المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاحة المحرمة ...


د. فريد ابراهيم
03-27-2017, 04:18 AM
تذكرت شجرة التوت التي كانت تحتضن تلاقينا..
و كيف كنتُ أحملكِ على كتفي لتقطفي لنا ثمارها ..
كيف كنا نضحك ملء أفواهنا و الهوى البنفسجي يصبغ أيادينا و ثيابنا.
كأطفال كنا نلهو و ندير الكون حسب رغباتنا .. نركل الكرة الأرضية بعيدا
و نرمي العالم خلف ظهورنا .
وكأن لا يوجد على الأرض سوانا
كنا نسرق القبلات تحت عين الشمس .. وكان يملك كل منا الاخر
وكنت لأقولها للعالم أجمع .. أنتِ ملكي
كنت لأقولها حتى في وجه أبيكِ .. أنتِ ملكي
و إن مت و سألني الله عن خطايا غرامنا
كنت لأضع يميني على فؤادي و أقبض على هواكِ و إن كان جمر
كنت لأقول لربي : يا من خلقت لي هذا القلب و فجرت فيه من حبها أنهار
كنتُ مُسَيرا في عشقها .. ولم يكن بيدي الخيار..
فإغفر لي جنوني بها و خطيئة الافتتان .. يا من خلقت عيونها و قدها الخيزران
أي إنسان في مكاني كان ليذوب فيكِ عشقا .. أي إنسان
يكفي أن يرى الشمس تشرق من خلال شعركِ
يكفي أن يرى قطرات البحر تتكور كلأليء على جسدكِ
يكفي أن يقطف قبلة من ثغركِ
أو يدفن رأسه في صدركِ
يكفي أن يراكِ ترتدين قميصه و تبدين فيه كأرنبة صغيرة
أو يثمل مرة من كأسكِ
هي ذكرى محفورة في قلبي
محروقة في قرص رأسي المدمج..
تُدميني و تعذبني .. تُسهد جفنيَّ
و أنفثها نارا في تَنَهُدي
معذبتي .. لا زلتُ أتذكر المرور من تحت شرفتكِ
كما أتذكر سور شرفتي و وقوفي على حافة الإنتحار
كان الامر بمنتهى البساطة .. أن ألقاكِ أو ألقى حتفي
هواكِ كالتفاحة المُحَّرَمة .. بعد أول قضمة وجدتني منفي
و كنت لأرضي بعذاب النفي الأبدي .. لكن قضمةً واحدةً لا تكفي ،




فريد

د. فريد ابراهيم
03-27-2017, 04:42 AM
يُتبع ..:35::35:

رشاد العسال
03-27-2017, 06:28 AM
وأنت تمر من تحت شرفتها "الجميلة" لا بد إنك كنت تشبه نيوتن لتكون المسافة بين خافقك، وتفاحتك المحرمة هي تلك الجاذبية المجنونة.. ما زلت أذكر مسرحية مارك أنطونيو، وكليوباتراه.

/

د/ فريد..

لم أسمع بعد يا صديقي بامرأة مجنونة قدمت نفسها قربانا لناموس الغرام !.

لعينيك الأماني،
ولقلبك الفرح.

منى مخلص
03-27-2017, 07:44 AM
الله يافريد



متابعين لاشك :)

رشا عرابي
03-27-2017, 07:54 AM
زاجلة مزركشة بـ ذكرى آيلة للثبات!

ولـ يتبع
نومئ ونغترف ~

نادرة عبدالحي
03-27-2017, 09:52 PM
ومن التفاح ما قتل أديبنا الفاضل ،
بداية النص تأخذ القارئ لعالم الطفولة وتُعيد للذهن صورا
وأماكن وأشخاص ولحظات غالية لا يمكن ان تعود إلا في دائرة الذاكرة .
مشهد برئ جميل وفيه من الصفاء الكثير .....
..........
تذكرت شجرة التوت التي كانت تحتضن تلاقينا..
و كيف كنتُ أحملكِ على كتفي لتقطفي لنا ثمارها ..
كيف كنا نضحك ملء أفواهنا و الهوى البنفسجي يصبغ أيادينا و ثيابنا.
كأطفال كنا نلهو و ندير الكون حسب رغباتنا .. نركل الكرة الأرضية بعيدا
ونرمي العالم خلف ظهورنا .

د. فريد ابراهيم
03-28-2017, 02:52 AM
لماذا لا أنساكِ؟؟
هل أنفاسكِ هي ما تشدني للذكرى ؟؟
أم تبعثر خُصل شعركِ ما بين وجهي و صدري؟؟
أم يدكِ الرقيقة التي كانت
كطفلة تلعب مع يدي
و كأم تمسح دمعتي
و كحبيبة تداعب شعري
و كعشيقة تتسلل تحت ثيابي؟
لماذا لا أنساكِ؟؟
قد تكون عيناكِ .. و كيف كانتا تلمعان لمجرد رؤيتي
تفيضان بالإعجاب لطريقتي في الكلام
و طريقتي في صنع قهوتنا الصباحية
كانتا تنبهران حتى لشكل دخان لفافتي وهو يخرج من صدري
أو قد يكون السبب هو طيشنا و جموحنا و عدم إكتراثنا
أو قد يكون فِراشنا؟
لماذا لا أنساك؟؟
ملايين التفاصيل الدقيقة تتشابك في نسيج يستحيل إختراقه
يحبس الذكرى بداخله كجمرة تغلي بها رأسي
فتَفِر الدموع من مُقلتيَّ لتسقط في خمر كأسي
و تَفِر الأفكار المجنونة من المَصح النفسي
لتسيطر على العالم أجمع
و تدفعني للكُفر بكيوبيد و تعذيب رُسُله
فصلبتهن و قتلتهن و نهشت أجسادهن
و بعت روحي للشيطان ...
إنتزعت قلبي من صدري و حشرته بفمي و مضغته
و في وجه كل إمرأة أحبتني بعدكِ بَصَقته
نقعت الامي في الخمر و دفنتها تحت الأفيون
إرتديت نظارتي الشمسية و إختفيت عن العيون
و أضعت كل فرص العودة إلى الطريق الصحيح
فإن كان صحيحا كيف لا أجدكِ تشاركيني خطاه
إن كان صحيحا كيف لا أجدك عند منتهاه
عظيم هو الحب ..
و لكل قصة حب عظيمة نهاية مؤلمة
وجميلة تفاحتي الحمراء
بنضارتها و شهد عصارتها
لكنها – ويا للأسف- محرمة ..







فريد

د. فريد ابراهيم
03-28-2017, 04:25 AM
صدقي العزيز رشاد العسال

وأنت تمر من تحت شرفتها "الجميلة" لا بد إنك كنت تشبه نيوتن لتكون المسافة بين خافقك، وتفاحتك المحرمة هي تلك الجاذبية المجنونة.. ما زلت أذكر مسرحية مارك أنطونيو، وكليوباتراه.

/

د/ فريد..

لم أسمع بعد يا صديقي بامرأة مجنونة قدمت نفسها قربانا لناموس الغرام !.

لعينيك الأماني،
ولقلبك الفرح.

كثير من النساء يقدمن أنفسهن قربانا للغرام .. لكن لسوء حظك أنك لم تصادف احداهن
تمنياتي لك بالتوفيق في ملايين الفرص القادمة
و ود يليق :17::17:

د. فريد ابراهيم
03-28-2017, 04:30 AM
الزميلة العزيزة
منى مخلص

الله يافريد



متابعين لاشك

يشرفني متابعتك
تحياتي و كل التقدير

منى مخلص
03-28-2017, 08:01 AM
ماتبع كان جميلا ومعبرا ايضا



ابدعت يافريد :)

يوسف الأنصاري
03-28-2017, 01:52 PM
يبدأ ( فريد ) تدريجياً ..
المشهد الأول : تبدأ بريئاً في حبك .. من عمر الذاكرة تختار الولادة ..
ولقطة مع لقطة ترسم المشهد كاملاً ..
ثم في المشهد الثاني .. تغني على لحن عذاب الحب الحارق ..
لتقولــ " هواكِ كالتفاحة المُحَّرَمة .. بعد أول قضمة وجدتني منفي
و كنت لأرضي بعذاب النفي الأبدي .. لكن قضمةً واحدةً لا تكفي "

وتأتي أخيرا للمشهد الختامي ..
وهو من بعد " يتبع "

أجدك فيه حجمت المعاناة ومقدار الحياة الفارغة دون تلك التفاحة المحرمة ..
وهذه نهاية منطقية وطبيعية ، لكن برغم ذلك قرأتك قبل التكمة أفضل ..

شكرا لك ..

د. فريد ابراهيم
03-29-2017, 05:03 PM
الزميلة العزيزة رشا عرابي

زاجلة مزركشة بـ ذكرى آيلة للثبات!

ولـ يتبع
نومئ ونغترف

مرورك مزركش بالجمال و مرصع بينابيع السعادة
لحضورك نوميء و ننحني
تحياتي و ورود

د. فريد ابراهيم
03-30-2017, 05:26 PM
الزميلة القديرة نادرة عبدالحي

ومن التفاح ما قتل أديبنا الفاضل ،
بداية النص تأخذ القارئ لعالم الطفولة وتُعيد للذهن صورا
وأماكن وأشخاص ولحظات غالية لا يمكن ان تعود إلا في دائرة الذاكرة .
مشهد برئ جميل وفيه من الصفاء الكثير .....
..........
تذكرت شجرة التوت التي كانت تحتضن تلاقينا..
و كيف كنتُ أحملكِ على كتفي لتقطفي لنا ثمارها ..
كيف كنا نضحك ملء أفواهنا و الهوى البنفسجي يصبغ أيادينا و ثيابنا.
كأطفال كنا نلهو و ندير الكون حسب رغباتنا .. نركل الكرة الأرضية بعيدا
ونرمي العالم خلف ظهورنا

دامت لنا بصماتك المضيئة و تحليلاتك الرائعة
تحياتي و كل الورود

د. فريد ابراهيم
04-05-2017, 07:10 PM
لازلت تقبعين علي عرش الذاكرة
برداء اسود يثمل بك فيترنح بين
الحزن و الاناقة..
بهيبة تعيدني الي ما قبل التاريخ
ما قبل الخليقة..
الي اليوم الذي ضعتي مني في
ارض الله الخضراء
فلم نعمر الارض كما كان ينبغي
علينا ان نفعل
الي اليوم الذي خاصمني فيه الوحي
فلم يحذرني من طوفان أشجانك
يجتاحني من هذي الجهة و تلك..
لا لم يحذرني من تلاطم تياراته
فلم ابن الفلك..
لازلت تتربعين علي عرش قلبي
فوق أطنان الذكريات المتراكمة..
و المشاعر المتضاربة المتلاكمة..
تمسكين بيدي و تقوديني
الي تخوم الجنون
الي نهايات مبهمة..
و مآس محتمة..
الي صحراء هواك
و آبارها المسممة.
لست أدري كيف لم يزل قلبي يشتاقك
و كيف لم يزل يشتهي
تفاحتك المحرمة..

د. فريد ابراهيم
04-03-2018, 11:40 PM
طرقت عرَّافة الحياة بابي

فـ فتحت لأجدها تحمل لي البشرى

سلةٌ من التفاح ..

فـ لم تستهويني الا تلك التفاحة القرمزية

المليئة بـ عصارة حب سُكَّرية

تتدحرج أمامي .. و ترقص لي

و تنزع عن نفسها قشرتها

و تنادي جوفي أن ابتلعني

تتحسس طريقها إلى ثغري

و تترك شهد رحيقها على أعتاب شفتاي

فـ تصرخ مهجتي شوقا لها

و تتوسل روحي قطرها أن ينساب في حلقي

أنهارا من عصيرها الجميل

لكن القدر البخيل

يأبى تحقيق امالي الحالمة

و عرَّافة الحياة ما هي الا

ساحرة شريرة ظالمة

جبارة و متحكمة

من كل ثمار الأرض قطفت لي

تفاحة محرمة