ان يسود العالم مثل هذا الحب البرئ والدافئ والنابض بالوفاء
تمتلكُ في اسلوبكَ رؤيات جمالية ومؤثرات وفي كل مرة تُطور رؤياكَ الإبداعية بعفوية صريحة لِــــــ توصلنا لدرجة الوعي الجمالي في النص .
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:26 AM
الأستاذة الفاضلة رشا عرابي
كما أنت .. تاتين حين أكون أجري في قلقي وخوفي
من أحرفي .. أخشى أن تسقط فاشلة ، فأسقط
معها ، تأتين لتربتي على قلقي .. وتمنحيني أمل
بأن حرفي .. يستحق أن يُقرأ ، وأنه يكفيه زهوا
وفخرا وقوفك عليه ،، واقتطاع بعض الوقت لقراءته ..
لا أدري ما أقول لك أيتها السامقة بأخلاقك وكرمك وفضلك ..
كل التحية والتقدير لك .. ولتواجدك الكريم على متصفحي كل شكري ....
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:31 AM
الأستاذة سيرين ...
بل لك كل الشكر والتقدير على هذذه الوقفة ..
على متصفح متواضع لا يرتقي لذائقتك الأدبية
الراقية والتي تتضح في قلمك ، أما ثناءك
فلا يد تكافئه غير الشكر الجزيل ، وإن كان
فيه من جمال ، فلأنك وقفت عليه ومنحته
بعض وقتك فتماوجت أمواجه لتنال حسنا وكرما
،، أما الغيرة فهي ما يعانيه دوما الرجل .. ولا أدري
أهي حبا متواري بشكل آخر .. أم قلة ثقة بالرجل زرعت
في كيان المرأة .. فلا تعيش بدونها ..
....لك كل تحية وتقدير . وحماك الله من كل شر وسوء
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:36 AM
أستاذنا حسام الدين ريشو ..
أن تقف على نص متواضع لي ..
فهذا كرم كبير .. أما أن تزيد على
ذلك فتثني عليه .. فهذا ما لا أجد
له غير الشكر والإمتنان .. والدعاء
بأن يمنحك خيري الدنيا والآخرة ..
وأن يرضيك الله بما تتمناه نفسك ..
فألف تحية وتقدير أستاذنا ولا حرمت إطلالتك .
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:38 AM
الفاضلة نوف سعود
لا ينير الحرف إلا وقوف أمثالك عليه ..
وإغداق الكرم وتناوله بقراءة من أديبة
مثلك .. لعلنا نكتب .. لكن القراء هم
المبدعين الذين لهم ميزانهم وجمال حضورهم ..
ألف شكر وتقدير أيتها الفاضلة ولا حرمت اطلالتك وتواجدك في متصفحي
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:43 AM
نازك .. أيتها الأديبة الراقية ..
بل نحن نتآكل حتى يبقى من الحنين .. الخبز الذي نعيش عليه .
وما هو مخبء في الذاكرة يبدأ بالصحو .. رويدا رويدا حتى يكون
هو الحياة .. ، لا تعاتبي سلمى .. فهي من تمنحني معاني الحياة كلها ..
وإن كنت أقف على التفاصيل .. فلأنها أعطت لهذه التفاصيل روحا وحياة ..
أيتها الفاضلة الكريمة .. أعتز كثيرا برأيك وأنتظره أن يقف عند متصفحي ويمنحني
بعض كرم من قراءتك .. التي اعرف فيها نفاذها لداخل السطور والشعور بها ..
ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:47 AM
الأستاذ هاني هاشم ..
كرم منك أن تقف على متصفحي ..
وتمنحه جمال قراءتك .. وشعورك بمعانيه ..
يا سيدي .. أعلى الله قدرك .. ومنحك ما تتمناه
من خيري الدنيا والآخرة وأكرم والديك بكل نعمة ..
شكرا لك كثيرا .. وألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 06:58 AM
الفاضلة بلقيس ..
للغياب حضور اقوى من الحضور .. بل
المشاهدة والحضور مشاهد جامدة .. تكسب
روعتها من وجودها .. أما الغياب فله روعة الخيال
والأحتمال والزيادة والتكوين كما نشتهي .. الغياب أجمل
.. لأن القلب يعيش به ويجعل كل ما حوله هامش لا يستحق ..
أيتها الفاضلة .. ليس لحرفي من روعة .. إلا لأنك وقفت عليه
بذائقتك الأدبية الراقية التي تتجلى في نصوصك وحرفك .. كل
.. كل ذلك اكسب حرفي جمالا وحضورا .. ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
01-13-2017, 07:05 AM
الفاضلة نادرة .. أظل أنتظر قراءتك لنص لي .. بكل صبر ..
وأحسب الردود الكريمة حتى يأتي ردك ....
توقفت عند قولك .. سرد عفوي غير متكلف ..
أحاول أن أصل لهذا .. أن يكتسب نصي عفوية
تجعله قريباً من قلوب الآخرين .. أن أخفف من آلامي
حين أشعر بهم يشعرون بألمي .. ويرونه مرسوما في السطور ..
،،، اصبحت لك قراءتك يا نادرة .. القراءة التي أعتز بها ..
وأرى بها ذلك الحس النقدي البناء .. الذي يسعى
كل كاتب أن يكتسبه منك .. ويرى من خلال عينيك
مالا يراه .. شكرا لك من القلب يا نادرة ..
ولك كل التقدير والاحترام والاجلال ...
د. لينا شيخو
10-19-2018, 07:32 PM
التقيتكِ .. كنتُ يومها حبة قمح تتصعلك مع الريح ، لا تبالي أين تمضي ، خفيفة بلا حلم يُثقلها ولا رغبة تؤرقها .. فجأة ارتمتْ في قلبك .. أصبحت تنمو وتنمو و تنمو .. تتغذى بالحب وترتوي حنان .. كل صباح تتأمل حالها وتصيح .. يا إلهي ما أجمل الوجود .. ما أطيب البشر ، هكذا هو الحب يأتيك وقت الغسق .. بعدما تمضي وضاءة الأمل وتُقبل عليك قتامة اليأس .
يا لروعة حبنا .. منحنا الليل أصابع يعد بها ساعات أنسنا .. وفمه المعلق في السماء .. سرقنا له ضحكات الصغار .. لمحته كثيراً يوشوش أبناء الفجر بما كان منا ، كان الشوق ضميراً متصلاً بنا ، يؤنبنا في الغياب .. يصرخ بنا إنْ تراخت همزة الوصل ، كان يأتي بالصحراء لتمشي في دمي وتنام في حنجرتي .. وأظل أنادي الماء والشجر .. وأجرى في كل الجهات ، لترمي لي أخيراً فتات موعد أتنفس فيه الحياة كمولود جديد .
اقتربتُ منكِ كثيراً .. عرفت كل تفاصيل عطرك ، إنْ غضبْ شممتُ في داخلي رائحة الاعتذار .. وإن رضي شعرتُ بالحسد استشرى وزاد في الكون ، عجيب عطرك يا سلمى .. يفتح شهيتي للثرثرة والبوح بأسراري .. حتى تلك التي لا تليق ، يدفعني لأن أكسر القيود وأمسك بيدك ِ .. يضج في صدري شاطئ ملئ بالبشر .. يجرون ويضحكون .. والنوارس تطير فتقع في قلبي .. عطرك شارع طويل لا تمل روحي من الركض فيه .
للألوان حكاية لا يعرفها سواك .. فيمكنك أن تصلحي بين المتخاصمين منها ، بفستانك يتعانق الأحمر والأصفر بحب ، والاسود ينادي من بعيد حكايات البياض ويذيعها للناظرين ، يقولون ألوان ساخنة .. لكنها عندك تهدأ وتستكين وتريد من حنانها تقبيل ما حولها ، ما أجمل تلك الزهور المتناثرة في وشاحك .. أشعر بها أفواه صغيرة تريد أن تتلو روح القصيدة . الأزرق الثرثار يشتهي لو يبوح لي بحديث أنفاسك فأسكته احتراماً لكِ .
لا أدري ما يحدث لقلبي حين تجلسين على الكرسي المقابل .. وتتخذين هيئة العمر الجميل ، المكان يصبح مؤثثاً بك ، يلتف جسدك بعباءة مسروقة من مواويل العراق .. تتكئين على الطاولة كضحكة مزروعة في أرض المطر ، حين أراكِ .. يتمدد في داخلي فجر من بلاد الأندلس ، تقولين .. اشتقت إليّ ؟ نعم .. نعم يا سلمى .. أنا في الغياب قطعة أرض لا ينفع فيها بناء ولا يأتيها المطر .. أغنية قديمة لن يسمعها أحد .
كل صباح وحين تُلصق الشمس نسخة منها في صفحة السماء .. أقضي ساعة أتذكر ما دار بيننا بالأمس ، أنت تسقيني الحب بترف .. ممزوجاً بغيرتك التي ترضي غروري .. تزيد وسامتي .. وأرى أني رجل يتنفس أحلاماً تتحقق .. بل يمكنني أن أصنع أحلاماً للآخرين ، لكنَّ غيرتكِ أصبحت شكوكاً .. ترى الطرقات كفيفة .. وألوان الزهور لؤم وخرافة .. وضياء القمر أكذوبة يواري به خيانته مع نجم وسيم خلف الجبل طيلة النهار ، أعود من لقاءنا مغسولاً بالألم .. البنايات قلوب منتصبة تربت نوافذها على كتفي .. تأكلني الدهشة .. كيف لأخلاقي أن تكون ساحة لاتهاماتك وعبثك ، الصبر لم يعد يطيقني .. وما كان ثمرة غيرتك يا سلمى .... ...... .... افترقنا .
أستاذ عبد الرحيم
نصوصك وشم في الذاكرة
أرجو أن تكون بخير
عدتُ لأسماء لا تنسى
يوسف الأنصاري
10-20-2018, 12:04 PM
بدأت بصباح تأمل .. وانتقلت إلى ليل عشق وهيام ..
موجة نثرية بين مد وجزر ..
لتغرق سفينة الود بينكما ..
ويلقي بكما بحر الحب إلى شاطئ الفراق ..
لتصبح على وهج الغيرة ..
تحرق دفئ الوئام ..
وتكون النهاية
قاسية ..
جدا ..
جد .
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,