تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زفرة التأويل .


عبدالله مصالحة
04-01-2018, 09:05 AM
مازلت كالأنا التي لا أستطيع أن أرسمها بالكلمات , الحيرة مضرب للتائه فيها, والشَّكوى مريضة الايجاد , وكلّ شيء يهرول إلى منفاه الأخير .

أصحو على استنفارٍ من أرضّ شوَّهت ما بقي لي من أفكار , استعيذ بالله من الظّنون الخائبة وأسند ظهر العناء على حافَّة النسيان , وأمضي ودمعي الكتوم نافلة أستحضرها من كلّ جانب , أصبحت أوتار الحياة تتناغم في سلبي الرداء الوحيد للإنسانيَّة , ودوران العقل لا تستحضره الأشياء المنطقيَّة , فالتيه المطبق الذي يحضرني يشغلني عن تأدية الحياة كما يجب , وأشغله عن حمل الضَّغائن لهذا الكوكب الجريء في لفظي عن المسار الصَّحيح , ودائما ً ما يخونني الكلام الذي يعقب التَّضحية , ويتصدَّر الصمت موقف الجبين , وأعتلي ذات الغيم الرقيق الذي يبشّرني بأمل قد يجيء , لولا أنَّ خِلد البشريّ محاطٌ بهالة الإله الرَّحيم لهلكت منّا الصَّيغ جمعاء .

في الحب تراني هائما ً, ضعيفا ً متورِّد الأوجان , بسمتي خجلى من ترداد شيء يفوق طاقة الأمل ويرسيني على شاطيء مغيَّب , مع الحبّ أيقنت كيف أصبح التغافل عن المضيّ رمزا ً مكنونا ً , كيف أصبحت شجيرات اللّيل نضرة أكثر كمدى مقمر يحدوه عناقيد تأتي من حيث لا أحتسب رواءً ودواء , فعندما يختلط نبضك بنهر يغسل درنه المتراكم تكون الطّفولة تطرق الأبواب المفرحة بزعمٍ لبديع يقترب ويشعل شمعة الأوان , وعند عينيّ حبيبتي تستقلّ الأمكنة وتحضر روحها أرضا ً وغمام , ولا أتلقَّفني من السّقوط في الجنون اللَّذيذ , ولا أدريني مبصرا ً كسابق العهد , حتّى أن وجهها يعزف على تعب صدري نوتات ملوَّنة تكشط سخيمة السَّواد , وتعيدني آخرا ً مجدَّدا ً كالجنين بغية النَّطق الجديد .

عند تلكم الشَّذرات التي تسوقني هوسا ً , أخلط الماضي بحاضره , وأزفر أنفاسا ً مضطربة , يبتلعها مضمون الهذيان , تسائلني الأروقة ذات حلم : هل كان نجمك خائبا ً يوم ابتعت من الخلاص صكّ غفران .؟
ما كان لي من إجابة تدرّ الدمعة كما يستقيم الحال , كان جوفي ملطّخا ً بكدماتٍ تستحي منها فراشات الدَّهر , مغسولة رفوف نبضي من ايّ نتيجة , ومكدَّس فيها الفراغ !

وعند اسطوانة الأحلام التي تدور في خاطري , ثمَّة جزرٌ تصفّق , ثمَّة وعدٌ شفيف لا يُرى إلا من ظاهر الرّموش , أفانين مُرضية تشغل جميع المسام عن الإنحدار في قاع الحقائق , وتلفّ الأحزان كحضن أمّ رؤوم , كحضن حبيبتي حين يغتالني عن أنصاف الأشياء التي لا تكتمل إلا بربيع دفئها , كم من وطنٍ سيتكلًَّمني وروحها الجواب , وكم من ساريات تحمل قامتي عن طين الأنين , ايّ غزوٍ تُحضرينه يا حَظّي الجميل , وهل تتقن معدة الأرض أن تسعِف الحالمين عن التيه كما تفعلين !

دعني يا فراغ الأشياء أكذب على نفسي , اعدّ الأيام بطريقة معاكسة , أنام طويلا ً لما بقي من أنفاس كي لا يستوعبني صدى الصَّراخ مقتولَ مصير .

ضوء خافت
04-01-2018, 09:37 AM
أتساءل الآن : هل نحن نكتب ؟؟
عميق جداً يا عبدالله ... نص لا يجوز لي تأويله بردّ .. و لا حق لي إلا بالوقوف بمحاذاة قامة حرفك الشاهق بلاغة و صورة و معنى ..
و لي عودة .. لأستزيد فأنا لم أقرأ لك منذ أعوام .. تقصيراً مني

بلقيس الرشيدي
04-02-2018, 12:09 AM
...
...

تقرَؤُنا بإتقان ياعبدالله وتكتُبنا بشفافِيَّة تامَّة كَي نرى أنَّنا مازِلنا نغرقُ فِي مُحيطِ إمتاعك !
إستمر فالحِبرُ بين أصابعك للإبداعِ " وطن " !

كُل التقدِير

.

نازك
04-03-2018, 07:55 AM
؛
؛
مهما استطال أمدُ الصمت، للأرواحِ مِقدارٌ تذوبُ عِند انهمالهِ شجونها حتّى يكادُ الورقُ لا يستوعِبُ سيل فيضِها
فسبحان مَن سخّر القلم لينوب عنّا ويُخفّف عن كواهلنا الضعيفةِ بعضُ زفرات
ولهُ الحمدُ أن وهبنا هذه المَلكة الصامتةُ التي تُخوِّلُنا للولوج في قلبِ المَشاهِد لنعيشها ونتنفّسها يقيناً !

سيدي المفضال/
لطالما استحال القلم بين أصابعك ناياً يعزفُ على وتر الشجوِ لحناً يُبلسِمُ صقيع الفقد

أطيبُ المُنى

عبدالله مصالحة
04-03-2018, 09:27 AM
المفضالة : ضوء خافت

أهلا ً بمسعاكِ أخيَّة , نعم إنّنا نكتب الأنفاس المكتومة في غيّ الصَّمت حتّى تستقرّ على غيمة ما بيضاء .
شُكرا ً لأنَّك هنا يا طيّبة , تقديري الجمّ .

عبدالله مصالحة
04-03-2018, 09:28 AM
المفضالة : بلقيس الرشيدي

أنتم الأدب أخيَّة والظنّ الحسن , شُكرا ً تليق بنبلكم وعاطر المرور , تقديري .

عبدالله مصالحة
04-03-2018, 09:30 AM
المفضالة : نازك

شُكرا ً لهذه الإضافة اللامعة نواصي الحرف والحمد لله على المتنفس الذي يبقينا في الحبر نستكين .

تقديري الجمّ .

نوال الشمراني
04-03-2018, 06:28 PM
مصافحة بريح الخزامى

زفرة التأويل


لغة جزلة راقية
ونص مُلحن
من فكرٍ سامق—-


لله درك

ود و ود
@جاهله@

نادرة عبدالحي
04-04-2018, 12:15 AM
الجمال قيمة لا يمكن تجاوزها في العمل الإبداعي ، و ينطلق من الرؤية الداخلية للكاتب لتنعكس على الرؤية الخارجية

فعندما يتذوق الإنسان الجمال لا يتذوقه بالرؤية البصرية وحسب بل هو إحساس داخلي شعوري يعيشه الفرد ،

وتذوق قيمة العمل الإبداعي يمكن أن يكتسبها القارئ ويُمرن فكره ونفسه بمتابعة كاتبه المفضل


فالنفس المرهفة يحركها الجمال الاتي من إنسان أخر يُقدر قيمة الكلمة الخارجة من كيانه ،

ويبث فيها نشوة لاتضاهي ، ويفجر فيها أحاسيسا نبيلة تمنح القارئ محرابا ليداوي نفسه المرهقة من عناء الحياة ,

الكاتب عبدالله مصالحة وأدبه الإبداعي هو الأب الروحاني لفكري النهم والمتمرد’

حماكَ الله كاتبي الفاضل ,

عبدالله مصالحة
04-04-2018, 10:56 AM
المفضالة : نوال الشمراني

جزيل الشُكر والامتنان لكريم حضورك الأثير , تقديري .

عبدالله مصالحة
04-04-2018, 10:59 AM
المفضالة : نادرة عبدالحيّ

يعجز الشُكر عن مساومة كرمكم في هذه التأدية الحصيفة والاهتمام النجيب من لدن إثركم , وهو شرفٌ لنا تمام إقدامكم بكل هذا الخير الجسيم , تقديري بحجم السماء لحضرتكم .

إيمان محمد ديب طهماز
04-05-2018, 04:10 PM
دعني يا فراغ الأشياء أكذب على نفسي , اعدّ الأيام بطريقة معاكسة , أنام طويلا ً لما بقي من أنفاس كي لا يستوعبني صدى الصَّراخ مقتولَ مصير .

يااااالله ماهذا القلب المثقل بالتجارب

و ماهذا الإيقاع الساحر في طرح تلك الأفكار

( عبد الله مصالحة ) الإسم الذي يغريك بقراءة أي نص يحمله

هو ربّان الحروف و ما أجمل إبحاره

سلمت الأنامل

عبدالرحيم فرغلي
04-07-2018, 01:03 PM
مازلت كالأنا التي لا أستطيع أن أرسمها بالكلمات
أراك هنا يا صديقي .. استطعت أن ترسم أناك .. لنقل بعض أناك
.. كيف هي الحبيبة لديك ، كيف هو الحب ، ونفسك المتالمة
وتنتظر الأمل .

لولا أنَّ خِلد البشريّ محاطٌ بهالة الإله الرَّحيم لهلكت منّا الصَّيغ جمعاء .
جميلة هذه العبارة ، في صياغتها .. مكانها آخر المقطع ، الحمد لله أن الله رحيما بنا
سواء علمنا أم لم نعلم .
سلمت يا صديقي وسلم يراعك .. ألف تحية وتقدير

عبدالله مصالحة
04-08-2018, 09:09 PM
المفضالة :ايمان محمد ديب طهماز
لنجيع إتيانكم الخير والكرم تلاوات شكر وتمام تقدير .

عبدالله مصالحة
04-08-2018, 09:11 PM
الاريب : عبدالرحيم فرغلي
هو ذا يا صديق تنساب الكلمات من جوف الروح ، نغيب فينا لنعبّ من فراغنا مجمل الأفكار
كبير حضورك ونسيمٌ أدبك ، شكرا ً بحجم التقدير .