طاهر عبد المجيد
02-23-2018, 01:00 AM
أمنية مستحيلة
د. طاهر عبد المجيد
ما أَصعبَ أنْ أعرفَ ذاتي
في آخرِ يومٍ بحياتي
يسألني المعنى ولماذا
لم تطلبْ منِّي أن آتي
فحياتكَ مازالتْ بكراً
وأنا محتاجٌ لفتاةِ
هي دوني لوحةُ رسَّامٍ
لم تُرسَمْ بعدُ بفرشاةِ
وأنا مُكتفياً بوجودي
قلمٌ مشتاقٌ لِدواةِ
ما العقلُ بغير فمٍ حرٍ
ويدٍ ممسكةٍ بِأداةِ؟
إن كنتَ تُريدُ لها مهراً
هذي أسمائي وصفاتي
فاخترْ ما شئتَ ولا تتركْ
لسواها غير الحَسراتِ
زوِّجها مني فكلانا
تأكلهُ نار الشَّهواتِ
العفَّة لا تطفئُ ناراً
تَتَمَلمَلُ تحت الجَّمراتِ
فكِّر في الأمرِ كمُحتَضَرٍ
لم يرزقْ إلا ببناتِ
بزواجي منها لن تخشى
أن ترحَلَ عنها بِوفاةِ
فأنا سأكونُ لها ظِلاً
وأدافع عنها بحياتي
فأجبت كَأَنَّكَ لا تدري
أني مسجونٌ في ذاتي
أَتفَّيأ ظِلَّي مفترشاً
إيَّاه لنومي وصلاتي
وأبدِّد وحشَةَ أيَّامي
بتلاوةِ بعضِ الآياتِ
أنا من يحرسني في سجني
وأراقب وحدي حركاتي
لو شئتُ خرجتُ ولكنِّي
لم أُنهِ جميعَ حِسَاباتي
وأخافُ إلى الآن كثيراً
أن أسألَ عنِّي مِرآتي
حاولتُ مراراً ومراراً
ونَدِمتُ بكلِّ المراتِ
ورجعتُ أراقب ما يجري
من خلف زجاج نبوءاتي
وأعدتُ قراءة تاريخي
من عام الفيل بممحاةِ
فكثيرٌ منهُ بلا سَنَدٍ
أَمْلَتهُ جياعُ الرَّغباتِ
وهنالك مما لم يُكْتَبْ
متوارٍ خلفَ الكلماتِ
لا أدري هل عمري يكفي
لقراءةِ كلِّ الصَّفحاتِ
وَتَدَبِّرُ شيءٍ لم يُكتبْ
يحتاج لصبرٍ وأناةِ
فأنا أحتاج معادلةً
تجتاز سَدِيمَ السَّنواتِ
وتعودُ إليَّ بما حَمَلتْ
من عِلْمٍ ذاكرةُ الآتي
فلعلِّي لا أهدر شيئاً
من وقتي أو من خطواتي
وأعود كما كنتُ نقيَّاً
كالشهد يمر بِمصفاةِ
كم كان بِودِّي أن أحيا
عُمريْنِ وأمضي لمماتي
عمرٌ أحياهُ كتجربةٍ
أَسْتخلصُ منها خِبراتي
وأعيشُ الثاني كخبيرٍ
أو مَلَكٍ من غير هَناةِ
فلعلَّ الله يُبوِّئني
في الجنة أعلى الدرجاتِ
أمنيةٌ ملكتني حتَّى
ذَهَبَتْ بجميع مَلَذَّاتي
وإلى أن تتركَ عَالَمها
سأظلُّ مقيماً في ذاتي
السويد 1/9/2017
د. طاهر عبد المجيد
ما أَصعبَ أنْ أعرفَ ذاتي
في آخرِ يومٍ بحياتي
يسألني المعنى ولماذا
لم تطلبْ منِّي أن آتي
فحياتكَ مازالتْ بكراً
وأنا محتاجٌ لفتاةِ
هي دوني لوحةُ رسَّامٍ
لم تُرسَمْ بعدُ بفرشاةِ
وأنا مُكتفياً بوجودي
قلمٌ مشتاقٌ لِدواةِ
ما العقلُ بغير فمٍ حرٍ
ويدٍ ممسكةٍ بِأداةِ؟
إن كنتَ تُريدُ لها مهراً
هذي أسمائي وصفاتي
فاخترْ ما شئتَ ولا تتركْ
لسواها غير الحَسراتِ
زوِّجها مني فكلانا
تأكلهُ نار الشَّهواتِ
العفَّة لا تطفئُ ناراً
تَتَمَلمَلُ تحت الجَّمراتِ
فكِّر في الأمرِ كمُحتَضَرٍ
لم يرزقْ إلا ببناتِ
بزواجي منها لن تخشى
أن ترحَلَ عنها بِوفاةِ
فأنا سأكونُ لها ظِلاً
وأدافع عنها بحياتي
فأجبت كَأَنَّكَ لا تدري
أني مسجونٌ في ذاتي
أَتفَّيأ ظِلَّي مفترشاً
إيَّاه لنومي وصلاتي
وأبدِّد وحشَةَ أيَّامي
بتلاوةِ بعضِ الآياتِ
أنا من يحرسني في سجني
وأراقب وحدي حركاتي
لو شئتُ خرجتُ ولكنِّي
لم أُنهِ جميعَ حِسَاباتي
وأخافُ إلى الآن كثيراً
أن أسألَ عنِّي مِرآتي
حاولتُ مراراً ومراراً
ونَدِمتُ بكلِّ المراتِ
ورجعتُ أراقب ما يجري
من خلف زجاج نبوءاتي
وأعدتُ قراءة تاريخي
من عام الفيل بممحاةِ
فكثيرٌ منهُ بلا سَنَدٍ
أَمْلَتهُ جياعُ الرَّغباتِ
وهنالك مما لم يُكْتَبْ
متوارٍ خلفَ الكلماتِ
لا أدري هل عمري يكفي
لقراءةِ كلِّ الصَّفحاتِ
وَتَدَبِّرُ شيءٍ لم يُكتبْ
يحتاج لصبرٍ وأناةِ
فأنا أحتاج معادلةً
تجتاز سَدِيمَ السَّنواتِ
وتعودُ إليَّ بما حَمَلتْ
من عِلْمٍ ذاكرةُ الآتي
فلعلِّي لا أهدر شيئاً
من وقتي أو من خطواتي
وأعود كما كنتُ نقيَّاً
كالشهد يمر بِمصفاةِ
كم كان بِودِّي أن أحيا
عُمريْنِ وأمضي لمماتي
عمرٌ أحياهُ كتجربةٍ
أَسْتخلصُ منها خِبراتي
وأعيشُ الثاني كخبيرٍ
أو مَلَكٍ من غير هَناةِ
فلعلَّ الله يُبوِّئني
في الجنة أعلى الدرجاتِ
أمنيةٌ ملكتني حتَّى
ذَهَبَتْ بجميع مَلَذَّاتي
وإلى أن تتركَ عَالَمها
سأظلُّ مقيماً في ذاتي
السويد 1/9/2017