عبدالله مصالحة
12-27-2016, 12:22 PM
تتزاحم الأعمار إلى المثوى الأخير , ومعلّقات القلب تندثر كأسراب سنونوات, فسماوات الكَلِم ارتأت أن تصير ذكرى نجمة , وهديل قمر مغبون !
يوم أن فاحت من صباحات رأسي أدخنة العُمر , كتبني الجدار زحمة عابرة , فسردني دون الشَّيب , وهاهو الشَّيب يسرد جميع ألوان الجُدُر المنسيَّة بتلكؤ مهيب : فالقصد أنّي لا زلت تحت تجربة الإنهيار الحرفيّ , أغيب عن وعي الكُتُب والجرائد , وأدع تحولات نفسي تهيم كقافلة في عرض صحراء مفتونة بفراغ جميل .. هل قلت جميلا ً ..؟ حتّى لشوق هذه العبارة في قلبكِ يا أنثاي حِكاية !
سأزمّ حوايا اللَّفظ حين أرتدي الطَريق بساطا ً يحرس صمتي , وسأفتح للرياح جبهتي ولحكايا أمّي النائمة في خلد شوقي ترتيل لا يستسيغه إلا العالِمون , فكيف تجدك في وقت إنتهائك إلا منكمشا ً كعصفور في قفص الحياة , تعدّ تساقط شعرك وتركل الصورة البعيدة في عينيك وتزداد نهما ً للإنسيَّة وما عادت تملك من مقاعد شاغرة لترسمك بذات البراءة , المهمّ بك فيك أنّك قويّ كفاية لتمنح الذّاكرة عناء الإبحار في تصاريفك الملتوية الممزوجة بخنقة الحزن وتباريح الصمت , فلا يُخدش حياء قلمك وأنت تذرف دمعة الحُرقة على شخصٍ لم تكن تريده فيك , ولكنّ مجرى القدر واقع لا محالة إن حنقت العين فسال دمها أو زُجّ القلب في جريان نهر الحديث .
نفس اللّيالي الباهتة التي يُسقط فيها القمر وجومه إلى داخل الرّوح , تبكيني الهدأة إلى موازنة وجودي من عدمه , وأسرَح كالواثق الخَدِرِ من ايّ شيء يبرهن العناء على لوحة تذكّرني فيكِ أو فيكنّ أو في امّي .. الوجود مزدحم بكل تفاصيل الذكريات , روتين قاتم قاتل يحيك من دوائر المضيّ أزمنة باردة كبرودة يديّ حين تجالس الأوراق ذات قهوة . كم من عمرٍ سأستغيبُ فيه وَقع الرّضى في قلبي .؟ وكم من سائلٍ في مسامي يصرخ الخروج القسريّ ويلعن الوَطن العميق ذا الطابع السجين الذي يواري سوءة نفسه بأنفاس التدوين.
لا قيمة للذكرى بعد أن غلبتني أنصاف الأشياء التي كنّا نقتسمها تحت المَطر , ومواعيد الحب المستعرة في أدقّ تفاصيل النحور حين تلتوي خجلا ً ما عادت مهمّة , فالغياب والإنتظار قسيمان لنشوة موت واحدة تزرع الأسى وتخلّد شوك البقاء , فما يجيد أحدنا ببسمة إلا وما بقي من قلب يحترق شوقا ً لما فات ويُطعن حنينا ً لما كان , فلا تحملي تعب السَّنين في جوفك , فكتفي مهدود يدرك جهلا ً كيف تكون النهايات قبيحة كالحروب , وكيف يكون وجهك وحده من يبعثر صورة السقف ويحيلها وطنا ً وريف الحضور .
مازلت وقدميّ تسابق الوصايا التي أوصاني بها عقلي : ايّاك وتفريغ شحنات قلبك حين يغلي ماؤه فقدا ً , أو تثير حفيظة بنات الأفكار الواسعة التي تدمي بريق الجنون في نواصي عتابك , فمواعيدك واحدة تقفرّ كلّ يوم على منوال الخراب , ايّاك والتَّرتيب المنطقيّ الذي يشقّ من المسافات فوضى , او يعيق تأنيب الضمير بحجَّة الإنفلات ... بل راقص الوَسَعة في المدى حتّى تذوب الإحتمالات .
ماعدت أفهم الإحساس كما يجب , والمشاعر بلا مشاعر من فرحة وحزن وتعب وضياع ووثوق , لا استطيع ترجمتي في هذا الطريق الآن , فربّما أقلب موازين فكري بلحظة تيه أو عته جواب , أو أهدم بنايات عقلي بلحظة وداع وتقمّص كئيب .. فالعهود والمواثيق سَكرى والأشياء ثملة تُعطي الممنوع وتمنع كثيرا ً من عطايا الخِلد المريض , كالرَّجفة التي تهبني حلما ً اخضرا ً في رواق ما يكنز سادحا ً برهبة حظّ النوايا الغِضاب . هل ياترى ستحتمل جبال اللّغة دَكّ الرَّجفة المالحة في عينيّ ؟!
عديني يا أنثاي أن لا تقتربي من نزاعاتي , فالحلم المورق بيننا مشيَّد بالبهجة ومحصَّنٌ بالنبض , والماء الذي يغزو أجفانك مازلت أحرس وقعه في صدى القلب , ابيضا ً شجيّا ً يقتل الهِرَم ويرسم الطفولة على قارعة الطريق , يبعثني حبّك إلى المنطقة المحظورة التي تكوثر جهات أملي وتنشط فيها الحياة مرَّة أخرى كالندى الشفيف , وعديني أن يكون النسيان خارطة لمؤقنا وسبيلا ً للغيث الذي ينهمر في ارضنا البتول .
وأخرى , لا تنحني اللغة كيفما تشاء وأشاء , ولا ننافس الوقع الحقيق لما يعتمل في لواعج الرّوح إلا بهمسة جنون كانت تخفيها أزمنة المصير .
يوم أن فاحت من صباحات رأسي أدخنة العُمر , كتبني الجدار زحمة عابرة , فسردني دون الشَّيب , وهاهو الشَّيب يسرد جميع ألوان الجُدُر المنسيَّة بتلكؤ مهيب : فالقصد أنّي لا زلت تحت تجربة الإنهيار الحرفيّ , أغيب عن وعي الكُتُب والجرائد , وأدع تحولات نفسي تهيم كقافلة في عرض صحراء مفتونة بفراغ جميل .. هل قلت جميلا ً ..؟ حتّى لشوق هذه العبارة في قلبكِ يا أنثاي حِكاية !
سأزمّ حوايا اللَّفظ حين أرتدي الطَريق بساطا ً يحرس صمتي , وسأفتح للرياح جبهتي ولحكايا أمّي النائمة في خلد شوقي ترتيل لا يستسيغه إلا العالِمون , فكيف تجدك في وقت إنتهائك إلا منكمشا ً كعصفور في قفص الحياة , تعدّ تساقط شعرك وتركل الصورة البعيدة في عينيك وتزداد نهما ً للإنسيَّة وما عادت تملك من مقاعد شاغرة لترسمك بذات البراءة , المهمّ بك فيك أنّك قويّ كفاية لتمنح الذّاكرة عناء الإبحار في تصاريفك الملتوية الممزوجة بخنقة الحزن وتباريح الصمت , فلا يُخدش حياء قلمك وأنت تذرف دمعة الحُرقة على شخصٍ لم تكن تريده فيك , ولكنّ مجرى القدر واقع لا محالة إن حنقت العين فسال دمها أو زُجّ القلب في جريان نهر الحديث .
نفس اللّيالي الباهتة التي يُسقط فيها القمر وجومه إلى داخل الرّوح , تبكيني الهدأة إلى موازنة وجودي من عدمه , وأسرَح كالواثق الخَدِرِ من ايّ شيء يبرهن العناء على لوحة تذكّرني فيكِ أو فيكنّ أو في امّي .. الوجود مزدحم بكل تفاصيل الذكريات , روتين قاتم قاتل يحيك من دوائر المضيّ أزمنة باردة كبرودة يديّ حين تجالس الأوراق ذات قهوة . كم من عمرٍ سأستغيبُ فيه وَقع الرّضى في قلبي .؟ وكم من سائلٍ في مسامي يصرخ الخروج القسريّ ويلعن الوَطن العميق ذا الطابع السجين الذي يواري سوءة نفسه بأنفاس التدوين.
لا قيمة للذكرى بعد أن غلبتني أنصاف الأشياء التي كنّا نقتسمها تحت المَطر , ومواعيد الحب المستعرة في أدقّ تفاصيل النحور حين تلتوي خجلا ً ما عادت مهمّة , فالغياب والإنتظار قسيمان لنشوة موت واحدة تزرع الأسى وتخلّد شوك البقاء , فما يجيد أحدنا ببسمة إلا وما بقي من قلب يحترق شوقا ً لما فات ويُطعن حنينا ً لما كان , فلا تحملي تعب السَّنين في جوفك , فكتفي مهدود يدرك جهلا ً كيف تكون النهايات قبيحة كالحروب , وكيف يكون وجهك وحده من يبعثر صورة السقف ويحيلها وطنا ً وريف الحضور .
مازلت وقدميّ تسابق الوصايا التي أوصاني بها عقلي : ايّاك وتفريغ شحنات قلبك حين يغلي ماؤه فقدا ً , أو تثير حفيظة بنات الأفكار الواسعة التي تدمي بريق الجنون في نواصي عتابك , فمواعيدك واحدة تقفرّ كلّ يوم على منوال الخراب , ايّاك والتَّرتيب المنطقيّ الذي يشقّ من المسافات فوضى , او يعيق تأنيب الضمير بحجَّة الإنفلات ... بل راقص الوَسَعة في المدى حتّى تذوب الإحتمالات .
ماعدت أفهم الإحساس كما يجب , والمشاعر بلا مشاعر من فرحة وحزن وتعب وضياع ووثوق , لا استطيع ترجمتي في هذا الطريق الآن , فربّما أقلب موازين فكري بلحظة تيه أو عته جواب , أو أهدم بنايات عقلي بلحظة وداع وتقمّص كئيب .. فالعهود والمواثيق سَكرى والأشياء ثملة تُعطي الممنوع وتمنع كثيرا ً من عطايا الخِلد المريض , كالرَّجفة التي تهبني حلما ً اخضرا ً في رواق ما يكنز سادحا ً برهبة حظّ النوايا الغِضاب . هل ياترى ستحتمل جبال اللّغة دَكّ الرَّجفة المالحة في عينيّ ؟!
عديني يا أنثاي أن لا تقتربي من نزاعاتي , فالحلم المورق بيننا مشيَّد بالبهجة ومحصَّنٌ بالنبض , والماء الذي يغزو أجفانك مازلت أحرس وقعه في صدى القلب , ابيضا ً شجيّا ً يقتل الهِرَم ويرسم الطفولة على قارعة الطريق , يبعثني حبّك إلى المنطقة المحظورة التي تكوثر جهات أملي وتنشط فيها الحياة مرَّة أخرى كالندى الشفيف , وعديني أن يكون النسيان خارطة لمؤقنا وسبيلا ً للغيث الذي ينهمر في ارضنا البتول .
وأخرى , لا تنحني اللغة كيفما تشاء وأشاء , ولا ننافس الوقع الحقيق لما يعتمل في لواعج الرّوح إلا بهمسة جنون كانت تخفيها أزمنة المصير .