مشاهدة النسخة كاملة : صُداع نصفي
طاهر عبد المجيد
03-20-2018, 01:07 AM
صُداعٌ نصفي
د. طاهر عبد المجيد
يُصَلِّي ويَدعو صباحَ مساءْ
بصوتٍ شَجيٍّ يَشُقُ الفَضَاءْ
وَيَذْرِفُ من مُقلتيهِ حروفاً
تُخفِّفُ عن شَفتيهِ العَنَاءْ
يقولُ: إلهي أُحِسُّ صُداعاً
يُمَشِّطُ شَعْري بشلَّال ماءْ
كأنَّ الصُّداعَ يُنَصِفُ رَأسي
بهمزةِ قطعٍ لِسينٍ وراءْ
فأَشْعُرُ أنَّ الطعامَ بِجَوفي
يُصَارعُ عن فرصةٍ للبقاءْ
وأنَّ الأغاني التي أَطربَتْنِي
مَعَاولُ في ورشةٍ للبناءْ
وأُبْصِرُ خَلْفَ جُفُوني وَميضاً
كَبرقٍ سَرَى في ليالي الشِّتاءْ
وهأنذا في فراشي طريحٌ
أُكَفْكِفُ عن مُقلتيَّ الضِّياءْ
وأَعْصِبُ رأسي بمنديلِ صَبري
وأُغْلِقُ سَمعي بقُطْنِ الرَّجاءْ
إلى أَنْ سَئِمْتُ حياتي وصارتْ
حياتي وموتي لَدَيَّ سَواءْ
فيا ربُّ أنتَ الطبيبُ المُداوي
وأنتَ الذي في يديهِ الشِّفاءْ
***
وضاقَ بهِ المَلَكَانُ كثيراً
ورقَّا لِشَكواهُ حتى البُكَاءْ
وطارا إلى الله وفداً وقالا:
أيا ربَّنا يا سَخِيَّ العَطَاءْ
هنالكَ في الأرضِ عَبْدٌ مريضٌ
يُعَاني كمنْ فيهِ مليون داءْ
ومِنْ فَرْطِ ما كانَ يَدعوكَ رَثَّتْ
على شَفتيهِ حروفُ النِدَاءْ
وها هو عامٌ مضى إثرَ عامٍ
ومازالَ يَطْرُقُ بابَ السَّماءْ
متى تَستَجيبُ إليهِ فإنَّا
سئمنا كتابةَ هذا الدُّعاءْ
فقالَ: استَجَبْتُ لهُ منذُ حينٍ
وأَصْدَرْتُ في أَمرِهِ ما يَشَاءْ
سأَشْفيهِ مما يُعاني ولكنْ
لِيَقْصِدْ طبيباً لِوَصْفِ الدَّواءْ
سيرين
03-20-2018, 02:02 AM
نظم سامق الوصف تماهى بـــ شاهق الترف
فأنسابت صياغتة ببراعة الحرف طوعا
شاعرنا الالق " طاهر عبد المجيد " امنياتي بالسلامة والشفاء
دمت باذخ الابداع لروائع قلم اختالت زهوا بين ماقي الذائقة
شكرا تتلوك جل الامتنان وتحايا الياسمين
\..:35:
إيمان محمد ديب طهماز
03-20-2018, 06:12 AM
روعة الوصف الدقيق بهذا النظم الفريد من نوعه
أخذت بي لسماوات الدهشة
وجعلت من هذا النصّ إبداع يذهل بحقّ
هذا الألم لايعلم بتفاصيله التي وصفتها إلا من عايشه حقيقة
وقد كتبته تماما باحتراف بالغ في الدقة
ومؤثر بالنفس
حتى الإبتهال به كان له نكهته المختلفة
القصيدة مختلفة كليا عما اعتدنا عليه
و التشابيه و الصور منحت هذا القصيد أفق السماء
عافاك الله من هذا الألم
( فلتأخذ بالأسباب إذا و لتطلب مشورة طبيب )
هذه فلسفة المؤمن الوثيق
و قد أشرت إليها يا شاعرنا بلفتة رائعة و إسلوب جميل
بارك الله بك و بينابيع بوحك
سلمت الأنامل
سليمان عباس
03-20-2018, 04:48 PM
صداع نصفي
اذهب الصداع بعد ان قرأت هذا الجمال وهذه الاناقه
او لأقل انه لاتوجد اناقه او تكلف
هي الانسياب الذي لا ينبع سوى من شاعر حقيقي
زلال يا دكتور ولا تعجب لإعجابنا الشديد بما تكتب فقد اجتهدت في الأسباب
حفظ الله لنا هذا الجمال
حسين هلال البوحسن
03-21-2018, 03:10 PM
فأَشْعُرُ أنَّ الطعامَ بِجَوفي
يُصَارعُ عن فرصةٍ للبقاءْ
صياغة جميلة
وضاقَ بهِ المَلَكَانُ كثيراً
ورقَّا لِشَكواهُ حتى البُكَاءْ
متى تَستَجيبُ إليهِ فإنَّا
سئمنا كتابةَ هذا الدُّعاءْ
قال تعالى ( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم آية 6
برأيي أن وصفك للملائكة لم يكن في موضعه الصحيح
لا يفوتني أن أخبرك أن القصيدة رائعة
وإن كانت بسيطة في تراكيبها دون تعقيد
د / طاهر سعيد بمصافحتك
تقديري
حُسَيْن
طاهر عبد المجيد
03-22-2018, 12:16 AM
الكاتبة العزيزة سيرين:
دائماً تُخجلينني بهذا الوصف الجميل والبارع في التعليق على قصائدي. ودائماً تُرهقينني أنت والشاعرة القديرة إيمان طهماز في الارتقاء إلى مستوى ما تكتبين من كلام أشبه بالشعر المرسل المتحرر من الوزن والقافية. واسمحي لي أن أقول أيضاً أنك تحرجينني في الرد لأنني لا أملك موهبتك الأدبية في الكتابة النثرية ولا أسلوبك الرفيع وكلماتك المنتقاة لا أدري من أي نجم من نجوم السماء. لذلك أرجو أن تُعلقي بكلام بسيط لا يحرجني.
تحياتي وامتناني لك ولقلمك الذي أعتقد أنه يُعاني هو الآخر في كتابة كلامٍ لم يتعود عليه كما أُعاني أنا في قراءته والرد عليه.
طاهر عبد المجيد
03-22-2018, 12:17 AM
الشاعرة المتألقة إيمان طهماز:
يبدو أنك قرأت النص بتمعن وربما أكثر من مرة بعين الناقد وقلب الشاعر وهذا شرفٌ حظيت به قصيدتي أشكرك عليه من كل قلبي، وأشكرك أيضاً على الدعاء رغم أنني لا أُعاني من الصداع النصفي أو الشقيقة والحمد لله. وإذا كنت قد نجحت في الوصف كما تقولين في التعليق فهذا لأنني طبيب مختص في الجراحة العظمية وأعرف تفاصيل هذا المرض بدقة. أدعو الله أن يبعد عنك هذا الداء اللعين وعن كل المصابين.
لقد أسعدني تعليقك جداً وأعتز به لأنه يدخل إلى أعماق القصيدة ويسبر أغوارها ويكشف أسرارها ويعود بالفائدة علي وعلى القصائد التي تليها.
تحياتي القلبية وبارك الله بك وبقلمك الذي ربما يعاني من حسد زملائه من الأقلام.
طاهر عبد المجيد
03-22-2018, 12:18 AM
أخي الشاعر سليمان عباس:
أشكرك جداً على إعجابك ومتابعتك لقصائدي. وحينما يأتي الإعجاب من شاعرٍ قدير فهذا له وزنه وقيمته التي تسعدني وتجعلني أعجب من الإعجاب حسب تعبيرك.
تحياتي وامتناني لإطلالتك على قصيدتي.
طاهر عبد المجيد
03-22-2018, 12:19 AM
شاعرنا العزيز حسين هلال البوحسن:
أشكرك على هذه الإطلالة السريعة وأعتز بها كونها أتت من شاعر يعرف ما هو الشعر.
أتقبل ملاحظتك برحابة صدر وأنت محق بها إلى حدٍ كبير ولكني أحببت أن أسقط بعض المشاعر الإنسانية على الملائكة لخدمة المشهد والفكرة التي أريد أن أوصلها إلى القرَّاء. على كل حال أنا لم أشر ولو تلميحاً إلى إمكانية معصية الملائكة حتى باستخدام كلمة سئمنا، والملائكة غير قادرة على المعصية كالإنسان حسب نص الآية التي استشهدتَ بها. ولكني وجدت أن حذف هذه الكلمة أو البيت سوف يضعف القصيدة.
أشكرك مرةً أُخرى وأعتبر أن النقد يخدم الشعر والشاعر، ولا ينقص من قيمة النص الشعري.
تحياتي ومودتي
إيمان محمد ديب طهماز
04-11-2018, 09:51 PM
الشاعرة المتألقة إيمان طهماز:
يبدو أنك قرأت النص بتمعن وربما أكثر من مرة بعين الناقد وقلب الشاعر وهذا شرفٌ حظيت به قصيدتي أشكرك عليه من كل قلبي، وأشكرك أيضاً على الدعاء رغم أنني لا أُعاني من الصداع النصفي أو الشقيقة والحمد لله. وإذا كنت قد نجحت في الوصف كما تقولين في التعليق فهذا لأنني طبيب مختص في الجراحة العظمية وأعرف تفاصيل هذا المرض بدقة. أدعو الله أن يبعد عنك هذا الداء اللعين وعن كل المصابين.
لقد أسعدني تعليقك جداً وأعتز به لأنه يدخل إلى أعماق القصيدة ويسبر أغوارها ويكشف أسرارها ويعود بالفائدة علي وعلى القصائد التي تليها.
تحياتي القلبية وبارك الله بك وبقلمك الذي ربما يعاني من حسد زملائه من الأقلام.
أو تدري كيف أخذتني الدهشة يا دكتورنا الرائع :
هذا لأني أعاني من صداع أشبه بالشقيقة ( صداع تحسسي )
و أعلم كنه هذا الألم بتفاصيله و معاناته
ولهذا أذهلني النّص لهذا الحدّ
وكيف يمكن للشعر الجميل أن يصف كلّ هذا الألم الرهيب
بدقة لاتسيء لروعة الأبيات
و الآن و قد علمت أنك تصف ألماً لا تعانيه
فإني بدهشة أكبر و الله
تبارك الله فيما وهب
شكراً مجددا
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,