مشاهدة النسخة كاملة : محاولة أخرى ... للنجاة
ضوء خافت
04-09-2018, 09:36 AM
سأغلق الصبح في وجهي ...
و أبني بيني و بينه سد امتناع عن قطف زهور النهار جنباً إلى جنب الذكرى ...
و سأقبع في ليلي الحالك... و أشرع طاقة النسيان على مشهد متهالك ... حيث مكبّ نفايات المتخمين عشقاً ...
سأفرغ محتوى الروح و أستفرغ قلبي ...
و إن أصابني جفاف هرعت إلى بئر أحزاني ... أدلّي رأسي و أملأ فراغاته بمجون الكآبة ..
حتى تذوب ملامحي التي كان أحدٌ ما ... يظنها الشمس تطلع في كل آن ...
عفا على النهار زمن الوحدة و ما عاد في النفس نفس لشيء ...
حتى العتمة ما عادت تلقي بظلالها على فضائح لهفتي ...
عارية لا يسترني إلا ثوب ممزق النوايا من نسج أوهامي ... خاطه لي قلبي حين وقعت من شاهق أحلامي ...
كأني بنفسي تضمّد نفسي و تداهنها بالمناجاة ... تحاول إقناعي أن الأفق ما زال يعجُّ بالآمال ..
والأمل مفقود لا أصل له عندي ولا منبت له في صدري ...
ماذا عليَّ أن أفعل ؟؟
هذا السؤال الذي يصفعني في كل ذهاب ومجيء ما بين الحائط والحائط، وما بين السقف والأرض ...
كالتائهة في الوضوح و الضالة في اليقين ...
أنظر إلى يدي الممتلئة به ...
و صدري الملطَّخ بآثاره ... و فمي المطبق على بقايا قبله المجنونة ...
أحاول أن أجد لي طريقاً ... لا يصلني به ..
كيف ذلك و هو الطريق و السبيل و شراييني ما هي إلا امتداد لشجرته المعمّرة ...
أنتقل ببصري إلى أقدامي ... ما بالها تحجّرت في المسافة ...
بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و كأني أخطو بي لمكان يعرفني جيداً و يفهم تجاعيدي ... و لكني فيه كالغريب الذي يخشى فتح الأبواب فتلعنه الغرف المأهولة بالنسيان ...
و رأسي ...
أرجوك دقق النظر في رأسي ككيان لا يستريح .. تعلوه هالة التعب ...
بعد أن كانت الوجنتان غيمتين ..
صارتا واديين تتجمع فيهما أمطار الحنين ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل إنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
لا تمل الإنصات بلسان يلعق اللهفة مرتشفاً كل الكلمات التي لا تجد لها سبيلاً إلا من قلب إلى قلب ...
ماذا أفعل ؟؟
لا شيء يجدي ... و نصفي عالق في نفسه ..
و كلي عالق بنصفي ... و لا أحد يفكر بحل العقدة من أصلها ... فحلها هو موت محقق ...
قيل : أنت بحاجة لإجازة من هذا الصخب !!
فأجبت : إذا أطيحوا برأسي و قلبي و احجزوا لي غرفة مطلة على واقع أجمل ..
أعدكم سأضع في الحسبان ارتداء ثياب النسيان الملونة ... و أجلب كاميرا احترافية و ألتقط صوراً مثيرة لما يجري حولي ...
على أن تمتنعوا عن فحص عيني و فمي و صدري ...
حتى شَعري لا تبحثوا عن اتجاه الريح من خلاله ...لأنه يتطاير عكس الهوى و يتبع رياح الماضي ... بإصرار وفيّ
إجازة أخرى !! لن تغيّر من أمري شيئاً ...
ما زالت الأخبار تثير غثياني كإنسان ... و ما زالت الرغبات السخيفة تملك عـنقاً طويلاً يشرئب رغم الأحزان ...
وما زلت أكتب !!
اكسروا قلمي ... أو قطّعوا أصابعي ...
ضعوا على عقلي حارساً و على عقلي سرية كاملة مسلحة ...
ربما خفت من نظرات أفرادها ...
أو ربما أوقعت رئيسهم في هوى عيني ... فيُسرّح السرية طالباً خلوة .. سأفقأ قلبه بقلمي ..
إذن لا تكسروا قلمي ... به أحتمي مني و منه ...
ترى هل تنفع معي غواية الألوان ؟
فلتغروني بالألوان ... و أكثر الألوان غواية لي .. ما اسودّ منها و ما ابيضّ .. النقيضان
النقيضان .. أنت و أنت ..
ليتك تفسر لي .. كيف اتفق نقيضاك و أسقطانا في الهوى ؟!
..
و كالمعتاد ... ليس كل علامة استفهام سؤالاً يتلهف للجواب ..
إنها مجرد محاولة أخرى فاشلة ..
حسام الدين ريشو
04-09-2018, 11:18 AM
للسرد غواية
تفعل بالمتلقي ماتفعلُ الخمر
حين يكون هسيسا
أو حفيفا
كاجنحة فراشات
اسكرها الضوء
هنا كان ذلك
تحياتي وتقديري
استاذتنا
مع أمنيات بدوام الابداع
سليمان عباس
04-09-2018, 07:33 PM
ياااه أيها الضوء
هذه الرحلة وهذا البحث عن الضوء بعيدا عن الشمس
وكيف يبحث الضوء عن ضوء
والطريق للنجاة مهما بحثنا
فلن يكون سوى طريق واحد
قد لاح لي ذات يوم كنت فيه لا أستطيع حتى الشهيق
اختناق وتحت ظلمات ثلاث
عندما ازداد الظلام حلكة وجدت النور
فكانت الفاصل بين الموت والحياة زفرة واحدة فقط
وعادت الحياة افضل مما كانت
اخذني هذا الهطول لنفسي ذات يوم يا ضوء
ولا تتوقف هذه المحاولات
ولن ينتهي هذا الابداع والسرد الماطر اللذي تجودين به علينا
ممتنين لهذا الابداع
سلم النبض والقلم
إيمان محمد ديب طهماز
04-09-2018, 08:58 PM
ياضوء .. كلّ ماقرأته هنا هو نقل حالة كآبة مضطربة في خانات الحزن
و تمثيلها للعيان كلوحة تتمزق الوانها تباعا
لطالما تخلق بنا الآلام ما لا يُفسر و لا تترجمه الكلمات
و أنتِ بحدارة و اقتدار مذهل جعلتي من الباطن الغامض المضطرب
صورة مقروءة منظورة
أجدت و صف ذات تتهالك بين اليأس و الحيرة
مبدعتنا : سلمت أناملك
نوال الشمراني
04-11-2018, 02:10 AM
صباحك زيزفون
يالضوء
وما قيمة قلمى وحرفي
أمامك يا شمس المعرفة والثقافة-
ياضوء
لديكِ اسلوب
جميل ومختلف
يجمع بين
البساطة والامتاع
ومزيجاً من إلابداع —-
ياغناتي
سلم النبض _رغم الآه_..
ود و ود
@جاهله@
يوسف الأنصاري
04-13-2018, 03:56 AM
الأحزان تنتج عن عدم الرضا ..
بعد تكاتل خيبات الأمل يصيح القلب نابضاً للحياة ..
الليل مظلوم أمره اذ هو اكثر اثارة وجمال وهدوء من صخب النهار ..
فلما لا نرى منه سوا انعكاس القمر .. وكل مافيه يضيء لنا الأفكار والأسئلة والتآملات ..
الوحدة مظومة هي الأخرى .. او ليست الوحدة ما تصنع لنا اتزان الأمور ..
واعادة رجاحة العقل ومحاسبة النفس والصراحة والراحة ..
الحزن مظلوم .. أو ليس انزياح الحزن والبكاء يشعرنا بالراحة ..
وبالكثير من الطاقة والتجديد ..
انت لست في حاجة لأي شيء ..
لا اجازة ولا ألوان ..
وكل شيء لديك طبيعي وجيد لأبعد حد ..
انت في حاجة لتجاهل كل شيء ...
وان تتقبلي ذلك ..
واجمل ما فعلت دليلاً على اخذك بالنصيحة ..
هذا النص البديع ..
رشاد العسال
04-13-2018, 10:19 AM
عندما يشب الحريق في الغابات يلجأون لإطفاء الحريق بالحريق، وهكذا هو الجنون لا يذهب به إلا جنون آخر.. ألفظي الأطياف من ذاكرتكِ، وتقيئي آثار القبلات.. أستبدلي كل شيء بآخر.. إننا دائماً نتوارى خلف إدعاءات ليس لها من حقائق الأشياء إلا إدعاءاتها، ونحن أولئك العراه تحت الثياب.
/
أيها الضوء الخافت في طقوس الأمسيات.
إننا نغسل ثيابنا مما علق بها من العطر والعسل كي لا يبقى عليها أي لون من أثرهما.
جمعتكِ مباركة،
وود لا يبور.
عبدالرحيم فرغلي
04-14-2018, 11:27 AM
بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل أنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
===========
هذا النص يستحق الإحتفاء به .. يستحق القراءة أكثر من مرة ، إنه
يخالط النفس باحترافية عالية ، إنه موجع حد الجمال ، إنه ينسكب
كما الدهشة في جدول النفوس ومآقيها ، محظوطة هي أبعاد ، لا يغيب
عنها الأقلام الرائعة والنفوس الكبيرة ، ألف تحية وتقدير
د. فريد ابراهيم
04-14-2018, 03:48 PM
نص رائع جدا.. تزدادين قوة و براعة في كل اطلالة
موفقة دائمة
تحية و إنحناءة
نادر عتيق
04-16-2018, 04:07 AM
أَسرة دائماً
نص في غاية الكمال
تقديري
عَلاَمَ
04-16-2018, 09:41 AM
جدا رائع
اشكرك
ضوء خافت
04-17-2018, 06:11 PM
للسرد غواية
تفعل بالمتلقي ماتفعلُ الخمر
حين يكون هسيسا
أو حفيفا
كاجنحة فراشات
اسكرها الضوء
هنا كان ذلك
تحياتي وتقديري
استاذتنا
مع أمنيات بدوام الابداع
و الحزن مسكر يا حسام ... و القلم يترنح كلما امتلأ بحبره ..
شكراً لك أستاذي حسام الدين .. حللت أهلا و تركت عطراً ..
ضوء خافت
04-17-2018, 06:16 PM
ياااه أيها الضوء
هذه الرحلة وهذا البحث عن الضوء بعيدا عن الشمس
وكيف يبحث الضوء عن ضوء
والطريق للنجاة مهما بحثنا
فلن يكون سوى طريق واحد
قد لاح لي ذات يوم كنت فيه لا أستطيع حتى الشهيق
اختناق وتحت ظلمات ثلاث
عندما ازداد الظلام حلكة وجدت النور
فكانت الفاصل بين الموت والحياة زفرة واحدة فقط
وعادت الحياة افضل مما كانت
اخذني هذا الهطول لنفسي ذات يوم يا ضوء
ولا تتوقف هذه المحاولات
ولن ينتهي هذا الابداع والسرد الماطر اللذي تجودين به علينا
ممتنين لهذا الابداع
سلم النبض والقلم
رب ارزقني هذي الزفرة ... لأنجو به ..
فما يقيدني تحت جنح الحزن هو خشية سقوطي منه ..
بعض القمم التي نصل إليها .. تتحول إلى قلعة موحشة ... بعد أن يهجرها بانيها ..
الأستاذ سليمان ..
على أثر إبداعكم و تميزكم نخطو ... تابعين يحثنا اتساع أفق عطاءكم ...
لك فيض التحية و عميق الامتنان أستاذ عباس سليمان ..
ضوء خافت
04-17-2018, 06:27 PM
يا ضوء .. كلّ ماقرأته هنا هو نقل حالة كآبة مضطربة في خانات الحزن
و تمثيلها للعيان كلوحة تتمزق الوانها تباعا
لطالما تخلق بنا الآلام ما لا يُفسر و لا تترجمه الكلمات
و أنتِ بحدارة و اقتدار مذهل جعلتي من الباطن الغامض المضطرب
صورة مقروءة منظورة
أجدت و صف ذات تتهالك بين اليأس و الحيرة
مبدعتنا : سلمت أناملك
قد أمسك بتلابيب الصمود أحياناً .. و أجيد لعبة التماهي خلف حجاب الصبر ..
لكن للروح ثورة ... تقوض ما كان شامخاً حول قامتي ...
و إذا ما تعاضد القلب و نصيره الحنين ... هنالك جدار .. يهزم الأعوام
يسدد بصلابته ولا مبالاته على جنود ثورتي سهام صمت .. و كلنا صرعى اللحظة .. حينها
تتلبد سماء الأمل بكآبة الحدث المتصلب كما الجليد ...
ولا مفر منها حتى لا تتشابك غابات الحزن ... إلا شطط القلم ...
ربما اتضحت لديك صورة ... لكنها في الواقع مشهد يتجسد ليلة بعد ليلة ..
الطيبة الأثر و العميقة الحضور .. إيمان
لا تفيكِ الكلمات حق الشكر .. ربما زهرة يانعة من ثنايا القلب .. فاقبليها
إبراهيم يحيى
04-17-2018, 11:16 PM
سوداوية النص لم تقف حائلاً دون اكتشاف جمالياته ،
و النفس على ما يكتنفها من أسى ما زالت متشبثة بما يبقيها على قيد الحب .
و هنا : ( و كأني أخطو بي لمكان يعرفني جيداً و يفهم تجاعيدي ...
و لكني فيه كالغريب الذي يخشى فتح الأبواب فتلعنه الغرف المأهولة بالنسيان ) .
أقول : و هنا تحديدًا غربةٌ فادحة .. كما يصفها " حسن مطلك " : ( كـ غربة الأعمى عن مقعده ) .
ضوء خافت
إني لأعجب من تلك البراعة و الرشاقة التي تنتقلين بها من جملةٍ لأخرى ،
تنتقين اللفظة الأعذب و تُبقين المعنى متماسكًا .
هنيئًا لنا بكِ ، و لنا في هذا المداد .... مَدَد .
ضوء خافت
04-30-2018, 08:12 AM
صباحك زيزفون
يالضوء
وما قيمة قلمى وحرفي
أمامك يا شمس المعرفة والثقافة-
ياضوء
لديكِ اسلوب
جميل ومختلف
يجمع بين
البساطة والامتاع
ومزيجاً من إلابداع —-
ياغناتي
سلم النبض _رغم الآه_..
ود و ود
@جاهله@
و صباحك أمل يغرد على أغصان أيامك الآتية ...
سعيدة بهذا المرور الأنيق منكِ يا نوال ... و كل كلمة تركت في الروح بسمة .. فما أكثرها ابتساماتي بحضورك ..
ضوء خافت
04-30-2018, 08:37 AM
الأحزان تنتج عن عدم الرضا ..
بعد تكاتل خيبات الأمل يصيح القلب نابضاً للحياة ..
الليل مظلوم أمره اذ هو اكثر اثارة وجمال وهدوء من صخب النهار ..
فلما لا نرى منه سوا انعكاس القمر .. وكل مافيه يضيء لنا الأفكار والأسئلة والتآملات ..
الوحدة مظومة هي الأخرى .. او ليست الوحدة ما تصنع لنا اتزان الأمور ..
واعادة رجاحة العقل ومحاسبة النفس والصراحة والراحة ..
الحزن مظلوم .. أو ليس انزياح الحزن والبكاء يشعرنا بالراحة ..
وبالكثير من الطاقة والتجديد ..
انت لست في حاجة لأي شيء ..
لا اجازة ولا ألوان ..
وكل شيء لديك طبيعي وجيد لأبعد حد ..
انت في حاجة لتجاهل كل شيء ...
وان تتقبلي ذلك ..
واجمل ما فعلت دليلاً على اخذك بالنصيحة ..
هذا النص البديع ..
و إذا ما أسقطتنا الخيبات المتوالية .. في هوى الوحدة ..
و بلا تعظيم و لا تقديس لذلك الحزن المقيم ... يصبح تعاقب الليل و النهار مجرد عدّاد يحصي ما تبقى لنا ..
من عمر من صبر و من أنفاس ... أجمل ما في الوحدة أنها تكشف لك تفاهة كل ما كان يحظى باهتمامك ..
لكن ... للقلب كلمة .. ترتفع رايتها بين الحين و الحين ..
ينكّسها الصمت و التجاهل لتتسع مجاري الغياب أكثر و تحلق الروح في فضاء فارغ ... ولا تخشى احتمالية السقوط ..
على مضض .. نتقبل ..
حتى يصبح الاعتياد حالة أشبه بالتبلد .. و في الأعماق جذوة ..
الأستاذ يوسف الأنصاري .. شكراً لدرر الكلمات التي صاغ منها حضورك عقداً ..
تحياتي
فيصل خليل
04-30-2018, 08:37 AM
ألم الفراق يسبب الأذى ويدفعنا إلى حافة اليأس والتقوقع داخل إنطوائية الروح فنفقد الحياة والحب والأمل
مما يراود أفكارنا هذا السؤال
ماذا علي أن أفعل ؟؟
نفعل ما يستوجب أن نفعله ،،، نعيش حياتنا كأن شيئا لم يكن ونبقي الحزن مدفون في القلب
ونعيد شتات أمرنا وبناء حالنا ،، لنستكمل الحياة ،، فأنفسنا تستحق أن نعيش لأجلها ،، دام فارقنا من نحب ،، تبقى هي الحب الآخر الذي لا يفاترقنا ،،، فتح أبواب الأمل ،، وأشرعة التفاءل ،، كفيل بأن يقينا شر لوعة الفراق ،،، فكم من غائب ظننا لن يعود ،، عاد بعد غربة،، وما كتبه الله مقدر وإن غمسنا أنفسنا بأصناف الألم والأحزان
اليأس مؤذي ،،، يدفعنا لحافة الإحباط ،، ونقف معه ع لى طرف الإنهيار ،، فيصبح حالنا كما وصفت ،، لا إجازة تصلح ولا أمر يغير شيء ،،، زرع الأمل في القلب كفيل بأن يعيد شتات أمرك.
سردية جميلة لمشاعر نكبها لوعة الفراق ... أوصفت بإبداع .. نعايش اللحظة .. كأننا نعاني منها ...
كل الشكر لك
ضوء خافت
05-03-2018, 09:08 AM
عندما يشب الحريق في الغابات يلجأون لإطفاء الحريق بالحريق، وهكذا هو الجنون لا يذهب به إلا جنون آخر.. ألفظي الأطياف من ذاكرتكِ، وتقيئي آثار القبلات.. أستبدلي كل شيء بآخر.. إننا دائماً نتوارى خلف إدعاءات ليس لها من حقائق الأشياء إلا إدعاءاتها، ونحن أولئك العراه تحت الثياب.
/
أيها الضوء الخافت في طقوس الأمسيات.
إننا نغسل ثيابنا مما علق بها من العطر والعسل كي لا يبقى عليها أي لون من أثرهما.
جمعتكِ مباركة،
وود لا يبور.
الخوف يا رشاد أن تحترق الأرض و من عليها .... و لا يبقى من غابة الشعور المتشابكة إلا رماداً لا تقوى حمله رياح الأيام بعيداً ..
محاولات ربما كان ظاهرها سقيماً ... لكنها رداء آخر نتستر به عن أنفسنا و أنفسهم ...
و الكل يرانا ...
ممتنة لهذا الحضور الذي نثر عطره بهدوء محبب ...
تحياتي أستاذ رشاد العسال
ضوء خافت
05-03-2018, 09:17 AM
بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل أنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
===========
هذا النص يستحق الإحتفاء به .. يستحق القراءة أكثر من مرة ، إنه
يخالط النفس باحترافية عالية ، إنه موجع حد الجمال ، إنه ينسكب
كما الدهشة في جدول النفوس ومآقيها ، محظوطة هي أبعاد ، لا يغيب
عنها الأقلام الرائعة والنفوس الكبيرة ، ألف تحية وتقدير
و قيل أنهما نهري حزن يلتقيان على كف المساء ... و لا يرتوي منهما الرجاء
الفاضل المؤثر على أنفاس أقلامنا عبد الرحيم فرغلي .... اسم لطالما اشرأبت لمقدمه أعناق الحروف ...
و استقامت لقراءته السطور ...
أشكرك جداً أستاذي الكريم فرغلي ... و على هدى حرفك نسير
ضوء خافت
05-10-2018, 09:13 AM
نص رائع جدا.. تزدادين قوة و براعة في كل اطلالة
موفقة دائمة
تحية و إنحناءة
القدير د. فريد إبراهيم ... حضور داعم و كلمات دافعة للأفضل ...
أشكرك ..
ضوء خافت
05-10-2018, 09:18 AM
أَسرة دائماً
نص في غاية الكمال
تقديري
لن أبلغ الكمال بكل ما في الذات من عجز ... لولا أنك يا نادر كريم النفس ..
شكرا لعينيك إذ قرأتا بعمق ..
ضوء خافت
05-10-2018, 09:19 AM
جدا رائع
اشكرك
علام ... حضور عظيم الأثر ..
ضوء خافت
05-10-2018, 09:25 AM
سوداوية النص لم تقف حائلاً دون اكتشاف جمالياته ،
و النفس على ما يكتنفها من أسى ما زالت متشبثة بما يبقيها على قيد الحب .
و هنا : ( و كأني أخطو بي لمكان يعرفني جيداً و يفهم تجاعيدي ...
و لكني فيه كالغريب الذي يخشى فتح الأبواب فتلعنه الغرف المأهولة بالنسيان ) .
أقول : و هنا تحديدًا غربةٌ فادحة .. كما يصفها " حسن مطلك " : ( كـ غربة الأعمى عن مقعده ) .
ضوء خافت
إني لأعجب من تلك البراعة و الرشاقة التي تنتقلين بها من جملةٍ لأخرى ،
تنتقين اللفظة الأعذب و تُبقين المعنى متماسكًا .
هنيئًا لنا بكِ ، و لنا في هذا المداد .... مَدَد .
تبا للحب يا إبراهيم ... يتركنا عراة في غرفة لا يتسلل لها ضوء و قد طلاها الفقد بسوداويته ...
و لك أن تتخيل ... كيف كُتِب هذا النص !
..
الأستاذ ابراهيم يحيى .. حضورك لابد منه و إلا لن يكتمل العقد ..
ضوء خافت
05-10-2018, 09:32 AM
ألم الفراق يسبب الأذى ويدفعنا إلى حافة اليأس والتقوقع داخل إنطوائية الروح فنفقد الحياة والحب والأمل
مما يراود أفكارنا هذا السؤال
نفعل ما يستوجب أن نفعله ،،، نعيش حياتنا كأن شيئا لم يكن ونبقي الحزن مدفون في القلب
ونعيد شتات أمرنا وبناء حالنا ،، لنستكمل الحياة ،، فأنفسنا تستحق أن نعيش لأجلها ،، دام فارقنا من نحب ،، تبقى هي الحب الآخر الذي لا يفاترقنا ،،، فتح أبواب الأمل ،، وأشرعة التفاءل ،، كفيل بأن يقينا شر لوعة الفراق ،،، فكم من غائب ظننا لن يعود ،، عاد بعد غربة،، وما كتبه الله مقدر وإن غمسنا أنفسنا بأصناف الألم والأحزان
اليأس مؤذي ،،، يدفعنا لحافة الإحباط ،، ونقف معه ع لى طرف الإنهيار ،، فيصبح حالنا كما وصفت ،، لا إجازة تصلح ولا أمر يغير شيء ،،، زرع الأمل في القلب كفيل بأن يعيد شتات أمرك.
سردية جميلة لمشاعر نكبها لوعة الفراق ... أوصفت بإبداع .. نعايش اللحظة .. كأننا نعاني منها ...
كل الشكر لك
من أسوأ الأكاذيب .. أن نعيش بعد حدث كبير كان شيئا لم يكن ...
التظاهر مفيد لظاهر الأمور .. و لمزاولة الحياة اليومية كما يستوجب .. لكن تبقى خطى الروح ثقيلة و عاجزة كمن أصابها شلل تام .. و تمشي على أقدام مستأجرة ..
أهم ما في الأمر ... ألا نؤذي المحيطين ... لا ذنب لهم أننا جزء من حياتهم !
أستاذي الفاضل فيصل خليل ... قد تشرفت بحضورك و بقراءتك المتأنية ... لا حرمنا عطاء حرفكَ ..
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,