المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورتريه


نازك
04-16-2017, 05:01 AM
؛
؛
لطالما كنتُ أُغذِّيني بفكرةٍ أسرفتُ في الإطمئنان لها، فكرةُ ولادة البوح من رحم الصمت،واليوم أغيِّر قناعتي؛ كسيلٍ مِن القناعات التي كُسرتْ ريشتي حين رُمتُ رسمها على هيئة تمثال
فما كانتِ الحقيقةُ سوى شكل بلا أبعاد، حائطٌ قابلٌ للطيِّ أو انعكاسٌ بلا ملامح أو أسلاكٌ شائكة تُكوِّنُ غصناً مكسوراً يتدلّى مِنهُ عُشٌ على شَفا سقوط
هكذا بدأتِ الأشياءُ تترآءى لي، مُتّخِذتاً بُعداً جديداً ذو زوايا حادّة وأظنُها ستُدمي فُرشاتي إن رُمتُ منحها شيئاً مِن اللون !
بوسعيَ الأنَ التوكيد لنفسي التي لطالما جادلتني،فالغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان !
نبتدعُ في سبيلِ المُضيّ في دهاليزها السبل، فتارةً نُحرِقنا باشعال سيجارة وارتشاف مافي جوفها من النيكوتين، وأُخرى بالصمم،وترك العنان للأوتار، لتقول مالا نجسُرُ على قولهِ،
وثالثةً نعتصِمُ بالكتابة،فنتفاجأ بتخشُّب الأفكار، وتكدُّس التراب!
يالقسوة الحياةِ؛ ويا لعِظم مساومتها،علينا وبِنا
تميلُ اللوحةُ وكفّةُ التوازن،كميل كتفٍ مُثقلٍ برأسِ حبيبٍ هدّهُ الشوقُ ولا مِن لقاء .


تلك اليدُ الحالمة، ربما تُشبهُ يدي حين تتوقُ للرسم،لصُنع حياةٍ تُشبه الحياة
تصنعُ نوافذ لا تدري هل سيتسللها النور يوماً ما،كائناتٌ بلا أفواه، طيورٌ بلا أجنحة، شجرةٌ واحدة تكفي لتمتلىء بها اللوحة، لا حاجة للإسراف في الملامح الشكلية
تتخِذُ الأشياءُ نصفُ شكلٍ،تستعيرُ مِن الحُطام مقطورةً وقصراً وغصناً يابساً
وتذاكرُ سفرٍ، ومصابيحُ ناعسة وخطوات شاردة،تمشي على الحقائق لتدهسها برفقٍ وتُؤدة، فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !


حسناً؛ لم تكن مُجرد مُصادفةٍ
وإن كانت،فهذا يعني حتمية وجودها الأثيريّ،
أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!
تنحني كفمِ إناءٍ يستقي مِنهُ الزهرُ، تذوبُ لتتقولب بأيّ صورةٍ،تنداحُ على الأسطر كلمات، وعلى الأوتارِ لحناً يُغذّي مسمعي
كلونٍ داكن يخطِفُ بصري، أنحتُها التفاصيل، بكامل سعادتي المُغيّبة، استحضرك، لم تكن مُجرد بورتريه،
بخفّةٍ نتزلقُ أصابعي،فوجهك مطبوعٌ في بؤرة عيني، ولاتحتاجُ لتتّضح إلى أكثر مِن فراغ !
تُحدّق فيَّ،نتخفّفُ كريشةٍ تُتابِعُ صعودها الدائري إلى أن تخطف البصر نحوها، ونبقى لهُنيهةٍ؛ بلا عيون، يُشيحُ الفراغُ عنّا، يتآمر الصمت،وتطرحُ عقولنا ألغازاً غيرُ قابلة للتأويل،
أتمسّكُ بيدك، وأرى الخريف ينحسر،عُروقُ يدِكَ تُشكِّلُ غُصناً يُقاوم اليباس،شُريانٌ ينبض وحتى لحظتي الراهنة
أحاول فعل مايسمى بالكتابة؛وأتجرّدُ من أدواتها!
ثمةّ ذكرى يسيلُ لعابُها،فأتعثّر؛
هي حظّيَ الخبيءِ من هذا العالم الفاحش،استغلِقُها في أقصى الروح مع صورتي التي تستوحِشُ ... كثيراً !

د. فريد ابراهيم
04-16-2017, 05:45 AM
صنعُ نوافذ لا تدري هل سيتسللها النور يوماً ما،كائناتٌ بلا أفواه، طيورٌ بلا أجنحة، شجرةٌ واحدة تكفي لتمتلىء بها اللوحة، لا حاجة للإسراف في الملامح الشكلية
تتخِذُ الأشياءُ نصفُ شكلٍ،


فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !


أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!

صور قمة في الروعة و فكرة جميلة جدا
تتأرجح مابين رسم الحبيب من الذاكرة
و تمرد وحي الكتابة
نص أنيق و مبدع
تحياتي و كل التقدير

منى مخلص
04-16-2017, 03:26 PM
الله


الله



الله يانــــــــــــــــــــــازك


أمتعتني بكل ماتعنيه المتعة من معنى واحســـــــــــــــــــاس والله :)

أحييك ومن القلب

رشا عرابي
04-16-2017, 04:44 PM
نازِكي
مرآتي وانعِكاسي الأحنّ،
تجوّلتُ في نصك دون هَوادة ، وكأنّي بي رِئَةً في ذُروةِ احتِياجها للأنفاس
تغترِفُ هواء




فالغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان !


ليتَ يا مرآتي يُدركون، وكم صَرَخَت هذه الـ ليت والسمعُ ( أصمّ )


أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!


حدّ الإنبِهار أولَيتِ لِـ هذا السطر كوناً من رَهافة
جُبِلَت بـ قِلّة حيلة !


فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !



إليك بي يا من تعلمينني أكثر منّي في هذه اللّحظة بالذات
قَبَضتُ على قلبي بـ قبضةٍ من المُمكن لَـ طالما أولَيناها حظّها من ثرثراتِنا


نازكي ،
ارتَكبتِ جُرم الكتابة واستَعرتِنا بانعِكاس النّوازِع دَواة

لله أنت وما تلمسين منّي / منّا

بلقيس الرشيدي
04-17-2017, 01:30 AM
..
..

كأنَّكِ تقُولِينَ يانازِك فلتُشرقْ الشَمس فَلم يعُد للغدِ زَمانٍ دُونه !
ولَم يعُد ذَاك الضَوء الشَارد من مآقِي الحنِين يحنُّ لعناقٍ أكبَر مِن إتساعِ الإنتظار !

مُذهلَة يانازِك أنا أرى فِي حرفكِ قَلمي وأدبي حيثُ أكوون دَومًا .
حماكِ الله

.

عبدالله مصالحة
04-17-2017, 10:17 AM
فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !

هو ذا صميم بوح القلب حين يستدرج معانٍ حائرة تزجّ الهّم في كاتدرائية الأوجاع , فتنبت زهرة الحرَّية من أعلى غضاب العين تسقي الرّوح ما بعد بعد الحياة وتمضي حانقة على الغياب وهرم الرَّحيل .

كنتِ في ابتلاع الحيرة قنبلة موقوتة فجَّرها الصَّمت ليتعالى نغم الكلام ضفاف العَنَت , الشوق , الإمتلاء , فالقصائد دون الإفصاح قتيلة وريشة الرَّسام ثاقبة الدِّقة حين يُغلى من الفؤاد نواة التَّدوين


جمالٌ لغويّ معبّرٌ مسجون نَحر إدلاقه , وصور بليغة جميلة الايقاع , تقديري الجمّ .

إبتسام محمد
04-17-2017, 05:07 PM
"
.
.





حينما تعزفين على أوتار القلوب تستنهضين تلك المشاعر التي كانت مغيبة في سبات
تأنس الغياب رغبة في النسيان والتغيير غير انها لا تزال تنبض بما كان
رجفة تسكن الأوصال هنا وتستشري كـ طوفان لا نهاية له ولا مآل ..


أبدعتي ي نقاء ...


مودتي ...

نادرة عبدالحي
04-18-2017, 05:47 PM
نازك حين أقرأك ِ بعمق أشعر بمدى قوة ما كتبتي

بوحا أت إلينا من الصميم فكيف لا نستقبله بحفاوة عيد .

فعلا يا عزيزتي كل الأمور تتضح في الغياب فالغياب يمنح الإنسان بصرا آخر

ليرى الحقيقة ،ويتقبلها مُرغما .وهُنا يشبه الغياب انه عُلبة ضيقة خالية من الاوكسجين

والآماكن الخالية من الأوكسجين غير صالحة للعيش فيها .

الغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان

العزيزة نازك التنفس وإستنشاق الطيب في رياض الأحبة

ما هو إلا حياة جديدة تُمنح للرئة المستنشقة ، نشتاق لتواجدكِ

نازك
04-20-2017, 04:35 AM
صور قمة في الروعة و فكرة جميلة جدا
تتأرجح مابين رسم الحبيب من الذاكرة
و تمرد وحي الكتابة
نص أنيق و مبدع
تحياتي و كل التقدير

كل الشكر لكرم حضوركم الوارف

تقديري

نازك
04-20-2017, 04:42 AM
الله


الله



الله يانــــــــــــــــــــــازك


أمتعتني بكل ماتعنيه المتعة من معنى واحســـــــــــــــــــاس والله :)

أحييك ومن القلب


شكراً صديقتي لتناهي استماعك لوجيب حرفي
شرفٌ هو حضورك وقرآءتك

ممتنة وأكثر
محبتي

نازك
04-20-2017, 04:53 AM
نازِكي
مرآتي وانعِكاسي الأحنّ،
تجوّلتُ في نصك دون هَوادة ، وكأنّي بي رِئَةً في ذُروةِ احتِياجها للأنفاس
تغترِفُ هواء





ليتَ يا مرآتي يُدركون، وكم صَرَخَت هذه الـ ليت والسمعُ ( أصمّ )



حدّ الإنبِهار أولَيتِ لِـ هذا السطر كوناً من رَهافة
جُبِلَت بـ قِلّة حيلة !



إليك بي يا من تعلمينني أكثر منّي في هذه اللّحظة بالذات
قَبَضتُ على قلبي بـ قبضةٍ من المُمكن لَـ طالما أولَيناها حظّها من ثرثراتِنا


نازكي ،
ارتَكبتِ جُرم الكتابة واستَعرتِنا بانعِكاس النّوازِع دَواة

لله أنت وما تلمسين منّي / منّا

ذاك غيضٌ مِن فيض محبرتك يا بعضي
ونتناوبُ على الكلام حين تلجمنا المجريات وتُلبسنا رداء الصمت المهيب
وعزائي قلبٌ كأنتِ يُربِّتُ على كتفِ اغترابي


كثيرُ محبتي

عبدالعزيز البشري
04-22-2017, 12:03 AM
قلبٌ يطوف بموقد

ويتقلب ملئ الصمت بين شهقة و غصة

السماء مفتوحة

والروح قاتمة و لا تفوّت لحظات الهدوء دونما ضجة

سهولة تفتعل التأزّم و تأمّل ينام في مرقد الحلم ,

ليجد أن القاع اقترب للأعلى

و أن المشهد ذو دهشة غامضة

هنا تعاطي ذاكرة,, لحظة غابرة لكنها لم ولن تموت

هنا وقفة لجديدٍ يتشكل و استقرار موهوم ينشق عن قصة موعودة

هنا رغبة.. تخشى التعثر

نازك

باهرةٌ أنت هنا

مودة

نازك
04-23-2017, 08:42 AM
..
..

كأنَّكِ تقُولِينَ يانازِك فلتُشرقْ الشَمس فَلم يعُد للغدِ زَمانٍ دُونه !
ولَم يعُد ذَاك الضَوء الشَارد من مآقِي الحنِين يحنُّ لعناقٍ أكبَر مِن إتساعِ الإنتظار !

مُذهلَة يانازِك أنا أرى فِي حرفكِ قَلمي وأدبي حيثُ أكوون دَومًا .
حماكِ الله

.


وليتها الأبجديةُ بحروفها الثمانية عشر، تنصفني وتتسع لِشِكاتي، لقلتُ وانهمرت
وما اكتفيت !

أسعد الله صباحاتك بلقيس
أسعدتيني بوصفك (اللطيف) (:

محبّاتي يا صديقتي

نازك
04-23-2017, 08:59 AM
فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !

هو ذا صميم بوح القلب حين يستدرج معانٍ حائرة تزجّ الهّم في كاتدرائية الأوجاع , فتنبت زهرة الحرَّية من أعلى غضاب العين تسقي الرّوح ما بعد بعد الحياة وتمضي حانقة على الغياب وهرم الرَّحيل .

كنتِ في ابتلاع الحيرة قنبلة موقوتة فجَّرها الصَّمت ليتعالى نغم الكلام ضفاف العَنَت , الشوق , الإمتلاء , فالقصائد دون الإفصاح قتيلة وريشة الرَّسام ثاقبة الدِّقة حين يُغلى من الفؤاد نواة التَّدوين


جمالٌ لغويّ معبّرٌ مسجون نَحر إدلاقه , وصور بليغة جميلة الايقاع , تقديري الجمّ .

ديدنُ الحياةِ النقصان، وعهدُ الأرواحِ التطلُّع للآتي بعينِ الرجاء،
ومابين معمعان تلك الحقيقة، ترزحُ القلوب في محرابِ التوق، علّ جُرعةً وإن كانت يسيرة تروي ظمأ الافتقاد.

سيدي المفضال
شرفٌ هو حضورك، وباسقة كانت قرآءتك
حلّت عليك السعادة

تقديري

نازك
04-23-2017, 09:17 AM
"
.
.





حينما تعزفين على أوتار القلوب تستنهضين تلك المشاعر التي كانت مغيبة في سبات
تأنس الغياب رغبة في النسيان والتغيير غير انها لا تزال تنبض بما كان
رجفة تسكن الأوصال هنا وتستشري كـ طوفان لا نهاية له ولا مآل ..


أبدعتي ي نقاء ...


مودتي ...


أجل ياصديقتي،
والكتابةُ عزفٌ صامت وربما يتصاعد في رتمه الأوكتاف الثامن، ويحدثُ ذاك؛ حين ينكأُ جرحاً أو يُلامس مانجْهدُ قسراً على
إسباتهِ !

ابتسام
كالربيع كان حضورك
شكراً من القلب

نازك
04-30-2017, 08:20 AM
نازك حين أقرأك ِ بعمق أشعر بمدى قوة ما كتبتي

بوحا أت إلينا من الصميم فكيف لا نستقبله بحفاوة عيد .

فعلا يا عزيزتي كل الأمور تتضح في الغياب فالغياب يمنح الإنسان بصرا آخر

ليرى الحقيقة ،ويتقبلها مُرغما .وهُنا يشبه الغياب انه عُلبة ضيقة خالية من الاوكسجين

والآماكن الخالية من الأوكسجين غير صالحة للعيش فيها .



العزيزة نازك التنفس وإستنشاق الطيب في رياض الأحبة

ما هو إلا حياة جديدة تُمنح للرئة المستنشقة ، نشتاق لتواجدكِ


صباحُ الخير أيتها النادرة
دوماً تُثرين نصوصي بقرآءتك الفريدة ، وكم تسعدُ روحي وتنتشي بتذوق كلماتك؛ التي أعلم مدى عفويتها وشفافيتها
وبكِ ولأجل هكذا قرآءات أَعودُ لإشعال جذوة قلمي

شكراً صديقتي
لاحرمت محبتك

نازك
04-30-2017, 08:39 AM
قلبٌ يطوف بموقد

ويتقلب ملئ الصمت بين شهقة و غصة

السماء مفتوحة

والروح قاتمة و لا تفوّت لحظات الهدوء دونما ضجة

سهولة تفتعل التأزّم و تأمّل ينام في مرقد الحلم ,

ليجد أن القاع اقترب للأعلى

و أن المشهد ذو دهشة غامضة

هنا تعاطي ذاكرة,, لحظة غابرة لكنها لم ولن تموت

هنا وقفة لجديدٍ يتشكل و استقرار موهوم ينشق عن قصة موعودة

هنا رغبة.. تخشى التعثر

نازك

باهرةٌ أنت هنا

مودة

ثمّة طاقة جاذبية هائلة تبوءُ حيالها كلُّ سبل التحرر بمزيداً مِن التّسامي؛ فيها
كما الفَراش حين يُحلّق لحتفه بأجنحته الباهتة
وذاك حالُ الأرواح التائقة لميلادِ لقاء

البشري
تجودُ مزنك بغيثٍ مدرار

تقديري الجمّ

عَلاَمَ
05-02-2017, 08:24 AM
رائعه جدا , نازك شكرا لحضرتك ..