المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غادرَ البحر .


عبدالله مصالحة
04-25-2017, 12:17 PM
يوم أنِسَ الهَجر أن يستوحش في مطلع البدايات , كانت كمنجة الشَّوق تستفزّ الجَوَى , فماج الذَّرف مستخلصا ً من شفق الإنتظار مراسيم , وما وعدنا وتر الأغنيات بالمجيء !

سَحَب من عُمره سطرا ً باهتا ً تلعقه مسمّيات غريبة في خِلده , فنأى أن تسجد لبنات أفكاره الفراغات وسدّ حاجَة الجوع في نواقص حزنه , يوم أن غابَ طيفها وهو يستذكر من رحيق إنتهائها وسعة المَدى , ورقصات الورود المنتشية التي فاح من نسيمها عبارات الأحلام , كان وحده يستلهم من صدى صوتها مظانّ تليق بحجم أناقتها وهي حاضرة , وجاء وعيد غيابها في أوج الحاجة لمغانم يبتلع بها نشوة إنهراقه في البعد الأليم , كلّ مسامات الشَّوق التي ترتعش في يديّ الحاجة تمسّ نداءات عقيمة , حالها : هيهات أن تعود فينا جوقة الأمنيات !
وكان الصوت المنظَّم في رفوف حلقها يستجدي حدائق فارهة التَّوق لعينيَّ حين بكاء , كالغابة المزدان بريقها تُفلح في سدّ ثُلم الجبين الحائر , وتغدوا والعمر خانع لسطوة النَّحيب مليكة حُسن فائقة الأنوثة !

عُدنا يا بحر نكنس الشاطيء بعبارات السَّلام , ونعطي المارَّة رسائل الرَّحيل , ونركض في موج عاثر يفتِّت آخر الحظ المركون ونستعجل علينا غدوة التَّفكير الآخر : الذي يعطي منزلة ساحرة لماض كسيح !

فأيّنا يستقبلُنا حين تصيح نوافذنا المغلقة .؟ ونعلن بقدرة تصفيق مراكبنا للغور في الأديم, كحلقة مفرغة ندور عيانا ً بحثا ً عن أتربة تليق بإنسيَّة الإنتظار ولوحات العدم الشاهقة في تذويب الحنين على الطرقات !

غادر عنّي البحر فطفق فيّ لسع السُّكون وصبئت من ايّ حجة مغموسة بوله الهروب وغربت شمس الأضحيات تكتبني : وجهها ظلٌّ ومطر ودون الوقت بها رماد وعِلَل

أيَّتها الملمّات حين تقضين بفصل مسافات الوصول , خُذينا في حِلمك دعوة عارضة , وارتقي بمجمل حالنا سماوات , حيث في القمر لنا سجعٌ مريد , يبادر نورنا حال خفوت , فأفواهنا ملتصقة بالرياح تطرُبُ حالة فزع البدايات , ولا تكون النهاية فاتنة إلا بصوت ذاك البحر , الفقير إلى شخوص العين حين تهوي في هوس الحب القديم .

حسام الدين ريشو
04-25-2017, 12:23 PM
الله
وكفى
نص تعجز الابجدية عن التعليق عليه
لك تحياتي

سيرين
04-25-2017, 12:42 PM
جمعت رحيق اللغة
في جُلة صور جمالية أتقدت بها ازمنة الفقد
وما المداد هنا
إلا سقيا نبض وحلم مؤرخ بمشارق الغرق
شكراََ لمطر ارتحلنا مع عذوبة حرفه المبدع
ود وياسمين

\..:icon20:

نازك
04-25-2017, 11:17 PM
؛
؛
في جزائر الوِحدة، التأمُّلُ محضُ غرقٍ في لُجّة العيون
والشعُورُ رهيفٌ حدّ التلامُس
والنبضُ دافِقُ بين دائرتينِ، تساوت أقطابُها بذات الانجذاب السرمديّ
فمؤشِّرُ القرآءة يتعالى رِتمهُ عند كل زفرةٍ دونتها أصابِعُ الوجد
فما كانت تلك القطعةُ النثرية سوى لوحة سُريالية تتسامى في عيون القلب !

الباذخ/ عبدالله
لعزفك مداءاتٌ شاهقة

تقديري الجمّ

عبدالله مصالحة
04-27-2017, 06:58 AM
المفضال : حسام الدين ريشو

مثولكم في الساح نور وأدب كثير , شُكرا ً لكرمكم .

عبدالله مصالحة
04-27-2017, 06:59 AM
الاريبة : سيرين

تجيئين بالخير دائما ً وتعمّقين فهم الحديث برياحين مرورك , شُكرا ً لكرمكم .

عبدالله مصالحة
04-27-2017, 07:00 AM
الاريبة : نازك

نور مجيئكم وَسَعة وسنابل , شُكرا ً لوعيك وأدبك , تقديري لكرمكم .

نادية المرزوقي
04-27-2017, 09:39 AM
فأيّنا يستقبلُنا حين تصيح نوافذنا المغلقة .؟
:
حيث نرنو إلى أجملنا، و كأننا يد أخرى تستدعينا في فقد الحاضر، ثم تستقبلنا في غد مشرق هانئ؛لنولد من جديد ، في حال أفضل
و ذاك الأجمل لم يكن إلا جزء فينا من الماضي النقي حيث غفلنا أو عجزنا يوما عن بلوغه المرام.
:
عبدالله المصالحة:
لغة كالبحر، متلاطمة بخيالاتها، و هيجان صورها البلاغية،
مطابقة للحالة النفسية التي كتبت فيها، -باعتقادي-
كثير من الأبعاد حمله لنا عبدالله، من ثورات نفسه التي انعكست على عباراته،
و الكثير من تمكنه اللغوي، و تميزه الابداعي.
رجائي لك بحياة مطمئنة، و نفس سعيدة هانئة بقرب ربها سبحانه و تعالى ،
لتورق أوراق عبدالله المزيد من بهاء مستكين ، و بحر لغة بأمواج هادئة
تبلغ بنا موانئ ابداعه بمزيد من الدرر اللغوية.
دمت بخير و عافية.

نادرة عبدالحي
04-27-2017, 02:32 PM
يستلهم كل جديد مكتنز الجاذبية ويوظف الجمل بشكل جمالي يشد ويُبهر بصر القارئ وذهنه ،ويثير في نفس القارئ الإبتكار والإكتشاف لعوالم ويُمهد لهُ المسالك والجسور ليعبر بسلام ،كاتب مثل الكاتب عبدالله مصالحة لا يترك قارئه محاصر بالحيرة القاتلة ، يعطي القارئ حقه ويعطي النص حقه ويعطي نفسه حق ويعطي الوقت والمكان ويدرك تماما أين يذهب بهِ الإلهام وأين يذهب هو بالإلهام ،

عبدالله مصالحة
04-30-2017, 07:53 AM
المرزوقي نادية : المفضالة

الشكر الجزيل لحصافة مرورك ووعيك الجميل ولهذه القراءة الطيبة , حفظك الألق .

عبدالله مصالحة
04-30-2017, 07:58 AM
نادرة عبد الحي : المفضالة

ممتنٌ لجميل إثرك الأدبيّ الطيّب , تقديري الجمّ .

منى مخلص
04-30-2017, 08:19 AM
يوم أنِسَ الهَجر أن يستوحش في مطلع البدايات , كانت كمنجة الشَّوق تستفزّ الجَوَى , فماج الذَّرف مستخلصا ً من شفق الإنتظار مراسيم , وما وعدنا وتر الأغنيات بالمجيء !

سَحَب من عُمره سطرا ً باهتا ً تلعقه مسمّيات غريبة في خِلده , فنأى أن تسجد لبنات أفكاره الفراغات وسدّ حاجَة الجوع في نواقص حزنه , يوم أن غابَ طيفها وهو يستذكر من رحيق إنتهائها وسعة المَدى , ورقصات الورود المنتشية التي فاح من نسيمها عبارات الأحلام , كان وحده يستلهم من صدى صوتها مظانّ تليق بحجم أناقتها وهي حاضرة , وجاء وعيد غيابها في أوج الحاجة لمغانم يبتلع بها نشوة إنهراقه في البعد الأليم , كلّ مسامات الشَّوق التي ترتعش في يديّ الحاجة تمسّ نداءات عقيمة , حالها : هيهات أن تعود فينا جوقة الأمنيات !
وكان الصوت المنظَّم في رفوف حلقها يستجدي حدائق فارهة التَّوق لعينيَّ حين بكاء , كالغابة المزدان بريقها تُفلح في سدّ ثُلم الجبين الحائر , وتغدوا والعمر خانع لسطوة النَّحيب مليكة حُسن فائقة الأنوثة !

عُدنا يا بحر نكنس الشاطيء بعبارات السَّلام , ونعطي المارَّة رسائل الرَّحيل , ونركض في موج عاثر يفتِّت آخر الحظ المركون ونستعجل علينا غدوة التَّفكير الآخر : الذي يعطي منزلة ساحرة لماض كسيح !

فأيّنا يستقبلُنا حين تصيح نوافذنا المغلقة .؟ ونعلن بقدرة تصفيق مراكبنا للغور في الأديم, كحلقة مفرغة ندور عيانا ً بحثا ً عن أتربة تليق بإنسيَّة الإنتظار ولوحات العدم الشاهقة في تذويب الحنين على الطرقات !

غادر عنّي البحر فطفق فيّ لسع السُّكون وصبئت من ايّ حجة مغموسة بوله الهروب وغربت شمس الأضحيات تكتبني : وجهها ظلٌّ ومطر ودون الوقت بها رماد وعِلَل

أيَّتها الملمّات حين تقضين بفصل مسافات الوصول , خُذينا في حِلمك دعوة عارضة , وارتقي بمجمل حالنا سماوات , حيث في القمر لنا سجعٌ مريد , يبادر نورنا حال خفوت , فأفواهنا ملتصقة بالرياح تطرُبُ حالة فزع البدايات , ولا تكون النهاية فاتنة إلا بصوت ذاك البحر , الفقير إلى شخوص العين حين تهوي في هوس الحب القديم .





النص كله بمجمله بديع - لغة ومعنى وصياغة وووو كل شىء


ابدعت يااخي والله :)

رشا عرابي
04-30-2017, 06:54 PM
مؤونةُ البوح تَستوفي نصابَ عمرٍ من فتات
لم يكن عليها أن تُلجم الجوع بينما استطاعت أن تسدّ رمق اللّهاث
لِـ قادماتِ الأماني

حين يُعنوَنُ النص بـ معرّف السامق / عبدالله مصالحة
تتشكّل الدهشة على هيئة غمامٍ لا تفقه آيات الجدب

طوبى لـ يراعٍ أنت له قائد

عبدالله مصالحة
05-01-2017, 07:25 AM
المفضالة : منى مخلص

كل الشكر والتقدير لكريم مقدمك .

عبدالله مصالحة
05-01-2017, 07:27 AM
الاريبة : رشا عرابي

نورٌ دائما ً ما تلقون به نثار الساح , تقديري الجمّ لسنابل غيثك .