حسام الدين ريشو
01-16-2017, 06:23 PM
مرايا الذكرى والذكريات !!
=======
إلى روح " وسام " إبنتى البتول .. في الذكرى الأولى للرحيل المباغت ( 19 يناير 2016 ) !!
------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============
عامٌ مضى
تأتي الفصولُ وتنقضي
وكما لايراني الناسُ
أراني
كَمَيِّتٍ بلا كفنٍ
لا لحدَ يضمُ رُفاتي
ولا قبرُ .
يُحاصرني أنين الأمكنة
والنهرُ لايفيضُ بالبِشْرِ
حتى صار لي
في كل الليالي مِنبَرٌ
أبكي عليه كما أشاءُ
إلى أن يَهم الليلُ
بالسفر .
يأتي النهارُ تُلوَ النِهارِ
يسألني :
لأين شمسُ البراءةِ
سافر بها القدرُ ؟
مضى العامُ
لم يُوقِدْ شموعا
ولم يُبَدِل ملابسهُ
مذ رأى المنية
أنشبتْ أظافرها
فيمن لم تؤذِ الحياةَ
ولا البشر .
يأخذني لمرآها حنينٌ
فأبكي فُراقا
يسْفَحُ الدمعَ في قلبي
وألعقُ جرحا
يقدحُ نارا
في حنايا الصدْرِ .
حتى حار الخلْقُ
في أمري
مِنْ أينَ
يأتيني هذا الدمعُ ؟
أَمِنْ حزنِ البحر ؟
عجبا
وهو حين يجفُ
يمُدُهُ غيمُ القلب
بالموجِ !!
أَمْ مِنْ عين
في الجبل الجاثم
فوق الصدر ؟
أحيانا
تَلْمَحَهُ مُقَلُ الدهرِ
فيواسيني كأنهُ شيخٌ
فوق منصة وعظٍ :
ياصاحِبَ
كلِ أرصدة الحزن
ميلادُ المرء مُفتتحُ الموتِ
بينهما العمرُ كفاصِلَةٍ
يجري
في دنيا كالأرض القفْرِ
فإصبر
إن الصبرَ دواءٌ
سلوى عمن سكن
في أحشاء القبرِ .
فتقولُ أنايَ ... كيفَ ؟
وَإنِيِ أَنَّى يممتُ
يطالعني منها أثرٌ
وطيفُ سناها
يحملُ ضحكتها .. بسمتها
خجلا .. وحياء
يتألقُ وهجا في ذاكرتي
وَيُذَكِرُني
أيامَ البِرِّ والراحِ والكَرْمِ
وأحاديثَ كسنابلَ خُضْرٍ
وخلف دموعي أراها
يتزاحمُ حول مُحَيَاها
مَنْ رحل من الأهلِ
ومَنْ أحببتُ
فيمورُ
بين جنبي الجَمْرُ .
فأمضي
أتعثرُ في خطوي
يلاحقني صوتٌ
مِنْ ساحَةِ مأتمٍ
الموتى يحسون
دعاءَ الأحبابِ والأهلِ
أُدْعُوا لهم !!
فيغمرني حنينٌ
وأدعو لها مِنْ قلبي
حتى يُؤَذَّنَ للفجر .
=======
إلى روح " وسام " إبنتى البتول .. في الذكرى الأولى للرحيل المباغت ( 19 يناير 2016 ) !!
------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============
عامٌ مضى
تأتي الفصولُ وتنقضي
وكما لايراني الناسُ
أراني
كَمَيِّتٍ بلا كفنٍ
لا لحدَ يضمُ رُفاتي
ولا قبرُ .
يُحاصرني أنين الأمكنة
والنهرُ لايفيضُ بالبِشْرِ
حتى صار لي
في كل الليالي مِنبَرٌ
أبكي عليه كما أشاءُ
إلى أن يَهم الليلُ
بالسفر .
يأتي النهارُ تُلوَ النِهارِ
يسألني :
لأين شمسُ البراءةِ
سافر بها القدرُ ؟
مضى العامُ
لم يُوقِدْ شموعا
ولم يُبَدِل ملابسهُ
مذ رأى المنية
أنشبتْ أظافرها
فيمن لم تؤذِ الحياةَ
ولا البشر .
يأخذني لمرآها حنينٌ
فأبكي فُراقا
يسْفَحُ الدمعَ في قلبي
وألعقُ جرحا
يقدحُ نارا
في حنايا الصدْرِ .
حتى حار الخلْقُ
في أمري
مِنْ أينَ
يأتيني هذا الدمعُ ؟
أَمِنْ حزنِ البحر ؟
عجبا
وهو حين يجفُ
يمُدُهُ غيمُ القلب
بالموجِ !!
أَمْ مِنْ عين
في الجبل الجاثم
فوق الصدر ؟
أحيانا
تَلْمَحَهُ مُقَلُ الدهرِ
فيواسيني كأنهُ شيخٌ
فوق منصة وعظٍ :
ياصاحِبَ
كلِ أرصدة الحزن
ميلادُ المرء مُفتتحُ الموتِ
بينهما العمرُ كفاصِلَةٍ
يجري
في دنيا كالأرض القفْرِ
فإصبر
إن الصبرَ دواءٌ
سلوى عمن سكن
في أحشاء القبرِ .
فتقولُ أنايَ ... كيفَ ؟
وَإنِيِ أَنَّى يممتُ
يطالعني منها أثرٌ
وطيفُ سناها
يحملُ ضحكتها .. بسمتها
خجلا .. وحياء
يتألقُ وهجا في ذاكرتي
وَيُذَكِرُني
أيامَ البِرِّ والراحِ والكَرْمِ
وأحاديثَ كسنابلَ خُضْرٍ
وخلف دموعي أراها
يتزاحمُ حول مُحَيَاها
مَنْ رحل من الأهلِ
ومَنْ أحببتُ
فيمورُ
بين جنبي الجَمْرُ .
فأمضي
أتعثرُ في خطوي
يلاحقني صوتٌ
مِنْ ساحَةِ مأتمٍ
الموتى يحسون
دعاءَ الأحبابِ والأهلِ
أُدْعُوا لهم !!
فيغمرني حنينٌ
وأدعو لها مِنْ قلبي
حتى يُؤَذَّنَ للفجر .