المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة منذورة للريح


عبدالرحيم فرغلي
03-20-2018, 12:09 AM
11:30 كحقيبة قديمة أجلس قبالة الشاشة ، ينتفخ الوقت بمقاطع مدهشة ، أخشى أن أصحو يوماً فلا أجد شيئاً يستحق الدهشة ، استند على جدار ينسكب من الأعلى كعصير متجمد يلتصق بظهري ، النافذة تحتشم عن الضوء بستارة قاتمة ، وثُريا تتدلى من حنجرة السقف كلهاة ملتهبة ، الأرائك تبدو ذكريات أناس ماتوا من زمن أو قصص سخيفة من صفحة واحدة ، اللمبة مشنوقة على الحائط وأعجب كيف تتنفس بهذه القوة ، أخيراً نجحتُ في انتزاع نفسي من مشهد رائع ، شعرتُ بلذة النصر وكأني قطعة لحم فرت من يد آكلها .

1:00 التقطتُ كتاباً يستلقي بهدوء على الطاولة كحبة تمر شهية ، بعض القراءة انتحار ، تمشي بقدميك إلى قاتل يأخذ أنفاسك بحروفه ، وبعضها تناسخ أرواح ، تتلبسك روح كاتب جبار وكأنها ولدت معك ، عند القراءة يذوب المكان وتبتكر السطور أمكنتها وشخوصها ، فهناك تجلس فتاة قبالة حبيبها وغضبه يتناثر في الهواء كشظايا حارقة ، توقفتُ عن القراءة ... شعرتُ بحرير ناعم يخترق جسدي ، جفوني تداعبها كهرباء رقيقة ، الأثاث هلامي لا يستقر .. ليست هناك فكرة تكتمل في رأسي ، أذهب لنوم أكرهه لكنه مثل أشياء كثيرة في حياتنا .. نكرهها لكننا ننقاد إليها بضعف .

1:30 السقف الأبيض كذاكرة مصاب بالزهايمر .. يتمدد بلا تفاصيل ، الضوء الخافت يهمس لي بقصة الباب الموارب ، على حين غرة .. تُشرق سلمى .. يولد صباح بلا صلاة ، وجه سلمى كما هو .. لا يكبر .. يتجدد كأوراق الليمون في حديقة بيتي ، أظنه يوماً ما سيكون عنواناً لمحاضرة رائعة عن ( كيف تعيش سعيداً ) أو ( كيف تزرع الأمل ) ، وجه سلمى اسطورة له رائحة لا يعرف وصفها غير قلبي .
يغادرني النوم وأعود كأني استيقظت لتوي ، أفٍ لكِ يا سلمى ، تأتين في ذات الموعد ككذبة شهية ، كعنب أحمر يُقدم عند ارتفاع السُكري ، الصباح ينتظرني بالعمل ، لعلك تحسبيني أقف أمام مديري أعتذر .. أقول له : إن وبختني سأدعو عليك بلعنة الحب .

2:15 غادرتُ سريري كعدو مطرود ، هناك رسالة من سلمى لا أمل قراءتها ، كتبت لي فيها :ـ
فراقنا سيأتي فالربيع لا يدوم ، ستبقى لنا تفاصيل حبنا الصغيرة .. مكعب السكر الذي أُذيبه في كأسك ونشرب معاً حلاوة المكان ، جنونك وأنت تحسب نبرات صوتي على أصابعك وتقول سأعمل منها { نوتة موسيقية } ، الزهرة المرسومة على فستاني وتُجزم أنها طفلة تُضحكها الملائكة ، المرة الوحيدة التي أمسكت بيدي ووبختك بنظرة قاسية ، الرجل الذي ظن أننا زوجين ودعا لنا بالذرية الصالحة ، العطر الذي أهديتني إياه وقلت لي : لا تضعي منه حين لقاءنا .. أريد عطر أنفاسك وروحك ، تفاصيل حبنا ستعيش معك .. هي اللعنة التي أبعثها عليك إن حاولت نسياني .

أردت أن أكمل حتى الصباح وخشيت الإطالة 

رشا عرابي
03-20-2018, 12:30 AM
قُبيل الوُلوج للنص بـ هنيهة، أيقنتُ أنني سأكون أمام
مقطوعة أصيلة عملاقة اللحن عميقة الأثر
إسم الكاتب كان كفيلٌ بـ توطيد هذا اليقين

أستاذي الذي أُجلُّ وأحترم ،
اختيار التسلسل الزمني أو الوقتي جعلنا نلمس
لحظة هجمة التفاصيل المذكورة

ثم إن الدهشة كل الدهشة في توصيف ذلك
الجدار واللمبة المشنوقة رغم ارتكابها جرم التنفس
والمقاعد التي تحتفظ بالحكايات .....

وسلمى....
سلمى التي لا تهرم
تلك التي أحببناها من خلالك
ورأيناها بـ مقلة حرفك

ليس من السهل تدوين ما أروم قوله في ردّ واحد
للحق،
القراءة الأولى زادٌ للذائقة
وما يليها أنصف للتأمل
غير أنني لا أملك أن أقرأ بلا تعقيب
وإن لم يكن مُنصفا لما أروم قوله

ليت فجر تلك الليلة كان ممتداً
لـ تُطيل ...


زُبدة السّلاف،
أستاذي وأبَتي
لا زلنا منك نتعلم..

نازك
03-20-2018, 12:37 AM
؛
؛
في الحقيقة أتيت هنا ولا أدري كيف في حين بحثي عن شيء ما يشبه النسيان أو الهروب
أتيتُ أجترُّ فلول بسمة صنعها لي قبل أن يخلد للبقاء
وكنتُ أُحدّثُني بضرورة اللجوء لمحراب الكتابة علّها تُشفي
وجدت هنا فيضا من العفوية المسترسلة، وكما عهدتهُ_يامُعلمي الجليل_ حرفك السامق يهرول لقلب الصور ليتقولب بها !
وكنتُ ومنذ البدء أبحث عن طيف سلمى ليستقيم المشهد

قراءة على عُجالة
لي عودة بحول الله

سيرين
03-20-2018, 01:38 AM
ليلة تعدت الألف بزخم صورها واسطورية وقع تفاصيلها
مواقيت توالت بعفوية السهل الممتنع وترانيم ارهقت الروح في تتبعها المثير حد الادمان
واللهفة بألا تنتهي تلك الليلة المنذورة لوجه " سلمى "
يا له من إنسكاب بليغ الترف ارهق صداه المدى كبريق الانجم
وكان للحرف هنا لون
وصوت ابداعي مختلف طاب له ان يقترن بذريعة الضوء
كاتبنا المتألق بالتفرد والتميز \ عبدالرحيم فرغلي
كان للصمت لذة في شهقة الجمال لا يمله الانتظار فلا تغب
مودتي والياسمين

\..:35:

إيمان محمد ديب طهماز
03-20-2018, 06:36 AM
الجميل أستاذنا المميز عبد الرحيم :

ليتك أكملت حتى الصباح

هذا الجمال لا يُمل

و هذه السنفونية حرام أن تتوقف

فرحت والله عندما قرأت العنوان و إذ الموضوع لك يا أستاذنا

هنا تهيأت نفسيا لسبر السماء

للتحليق بين الكواكب

و حلمت بعدد النجوم التي سأقتطفها

و أعود بها في سلال روحي

و تخيلت كيف لي أن أصافح الفمر كنسمات الربيع

قرأت نصّك تحليقا لا تتبعا

و طربت به كعزف منفرد في كلمات سماوية

سلمت الأنامل

و و أورق الغليل

كل الوّد

عبدالرحيم فرغلي
03-20-2018, 06:50 AM
ابنتي رشا .. قد أكسبتني شرفا بقولك أبتي
منذ زمن بعيد لم أكن هنا في أبعاد ، أخطأت
بحق نفسي حين ابتعتدت وإن كان الأمر رغما عني ..
طيلة الفترة الماضية والشوق يناديني لهنا .. لكن انشغالي
بكثير من الأمور أوقفني ، أيتها الوفية ،، كيف أنت
، يا رب تكوني بخير ، هو نص بدأت به من شهور طويلة
وتركته ،، أكملته على عجل لأتشرف بكم .. لأكون هنا
بإذن الله مع كل الأوفياء ، تسلمي يا رشا ، في انتظار عودتك والإفادة من تعليقك .

سلام الحربي
03-20-2018, 11:55 AM
أستاذنا القدير :عبد الرحيم فرغلي
:
هذه الخاطرة نموذج راقي جدا لمن اراد أن يتعلم فن التاثير

حكاية تفاصيلها شخصك وحالة تأمل عميقة
غرفة واحدة كانت مسرح الحدث
أتخمتنا فيها جمالا
جذبتنا الثواني لنعيشها معك حرفا بحرف

بضوءها ب السقف الأبيض الممل

بكل قهر الذاكرة بحضور سلمى وغيابها

استاذنا الفاضل : عبد الرحيم فرغلي

الحرف حرفك والاتقان صنعتك
لوحة نقشتها بحرفيةوجمال
فلك الشكر البالغ ودمت بخير

عبدالله مصالحة
03-20-2018, 01:38 PM
ما انفككتَ تصبّ من اللاوعي في إشتياقك انموذجا ً ورقيا ً ينبس عن هيئتك في الخطاب الذّاتي , تدرك جميع تفاصيلك في الحضور والغياب , وينتقيك الصّدى كقطعة فريدة تعيد تشكيلك عند صحوات اللّيل البهيم , غريبا ً إلا منك حاضرا ً إلا من سلمى .

الاريب : عبدالرحيم فرغلي

ما تزال تقبض على صولجان الدَّهشة الأدبية بتدابير إنسيَّة يشتاق لاستطالتها البيان , شُكرا ً لانَّك الأدب يا صديق .

جليله ماجد
03-20-2018, 03:12 PM
دائما .. يطل قلم الأستاذ فرغلي بحكايا جميلة منمنمة ...
من ألف زهرة و زهرة ...
له عناية بالتفاصيل جميلة و نادرة ..
فعندما تقرؤه تشاهد أحاسيسه رأي العين ...
و تلك موهبة مدهشة بحق ...
أ. فرغلي ..
أحببت شروق سلمى ..
و تمنيت أن تكون كشاهد النحو المشهور :
قالت بنات العم يا سلمى و إن... كان فقيرا معدما ؟ قالت و إن !
لروحك صباح سلمى !

بلقيس الرشيدي
03-21-2018, 02:35 PM
...
...

قَد تصنعُ الدَهشَة فِينا مَالاتَصنعُهُ اللَّيالِي البَارِدة !
تِلك سَلمى مَازَالت تُشعلُ فَتِيلِ شَوقكَ خَيالًا مَايجعلُ هذِهِ الدَهشة الأدبيَّة تستحقُّ الإحتفاء !

بعدَ هَذَا الغِياب كُنتَ وطنًا يَستحقُ التصفِيق . هنِيئًا لنا بِك

.

نادرة عبدالحي
03-22-2018, 10:41 PM
الكلمة والصورة الفنية والاسلوب جميعها عوامل لها دور كبير في توجيه القارئ نحو جاذبية النص
وعمقه
دور الكلمة وأثرها في التعبير ومكانتها لما فيها من سحر وقوة مؤثّرة في نفس المتلقي وهذه الكلمة
وراءها مبدع مرهف الحس ورقيق الطبع شديد الحساسيّة .يعلم أن نصهُ سيقع بين يدي قراء
لذا تراهُ يختار الإحساس الأقوى ليخرجه للنور ,فوظيفة الأدب محصّلة لوعي الأديب وإيمانِه بأهمية الكلمة. فالأدباء رسُل المجتمع،
عن نفسي قارئة للإستاذ الكاتب عبد الرحيم فرغلي أجد المساء الذي التقي بنصه الجديد هو أحد أعيادي المفضلة,
وفي كل مرة أعيد قراءة القطعة الأدبية أكتشف أمورا أخرى غير التي إكتشفتها في القراءة السابقة,
حتى لو لم يذكر الكاتب السلمى نحن كقراء مُتابعين بلا شك نبحث عنها نطمئن عليها .ونهوى تواجدها فهي جزء لا يتجزء
من أدب الكاتب .وفي كل مرة ألتقي ونص للكاتب فرغلي أتلقى درسا تهذيبا اخر ورسائل هامة تصل لأماكن في الكيان لا يصل إليها أحد.

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2018, 12:04 PM
الفاضلة نازك
صدقت ، خير الهروب الكتابة .. إنها منحة ومحنة أيضأ
،،، لا يستقيم المشهد إلا بسلمى ، نعم إن القلم ينحرف إليها
حتى وإن كان النص لم يرمي إليها ..
أيتها الأديبة .. تعليقك يهمني .. وأتعلم منه ..
في انتظار حضورك الجميل
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2018, 01:13 PM
الفاضلة سيرين ،، لا تدري ما فعلت بي عبارتك
توالت بعفوية السهل الممتنع
فإني أظل قلق مترقباً كيف هو نصي
عند أصحاب الحرف واحتراف الكلمة وسامقي الأدب
،، وكل ما أخشاه أن يستعصي النص على فهم القراء ..
فالكاتب لا يرى حرفه ولا يستطيع الحكم على نصه ..
فجاءت كلماتك كالبلسم .. مسحت عني القلق ..
كريمة أنت دوماً .. أكرم الله والديك بكل خير
وأكرمك بعلو المكانة وعلو الأدب ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2018, 04:58 PM
الفاضلة إيمان ابنة الرافعي
نص كهذا لا يليق بأديبة مثلك ..
لكن هو كرمك .. أغدقت عليّ من سحائب طيبتك
وععطائك .. أكرم الله والديك ومن تحبي بكل خير ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2018, 05:06 PM
الفاضلة سلام الحربي
قد استسمنت ذا ورم ..
لكن هو طيب أصلك وكرم عطائك ..
تسلمي يا أختي على حضورك وتوقيعك المترف بالثناء
والجمال .. اكرم الله والديك بكل خير .. ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2018, 05:10 PM
الأستاذ عبدالله مصالحة ..
هذا كثير .. كثير جدا يا صديقي ..
ما هي إلا زفرات أزفرها حين تضيق الحياة
بشؤونها .. وتلتف عليّ سيقان أرزاءها ..
فلا أجد غير قلم ودفتر أضعه جانبي .. وأسوده
بما يعن في الخاطر .. وينسكب في النفس ..
كريم أنت معي يا صديقي .. دوما كريم ..
ألف تحية وتقدير

ضوء خافت
03-24-2018, 02:50 PM
على خجل ...
سأكتب بعد أن قرأت على مهل و كأني أحتسي فنجان قهوة أعدّته لي نفسي باهتمام ...
الوقت .. سيف ليته يحمل أشلاء العمر سريعاً كلما مزّق منا ساعة !
المكان ... يستحيي خلوتنا ... مُطّلعاً على ما لا يعنيه بجرأة جدار متصدّع و ضوء مصطنع ناضب ...
أما عن سلمى ...
فحديثي معها أطول من عمري و عمرك و عمرها ...
يربّت على كتفي الموت و يقول : هيا .. لا مزيد من الحديث يا نسوة ... قد بلغ بكن الحب أجلكن و آن أوان حصاد الأزمنة ..
سلمى قد تنسى سهواً ... لكن بعضنا ينسى عمداً ..
فهل توفّى النذور لموعدها ...
الأستاذ القدير عبدالرحيم فرغلي .. اغفر للضوء تسلله ..

د. فريد ابراهيم
03-25-2018, 10:08 AM
وصف دقيق لمشاعر الملل ثم انتقال الي وصف
أدق للدخول في النوم و تتسلسل الاحداث بسلاسة
و سرعة تزيد نهم القاريء الي المزيد
ليتك اكملت للصبح.. كنت لأبقي معك
فـ كم التواصيف المذهلة هذه لا تدع مجالا للملل
ابدعت يا أخي الكريم
تحياتي و المودة

د.فيصل عمران
03-25-2018, 11:24 PM
مرحباً بعودتك أيها المتألق حرفاً والمتجدد إحساساً .....
مودتي لقلبك

رشا عرابي
03-27-2018, 12:34 AM
ابنتي رشا .. قد أكسبتني شرفا بقولك أبتي
منذ زمن بعيد لم أكن هنا في أبعاد ، أخطأت
بحق نفسي حين ابتعتدت وإن كان الأمر رغما عني ..
طيلة الفترة الماضية والشوق يناديني لهنا .. لكن انشغالي
بكثير من الأمور أوقفني ، أيتها الوفية ،، كيف أنت
، يا رب تكوني بخير ، هو نص بدأت به من شهور طويلة
وتركته ،، أكملته على عجل لأتشرف بكم .. لأكون هنا
بإذن الله مع كل الأوفياء ، تسلمي يا رشا ، في انتظار عودتك والإفادة من تعليقك .


وها قد عدتُ يا أبَتي ويدايَ بذات الخُواء من العجز

وبقراءتي المتواضعة لنَّصك العملاق
أقول
أن الإستفتاح بـ تكّات الساعة يبعثُ في النفس إحساسها بانسكاب الحرف
الخطو بالخطو

التّعامل مع جزئيّات النص بـ عنايةٍ تحيطها بهالةٍ من الحياة
وكأنها تتنفس
الكتاب والجدار والسقف المتلبّس بـ ذاكرةٍ مفقودة
كلّ هذه الجزئيات منحتها الحياة كي تبعث الروح في الجُمَل

ووجه سلمى المزروع في محاجرنا
ألِفَتهُ سطورك فألِفناه ...

أعلم أنني ما عدتُ إلا بـ عجزٍ أكبر من الذي غادرتُ به
ولكن، تعلمتُ الكثير وعلمتُ أن الحرف الذي نُكبِرهُ فينا لا بدّ به أن نكبر

لا حرمناكَ أستاذنا الفاضل
ولي عظيم الشرف أن أكون بمقام ابنتك

منال العبدالله
03-28-2018, 02:21 AM
مقطوعة أدبية فاخرة التفاصيل
يمكننا أن نشتمّ منها عبق الأصالة
ذلك أن الأدباء لا يكتبون إلا في جو
رزين يعطره بخور عتيق

كل الإجلال لك أ. عبدالرحيم فرغلي

نادر السيف
04-09-2018, 07:24 AM
11:30 كحقيبة قديمة أجلس قبالة الشاشة ، ينتفخ الوقت بمقاطع مدهشة ، أخشى أن أصحو يوماً فلا أجد شيئاً يستحق الدهشة ، استند على جدار ينسكب من الأعلى كعصير متجمد يلتصق بظهري ، النافذة تحتشم عن الضوء بستارة قاتمة ، وثُريا تتدلى من حنجرة السقف كلهاة ملتهبة ، الأرائك تبدو ذكريات أناس ماتوا من زمن أو قصص سخيفة من صفحة واحدة ، اللمبة مشنوقة على الحائط وأعجب كيف تتنفس بهذه القوة ، أخيراً نجحتُ في انتزاع نفسي من مشهد رائع ، شعرتُ بلذة النصر وكأني قطعة لحم فرت من يد آكلها .

1:00 التقطتُ كتاباً يستلقي بهدوء على الطاولة كحبة تمر شهية ، بعض القراءة انتحار ، تمشي بقدميك إلى قاتل يأخذ أنفاسك بحروفه ، وبعضها تناسخ أرواح ، تتلبسك روح كاتب جبار وكأنها ولدت معك ، عند القراءة يذوب المكان وتبتكر السطور أمكنتها وشخوصها ، فهناك تجلس فتاة قبالة حبيبها وغضبه يتناثر في الهواء كشظايا حارقة ، توقفتُ عن القراءة ... شعرتُ بحرير ناعم يخترق جسدي ، جفوني تداعبها كهرباء رقيقة ، الأثاث هلامي لا يستقر .. ليست هناك فكرة تكتمل في رأسي ، أذهب لنوم أكرهه لكنه مثل أشياء كثيرة في حياتنا .. نكرهها لكننا ننقاد إليها بضعف .

1:30 السقف الأبيض كذاكرة مصاب بالزهايمر .. يتمدد بلا تفاصيل ، الضوء الخافت يهمس لي بقصة الباب الموارب ، على حين غرة .. تُشرق سلمى .. يولد صباح بلا صلاة ، وجه سلمى كما هو .. لا يكبر .. يتجدد كأوراق الليمون في حديقة بيتي ، أظنه يوماً ما سيكون عنواناً لمحاضرة رائعة عن ( كيف تعيش سعيداً ) أو ( كيف تزرع الأمل ) ، وجه سلمى اسطورة له رائحة لا يعرف وصفها غير قلبي .
يغادرني النوم وأعود كأني استيقظت لتوي ، أفٍ لكِ يا سلمى ، تأتين في ذات الموعد ككذبة شهية ، كعنب أحمر يُقدم عند ارتفاع السُكري ، الصباح ينتظرني بالعمل ، لعلك تحسبيني أقف أمام مديري أعتذر .. أقول له : إن وبختني سأدعو عليك بلعنة الحب .

2:15 غادرتُ سريري كعدو مطرود ، هناك رسالة من سلمى لا أمل قراءتها ، كتبت لي فيها :ـ
فراقنا سيأتي فالربيع لا يدوم ، ستبقى لنا تفاصيل حبنا الصغيرة .. مكعب السكر الذي أُذيبه في كأسك ونشرب معاً حلاوة المكان ، جنونك وأنت تحسب نبرات صوتي على أصابعك وتقول سأعمل منها { نوتة موسيقية } ، الزهرة المرسومة على فستاني وتُجزم أنها طفلة تُضحكها الملائكة ، المرة الوحيدة التي أمسكت بيدي ووبختك بنظرة قاسية ، الرجل الذي ظن أننا زوجين ودعا لنا بالذرية الصالحة ، العطر الذي أهديتني إياه وقلت لي : لا تضعي منه حين لقاءنا .. أريد عطر أنفاسك وروحك ، تفاصيل حبنا ستعيش معك .. هي اللعنة التي أبعثها عليك إن حاولت نسياني .

أردت أن أكمل حتى الصباح وخشيت الإطالة 




الجميل جدا عبدالرحيم لا اجدني الا وانا ابحث عنك بين حروفك

الكثير من الادباء تناولوا الاسم سلمى ل إسقاط ما يريدون من خلال هذا الاسم ما السر في هذا الاسم لا املك الجواب والا لما سألت


رد ود

إبراهيم بن نزّال
04-22-2018, 08:43 PM
عند القراءة يذوب المكان وتبتكر السطور أمكنتها وشخوصها ،
جفوني تداعبها كهرباء رقيقة ، الأثاث هلامي لا يستقر ..

أفٍ لكِ يا سلمى ، تأتين في ذات الموعد ككذبة شهية ، كعنب أحمر يُقدم عند ارتفاع السُكري ،

لعطر الذي أهديتني إياه وقلت لي : لا تضعي منه حين لقاءنا .. أريد عطر أنفاسك وروحك ،
[ أردت أن أكمل حتى الصباح وخشيت الإطالة ]



لو أكملت يا أستاذي / عبدالرحيم لاهتز النص، فأنت وبما اقتبست من حرفك أعلاه شددت حاسة القارئ بـ
بابتكار السطور لأمكنتها وشخوصها، بجفنيك الدامعتين لحال أنثى الكتاب حين وصفتها،
باشتهاء القدوم ويتمثل في طيفها حين محاولتك النوم البائس، وماتلاه من احمرار العنب،
بعطر تهديه لا لتتنفسه بل لابتسامة تلك الـ سلمى،
ورب البيت لو حاولت أنا أن أكتب ولو ثلثي هذا الاحساس في النص لن أستطيع لا بحوريتي ولا بالأبجدية.
أرفع قبعتي تحية تقدير لهذا الاحساس النقي النقي النقي جدا،
كن بخير، تحياتي

عَلاَمَ
04-23-2018, 09:13 AM
رائع جدا
تقديري لحضرتك

فيصل خليل
04-23-2018, 10:16 PM
ولو أكملت للصباح لم تمل من رواية أحداث يعشقها القلب وتعيش وجدانه
فالحب يربط بين الدقائق ولحظاتها في سردية لا تنتهي

كتبت وصفا وشعورا جميلا

دمت بخير وعافية

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:32 AM
الفاضلة جليلة
كلام كبير ده أيتها الفاضلة .. ولو كنا نغرق بالكلمات .. لغرقت بكلماتك ..
كنت أواري وجهي عن هذا الثناء الكبير .. فقد عرفت نفسي .. هاويا للحرف
لا أحسبني أجيده ولكني أعتني به ليفصح عما في القلب وما يعتلج في النفس ..
شكرا لك بحجم صباح رائع يليق بك .. ربي يوفقك ويرعاك
مع كل التقدير لك

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:34 AM
الفاضلة بلقيس
بل الاحتفاء بك وبكل هذا الثناء .. الذي لا يصل إليه قلمي الضعيف
.. لكنه كرمك وعطائك .. أكرم الله والديك بالجنة .. ومنحك راحة
في كل أوقاتك وأمورك .
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:43 AM
الفاضلة نادرة ..
بدأت بقطعة جميلة رائعة عن الأدب ومكانة الأديب وأثر الكلمة في النفس ..
ما شاء الله عليك وعلى تعليقاتك يا ابنتي .. حري بي أن أحتفي بك هنا ..
بكلماتك .. برقيك ، بفكرك النير وهو يطوف بين النصوص وينتقي منها ويكسبها روحا وجمالا و
يبين مواطن قد لا يقف عندها قارئ .. صادفني قراء مبدعين .. وكلما علقت على نص لي ..
قلت هذذه هي القارئة المبدعة .. هي مرهفة الحس .. لديك الكلمات أرواح تتحرك وتؤثر ..
وهذا هو الأدب الحق ..وكل ما أكتبه هنا .. تعبير عما في داخلي لأرتاح من ثرثرته في داخلي ..
فآتي إلى هنا لأثرثر لكم فأنتم تتحملوني .. ألف تحية وتقدير ورعاك الله وحفظك

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:49 AM
الفاضلة ضوء خافت
لا .. لن أغفر للضوء تسلله ..
بل أشد علي يده .. أقول له .. أنت تكتب
قطعة أدبية في تعليقك .. أقول له ..
أسعدتني كثيرا وأنت تمنحني كلمات تعادل عاما كاملا من السعادة والهناء ..
أقول له شكرا لك من القلب .. أنت تمنحني الكثير بعطائك ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:52 AM
د/ فريد إبراهيم
مرحبا بك أيها المسافر على جناح الكلمة .. والمغدق عليّ من كرمك
.. أنت هنا تمنح نصي روحا جميلة .. ليس حقيق بها .. لكن
هو كرمك وبياض القلب الذي تملكه .. فشكرا من القلب أيها الأديب ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:54 AM
د. فيصل عمران ..
مرحبا بك يا صديقي .. يا شحيح في حرفك فلا تضعه هنا
وتأتي هكذا مثل السحابة المغدقة .. تمنحني المطر وتمضي ..
جميل أنت يا صديقي .. ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 08:58 AM
ابنتي رشا ..
أي عجز تتحدثين عنه .. وأنت قلت ما قلت في نصك ..
بل منحته عطرا ليس فيه .. وألبسته روقا من كرمك وعطائك
وقلبك الأبيض .. حين أكتب هنا .. أقول ما وللقراء بمعاناتي وأوجاعي
.. فأجدكم تتحملوني وتزيدون عليها ثناء ومدحا .. كريمة أنت يا ابنتي
.. ربي يمنحك الرضى دوما .. وخيري الدنيا والآخرة .. رعاك الله وحفظك من كل شر

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 09:02 AM
الفاضلة منال
كرم كبير منك وصف نصي بقطعة أدبية ، إن حضورك
يمنح كلماتي فخرا .. وقراءتك تمنحها روحا .. وثناءك يمنحها حياة أخرى
تعيشها بك وبقدومك .. يا رب يكرمك بكل خير ويجعل صباحاتك ومساءتك كما تحبي وتشتهي
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 09:07 AM
الأستاذ نادر .. مرحبا بك على صفحتي .. تكرمني وتنيرها لتفتخر بوجودك وتوقيعك .
شعرت أثناء كتابتي للنصوص .. أني أحتاج لاسم أسند عليه في الكتابة .. ولتكون الكلمات
أكثر حضورا وأثرا .. وجدت لــ سلمى موسيقى خفيفة لطيفة تتناغم مع الكلمات والعبارات ..
وتتداخل بشكل متآلف مع أكثر الكلمات التي استخدمها .. فأرتحت لهذا الاسم وأصبحت أكتب به ..
فللنثر أيضا موسيقاه الداخلية التي لا تكون وزنا مثل الشعر .. لكن موسيقى داخلية لا يشعر معها
القارئ بوحشية الكلمات أو تنافرها .. هذه كل القصة يا صديقي ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 09:13 AM
أستاذي إبراهيم .. أدميرال ..
أولا : اشتقت لك كثيرا يا صديقي .. اشتقت للمكان هنا ..
اشتقت لتعليقاتك وأنت من فرط احساسك بالكلمات تمنحها حياة ورونقا وكرما ..
يا صديقي .. يكفي أن أقرأ اسمك ليبتهج قلبي .. وأقول جاء القارئ المبدع ..
أحيانا أخاف منك .. فأنت لك احساس عال بالكلمات وحضورها وأثرها .. لأني
أعرف أني أتعجل في بعض الأحايين في نشر النص .. وأعرف قصوره وهفواته ..
لكن مثل المتعب من التفكير في مشكلة ما ، ثم يقول بعمل .. لا ليحل المشكلة بل ينهيها بأي شكل ..
أشتاق لكلماتك وكلما قرأت لك .. قلت في نفسي .. يا الله .. متى ألتقي هذا الإنسان ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 09:15 AM
الفاضلة علام ..
شكرا لحضورك .. وامتناني لوجودك وثناءك ..
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 09:19 AM
الأستاذ فيصل خليل
قد قدمت إلى صفحتي وتكرمت بقراءتها ..
لتمنحها شرفا بقدومك .. وتكسبها فخرا بثناءك ..
وتمن عليها بروحا ليست فيها .. فألف شكر وتقدير لك ولا حرمت اطلالتك

إبراهيم بن نزّال
04-27-2018, 09:21 AM
أستاذي إبراهيم .. أدميرال ..
أولا : اشتقت لك كثيرا يا صديقي .. اشتقت للمكان هنا ..
اشتقت لتعليقاتك وأنت من فرط احساسك بالكلمات تمنحها حياة ورونقا وكرما ..
يا صديقي .. يكفي أن أقرأ اسمك ليبتهج قلبي .. وأقول جاء القارئ المبدع ..
أحيانا أخاف منك .. فأنت لك احساس عال بالكلمات وحضورها وأثرها .. لأني
أعرف أني أتعجل في بعض الأحايين في نشر النص .. وأعرف قصوره وهفواته ..
لكن مثل المتعب من التفكير في مشكلة ما ، ثم يقول بعمل .. لا ليحل المشكلة بل ينهيها بأي شكل ..
أشتاق لكلماتك وكلما قرأت لك .. قلت في نفسي .. يا الله .. متى ألتقي هذا الإنسان ..
ألف تحية وتقدير

أنت أستاذي ومعلمي نثرا ونقدا..
يشرفني لقاؤك وأفخر به.
قريبا إن شاء الله أتشرف بزيارتك

عبدالرحيم فرغلي
04-27-2018, 11:25 AM
لي كل الشرف حبيبي إبراهيم .. القلب ينتظرك