مشاهدة النسخة كاملة : أتغير من أجل من أحب؟ لا أظن
د. فريد ابراهيم
06-13-2017, 07:42 AM
كثيرا ما يصادفنا أناس ينصحونا بالتغير للأفضل ..
و لكن الأمر يختلف كليا حين تأتينا النصيحة من شريك الحياة أو الحبيب.
لأنها تبدو وقتها و كأننا لم نعد نعجبه.
فالطبيعي أن لكل انسان عيوب و علي شريكه أن يرضي بتلك العيوب
لأننا نقبل ببعضنا ككل لا يتجزأ.
فلا يحق لشريك الحياة أن يتذمر بعد مرور الوقت لوجود تلك العيوب.
انا شخصيا أرى أنه من غير اللائق أن أتغير لأن احد ما يريد هذا حتى و إن كنت أعشق هذا الشخص.
أحب بالطبع أن أتغير للأفضل لكن شخصيتي لا تحب تنفيذ الأوامر
الا اذا كانت صادرة من رأسي.
لا يمكنني أن اتغير الا عن قناعة تامة و بعد الوصول الي العزيمة اللازمة لإحداث هذا التغيير.
أعرف أني لست كاملا لكني أحيانا أرضي بنقصي و تغمرني نرجسيتي و أرفض التغيير و أتعايش بسلام نفسي كامل مع هذا النقص
و أحيانا أخرى اتمرد و أسعى لتطوير نفسي ..
لكن في كلا الحالتين انا المعني و المسؤول و مسبب الشرارة الأولي...
انا المتخذ الوحيد لهذا القرار. هذه ليست دعوة معادية للتغيير و التمسك بالعيوب..
بل هي دعوة للصدق مع النفس و التصالح معها..
يجب أن نفعل ما نشعر به و ما نريده وليس ما يريده الاخرين ايا كانوا..
يجب ان تنبع قراراتنا من قناعاتنا و من اعمق سراديب نفسنا..
يجب أن تستعر بداخلنا عزيمتنا متحرقة شوقا لهذا التغيير...
فحينها - و حينها فقط - يحدث التغيير و يكون تغييرا نهائيا..
اصيلا و أصليا.. باتا ولا رجعة فيه..
تغييرا حقيقيا.
سيرين
06-13-2017, 01:37 PM
انها دعوة للتمرد والتحريض د \ فريد :)
وجهة نظر لها كل الاحترام من مصداقية مع النفس والوضوح
لكني قد اختلف معك " من اجل من احب "
حين يكون الحب تكون الدعوة للتغيير صادقة
وليس بالمطلق ان انفذها او ارفضها
ولكنها علي الاقل مرآة صادقة لتوجيهي من اناس يجمعنا الحب
وقد يختلف الامر من شريك الحياة عنه من الحبيب او من الوالدين
فلكل قول مقال حينها
طرح رائع كاتبنا المبدع
ود وياسمين
\..:34:
نادرة عبدالحي
06-17-2017, 09:26 PM
التغيير إلى الأفضل يأتي من داخل النفس التي تملك الإرادة والقناعة نحو الأفضل ،
لا يمكنني أن اتغير الا عن قناعة تامة و بعد الوصول إلى العزيمة اللازمة لإحداث هذا التغيير.
التغيير ليس بالأمر الهين لأنه يحتاج الكثير من الوقت بالمثابرة والصبر ،
أما بخصوص أن التغيير يتم من أجل من نُحب أو بسببهم فهذا أمر شائع لأن التغيير
يبدأ من دائرة التأثير على النفس ، فقوة التغيير موجودة بداخل الإنسان وفي غالبية الأحيان
تراها في سُبات وتحتاج لمن يوقظها أو يشحنها بالنشاط وعدم إعادتها لعهد الخمول ،
أبواب التغيير كثيرة ونَحنُ كبشر لا يجبُ علينا إغلاقها جميعها ،
الكاتب د/ فريد إبراهيم سلم الفكر النير يا طيب ،
د. فريد ابراهيم
06-18-2017, 06:58 AM
زميلتي العزيزة سيرين
اقدر اختلافك معي .. لكن اذا كنت غير مقتنعة بالتغيير.. هل ستقدمين عليه ( من اجل من تحبين)؟
ألن تشعري أنك تتنازلين عن جزء من روحك؟
عن جزء من كبريائك؟
و هل تستطيعين احداث تغيير مستمر المفعول في ظل غياب هذه القناعة؟
اذا كنت تستطيعين فعل ذلك من اجل من تحبين؟ فهذا من حسن حظه:)
تحياتي و ود لا يفسده اختلاف
د. فريد ابراهيم
06-18-2017, 07:07 AM
الزميلة النادرة نادرة
أما بخصوص أن التغيير يتم من أجل من نُحب أو بسببهم فهذا أمر شائع لأن التغيير
يبدأ من دائرة التأثير على النفس ، فقوة التغيير موجودة بداخل الإنسان وفي غالبية الأحيان
تراها في سُبات وتحتاج لمن يوقظها أو يشحنها بالنشاط وعدم إعادتها لعهد الخمول ،
أبواب التغيير كثيرة ونَحنُ كبشر لا يجبُ علينا إغلاقها جميعها ،
نقطة مهمة كانت غائبة عني .. اذا الامر برمته متوقف علي طريقة احداث التغيير في شريك الحياة
لأننا جمبعنا نريد التغيير للأفضل و هنا تأتي مهارة الشريك في استثارة العزيمة اللازمة لذلك من دون
ان يشعر شريكه بالنقص .. اتفق معك تماما .. اشكرك علي هذه الملحوظة المحورية
اسمحي لي أن أستعير كلماتك (سلم فكرك النير) .. ايتها المدهشة
نادية المرزوقي
06-18-2017, 09:08 AM
أتغير من أجل من يحبني صدقا، و لم لا ؟
حسب نيته و علمي بشخصيته و تقبلي هذا التغيير، و وعي هذا الشخص لإمكانياتي،
و أيضا اصطباره معي خلال التغيير، و تشجيعه و دعمه المستمر بشتى الطرائق.
غالبا العناد يحصل- في ظني- إذا علمنا أن نية الشخص ليست إلا أنانية و سيطرة، و عدم إعجاب، و يريد فقط تغييرنا من أجل مزاجه و رغباته، و إرضائه الشخصي، بصرف النظر عما نكابده أو نعانيه من أجل هذا التغيير و دون مساعدة معنوية أو مادية منه.
لكن طبعا،
إذا تبينت النوايا الطيبة، من أحبة يريدون لنا الحياة الأفضل من أجل أنفسنا، في غيابهم أو في حضورهم، غالبا هؤلاء قريبون دوما، محتوون، و مساعدون بقوة بلا تردد لما يسعدك، و ينفعك.
هؤلاء نادرون للأسف ..و من يصنفونهم في عالمنا المتهالك اليوم ضمن المستحيلات،
بعيدا عن المصالح المستدامة معك معك في كل الظروف ..
هذا التغيير الذي يقترحونه علينا بأسلوب تستسيغه أنفسنا، و ليس فيها مهانة و لا إجبار،
بل بمساعدات متوالية معنوية أو مادية إذا تطلب ..
غالبا أي تغيير يرتكز على أبعاد عدة:
الإمكانيات، التوقيت المناسب، الظروف المساعدة ، فإذا كانت هذه الركائز كلها تجتمع في هذا الشخص .. فأي مانع ..
إذا كان كفؤا لما يطلب، أو يرجو فلم لا يستجاب و بقوة ..!
من لديه هكذا أناس و لا يؤثرهم حتى على روحه و كيانه ...؟
حقا هنيئا لهم و محظوظون و مباركون و نرجو من الله أحبة كهم أن نكون نحن لمن نحب،
و أن نكون مرزوقين و محظوظين أيضا بهذه القلوب الطيبة الصافية.
دمت بخير و عافية .
نادية المرزوقي
06-18-2017, 10:18 AM
أستدل على من يحبني و يريد لي سعادتي طبعا بكل وضوح
أولا: هو قدوة لما يريده لي أو أحب يوما أن يكون-لأنه سيصارحني بذلك.
ثانيا: يستحي من الطلبات و الأوامر، و كأنه صاحب حق علي ،
ثالثا: دائما يؤكد أن ما يرجوه لي هو ما يريده لنفسه لأحسن مستوياتها بكل تفهم و مراعاة.
غالبا محبة هذا الإنسان غير مشروطة بمتطلباته و رغباته في الآخرين أو خيالاته عنهم أو احتياجاته فيهم.
يعني ليس من الذين إذا أعطي شكر و إذا منع كفر
و في النهاية مع تفهمنا لأنفسنا و صداقتنا لها، نستطيع أن نفهم الآخر،
بين شخص مريض متسلط، أو شخص مود و خير فعلا.
من يريد لي الخير و السلامة في كل أموري، و من لا يهمه إلا نفسه و أنانيته..!
دمت بخير و عافية.
رشا عرابي
06-18-2017, 10:49 PM
من أحبني سيكون قد أحبني كما أنا
فهل أتغيّر عقبها لأُبدله أخرى بالإنابة ؟!
قد تغيّرنا المُجريات فليس يدوم حالٌ على حال
ولكن تفاصيل منها تكوّنت شخصيّاتنا قناعاتنا
إن تغيّرت فينا بالقسر أو بالهَون فلن نكون نحن ولن نُشبِهنا
عن نفسي ،
بحب كون أنا متل ما أنا ولو بعد ميّة سنِة
:)
أطروحاتك رائعة مائزة دكتور فريد
د. فريد ابراهيم
06-19-2017, 06:21 AM
الزميلة العزيزة نادية المرزوقي
في البداية اود ان اشكرك علي مرورك و اهتمامك بالادلاء بدلوك
طبعا اتفق معك في كل ما ذكرت لكني اريد ان اسألك سؤالا
بفرض ان شريك الحياة حسن النية و غير اناني و يريد لي الافضل
و يحبني بحق و كل شيء علي ما يرام.. ألن يأتي وقت_ في خلال فترة
المحاولة للتغير _ و اسأل نفسي لماذا انا أتغير ؟ و لمن؟
و هل حقا بتوافر الامكانيات و الوقت المناسب و الظروف المساعدة يتحقق التغيير
حتي مع غياب القناعة؟
لا أظن ذلك ..الا اذا كنت تقصدين بالوقت المناسب، وقت توافر العزيمة و الرغبة الداخلية للتغيير
ففي هذه الحالة تكون كل الظروف و الامكانيات و الحث من الشريك مجرد وسائل مساعدة
تحياتي و خالص التقدير
د. فريد ابراهيم
06-19-2017, 06:29 AM
الزميلة الغالية رشا
عن نفسي ،
بحب كون أنا متل ما أنا ولو بعد ميّة سنِة
هذا هو المعنى الحقيقي للتعايش السلمي مع النفس بعيوبها:d
انت في منتصف الوقت الغير مناسب للتغيير .. هههههه
أو لعلك خالية من كل العيوب في غالب الظن;)
(مبدأ اللي مش عاجبه يشرب م البحر)
تحياتي لروحك المرحة يا السامقة
ندى يزوغ
04-20-2025, 02:03 AM
رغم صدق الطرح وتمسكه بالحرية الداخلية وحق الإنسان في تقرير مصيره، إلا أنني أرى أن المقال يغفل بُعداً هاماً في العلاقات العاطفية: أن طلب التغيير من الحبيب لا يعني بالضرورة رفضاً لجوهر الآخر، بل قد يكون حباً عميقاً في صورة رجاء، بحثاً عن نسخة أجمل من المحبوب، تليق بالمكانة التي يحتلها في القلب.
صحيح أن التغيير لا يكون إلا عن قناعة، لكن أليس الحب أحد أقوى المحفزات للتغيير؟ يقول نيتشه: "من لديه سبب يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي كيف."، والحب سببٌ وجوديّ، حين يكون صادقاً، يحملنا على النمو لا الانكماش.
طلب الحبيب لتغيير ما، حين يصدر عن رغبة في المساندة والتكامل، لا منطق الهيمنة، هو في جوهره إشعار بأن العلاقة تحتاج إلى مساحة مشتركة من النضج. فكما أن الحب قبول، هو أيضاً بناء مشترك، ولا يُبنى بيتٌ على أسس رخوة باسم "أنا هكذا"، لأن الرفض المطلق للتغيير قد يكون شكلاً من أشكال الكِبر المقنَّع بالصدق.
في الفلسفة الوجودية، يقول جان بول سارتر: "الإنسان مشروع، لا شيء سوى ما يصنعه بنفسه"، لكن هذا المشروع لا يكتمل في عزلة. العلاقة نداء للتماهي الجميل، لا للفناء، بل لصقل الذات على سندان الآخر، دون فقدان جوهرها.
الحب الحقيقي لا يطلب تغييراً قسرياً، لكنه يدعو للتطور، وذاك فرق جوهري. فكما قال المهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، أحياناً، يكون الحبيب مرآتنا النقية التي ترى فينا ما لا نراه، وتوقظ فينا ما خمد.
نعم، يجب أن ينبع التغيير من الداخل، لكن لا ضير أن يشعل الآخر شرارته، خاصة إن كانت تلك الدعوة مبنية على حب، لا على رفض.
فأجمل ما في الحب ليس أن نُقبل كما نحن، بل أن نُحب بما يكفي لنُصبح كما ينبغي أن نكون.
وختاماً، كما يقول المثل الصوفي: "الحب لا يُلقيك أرضاً، بل يُعيد تشكيلك على هيئة نور."
ندى يزوغ
04-20-2025, 02:13 AM
رغم صدق الطرح وتمسكه بالحرية الداخلية وحق الإنسان في تقرير مصيره، إلا أنني أرى أن المقال يغفل بُعداً هاماً في العلاقات العاطفية: أن طلب التغيير من الحبيب لا يعني بالضرورة رفضاً لجوهر الآخر، بل قد يكون حباً عميقاً في صورة رجاء، بحثاً عن نسخة أجمل من المحبوب، تليق بالمكانة التي يحتلها في القلب.
صحيح أن التغيير لا يكون إلا عن قناعة، لكن أليس الحب أحد أقوى المحفزات للتغيير؟ يقول نيتشه: "من لديه سبب يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي كيف."، والحب سببٌ وجوديّ، حين يكون صادقاً، يحملنا على النمو لا الانكماش.
طلب الحبيب لتغيير ما، حين يصدر عن رغبة في المساندة والتكامل، لا منطق الهيمنة، هو في جوهره إشعار بأن العلاقة تحتاج إلى مساحة مشتركة من النضج. فكما أن الحب قبول، هو أيضاً بناء مشترك، ولا يُبنى بيتٌ على أسس رخوة باسم "أنا هكذا"، لأن الرفض المطلق للتغيير قد يكون شكلاً من أشكال الكِبر المقنَّع بالصدق.
في الفلسفة الوجودية، يقول جان بول سارتر: "الإنسان مشروع، لا شيء سوى ما يصنعه بنفسه"، لكن هذا المشروع لا يكتمل في عزلة. العلاقة نداء للتماهي الجميل، لا للفناء، بل لصقل الذات على سندان الآخر، دون فقدان جوهرها.
الحب الحقيقي لا يطلب تغييراً قسرياً، لكنه يدعو للتطور، وذاك فرق جوهري. فكما قال المهاتما غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، أحياناً، يكون الحبيب مرآتنا النقية التي ترى فينا ما لا نراه، وتوقظ فينا ما خمد.
نعم، يجب أن ينبع التغيير من الداخل، لكن لا ضير أن يشعل الآخر شرارته، خاصة إن كانت تلك الدعوة مبنية على حب، لا على رفض.
فأجمل ما في الحب ليس أن نُقبل كما نحن، بل أن نُحب بما يكفي لنُصبح كما ينبغي أن نكون.
وختاماً، كما يقول المثل الصوفي: "الحب لا يُلقيك أرضاً، بل يُعيد تشكيلك على هيئة نور."
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,