عبدالرحيم فرغلي
04-28-2018, 08:17 AM
كعادتها الشمس .. تسكب على وجوهنا طبق حساء حار ، النوافذ تولد عمياء ، الأعمدة صرخات أبرياء تجأر بالشكوى لرب السماء ، كل مساء يزورنا القمر ، نُجلسه في الصالون الأسود ، هو دوماً يقول عنا : العرب مثل الصفر .. قيمته حيث يضعونه ، مثل علبة مجوهرات فراغة ، تتبجح كل حين .. تتباهى .. أليس يوضع في داخلي الذهب ؟!
الأعلام أمٌ مزورة ، ترضعنا أحاديث ملفقة وحكايات خادعة ، ولأننا أبناء بررة ، نتلبس ما تقول ونتخاصم فيه ، نجزم أن السبخات تنبت الريحان ، وأن الحكام رجال صالحين .
ولأن داخلنا حطام ، نفرح بالانتصارات المزيفة ، نصفق للكتبة المأجورين ، هم صنعوا منا ألعاب إلكترونية ، بضغط إزرار يمكن أن نُسقط الطائرات ونهزم الأعداء ، لنعلم بعد حين أن كل انتصاراتنا مبرمجة .
هذا زمن الأنبياء .. الإنسان عاد يسكنه الظلام ، أبرهة قادم بجيشه ليهدم الأنوار ، فرعون ينادي أنا ربكم الأعلى ويستعبد العباد ، اليهود يمارسون سحر القنوات ، قانون الجسد يملأ الأمكنة ، والغرائز تتكشف بلا خجل ، الخمر والميسر في الطرقات ، تتناسل الدروب وسلمان هناك بلا درب ، هذا زمن الهجرة ، ولكن .. إلى أين المسير ؟ !
تمر الأيام وداخلنا مهزوم ، فأهل أوربة عقولهم من ذهب وعقولنا نحاس ، لغتهم زهور معطرة تفوح من أفواههم ولغتنا أشواك ، أطفالهم علماء وأطفالنا رعاع ، آه يا زمن .. أود لو أُطفئ الأنوار وأظل أبكي شهراً ، أو أجمع كيساً من الحصى وأقذف به البناية آخر الشارع ، لا أدري ما الفائدة ، لكن هكذا أشعر الآن .
ثقافة الإسفنج أضعفتنا ، هو طيب وكسول ، لا يملأ حجرات الهواء التي فيه بنفسه ، يحب الخفة والغناء ، ويسمح للآخرين أن يحقنوه بما يحبون ، شامنا يسير بيننا بلا رأس ، منذ زمن ما عدتُ أسمع صرخته ، يبدو أنه يأس منا ، فنحن أخوة أنذال ، لكم الله يا أهل الشام .. ما أكثر صلواتكم ، أقلها فرائض وأكثرها جنائز .
نحن جيل بلا زمن ، في كتاب التاريخ لن نجد فصلاً يتحدث عنا ، لعلهم يضعوننا في الفهرس ضمن ( أقوام مرّ ذكرهم عرضاً ) ، نحن جيل الخداع والزيف ، نتواصى بالصبر .. سيذكر التاريخ أننا تواصينا بالذل والمهانة ، نحن جيل البالونات المنفوخة والطبول الفارغة . حين أتذكر جيلنا .. أتذكرك يا سلمى .. سألتك يوماً عن تاريخ ميلادك .. ضحكتِ .. قلتِ : عام النكسة ، ورددت في داخلي .. الله لطيف بعباده .
الأعلام أمٌ مزورة ، ترضعنا أحاديث ملفقة وحكايات خادعة ، ولأننا أبناء بررة ، نتلبس ما تقول ونتخاصم فيه ، نجزم أن السبخات تنبت الريحان ، وأن الحكام رجال صالحين .
ولأن داخلنا حطام ، نفرح بالانتصارات المزيفة ، نصفق للكتبة المأجورين ، هم صنعوا منا ألعاب إلكترونية ، بضغط إزرار يمكن أن نُسقط الطائرات ونهزم الأعداء ، لنعلم بعد حين أن كل انتصاراتنا مبرمجة .
هذا زمن الأنبياء .. الإنسان عاد يسكنه الظلام ، أبرهة قادم بجيشه ليهدم الأنوار ، فرعون ينادي أنا ربكم الأعلى ويستعبد العباد ، اليهود يمارسون سحر القنوات ، قانون الجسد يملأ الأمكنة ، والغرائز تتكشف بلا خجل ، الخمر والميسر في الطرقات ، تتناسل الدروب وسلمان هناك بلا درب ، هذا زمن الهجرة ، ولكن .. إلى أين المسير ؟ !
تمر الأيام وداخلنا مهزوم ، فأهل أوربة عقولهم من ذهب وعقولنا نحاس ، لغتهم زهور معطرة تفوح من أفواههم ولغتنا أشواك ، أطفالهم علماء وأطفالنا رعاع ، آه يا زمن .. أود لو أُطفئ الأنوار وأظل أبكي شهراً ، أو أجمع كيساً من الحصى وأقذف به البناية آخر الشارع ، لا أدري ما الفائدة ، لكن هكذا أشعر الآن .
ثقافة الإسفنج أضعفتنا ، هو طيب وكسول ، لا يملأ حجرات الهواء التي فيه بنفسه ، يحب الخفة والغناء ، ويسمح للآخرين أن يحقنوه بما يحبون ، شامنا يسير بيننا بلا رأس ، منذ زمن ما عدتُ أسمع صرخته ، يبدو أنه يأس منا ، فنحن أخوة أنذال ، لكم الله يا أهل الشام .. ما أكثر صلواتكم ، أقلها فرائض وأكثرها جنائز .
نحن جيل بلا زمن ، في كتاب التاريخ لن نجد فصلاً يتحدث عنا ، لعلهم يضعوننا في الفهرس ضمن ( أقوام مرّ ذكرهم عرضاً ) ، نحن جيل الخداع والزيف ، نتواصى بالصبر .. سيذكر التاريخ أننا تواصينا بالذل والمهانة ، نحن جيل البالونات المنفوخة والطبول الفارغة . حين أتذكر جيلنا .. أتذكرك يا سلمى .. سألتك يوماً عن تاريخ ميلادك .. ضحكتِ .. قلتِ : عام النكسة ، ورددت في داخلي .. الله لطيف بعباده .