يوسف الأنصاري
05-09-2017, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
( طفولة بالغ )
سرد نثري يندرج تحتـــ ..
( الكوميديا السوداء )
_ _ _
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e52a03d956.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e52a03d956.jpg)
_ _ _
كنت مجرد طفل كانت ( الأحلام ) تعشش في رأسي فبين الألعاب حلمت بتوحيد العالم ، وبالتحليق عالياً في السماء شعرت كما لو أني رائد فضاء خارق يسبح في السماء ويلامس الكواكب والأقمار وهذا هو ( الخيال الخصب ) ، أما الركوب على الدراجة الهوائية لأول مرة يشعر بالتوتر ؛ لكن ما أجمل الشعور بالنجاح بعد كل تلك الكدمات والتخلي عن العجلات الخلفية المساندة ؛ لأدرك مفهوم ( التحدي ) ، أما ( الوفاء ) ذقته عندما وقفت في صف صديقي ضد الأولاد المشاغبون ، حتى عندما أتشاجر مع أصدقائي يبقى أهم ما في الأمر العودة إلى اللعب مرة أخرى ليعم ( التسامح ) ، أما عن سماع بعض نقاشات الكبار كان الأمر كما لو أني اخترعت قانون الجاذبية لمعرفتي معلومة بسيطة أتباهى بها أمام الجميع وأشبع ( فضولي ) ، الحلوى والهدايا لها سحرها الخاص كما لو أني استلمت ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية ( سذاجة ) ، كنت العب مع بنت خالتي الصغيرة لعبة العريس والعروسة دون فهم مسؤولية تلك العلاقة بدافع ( العفوية ) ، كان الإستيقاظ صباحاً والتهام الفطور بكل ( حماسة ) أدرينالين ، من الطبيعي كل يوم أن ارسم ابتسامة على وجوه الجميع وهو ينحنون لتقبيل ذلك الصغير لـ( صفاء روحه ) فحتى أصدقاء أبي يداعبونني ويطلبون مني أن نطق مسميات غريبة في محاولة مستحيلة ، وفي حالة مرضي كان والداي يبذلان الجهد إضافة ( للدلال ) وذلك بتلبية كل طلباتي كشراء وجبة خارجية صحية من مطعمي المفضل وهذا هو ( الحب والعطاء ) ، أما عن إجازة نهاية الأسبوع كانت أرض الأحلام هي حديقة الملاهي خلف المنزل فهي النعيم الذي أود الموت فيه ، وعند الخوف كان العناق يخطف مني الفزعة وأقل فكاهة ترسم البسمة وكل تربيته تضيف الأمان وكانت الكذبات تعني لي الكثير بكل ( رضا وبساطة ) ، كل تلك المفاهيم تضيع أمام مفهوم ( الحرية ) فلا شيء أكبر من طلاسم طفل لديه حرية الرأي والتعبير ولو بتهتهة وترهات لا تعني شيء لأحد ، لاأحد يقاطع لحظاتي الخاصة والجميع يحترمون الدب ( ميمون ) عندما يصطف في طابور أمامي دلالة عليه كشخص ثاني له حريته وحقوقه .
..
..
( هنالك أشخاص يعيشون داخل رؤوسهم وتملئهم أحلام اليقظة ) أنا ذلك الشخص اليوم ، تذكرت كل ذلك وأنا أغمض جفني لأنام فأقل الراحة لم تعد ممتعة لهذا الحد فحتى النوم خان شعور ذاكرت الطفل الذي كان يحتضن وسادته الناعمة وتقرأ عليه أمه ( حكايات ما قبل النوم ) ، في هذه الأثناء قررت أن أفتح التلفاز لأشاهد أي شيء علّ النوم يشفق علي ، وبينما أقلب قنوات التلفاز مررت بقناة الأطفال ، ( حقاً على من أضحك ) قلت بداخلي هكذا ، وقمت بتغير القناة لأشاهد أحد أفلام الحركة المثيرة ( أوووه كان رهيباً ، لكنه ممل الآن ) قلت هكذا في نفسي ، دون وعي أخذت أقلب القنوات ، ( من هو حقاً بطلي الخارق الآن ، بمن أحلم ) هكذا فكرت لحظة ، كنت أدرك بأن هذا الطفل خلف ألعابه كان يحتمي ويبني عالمه ، أما اليوم ماعاد يملك أياً من ذلك ، فقط كل ما يحتاجه هو دفعة صغيرة ليكتشف ذاته من جديد ( وفي خضم التفكير العميق ) ، أغلقت التلفاز ..
هيأت نفسي للنوم مجدداً .. وأغمضت عيناي لأنامـــ .. ، وعدت من جديد ..
( كنت مجرد طفل كانت الأحلام تعشش في رأسي فبين الألعاب حلمت بتوحيد العالم ) أما الآن ( مجرد بالغ رأسه تعشش في الأحلام فبين المسئوليات حلمت بالإستسلام )
وهكذا لم أدرك الوقت يمضي ، حتى يرن المنبه لأستيقظ بصعوبة وأجد نفسي طفل من جديد ...
..
..
..
عندها علمت بأنه لا مستحيل مع الأحلام ..
..
..
..
وعندها أيضاً علمت بأني ما زلت أحلم ..
..
..
..
لأستيقظ ..
من بالغ الطفولة إلى طفولة بالغ ..
وأواجه العالم ..
الذي لم يوحد بعد ..
وذلك ربما لأن جميع ألعابي ..
ضاعتــــ ...
^_^
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
( طفولة بالغ )
سرد نثري يندرج تحتـــ ..
( الكوميديا السوداء )
_ _ _
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e52a03d956.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e52a03d956.jpg)
_ _ _
كنت مجرد طفل كانت ( الأحلام ) تعشش في رأسي فبين الألعاب حلمت بتوحيد العالم ، وبالتحليق عالياً في السماء شعرت كما لو أني رائد فضاء خارق يسبح في السماء ويلامس الكواكب والأقمار وهذا هو ( الخيال الخصب ) ، أما الركوب على الدراجة الهوائية لأول مرة يشعر بالتوتر ؛ لكن ما أجمل الشعور بالنجاح بعد كل تلك الكدمات والتخلي عن العجلات الخلفية المساندة ؛ لأدرك مفهوم ( التحدي ) ، أما ( الوفاء ) ذقته عندما وقفت في صف صديقي ضد الأولاد المشاغبون ، حتى عندما أتشاجر مع أصدقائي يبقى أهم ما في الأمر العودة إلى اللعب مرة أخرى ليعم ( التسامح ) ، أما عن سماع بعض نقاشات الكبار كان الأمر كما لو أني اخترعت قانون الجاذبية لمعرفتي معلومة بسيطة أتباهى بها أمام الجميع وأشبع ( فضولي ) ، الحلوى والهدايا لها سحرها الخاص كما لو أني استلمت ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية ( سذاجة ) ، كنت العب مع بنت خالتي الصغيرة لعبة العريس والعروسة دون فهم مسؤولية تلك العلاقة بدافع ( العفوية ) ، كان الإستيقاظ صباحاً والتهام الفطور بكل ( حماسة ) أدرينالين ، من الطبيعي كل يوم أن ارسم ابتسامة على وجوه الجميع وهو ينحنون لتقبيل ذلك الصغير لـ( صفاء روحه ) فحتى أصدقاء أبي يداعبونني ويطلبون مني أن نطق مسميات غريبة في محاولة مستحيلة ، وفي حالة مرضي كان والداي يبذلان الجهد إضافة ( للدلال ) وذلك بتلبية كل طلباتي كشراء وجبة خارجية صحية من مطعمي المفضل وهذا هو ( الحب والعطاء ) ، أما عن إجازة نهاية الأسبوع كانت أرض الأحلام هي حديقة الملاهي خلف المنزل فهي النعيم الذي أود الموت فيه ، وعند الخوف كان العناق يخطف مني الفزعة وأقل فكاهة ترسم البسمة وكل تربيته تضيف الأمان وكانت الكذبات تعني لي الكثير بكل ( رضا وبساطة ) ، كل تلك المفاهيم تضيع أمام مفهوم ( الحرية ) فلا شيء أكبر من طلاسم طفل لديه حرية الرأي والتعبير ولو بتهتهة وترهات لا تعني شيء لأحد ، لاأحد يقاطع لحظاتي الخاصة والجميع يحترمون الدب ( ميمون ) عندما يصطف في طابور أمامي دلالة عليه كشخص ثاني له حريته وحقوقه .
..
..
( هنالك أشخاص يعيشون داخل رؤوسهم وتملئهم أحلام اليقظة ) أنا ذلك الشخص اليوم ، تذكرت كل ذلك وأنا أغمض جفني لأنام فأقل الراحة لم تعد ممتعة لهذا الحد فحتى النوم خان شعور ذاكرت الطفل الذي كان يحتضن وسادته الناعمة وتقرأ عليه أمه ( حكايات ما قبل النوم ) ، في هذه الأثناء قررت أن أفتح التلفاز لأشاهد أي شيء علّ النوم يشفق علي ، وبينما أقلب قنوات التلفاز مررت بقناة الأطفال ، ( حقاً على من أضحك ) قلت بداخلي هكذا ، وقمت بتغير القناة لأشاهد أحد أفلام الحركة المثيرة ( أوووه كان رهيباً ، لكنه ممل الآن ) قلت هكذا في نفسي ، دون وعي أخذت أقلب القنوات ، ( من هو حقاً بطلي الخارق الآن ، بمن أحلم ) هكذا فكرت لحظة ، كنت أدرك بأن هذا الطفل خلف ألعابه كان يحتمي ويبني عالمه ، أما اليوم ماعاد يملك أياً من ذلك ، فقط كل ما يحتاجه هو دفعة صغيرة ليكتشف ذاته من جديد ( وفي خضم التفكير العميق ) ، أغلقت التلفاز ..
هيأت نفسي للنوم مجدداً .. وأغمضت عيناي لأنامـــ .. ، وعدت من جديد ..
( كنت مجرد طفل كانت الأحلام تعشش في رأسي فبين الألعاب حلمت بتوحيد العالم ) أما الآن ( مجرد بالغ رأسه تعشش في الأحلام فبين المسئوليات حلمت بالإستسلام )
وهكذا لم أدرك الوقت يمضي ، حتى يرن المنبه لأستيقظ بصعوبة وأجد نفسي طفل من جديد ...
..
..
..
عندها علمت بأنه لا مستحيل مع الأحلام ..
..
..
..
وعندها أيضاً علمت بأني ما زلت أحلم ..
..
..
..
لأستيقظ ..
من بالغ الطفولة إلى طفولة بالغ ..
وأواجه العالم ..
الذي لم يوحد بعد ..
وذلك ربما لأن جميع ألعابي ..
ضاعتــــ ...
^_^