فيصل خليل
10-17-2017, 08:48 PM
مـن أنــــا...؟
الـسـؤال الأكـثـر جـدلـيـة فـي الـعـالـم، والأزلـي الـذي لا يـمـوت عـلـى مـر الـزمـن ...
مـن أنـا؟ هـي صـرخـة مـدويـة تـخـرج مـن أعـمـاق أنـفـسـنـا، تـحـثـنـا عـلـى الـبـحـث فـي دواخـلـنـا عـن مـكـنـون ذاتـنـا ومـا نـحـن عـلـيـه، تـدفـعـنـا لـلـتـسـاؤل مـا نـحـن، ومـا هـدف وجـودنـا ومـا هـو جـوهـرنـا وقـيـمـتـنـافـي الـحـيـاة.
هـي صـرخـة تـنـبـعث مـن داخـل أعـمـاق أنـفـسـنـا تـحـفـزنـا لاسـتـخـراج الـجـواهـر الـمـكـنـونـة فـي داخـلـهـا، والـطـاقـات الـمـهـمـلـة الـدفـيـنـة، ودعـوة لـتـحـفـيـز الـنـفـسوتـنـشـيـط الـجـسـد وحـلـحـلـة الـروح لـتـنـبـعـث مـن جـديـد، فـتـنـطـلـق تـحـلـقفـي فـضـاءات الـكـون.
هـي رسـالـة مـن داخـل الـنـفـس تـدعـونـا لـنـنـطـلـق والـبـدء مـن جـديـد فـي حـيـاة جـديـدة مـلـيـئـة بـالـمـحـفـزات والـطـاقـات الـمـسـتـخـرجـة مـن داخـلـك، فـتـسـتـفـيـد مـنـهـا فـي بـنـاء حـيـاتـك وتـطـويـر نـفـسـك وإنـشـاء كـيـان شـخـصـي خـاص بـك يـمـيـزك عـن الـجـمـيـع، فـيـكـون لـك فـيـه بـصـمـتـك فـي الـحـيـاة ويـكـون لـك تـأثـيـرك الـخـاص عـلـى بـيـئـتـك ومـجـتـمـعـك، ودور هـام فـي بـنـاء حـيـاة الآخـريـن.
فـلا قـيـمـة لأي إنـسـان بـدون عـمـل نـاجـح يـقـوم بـه، يـفـتـخـر بـه فـي حـيـاتـه، ويـكـون مـثـالا يـحـتـذي لأقـرانـه ومـن يـتـبعـه، ويـكـون هـذا الـعـمـل هـو تـوقـيـعـه فـي الـحـيـاة الـذي لا يـمـوت بـمـوتـه.
ولا سـعـادة يـعـيـشـهـا الإنـسـان دون تـأثـيـر لـه فـي مـجـرى حـيـاتـه وحـيـاة الآخـريـن، فـقـيـمـةالـسـعـادة تـقـاس بـمـا يـنـجـزه مـن افـعـال جـمـيـلـة فـي حـيـاتـه يـكـون لـهـا اثـر وتـذكـار يـفـتـخـر بـه.
فـالـحـيـاة عـلـى الـهـامـش هـي الـمـوت بـذاتـه وإن كـنـت حـيـا تـتـنـفـس، فـالـحـيـاة لا تـعـنـي فـقـط أن الـروح تـدب فـي جـسـدك، وأن تـمـارس طـقـوسـهـا بـمـعـانـيـهـا الـجـامـدة، بـل هـي الـمـثـابـرة والـعـمـل وفـعـل الأمـور الـجـيـدة الـتـي تـفـيـدك وتـفـيـد مـجـتـمـعـك وتـحـقـق لـك مـا تـريـد مـن طـمـوح وأحـلام، فـلا مـعـنـى لـلـحـيـاة دون وجـود هـدف سـامـي تـضـعـه نـصـب عـيـنـيـك كـل يـوم وتـسـعـى لـتـحـقـيـقـه، وأن يـكـون لـهـذا الـهـدف قـيـمـة إيـجـابـيـة بـنـاءة تـعـززه الـقـيـم والـمـبـاديءالـسـامـيـة الـتـي تـنـهـض بـهـا أسـس وقـواعـد الـحـيـاة.
فـوجـود الإنـسـان لا يـعـنـي أكـل وشـرب وعـمـل وسـكـن بـالـبـيـت فـقـط، بـل هـو أسـمـى مـن هـذا كـلـه، فـالإنـسـان هـو مـن يـعـمـر الـكـون ويـبـنـي الـحـضـارات الـتـي تـقـوم عـلـيـهـاالـحـيـاة، وهـو الـروح الـتـي تـنـبـض بـهـا الأرض فـتـنـمـو وتـزدهـر، وهـو الـمـسـتـقـبـل بـمـا مـا فـيـه مـن جـمـال وبـؤس، فـهـو مـن يـحـدد الـمـسـتـقـبـل إن كـان جـمـيـلا فـبـأفـعـالـه وإنـجـازاتـه وإن سـيـئـا فـبـكـسـلـه وبـلادتـه .
الـحـيـاة هـي كـلـوحـة فـنـيـة شـفـافـة، بـأفـعـالـنـا وإنـجـازاتـنـا نـزيـنـهـا بـجـمـال بـراق مـلـفـت لـلـعـيـون يـدوم أبـد الـدهـر، يـسـجـلـهـا الـتـاريـخ فـي مـتـحـف الـمـسـتـقـبـل تـتـوارثـهـا الأجـيـال وتـعـمـر بـهـا الأوطـان، وتـثـمـر بـهـا الـحيـاة فـيـدوم تـأثـيـرهـا لـسـنـيـن عـدة.
وبـالـكـسـل والـبـلادة نـهـدم مـا يـبـنـيـه الآخـرون، فـتـنـهـار الـقـيـم والأسـس، وتـضـعـف بـنـيـة الـحـيـاة وتـذبـل كـمـا تـذبـل الـورود مـن قـلـة الـمـاء، وتـصـبـح كـئـيـبـة بـائـسـة لا مـعـنـى لـهـا، وكـل ذلـك لأنـنـا ارتـضـيـنـا الـعـيـش عـلـى الـهـامـش وأن لا نـكـون شـيـئـا فـي هـذا الـكـون الـفـسـيـح.
فـجـمـال الـحـيـاة مـرتـبـط بـك ومـا تـقـدمـه مـن أفـعـال إيـجـابـيـة تـسـاهـم فـي تـطـورهـا وتـكـامـلـهـا مـمـا يـنـعـكـس عـلـيـك وعـلـى الآخـريـن إيـجـابـا.
فـالـحـاضـر هـو أنـت والـمـسـتـقـبـل هـو مـا سـتـكـون عـلـيـه أنـت.
مـن أنـا؟
هـو ذلـك الـسـؤال الـذي تـحـتـار بـإجـابـتـه إن بـحـثـت عـن الـجـواب خـارج أطـر قـلـبـك ومـنـظـومـة عـقـلـك.
لـتـعـرف إجـابـة الـسـؤال، أسـأل نـفـسـك مـاذا حـقـقـت فـي حـيـاتـك؟
ومـاذا تـخـطـط لـتـحـقـق فـي مـسـتـقـبـلـك؟
ومـاذا فـعـلـت فـي مـاضـيـك؟
ومـا تـأثـيـر ذلـك عـلـى حـيـاتـك وعـلـى مـجـتـمـعـك؟
بـقـدر جـوابـك سـتـعـرف مـن أنـت.
*******
2014
بقلمي
الـسـؤال الأكـثـر جـدلـيـة فـي الـعـالـم، والأزلـي الـذي لا يـمـوت عـلـى مـر الـزمـن ...
مـن أنـا؟ هـي صـرخـة مـدويـة تـخـرج مـن أعـمـاق أنـفـسـنـا، تـحـثـنـا عـلـى الـبـحـث فـي دواخـلـنـا عـن مـكـنـون ذاتـنـا ومـا نـحـن عـلـيـه، تـدفـعـنـا لـلـتـسـاؤل مـا نـحـن، ومـا هـدف وجـودنـا ومـا هـو جـوهـرنـا وقـيـمـتـنـافـي الـحـيـاة.
هـي صـرخـة تـنـبـعث مـن داخـل أعـمـاق أنـفـسـنـا تـحـفـزنـا لاسـتـخـراج الـجـواهـر الـمـكـنـونـة فـي داخـلـهـا، والـطـاقـات الـمـهـمـلـة الـدفـيـنـة، ودعـوة لـتـحـفـيـز الـنـفـسوتـنـشـيـط الـجـسـد وحـلـحـلـة الـروح لـتـنـبـعـث مـن جـديـد، فـتـنـطـلـق تـحـلـقفـي فـضـاءات الـكـون.
هـي رسـالـة مـن داخـل الـنـفـس تـدعـونـا لـنـنـطـلـق والـبـدء مـن جـديـد فـي حـيـاة جـديـدة مـلـيـئـة بـالـمـحـفـزات والـطـاقـات الـمـسـتـخـرجـة مـن داخـلـك، فـتـسـتـفـيـد مـنـهـا فـي بـنـاء حـيـاتـك وتـطـويـر نـفـسـك وإنـشـاء كـيـان شـخـصـي خـاص بـك يـمـيـزك عـن الـجـمـيـع، فـيـكـون لـك فـيـه بـصـمـتـك فـي الـحـيـاة ويـكـون لـك تـأثـيـرك الـخـاص عـلـى بـيـئـتـك ومـجـتـمـعـك، ودور هـام فـي بـنـاء حـيـاة الآخـريـن.
فـلا قـيـمـة لأي إنـسـان بـدون عـمـل نـاجـح يـقـوم بـه، يـفـتـخـر بـه فـي حـيـاتـه، ويـكـون مـثـالا يـحـتـذي لأقـرانـه ومـن يـتـبعـه، ويـكـون هـذا الـعـمـل هـو تـوقـيـعـه فـي الـحـيـاة الـذي لا يـمـوت بـمـوتـه.
ولا سـعـادة يـعـيـشـهـا الإنـسـان دون تـأثـيـر لـه فـي مـجـرى حـيـاتـه وحـيـاة الآخـريـن، فـقـيـمـةالـسـعـادة تـقـاس بـمـا يـنـجـزه مـن افـعـال جـمـيـلـة فـي حـيـاتـه يـكـون لـهـا اثـر وتـذكـار يـفـتـخـر بـه.
فـالـحـيـاة عـلـى الـهـامـش هـي الـمـوت بـذاتـه وإن كـنـت حـيـا تـتـنـفـس، فـالـحـيـاة لا تـعـنـي فـقـط أن الـروح تـدب فـي جـسـدك، وأن تـمـارس طـقـوسـهـا بـمـعـانـيـهـا الـجـامـدة، بـل هـي الـمـثـابـرة والـعـمـل وفـعـل الأمـور الـجـيـدة الـتـي تـفـيـدك وتـفـيـد مـجـتـمـعـك وتـحـقـق لـك مـا تـريـد مـن طـمـوح وأحـلام، فـلا مـعـنـى لـلـحـيـاة دون وجـود هـدف سـامـي تـضـعـه نـصـب عـيـنـيـك كـل يـوم وتـسـعـى لـتـحـقـيـقـه، وأن يـكـون لـهـذا الـهـدف قـيـمـة إيـجـابـيـة بـنـاءة تـعـززه الـقـيـم والـمـبـاديءالـسـامـيـة الـتـي تـنـهـض بـهـا أسـس وقـواعـد الـحـيـاة.
فـوجـود الإنـسـان لا يـعـنـي أكـل وشـرب وعـمـل وسـكـن بـالـبـيـت فـقـط، بـل هـو أسـمـى مـن هـذا كـلـه، فـالإنـسـان هـو مـن يـعـمـر الـكـون ويـبـنـي الـحـضـارات الـتـي تـقـوم عـلـيـهـاالـحـيـاة، وهـو الـروح الـتـي تـنـبـض بـهـا الأرض فـتـنـمـو وتـزدهـر، وهـو الـمـسـتـقـبـل بـمـا مـا فـيـه مـن جـمـال وبـؤس، فـهـو مـن يـحـدد الـمـسـتـقـبـل إن كـان جـمـيـلا فـبـأفـعـالـه وإنـجـازاتـه وإن سـيـئـا فـبـكـسـلـه وبـلادتـه .
الـحـيـاة هـي كـلـوحـة فـنـيـة شـفـافـة، بـأفـعـالـنـا وإنـجـازاتـنـا نـزيـنـهـا بـجـمـال بـراق مـلـفـت لـلـعـيـون يـدوم أبـد الـدهـر، يـسـجـلـهـا الـتـاريـخ فـي مـتـحـف الـمـسـتـقـبـل تـتـوارثـهـا الأجـيـال وتـعـمـر بـهـا الأوطـان، وتـثـمـر بـهـا الـحيـاة فـيـدوم تـأثـيـرهـا لـسـنـيـن عـدة.
وبـالـكـسـل والـبـلادة نـهـدم مـا يـبـنـيـه الآخـرون، فـتـنـهـار الـقـيـم والأسـس، وتـضـعـف بـنـيـة الـحـيـاة وتـذبـل كـمـا تـذبـل الـورود مـن قـلـة الـمـاء، وتـصـبـح كـئـيـبـة بـائـسـة لا مـعـنـى لـهـا، وكـل ذلـك لأنـنـا ارتـضـيـنـا الـعـيـش عـلـى الـهـامـش وأن لا نـكـون شـيـئـا فـي هـذا الـكـون الـفـسـيـح.
فـجـمـال الـحـيـاة مـرتـبـط بـك ومـا تـقـدمـه مـن أفـعـال إيـجـابـيـة تـسـاهـم فـي تـطـورهـا وتـكـامـلـهـا مـمـا يـنـعـكـس عـلـيـك وعـلـى الآخـريـن إيـجـابـا.
فـالـحـاضـر هـو أنـت والـمـسـتـقـبـل هـو مـا سـتـكـون عـلـيـه أنـت.
مـن أنـا؟
هـو ذلـك الـسـؤال الـذي تـحـتـار بـإجـابـتـه إن بـحـثـت عـن الـجـواب خـارج أطـر قـلـبـك ومـنـظـومـة عـقـلـك.
لـتـعـرف إجـابـة الـسـؤال، أسـأل نـفـسـك مـاذا حـقـقـت فـي حـيـاتـك؟
ومـاذا تـخـطـط لـتـحـقـق فـي مـسـتـقـبـلـك؟
ومـاذا فـعـلـت فـي مـاضـيـك؟
ومـا تـأثـيـر ذلـك عـلـى حـيـاتـك وعـلـى مـجـتـمـعـك؟
بـقـدر جـوابـك سـتـعـرف مـن أنـت.
*******
2014
بقلمي