المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلم الأدبي


سميرة الشريف
11-10-2017, 01:33 PM
إلى أين حقوق الأديب المؤلف ؟؟

بدأت بالأسى تجاه الأمر كُنت في الحقيقة أُحلقُ عاليًا في سماءِ الطموح دونما ملامسةٍ لأرضِ الواقع خشية أن تعلق قدماي في أحد منعطفاته الواهية ،وأن تظل حبيسة القيود والرتابة.
أنا اليوم أبحثُ عن طموحٍ مُختلف تمامًا عن تلك الطموحات التي وقعتها نهاية كل سطر من كتاباتي ...كُنتُ المُتيمة حقًا في خلقِ مُحيطٍ أدبي يستحقُ أن يُؤطر بعنايةٍ فائقةِ الوصف....
كلنا وبلا جدل حينما نقرأ في كُتب الصوت الأدبي القديم للرافعي ،وللعقاد ،وللشيخ الأديب الطنطاوي، ولغيرهم من أصحاب الأقلام العظيمة، تجد أنك تصفقُ بقلبك المُتلهف لهذا الجمال النابغ ،والنابع من سُطورٍ راحلة، وتتمنى لو أن الزمان أعاد دورته !و أخرجَ أقلامًا أدبيةً زاخرةً براجحةِ القلبِ قبل العقلِ، حاذقةً في وصفِ المنطق، وفلسفة الحياة، وغزارةِ المعنى المُتراكض في قلب الأديب الأريب الذي يحولُ بأمرِ رب السماءِ صورَ الحياةِ الصامتةٍ إلى صورٍ ناطقة* في خيال القارئ، فَتُجري في دواخله أحاديثًا، وحكمًا ومُثل حياة...
لا أريدُ أن أستطرد كثيرًا ،فالأمر كله سطور لا تفي حق الأديب في الحديث عن أدبه القدير ...
نحن اليوم نسترجعُ ذاكرةَ الأمسِ التي تعلمت في صفوفِ الدراسة شخصيات أدبية عظيمة السير ،وحفظتْ كلماتهم عن ظهر قلب بل ،وانسجمت مع مواقف الحياةِ اليومية ،وأصبحتْ روحُ الأدبِ تتفرعُ في أرواح مُتأمليها ..لِتُصيرهم أقلامًا أدبية أخرى ،بدماء جديدة للحياة ،تكتبُ وتمارسُ الحياة بكل صروفها، وألوانها وتتغذى بين الفينة والأخرى من تجارِب الأيام، ثم نجدهم انهمروا تدوينًا لكل ما يركضُ في خلجات الأنفاس ..
أدبٌ يُصنعُ من واقع الأيام، تربى على لغة القرآن، وفصاحة المفردة*، وحان له أن يُؤتي اليوم ثمارًا يانعة ...ولكن تظل الخيبات تُدس خفية في خلجاتٍ صامتة ..
اليوم لم يعدْ كالأمس الزاهي الذي يُبسط أشرعة الجمال، و جماله النبيل كان يُلزم الأديب أن يأتي بما نفع؛ ليكون الوقع الصادق ...الكتابة من أجل الكتابة ذاتها ..
فحينما نرى حالَ الأدبِ كيف تحول من العناية بمحتواه ،ومعانيه ،وأفكاره التي يستندُ عليها روح الأديب ...إلى سطحيةِ المعنى، وتكرار الفكرة لتبدو* متشابة هشة، ويبقى العنوان هو المُختلف.. ..إلى جانب التهميش من قبل دور النشر التي تطبعُ مئات الكتب ،وتنحازُ لبعضِ أقلامها بحكم الانتشار الواسع لها في مواقع التواصل الإجتماعي !وأيهم أكثر انتشارًا هو أكثر مبيعًا دون النظر إلى المحتوى ودون العناية بالفكرة والهدف .
فكل ما ضج صوته زاد التلفت إليه ...
قالها لي صراحة صاحب دار نشر كتابك ثقيلٌ جدًا في لغته ،و هو بذلك لا يُسوق لي وداري ستخسر ،ثم إن رأس مالي القراء، وخاصة قراء جيل اليوم ...جربي أن تكتبي قصة بلغة سهلة وتكون بمستوى القراء...
عجبًا أهذه مكانة الأدب؟ وهذه منزلة الأديب...؟وهذه النظرة المُقللة من شأنِ القارئ المُثقف؟ أن تنال دار النشرِ أرباحًا متوالية ،أم عددًا هائلاً من عقول القراء !؟
لا أعرف ما مقياس الأدب اليوم؟
وما اهتمامات دور النشر؟
ولكن كل ما أعرفه الآن أن الأدب أصبح تجارة بشعة لدى دور النشر ،ترفعُ من شأن كتب،ٌ تنسجمُ مع أهدافها ،وتخفض من شأن بعضها فتجعلها في زاوية التهميش ...
يا دار النشر الموقرة ...إن الأديب المؤلف هو نفسه صاحبكم الكاتب المؤلف ...تكلف وعني وسدد مبالغًا مالية مقابل أن يكون أدبًا حيًا على رف الحياة ..
شق طريقه مُدونًا أهدافًا كُثر...أن يعتني بلغته العربية الأصيلة ،ثم يُربي بُنيات فكره على البيان، ويرسم للقارئ عوالمًا مُتباينة كلها واقعًا تجسدت في قلب الورق...
الأديب ذاته كان يعتني بأهدافه أيضًا خلود اللغة العربية ،والحفاظ على هويةِ الجمال فيها ...

لماذا لا يُعنى بصناعة الأدب الأصيل ؟ونمضي كما مضى أسلافنا في الحفاظ على هوية اللغة العربية ،والبقاء على أصالتها ،وتقبلُ الأقلام الجديدة التي تحملُ ملامح أسلافها بل العناية بها ؟
وختامًا ...
كل طرقةِ حرفٍ على تلك السطور كان صداه القادم* من كتابي الأدبي الذي التزمَ غفوة طويلة جدًا، وجدًا على رفٍ جهل قيمة الكلمةِ البليغة، والهدف السامي النبيل..

ليظلَ الرف المُنحاز لكبريائه، مُغمضًا عيناه ؛ لِيُوقدَ شموعًا سرعان ما تنطفئ من نفثةِ وعي عابرة ...ولتظل كلماتي أدبًا ناطقًا في قلبِ الحياة.. فلا مجال لخرسِ المداد الأدبي عن الثرثرة..
يا كرام...
إن غُثاء الكلمات سيطفو على سطحٍ تتلقفه الأيدي قراءة، ثم يُهمل ؛ فالغلاف يشدُ لخواء داخله، ويبقى النافع راسخًا ثابتًا في مكانه يتهيأ للنهوض مع كل إشراقةِ فكر، ومع كل خفقةِ حسٍ إنساني ..


ضفاف قلم...قلمٌ يُجرب صوته ؛ لتكن الأصداء ذات وقعٍ عذب، تتسللُ إلى منافذ الروح، وتُهدي الجفون مهد راحة.*

سميرة المثمي الشريف

سيرين
11-10-2017, 05:51 PM
مقال رائع جداََ كاتبتنا المبدعة \ سميرة الشريف
وكان رصدك للاسباب بمثابة مجهر للحقيقة المؤلمة
وما اسوء ان يتحكم السوق في اسمى ما يمتلك البشر ويميزه " العلم والادب "
ان الاديب ليس رتبة او شهرة او تاجرا يستثمر كلماته في خدمة مصالحه
او مصالح فئة معينة من الناس
بل ان الاديب روح نظيفة وكلمة غنية بالمعاني ونفس مثقفة بالجمال
ومن لايستطيع ان يستوفي هذه الشروط اللازمة لرسالة الادب
حري به ان لا يكتب
امنياتي بتحقيق الحلم
مودتي والياسمين

\..:34:

سميرة الشريف
11-10-2017, 06:27 PM
شاكرة لكِ أستاذة سيرين قراءة سطور الحلم
الغافي على رفِ الحياة...
طِبتِ مُرورًا ومودة...

رشا عرابي
11-10-2017, 09:45 PM
رسائل الأدب وُجهة للتعلّم سنامها سموّ الفكرة والتجديد بالمبنى كي
تكون براءً من وزر التّكرار

الرائعة سميرة
فكرك منارة يُشار لها ببنان البيان
سعيدة بعودتك يا روح

سميرة الشريف
11-11-2017, 10:11 AM
حُييتِ مُرورًا ياغدق البيان ...ماكان
للقلم أن ينثرَ خاطرة إلا من تجارِب حياة
تهطلُ على قامته الطامحة،ثم يأتي هطل
المداد مُخلصًا وفيًا لكاتبه...
دُمتِ بود ..

نادرة عبدالحي
11-11-2017, 01:00 PM
قضية دور النشر والمؤلف هي قضية مُنتشرة ويعاني منها المؤلف
تسليط الضوء على طرق معاملة دور النشر في الوطن العربي، يهدف إلى تعريف الكاتب بحقه ولفت انتباه إلى تلك الطرق من الخداع . ، ومطالبة الجهات المعنية بالثقافة والحكومية خاصة منها بالعمل على إنصاف الكاتب والثقافة التي تمثل الوجه الحضاري للبلد.
فالدولة يجب عليها تولي اهتماماً لحقوق الثقافة ومنتجيها و جهد الكاتب وحقوقه الذي يمثل الوجه الثقافي والحضاري للبلد،


(جربي ان تكتبي قصة بلغة سهلة وتكون بمستوى القراء ) يا للهول أكان على صاحب دار النشر توجيه
الكاتب لتغيير اسلوبه في الكاتبة .؟؟؟؟ من أجل الماديات ...؟؟؟؟ من أجل ان لا يخسر رأس ماله (صريح)
ولكنه لا يدرك القيمة الحقيقية للأدب المتميز الادب الحق وليس ألادب السطحي .
فلكل أدب قراءهُ ,
قالها لي صراحة صاحب دار نشر كتابك ثقيلٌ جدًا في لغته ،و هو بذلك لا يُسوق لي وداري ستخسر ،ثم إن رأس مالي القراء، وخاصة قراء جيل اليوم ...جربي أن تكتبي قصة بلغة سهلة وتكون بمستوى القراء...

تساؤلات سمينة , يقظة لا تنام في عصر يتسأل الأدب أين مسكني ,برائي الشخصي إذا كانت
هذه سياسة دور النشر فما على الكاتب إلا ان ينشر مؤلفاته بشكل شخصي وعلى حسابه الخاص إذا امكن ,
من حق الكاتب ان يُدافع عن فلذة روحه وإنتاجه الصادر من عمقه ,
عجبًا أهذه مكانة الأدب؟ وهذه منزلة الأديب...؟وهذه النظرة المُقللة من شأنِ القارئ المُثقف؟ أن تنال دار النشرِ أرباحًا متوالية ،أم عددًا هائلاً من عقول القراء !؟
لا أعرف ما مقياس الأدب اليوم؟
وما اهتمامات دور النشر؟

مناقشة علنية لموضوع غاية في الأهمية لحماية الرسالة الادبية
وحماية حق المؤلف .

عبدالله السهلي
12-19-2017, 05:39 AM
سميرة الشريف طرح جميل ..
وفي كل مرة كل مواضيعك تحمل نقاش ورؤى تبين مدى ما يتمتع به الأعضاء .. من رؤى وتباين بلا مثالية ..


أدبٌ يُصنعُ من واقع الأيام، تربى على لغة القرآن، وفصاحة المفردة*، وحان له أن يُؤتي اليوم ثمارًا يانعة ...

اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ولسان الوحي...

قالها لي صراحة صاحب دار نشر كتابك ثقيلٌ جدًا في لغته ،و هو بذلك لا يُسوق لي وداري ستخسر ،ثم إن رأس مالي القراء، وخاصة قراء جيل اليوم ...جربي أن تكتبي قصة بلغة سهلة وتكون بمستوى القراء...

فلو أن أحدنا ذكر نانسي العجرمية واليسا وسأل أيهما أكثر طربا لحاز على وسام التميز لأبداعه .....

الكاتب/الكاتبة له/لها من الحرية ما يكفل له كيف يكتب وأي حبر يختار ويحق له أن يشكل اللفظة كيفما شاء وليس من حقنا أن نقول له أكتب كما نريد فكلاً له نهجه وطريقته في الكتابة ..هي هكذا الحياة مليئة بالفروق الفردية لكي تستمر وهذه هي قدرة العلي العظيم.
وإذا صغرت العقول سهلت في مرادها الأجسام ..
لذلك اكتب مايستحق ..
ولا تلتفت لمن لا يستحق ..

سميرة الشريف لكي ودي يسابق ردي..

يوسف الأنصاري
12-21-2017, 08:45 AM
حقيقة ليس لدي أية خبرة أو خلفية عن التعامل مع دور النشر ..
بينما لدي خبرة عملية عن المطابع وأمور الطباعة فقط ..

لذا لن أقول رأي في أمر النشر وخلافه ..
لكن كمشتري قارئ .. متطفل وكاتب أدبي ..
اعتقد بأنه مهما أتقن الإنسان مجالاً معينا .. عندما يتخذ هذا المجال منحنى آخر تتغير قواعد اللعبة كثيراً ..
فمثلا .. ككاتب أدبي مستقل أو لنقل هاوي .. تختلف الأمور عن كونه كاتب أدبي كمسمى وظيفي !
من هنا يجب أن نضع في الإعتبار تغير كبير في عدة أمور ..

هذا ببساطة أهم نقطة أحببت تسليط الضوء عليها ..
برغم وجود عدة نقاط أخرى مهمة ..