حسام الدين ريشو
12-07-2017, 05:25 PM
كل في طريق
======
حسام الدين ريشو
=========
دارت به الدنيا ؛ واختلطت عليه الأمور ؛ وأحس كأن كابوسا يجثم على صدره ويكاد يزهق روحه . واختلطت المرئيات أمامه .
لم يصدق ماسمعه عن أعز انسانة لديه .. " أميمة " . حبيبة القلب التي عاش يتنفس حبها ويراه ويتزود منه . " أميمة " هل من المعقول أن يكون هذا الذي سمعه صحيحا ؟ . " أميمة " الرقيقة هل يمكن أن تكون هكذا ؛ تلك التي كتبت له خلف صورتها :
" اليك بقلبي مع صورتي.. قلبي إلى الأبد"
هكذا كتبتْ له هذه الكلمات التي كانت تروقه وتعجبه؛ صارت الآن خنجرا يلهب ظهره ويأكل صدره ؛ سأل نفسه :
- أهذه أول مرة تكتب فيها هذه الكلمات ؟ مستحيل ... مادامت هناك قصة أخرى كتبتها مرة قبل ذلك . هذه الكلمات ليست له ؛ هذا الشعر الفاحم مسه انسان غيره .. كلماتها الحلوة طرقت أذنين غير أذنيه .
لم يتحمل مثل هذه الخواطر التى أثقلت رأسه ؛ فأخذته غفوة فنام . ولكنه رآها في نومه كما كان يراها دائما بخياله في قميصها السماوي الرقيق هائمة تطير بجناحين من نور كملاك .
كان يراها دائما هكذا ؛ وأفاق من نومه ليصحو من أحلامه .
بعض اللحظات تمر عليه فلا يصدق ماسمعه ؛ وينكره .
حدث أن دخل البيت فقالت له شقيقته " رحاب ":
أميمة كانت هنا وانتظرتك ؛ كانت تريد كتابا .
قالت أمه ببساطة وهي منهمكة في عمل لها :
احذرها ؛ إنها ذات ماض مؤلم ؛ كانت لها علاقة برجل ؛ والجيران كلهم يعرفون ذلك
استنكرت رحاب القول وقالت :
الناس كذابون إنها انسانة شريفة وطيبة
تذكر أنه قال لها يوما :
- الماضي ملك لصاحبه ؛ لايهمني سوى أن تكونى لي من الآن ؛ فأجابته : لاشيء هناك .
تعجل الليل أن ينتهي ليلتقي بها ويسألها عما سمعه ؛ وعندما التقيا هالها حاله ؛ فسألته متلهفة :
- ماذا بك ؟
صاح فيها : أرجوك كفى خداعا ؛ أنت لا تعرفين الحب .
تزلزل كيانها واختفت نضارة وجهها ؛ وفغرت فاها؛ وقالت :
ماذا جرى لك ؟ أَبِكَ سوء ؟
أجاب في صدمة تمزق مشاعره قبل أن تصل أليها :
كنت مريضا وشفيت أمس .. أمس فقط يا أميمة ؛ لقد عرفت كل شيء عن علاقتك بمن سبقني .
صاحت تدافع عن نفسها وحبها :
-لم أعرف أحدا قبلك أنت أول انسان في حياتي وآخر انسان .
صاح : لا لن أكون الأخير ؛ هناك مغفلون كثيرون
كانت أوصالها ترتجف ؛ لم تستطع أن تتمالك نفسها أذهلتها المفاجأة ؛ مفاجأة لم تكن تتوقعها أبدا . إنها تدرك يقينا أنها كانت على علاقة بآخرين ؛ نشأت مدللة فعاشت مستهترة ؛ الفتاة الوحيدة بين ذكور عدة ؛ وكان مجرد اعجابها بشيء يدفع أباها لأن يشتريه لها ؛ فساتين كثيرة وأحذية وحقائب يد متنوعة وهكذا كان شأنها مع الشباب وطاردتها الشائعات ؛ ولم تعبأ ؛ فلم تكن تحب أحدا حتى التقته ؛ انسان جديد مختلف عن الآخرين ؛ رقيق متزن ؛ زاملت شقيقته في الكلية ورأت مجموعة كتبه فطلبت كتابا تقرأه ؛ كانت متأكده من أنه لن يرفض لها طلبا .
لكنها فوجئت به يقول :
آنسة أميمة ؛أنا آسف .. لا أعير كتبي لأحد حرصا عليها إنها بناتي ؛ لكنى على استعداد لشراء نسخة لك من الكتاب .
احمرت وجنتاها وهي تسمع ذلك ؛ ولكنها ابتسمت .
اكتشفت انها تحبه حبا يختلف عن مشاعر حبها لأشيائها ؛ أحاسيس جديدة ومشاعر أخرى تتفجر داخلها ؛ اشراق رائع في قلبها.
اشترت الكتاب وقرأته ثم زارتهم والتقته وناقشته ؛ وبدا قلبه يتفتح لها فدخلته وسكنت به .
وفي غمرة حبها تذكرت ماضيها ؛ خافت أن يحطم سعادتها .
كانت تخشى أن تقول له الحقيقة فيهرب منها . إذا كان لايرضى بالكتاب أن تتبادله أكثر من يد فكيف يرضى بها ؟
فأخفت عنه وأخلصت له ولكنه علم وانتهى الأمر .
أفاقت من شرودها على صوته :
لماذا تسكتين ؟ ألا تجدين شيئا تقولينه ؟
قالها وهو يجاهد نفسه وقام منصرفا ؛ فانصرفت هي الأخرى باكية تلعن نفسها وحياتها بعد ان أصبحا .. كلا في طريق .
======
حسام الدين ريشو
=========
دارت به الدنيا ؛ واختلطت عليه الأمور ؛ وأحس كأن كابوسا يجثم على صدره ويكاد يزهق روحه . واختلطت المرئيات أمامه .
لم يصدق ماسمعه عن أعز انسانة لديه .. " أميمة " . حبيبة القلب التي عاش يتنفس حبها ويراه ويتزود منه . " أميمة " هل من المعقول أن يكون هذا الذي سمعه صحيحا ؟ . " أميمة " الرقيقة هل يمكن أن تكون هكذا ؛ تلك التي كتبت له خلف صورتها :
" اليك بقلبي مع صورتي.. قلبي إلى الأبد"
هكذا كتبتْ له هذه الكلمات التي كانت تروقه وتعجبه؛ صارت الآن خنجرا يلهب ظهره ويأكل صدره ؛ سأل نفسه :
- أهذه أول مرة تكتب فيها هذه الكلمات ؟ مستحيل ... مادامت هناك قصة أخرى كتبتها مرة قبل ذلك . هذه الكلمات ليست له ؛ هذا الشعر الفاحم مسه انسان غيره .. كلماتها الحلوة طرقت أذنين غير أذنيه .
لم يتحمل مثل هذه الخواطر التى أثقلت رأسه ؛ فأخذته غفوة فنام . ولكنه رآها في نومه كما كان يراها دائما بخياله في قميصها السماوي الرقيق هائمة تطير بجناحين من نور كملاك .
كان يراها دائما هكذا ؛ وأفاق من نومه ليصحو من أحلامه .
بعض اللحظات تمر عليه فلا يصدق ماسمعه ؛ وينكره .
حدث أن دخل البيت فقالت له شقيقته " رحاب ":
أميمة كانت هنا وانتظرتك ؛ كانت تريد كتابا .
قالت أمه ببساطة وهي منهمكة في عمل لها :
احذرها ؛ إنها ذات ماض مؤلم ؛ كانت لها علاقة برجل ؛ والجيران كلهم يعرفون ذلك
استنكرت رحاب القول وقالت :
الناس كذابون إنها انسانة شريفة وطيبة
تذكر أنه قال لها يوما :
- الماضي ملك لصاحبه ؛ لايهمني سوى أن تكونى لي من الآن ؛ فأجابته : لاشيء هناك .
تعجل الليل أن ينتهي ليلتقي بها ويسألها عما سمعه ؛ وعندما التقيا هالها حاله ؛ فسألته متلهفة :
- ماذا بك ؟
صاح فيها : أرجوك كفى خداعا ؛ أنت لا تعرفين الحب .
تزلزل كيانها واختفت نضارة وجهها ؛ وفغرت فاها؛ وقالت :
ماذا جرى لك ؟ أَبِكَ سوء ؟
أجاب في صدمة تمزق مشاعره قبل أن تصل أليها :
كنت مريضا وشفيت أمس .. أمس فقط يا أميمة ؛ لقد عرفت كل شيء عن علاقتك بمن سبقني .
صاحت تدافع عن نفسها وحبها :
-لم أعرف أحدا قبلك أنت أول انسان في حياتي وآخر انسان .
صاح : لا لن أكون الأخير ؛ هناك مغفلون كثيرون
كانت أوصالها ترتجف ؛ لم تستطع أن تتمالك نفسها أذهلتها المفاجأة ؛ مفاجأة لم تكن تتوقعها أبدا . إنها تدرك يقينا أنها كانت على علاقة بآخرين ؛ نشأت مدللة فعاشت مستهترة ؛ الفتاة الوحيدة بين ذكور عدة ؛ وكان مجرد اعجابها بشيء يدفع أباها لأن يشتريه لها ؛ فساتين كثيرة وأحذية وحقائب يد متنوعة وهكذا كان شأنها مع الشباب وطاردتها الشائعات ؛ ولم تعبأ ؛ فلم تكن تحب أحدا حتى التقته ؛ انسان جديد مختلف عن الآخرين ؛ رقيق متزن ؛ زاملت شقيقته في الكلية ورأت مجموعة كتبه فطلبت كتابا تقرأه ؛ كانت متأكده من أنه لن يرفض لها طلبا .
لكنها فوجئت به يقول :
آنسة أميمة ؛أنا آسف .. لا أعير كتبي لأحد حرصا عليها إنها بناتي ؛ لكنى على استعداد لشراء نسخة لك من الكتاب .
احمرت وجنتاها وهي تسمع ذلك ؛ ولكنها ابتسمت .
اكتشفت انها تحبه حبا يختلف عن مشاعر حبها لأشيائها ؛ أحاسيس جديدة ومشاعر أخرى تتفجر داخلها ؛ اشراق رائع في قلبها.
اشترت الكتاب وقرأته ثم زارتهم والتقته وناقشته ؛ وبدا قلبه يتفتح لها فدخلته وسكنت به .
وفي غمرة حبها تذكرت ماضيها ؛ خافت أن يحطم سعادتها .
كانت تخشى أن تقول له الحقيقة فيهرب منها . إذا كان لايرضى بالكتاب أن تتبادله أكثر من يد فكيف يرضى بها ؟
فأخفت عنه وأخلصت له ولكنه علم وانتهى الأمر .
أفاقت من شرودها على صوته :
لماذا تسكتين ؟ ألا تجدين شيئا تقولينه ؟
قالها وهو يجاهد نفسه وقام منصرفا ؛ فانصرفت هي الأخرى باكية تلعن نفسها وحياتها بعد ان أصبحا .. كلا في طريق .