تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل النسيان(1): محاكم الأحلام


نور فارس
07-20-2017, 12:22 PM
صَبَاحُكَ إِنّ كَانَ صَبَاحاً ومَساؤكَ إنْ كانَ مَساءاً وَ لكنِ سَأخْتارُ الصَباحَ , لِأنَكَ كُنتَ صَبَاحِي الَذي مَا لَحِقَهُ مَساءْ.
فَ صَباحُكَ حَيثُ أنْتَ جَميلٌ ِبمقْدَارِ هَذَا الحُبِ المُتمَدِدِ عَلى أَسِرَةِ أَضْلُعِي , الَذِيْ لا يُنْقِصهُ غِيَابْ وَ لا يَقْرُبُهُ نِسيَانْ.
صَبَاحُكَ أَنَا كَمَا أَنَا مَا إخْتَلَفْتُ وَ مَا تَبَدْلتْ , لَكنِ أَظُنُنِي نَضِجْتُ عَلَى نَارِ لِهْفَةٍ هَادِئَة.
صَبَاحُكَ كَوثَرِيٌ كَهَذَا العَشْقِ الَذِي يَسَيلُ مِنْ خَافِقْي فَ يَرْوِي الوَرقَ , لِيُزْهِرَ لَكَ رَسَائِلٌ مِنْ نَارٍ تَخُطُهَا نُور.
صَبَاحُكَ مُتُفَجِرٌ بِالفَرَحِ بِقَدْرِ هَذَا الفَرَاغِ الذِيْ يَمْتَدُ فِي أَوْرِدَتِيْ كَأَنِهُ حَقْلُ أَلغَامْ.
صَبَاحُكَ يَقِينْ , أَيُهُا الوُهْمُ الكُبِيرْ, أَيُهَا الحُلمُ القُدَيم , بأنِّ مَازِلتُ لَكَ قَاِئمَةٌ وَ بِكَ هَائِمَةْ.

أَنَا الَتِيْ كَانَتْ تَتَنَفَسُ مَعْ كُلِ عِنَاقٍ عَبَقَ الخِتَامِ , وَ كَمْ كُنْتَ تَكْرَهُ التَحَدُثَ عَنْ الخِتَامِ
كَ مَنْ يَحْلًمْ بِ حُلُمٍ جَمِيلٍ لا يَوَدُ أَنْ يَفِيقَ مِنْهُ , أَمَّا أَنَا.. لا تَرُوقُنِي الأَحْلَامُ الطَوِيلةْ
أَخْشَى مِن كَابُوسٍ يَغْتَالُنِي بَعْدَهَا , فَقدْ عَلَمتَنِيْ أنْ لا آمَنْ جَانِبَ الحَياةِ.

إِعْتَدَتَ أَنْ تَمْسَحَ عَلَى شَعْرِيَّ عِنْدَ كُلِ وَجَلٍ بِ فُقدَاَنِكَ وَ تَقُصَ عَلى مَسْمَعِي أُقْصُوصَتكْ العَتِيدَةْ
التِي بَاتْتْ حَقِيقَةُ لا تَقْبَلُ نِقَاشْ.
أَنِّ يَوْمَاً مَا سَيمْتَدُ بِ إذنِ الله عُمرِي و أُصْبِحُ عَجُوزَاً نَكِدَه وَ سَ تَخُطُ الحَياةَ تَجَاعِيدَهَا عَلَى وَجْهِي
وَ أَنِّ سَيُكْسَرُ أَنفُ ثِقَتِي وَ يَتَلاشَى ذَاكَ الضّوءُ الّذِي يّسْكُنُ أَحْداَقَ روحِي
وَ حِينها سَ أَكُونُ مُجَرَدَ عَجوزٍ تُقِيمُ عَلى قَارِعَةِ النِسْيان, وَ لَنْ أَجِدَ حِينَ يَشِيبُ عُمْرِي
أَي رَجُلٍ يَعْشَقُنِي سِوَاكَ , وَ يُغَنِجُنِي كَأنِي طِفلَةٌ إِلَاكَ.

قَدْ كُنْتَ تُحَولُ كُلَ حَدِيثٍ عَنْ النِهَايَةِ إلَى طُرْفَةٍ أَوْ بَعْضُ فُكَاهْه.
أَنْتَ الذِي مَا اعْتَادَ قَولَ الطُرَفِ أو الضَحِكِ إِلا فِي مَوَاقِفَ بَسِيطَةْ.
فرُبَمَا إَنْ إِعْتَصَرْتُ ذَاكِرَتِيْ المُكْتَظَةِ بِكَ قَدْ أَتَمَكَنْ مِنْ تِعْدَادِ كَمْ مَرَةٍ ضَحِكْتَ فِيهَا خِلالَ
أَعْوَامِنَا الطَوِيلَةِ بِعُمرِ السِنِينِ ,القِصِيرَةِ بِعُمْرِ الحُبْ, بَل أنِّ أَظُنُها لِفَرطِ جَمَالها رِوايةٌ كُنْتُ أَقْرائُها
و أَبَى مُؤلِفُها إلا أَنْ يَخلِط الخَيال بِ الوَقِعْ وَ كَأنْ مَرارةَ الوَقِعِ لَا تَكْفِي
يَجبْ أنْ نَتَجَرعَها أَيْضاٍ حِينْ إنْفِصَمِنا عَنه .

و لَكنْ رُغْمَ فُكَاهَتِكَ المُسْتَفِزَةِ وَ طَرَائِفِكَ التَي كَانتْ تُثِيرُ بَرَاكِينَ غَضَبِيْ
لا تُفَارقُ مَحْياكَ تِلكَ البَسمةِ المَبتورَةِ الفَرحْ , فَ تَفْضَحُ عَيْنَيكَ مَا تُسِرهُ نَفْسُكَ , هَذَا الحُلمِ نِهَايَتُهُ إِفَاقَةْ
وَ هَذَا العِشْقُ مَصِيرهُ المَوْتُ فُرَاقَاً , دَعِيني فِي غَيْبُوبَتِي عَلَّ الحُلُمَ يَطُولْ.

الآنْ وَقَدْ عَلِمتَ أَنْ مَنْ تَطُولُ غَيْبُوبَتُهُ يَضَعُونَهُ تَحْتَ وَ طْأَةِ المَوْتِ الرَحِيمِ , وَ يَكْتُبوُنَهُ فِي تَقَارِيرهمْ مَيْتٌ إكْلِينِكياً
يُزِيلونَ عَنْهُ أَجْهِزَةَ التَنَفُسِ لِيَلْفُظَ أَنْفَاسَ أَحْلَامِه, إِنَّها يَا عَزِيزي فَلْسَفَةُ أَوْطانْ
جَمِيعُنا عَلَى قَيْدِ المَوْتِ اكْلِينِيكِياً لِذَلكَ تُنْتَزَعُ عَنَا ألأَحْلاَمْ.

لِنَموْتَ عَلَى قَوَارِعِ الأَيَامِ أَجْسَادٌ هَزِيلَةٌ مِنْ الأَمَانِيْ وَعُقُولٌ خَاوِيَةٌ مِنْ المَنْطِقِ وَ الرُؤى و الأَهْدَافْ.
نَكْتَفِيْ بِ اللَحْظَةِ الرَاهِنْه, فَإِنْ نَحْنْ فَكَرْنَا أَو إجْتَهدْنَا , سَيعْتَبِرونَنَا طَاعُونْ وَ يَنْفُونَنَا فِي جُبِ السُجُونْ.
أَيقْنتُ أَنَّ فِي مَدَائِننا مَحاكُمُ الأَحلامِ قَائِمةٌ لِتُقيمَ الحَدَ عَلى مَنْ يَخْتَلِسُ مِنْ خَزَئِنِها فَوقَ المُقَدَرِ لهُ مِنها
فَينْصُبُونَ لَهُ المِنصَاتْ , فَالحُكمُ عَلى ذاكَ الحَالمِ دَوماُ إعْدامْ.
عَلَيْكَ أَنْ تَمُدَ أَقْدَامكَ عَلَى مَقَاسِ لِحَافِكَ هَكَذَا قَالَ القُدَمَاءْ.
وَ لَمْ يَقْصِدُوا هُنَا الأَقْدَامَ بَلْ إَنْ المَقْصِدَ كَانَ الأَحْلاَمْ.
وَ أَنْتَ أَيُها الرَاحِلُ نَسَجْتَ حُلُماً أَكْبَرُ مَنْ لِحَافِ الوَاقِعِ
فَتَجَمَدْنَا بَرْدَاً حِينَ فَصْلِ شَتَاتْ.

هَذِهِ رِسَالَةُ النِسْيَانِ الأولَى , أَبْعَثُهَا إلَيْكَ مَعْ كَامِلِ الشَوْقِ وَ مَعْ سَبْقِ الحَنِينِ وَ إكْتِمَالِ اللَهْفَةِ
وَعَلِّ سَأُبْلِغُكَ فِي رَسَائِلِي إَنْ كَانَ فِي عُمْرِي بَقِيَةٌ مِنْ حَياةْ , عَنْ سَبَبِ تَدْثِيريهَا مِعْطَفَ النِسْيَانِ.
وَ لا أَنْتَظِرُ مَنْكَ رَدَاً وَ عَلِّ أُبْلِغُكَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ أَيْضَاً فِي القَادِمِ مِنْ مَكَاتِيبْ.
فَرِسَالَتِي هَذِهِ اسْتِنْزِفِتْ طَاقَتِي , وَ أَجْهَدَتْ قَلْبِي وَنَفْسِي.
فِي الخِتَامِ يَا مَنْ تَمْقُتُ الخِتَامْ . أُحْبُكْ .

نُورْ فَارِسْ.

ملحوظة : النص هنا هو عربون إعتذاري
لغيابي الطويل
فتقبلوه بقبول حسن آل أبعاد
لأرواحكم الفرح

د. فريد ابراهيم
07-20-2017, 12:43 PM
نص مؤثر جدا .. يفيض بالإحساس و الرقة و العذوبة
و انتقالك للتحدث عن الاوطان كان مدهشا و في سياق الرسالة
فـ صنعت مزيجا عجيبا من الحب و الشجن و لوعة الفراق و حال الاوطان
و كل هذا كان في اطار من المشاعر الجياشة

تحياتي لـ حرفك
دمت كما أنت ... مبدعة

سيرين
07-20-2017, 02:26 PM
رسالة تقرؤنا طفولة الياسمين مابين غفوة ويقظة
تناثرت علي وريقات الورد مبشرة بعطر قادم آسر للضوء بهي الندى
وكم كنتِ هنا كاتبتنا المبدعة \ نور بليغة العمق الفلسفي والابداعي :

الآنْ وَقَدْ عَلِمتَ أَنْ مَنْ تَطُولُ غَيْبُوبَتُهُ يَضَعُونَهُ تَحْتَ وَ طْأَةِ المَوْتِ الرَحِيمِ , وَ يَكْتُبوُنَهُ فِي تَقَارِيرهمْ مَيْتٌ إكْلِينِكياً
يُزِيلونَ عَنْهُ أَجْهِزَةَ التَنَفُسِ لِيَلْفُظَ أَنْفَاسَ أَحْلَامِه, إِنَّها يَا عَزِيزي فَلْسَفَةُ أَوْطانْ
جَمِيعُنا عَلَى قَيْدِ المَوْتِ اكْلِينِيكِياً لِذَلكَ تُنْتَزَعُ عَنَا ألأَحْلاَمْ.

وهذا ما يميز الرسائل الادبية ارتباطها بالواقع وحنكة رؤيتها
فكان للضوء متسعاََ أمتع الذائقة الادبية لتظل علي مرافيء الانتظار للرسالة القادمة
لكِ غاليتي قبلة من نور تحمل بعضاََ من رونق اسمكِ
مودتي والياسمين

\..:icon20:

رشا عرابي
07-20-2017, 04:26 PM
ضفيرة الحلم متقصفة الأطراف
إذ لم يعد لليل سكنٌ في حنايا الخصلات

النور نور
قوارير النسيان مُفرغة من الحيلة
وتكادُ قهراً تتشظّى
لملمت بقايا الحيلة كي ترسلي زاجلة بحجم المرار

ما أحيلاك

بلقيس الرشيدي
07-22-2017, 03:28 PM
...
...

الغِياب زَمهرِيرُ الحُب وصَهِيرُ الشَوق !
هُو من يأخُذُنا حيثُ لانُرِيد ونصِلُ إلى مالاتَبتغِيهِ الرُوح .

أهلًا بِعودتكِ يانُور وهذِهِ الدُرر النثريَّة
أمتعت الرُوح وجَعلت مسَاحاتُ الصَمت إخضِرار !

أسعدكِ الله وأرضاكِ

.

نادرة عبدالحي
07-22-2017, 06:57 PM
الكاتبة نور فارس التفاصيل الإبداعية حين تُلامس شغاف قلب القارئ لا يمٌل منها أبدا

يتأمل ملامح الحرف ولا يهاب الإنجراف مع تيارات الإلهام المتدفقة بغزارة ،

رُبما تكون رسالة نسيان أولى ولكنها رسالة إبداعية فيها الكثير من التميز والتنوع

الذي لهُ مجلسه الخاص ، يُقدم الإغراء للذهن القارئ ويُصيبه بالدهشة والإنصات ،

حسن زكريا اليوسف
08-02-2017, 04:14 PM
صَبَاحُكَ إِنّ كَانَ صَبَاحاً ومَساؤكَ إنْ كانَ مَساءاً وَ لكنِ سَأخْتارُ الصَباحَ , لِأنَكَ كُنتَ صَبَاحِي الَذي مَا لَحِقَهُ مَساءْ.
فَ صَباحُكَ حَيثُ أنْتَ جَميلٌ ِبمقْدَارِ هَذَا الحُبِ المُتمَدِدِ عَلى أَسِرَةِ أَضْلُعِي , الَذِيْ لا يُنْقِصهُ غِيَابْ وَ لا يَقْرُبُهُ نِسيَانْ.
صَبَاحُكَ أَنَا كَمَا أَنَا مَا إخْتَلَفْتُ وَ مَا تَبَدْلتْ , لَكنِ أَظُنُنِي نَضِجْتُ عَلَى نَارِ لِهْفَةٍ هَادِئَة.
صَبَاحُكَ كَوثَرِيٌ كَهَذَا العَشْقِ الَذِي يَسَيلُ مِنْ خَافِقْي فَ يَرْوِي الوَرقَ , لِيُزْهِرَ لَكَ رَسَائِلٌ مِنْ نَارٍ تَخُطُهَا نُور.
صَبَاحُكَ مُتُفَجِرٌ بِالفَرَحِ بِقَدْرِ هَذَا الفَرَاغِ الذِيْ يَمْتَدُ فِي أَوْرِدَتِيْ كَأَنِهُ حَقْلُ أَلغَامْ.
صَبَاحُكَ يَقِينْ , أَيُهُا الوُهْمُ الكُبِيرْ, أَيُهَا الحُلمُ القُدَيم , بأنِّ مَازِلتُ لَكَ قَاِئمَةٌ وَ بِكَ هَائِمَةْ.

أَنَا الَتِيْ كَانَتْ تَتَنَفَسُ مَعْ كُلِ عِنَاقٍ عَبَقَ الخِتَامِ , وَ كَمْ كُنْتَ تَكْرَهُ التَحَدُثَ عَنْ الخِتَامِ
كَ مَنْ يَحْلًمْ بِ حُلُمٍ جَمِيلٍ لا يَوَدُ أَنْ يَفِيقَ مِنْهُ , أَمَّا أَنَا.. لا تَرُوقُنِي الأَحْلَامُ الطَوِيلةْ
أَخْشَى مِن كَابُوسٍ يَغْتَالُنِي بَعْدَهَا , فَقدْ عَلَمتَنِيْ أنْ لا آمَنْ جَانِبَ الحَياةِ.

إِعْتَدَتَ أَنْ تَمْسَحَ عَلَى شَعْرِيَّ عِنْدَ كُلِ وَجَلٍ بِ فُقدَاَنِكَ وَ تَقُصَ عَلى مَسْمَعِي أُقْصُوصَتكْ العَتِيدَةْ
التِي بَاتْتْ حَقِيقَةُ لا تَقْبَلُ نِقَاشْ.
أَنِّ يَوْمَاً مَا سَيمْتَدُ بِ إذنِ الله عُمرِي و أُصْبِحُ عَجُوزَاً نَكِدَه وَ سَ تَخُطُ الحَياةَ تَجَاعِيدَهَا عَلَى وَجْهِي
وَ أَنِّ سَيُكْسَرُ أَنفُ ثِقَتِي وَ يَتَلاشَى ذَاكَ الضّوءُ الّذِي يّسْكُنُ أَحْداَقَ روحِي
وَ حِينها سَ أَكُونُ مُجَرَدَ عَجوزٍ تُقِيمُ عَلى قَارِعَةِ النِسْيان, وَ لَنْ أَجِدَ حِينَ يَشِيبُ عُمْرِي
أَي رَجُلٍ يَعْشَقُنِي سِوَاكَ , وَ يُغَنِجُنِي كَأنِي طِفلَةٌ إِلَاكَ.

قَدْ كُنْتَ تُحَولُ كُلَ حَدِيثٍ عَنْ النِهَايَةِ إلَى طُرْفَةٍ أَوْ بَعْضُ فُكَاهْه.
أَنْتَ الذِي مَا اعْتَادَ قَولَ الطُرَفِ أو الضَحِكِ إِلا فِي مَوَاقِفَ بَسِيطَةْ.
فرُبَمَا إَنْ إِعْتَصَرْتُ ذَاكِرَتِيْ المُكْتَظَةِ بِكَ قَدْ أَتَمَكَنْ مِنْ تِعْدَادِ كَمْ مَرَةٍ ضَحِكْتَ فِيهَا خِلالَ
أَعْوَامِنَا الطَوِيلَةِ بِعُمرِ السِنِينِ ,القِصِيرَةِ بِعُمْرِ الحُبْ, بَل أنِّ أَظُنُها لِفَرطِ جَمَالها رِوايةٌ كُنْتُ أَقْرائُها
و أَبَى مُؤلِفُها إلا أَنْ يَخلِط الخَيال بِ الوَقِعْ وَ كَأنْ مَرارةَ الوَقِعِ لَا تَكْفِي
يَجبْ أنْ نَتَجَرعَها أَيْضاٍ حِينْ إنْفِصَمِنا عَنه .

و لَكنْ رُغْمَ فُكَاهَتِكَ المُسْتَفِزَةِ وَ طَرَائِفِكَ التَي كَانتْ تُثِيرُ بَرَاكِينَ غَضَبِيْ
لا تُفَارقُ مَحْياكَ تِلكَ البَسمةِ المَبتورَةِ الفَرحْ , فَ تَفْضَحُ عَيْنَيكَ مَا تُسِرهُ نَفْسُكَ , هَذَا الحُلمِ نِهَايَتُهُ إِفَاقَةْ
وَ هَذَا العِشْقُ مَصِيرهُ المَوْتُ فُرَاقَاً , دَعِيني فِي غَيْبُوبَتِي عَلَّ الحُلُمَ يَطُولْ.

الآنْ وَقَدْ عَلِمتَ أَنْ مَنْ تَطُولُ غَيْبُوبَتُهُ يَضَعُونَهُ تَحْتَ وَ طْأَةِ المَوْتِ الرَحِيمِ , وَ يَكْتُبوُنَهُ فِي تَقَارِيرهمْ مَيْتٌ إكْلِينِكياً
يُزِيلونَ عَنْهُ أَجْهِزَةَ التَنَفُسِ لِيَلْفُظَ أَنْفَاسَ أَحْلَامِه, إِنَّها يَا عَزِيزي فَلْسَفَةُ أَوْطانْ
جَمِيعُنا عَلَى قَيْدِ المَوْتِ اكْلِينِيكِياً لِذَلكَ تُنْتَزَعُ عَنَا ألأَحْلاَمْ.

لِنَموْتَ عَلَى قَوَارِعِ الأَيَامِ أَجْسَادٌ هَزِيلَةٌ مِنْ الأَمَانِيْ وَعُقُولٌ خَاوِيَةٌ مِنْ المَنْطِقِ وَ الرُؤى و الأَهْدَافْ.
نَكْتَفِيْ بِ اللَحْظَةِ الرَاهِنْه, فَإِنْ نَحْنْ فَكَرْنَا أَو إجْتَهدْنَا , سَيعْتَبِرونَنَا طَاعُونْ وَ يَنْفُونَنَا فِي جُبِ السُجُونْ.
أَيقْنتُ أَنَّ فِي مَدَائِننا مَحاكُمُ الأَحلامِ قَائِمةٌ لِتُقيمَ الحَدَ عَلى مَنْ يَخْتَلِسُ مِنْ خَزَئِنِها فَوقَ المُقَدَرِ لهُ مِنها
فَينْصُبُونَ لَهُ المِنصَاتْ , فَالحُكمُ عَلى ذاكَ الحَالمِ دَوماُ إعْدامْ.
عَلَيْكَ أَنْ تَمُدَ أَقْدَامكَ عَلَى مَقَاسِ لِحَافِكَ هَكَذَا قَالَ القُدَمَاءْ.
وَ لَمْ يَقْصِدُوا هُنَا الأَقْدَامَ بَلْ إَنْ المَقْصِدَ كَانَ الأَحْلاَمْ.
وَ أَنْتَ أَيُها الرَاحِلُ نَسَجْتَ حُلُماً أَكْبَرُ مَنْ لِحَافِ الوَاقِعِ
فَتَجَمَدْنَا بَرْدَاً حِينَ فَصْلِ شَتَاتْ.

هَذِهِ رِسَالَةُ النِسْيَانِ الأولَى , أَبْعَثُهَا إلَيْكَ مَعْ كَامِلِ الشَوْقِ وَ مَعْ سَبْقِ الحَنِينِ وَ إكْتِمَالِ اللَهْفَةِ
وَعَلِّ سَأُبْلِغُكَ فِي رَسَائِلِي إَنْ كَانَ فِي عُمْرِي بَقِيَةٌ مِنْ حَياةْ , عَنْ سَبَبِ تَدْثِيريهَا مِعْطَفَ النِسْيَانِ.
وَ لا أَنْتَظِرُ مَنْكَ رَدَاً وَ عَلِّ أُبْلِغُكَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ أَيْضَاً فِي القَادِمِ مِنْ مَكَاتِيبْ.
فَرِسَالَتِي هَذِهِ اسْتِنْزِفِتْ طَاقَتِي , وَ أَجْهَدَتْ قَلْبِي وَنَفْسِي.
فِي الخِتَامِ يَا مَنْ تَمْقُتُ الخِتَامْ . أُحْبُكْ .

نُورْ فَارِسْ.

ملحوظة : النص هنا هو عربون إعتذاري
لغيابي الطويل
فتقبلوه بقبول حسن آل أبعاد
لأرواحكم الفرح






:icon20: نــور :icon20:
مساؤك والصباح الياسمين ُ:icon20: وضوءٌ لا يشحُّ له مَعـيـن ُ
يا لروعة هذا الحرف المتدثر بالنور
والمشبع بروح الشاعـرية المتفلتة من عـقال المألوف
نص باذخ من لدن أميرة حق لها الاختيال
أنا وفنجان قهوة وهذا الحرف في أُنس لطيف وجو رائق ماتع
غـيابك الطويل ـــــ كما ذكرت ِ يا نور ـــــ يشفع له هذا النص
فكم من النصوص وخلجات الحروف قد حرمنا منها غـيابك !
بلا مجاملة ولا تزويق
رائع وأكثر
تصفيقي الحار
سلمت أناملك الورد
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

حسام الدين ريشو
08-03-2017, 01:45 PM
آه
من الأحلام .. الف آه
لي منها حلم
شاب عمري
لكنه ظل
في نضارة الورد

بطعم القبل المشتهاة
في ليلة
فاحت بها رسائل الحب
بالعطر


القديرة نور فارس
بالتأكيد تعرفين
أن أروع مايروق للكاتب
هو أن يرى المتلقي ذاته في النص
وفي المقابل
أجمل مايكون النص عند المتلقي
هو أن يكون معبرا عنه
كأنه يتحدث بلسانه


القديرة نور فارس
بحياد تام
واعجاب لا مثيل له
هنا
كان ذلك كله
تحياتي
وفي انتظار الجديد
وكوني بألف خير

الربيع ابن الحمدان
08-03-2017, 04:16 PM
تأسرني جمال نصوصك
وهذا الحس الرائع في التعبير
والقدرة على وضع المعاني بجمل
منسابة بعذوبة وسلاسة
دلت على البراعة والمرونة الإبداعية

سيدتي كل التقدير والإحترام
أكنه لكِ
دمتي بألف خير