المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا أنا


طاهر عبد المجيد
04-30-2018, 06:19 PM
هذا أنا
د. طاهر عبد المجيد

أسرفتَ في نُصحي وفي إِسكاتي
وشطبتَ ما عندي من الحسناتِ

ودخلتَ ذاكرتي القريبةَ خُفيةً
متسللاً كاللصِّ في الظلماتِ

ونبشتَ أوراقي لتعرفَ ما الذي
أمليتُ من كتبٍ على رغباتي

حتى بدت أفكارها مرسومةً
كالوشم في صوتي وفي قسماتي

يا صاحبي لو كان نُصحك مجدياً
لرأيتَهُ يَنسابُ في عبراتي

ورأيتني أُدمي جميعَ أصابعي
ندماً على ما ضاعَ من أوقاتي

تبقى النصيحةُ إن أتتْ من أهلها
في وقتها سحريةَ الكلماتِ

ما هكذا تُؤتى البيوت ولا تقلْ
لي إنَّما الأعمالُ بالنياتِ

فلكلِّ بابٍ مقفلٍ مفتاحه
ولكلِّ أرضٍ موسمٌ لنباتِ

يا صاحبي دعني أحاولْ مرةً
أن أضبطَ الإيقاعَ في خطواتي

وأعيد ترتيبَ الأمورِ كما جرتْ
حولي بكلِ تجرُّدٍ وأناةِ

فعسى الزمان يَفي ببعضِ وعودهِ
وأرى على راحاتهِ بصماتي

وأكونُ يوماً ما أريد وربَّما
سَكب الزمان مِداده بدواتي

وإذا استطعتُ جمعتُ من أخطائهِ
حرِّيتي في القولِ والإنصاتِ

وصحبتُ أجدادي إلى أزمانهم
وشكرتهمْ مع خالصِ الدعواتِ

ووهبتهمْ كلَّ الذي وهبوه لي
فأنا جديرٌ باختيارِ صفاتي

ليس التمسكُ بالقديمِ أصالةً
بل رغبةً في صحبةِ الأمواتِ

إن الأصالةَ أن نغايرَ ما مضى
ونعيشَهُ عدداً من السنواتِ

هيَ طرحُ أسئلةٍ تشدُّ عقولنا
وعيوننا نحوَ الزمانِ الآتي

وكذا المعاصرة التي فُجِعت بنا
ليست سوى التجديد في الأدواتِ

هي أن نعيش زماننا بطريقةٍ
أُخرى تساعدنا على الإفلاتِ

يا صاحبي والصدقُ خيرُ سجيَّة
سأقولها بصراحةِ المرآةِ

هذا أنا بمساوئي ومحاسني
وبما نشأتُ عليهِ من عاداتِ

إنْ كنتَ ترغبُ أن تدوم صداقتي
لكَ أنتَ فاقبلني على عِلاَّتي

أنا لنْ أكون كما تحبُ وتشتهي
وعلى مزاجكَ لنْ أغيرَ ذاتي

حرٌ أنا ولسوفَ أبقى هكذا
حراً أديرُ بمفردي أزَماتي

وإذا اضطررتُ فسوفَ أُبحرُ في غدي
من غيرِ مجدافٍ ولا مرساةِ

مستسلماً في رحلتي لإرادتي
في أن أعيشَ كما أريدُ حياتي

ولسوفَ أحياها كما لو أنَّها
فرضيةٌ تحتاجُ للإثباتِ



ملاحظة: هذه القصيدة معدلة عن قصيدة نشرت في موقعكم قبل سبع سنوات تقريباً أرجو حذف القصيدة القديمة إن أمكن ذلك.

سليمان عباس
04-30-2018, 07:34 PM
سلم المداد د. طاهر

قصيدة رائعه وجمال آخر
وافاق اخرى
لنستمتع بمن حولنا كما هم
ولا حاجة لنثبت للغير أننا اعلم منهم بهم
تبدى وجهات النظر برفق فرجاء لا تنحروها بقسوة
لكي لا يفسد الخلاف الود


احترامي لهذا الجمال

سيرين
04-30-2018, 08:14 PM
قصيدة غاية الرووووعة ذخرت بالعديد من صفات
اعتلت شموخ الحكمة
لكني اخترت تلك لاقتناعي جدااااا بها فهي بوصلة تحرير الفكر
وانطلاقه بذاتيته دون تبعيته للسلف

ليس التمسكُ بالقديمِ أصالةً
بل رغبةً في صحبةِ الأمواتِ

إن الأصالةَ أن نغايرَ ما مضى
ونعيشَهُ عدداً من السنواتِ

وهنا ايضا ورفضه التطفل بدعوى النصح :
ما هكذا تُؤتى البيوت ولا تقلْ
لي إنَّما الأعمالُ بالنياتِ

فلكلِّ بابٍ مقفلٍ مفتاحه
ولكلِّ أرضٍ موسمٌ لنباتِ

سلمت يمناك شاعرنا المبدع وغيث قلمك الطاغي الالق
ود وياسمين

\..:34:

إيمان محمد ديب طهماز
05-01-2018, 10:00 PM
هذا أنت و نحن نحبك كما أنت

شاعرنا الجميل

لكلّ منّا قناعاته

و نحن نفتخر بشعرك و نحبه

القصيدة جميلة جداً

سلمت أناملك

بلقيس الرشيدي
05-05-2018, 07:00 PM
...
...

رائِعَة ومُذهِلة ياطَاهر سَلم احسَاسك والبَنان !
إِذَا بِتسمح أعرف مُعرفك السَابق هنا .؟ لأجل حَذف القصِيدة القدِيمة !

كُل التقدِير

.

رشا عرابي
05-06-2018, 01:14 AM
قصيدة تتهادى حسناً على رتم الحكمة
وحيناً على دواة الشّجو الجميل

القافية معتّقة الأصل
والنّغم آسر
والمبنى يختال زهواً بمعناه

كنزٌ للفصيح أنت

لله درّك !

طاهر عبد المجيد
05-06-2018, 01:19 AM
أخي الشاعر سليمان عباس:
أشكرك على هذا التعليق المعجب وعلى إعجابك الذي تعودت عليه والذي يزيدني ثقة بصواب وجمال ما أكتب من شعر أعتبره إلى الآن مجرد محاولات شعرية.
مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
05-06-2018, 01:21 AM
أختي الكاتبة المبدعة سيرين:
لا أخفيك أن قلمي يشعر بالإرتباك كلما حاولت أن أرد على تعليقاتك الراقية المكتوبة بلغة أدبية سامية يصعب عليَّ مجاراتها.
أشكرك من كل قلبي مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
05-06-2018, 01:22 AM
الشاعرة المبدعة إيمان طهماز:
القلوب عند بعضها كما يقول المثل الشعبي فأنا أبادلكم حباً بحب.
أحب أن أنوه هنا إلى أن هذه القصيدة هي من أوائل القصائد التي كتبتها من وحي موقف مررت به في مطلع شبابي حين بدأت أقرأ كتباً في الفلسفة وعلم النفس والماركسية وكانت آنذاك موضة فكرية وشعار على التقدمية في مقابل الرجعية الدينية. وأذكر حينها أن أخي الأكبر تنبه إلى هذا فأخبر والدي بذلك فطلب منه أن يجمع هذه الكتب ويحرقها بحجة الخوف من الإلحاد وتم ذلك بالفعل وحينها كنت ما أزال طالباً أعيش في كنف الوصاية الأبوية فلم أفعل شيئاً سوى الاحتجاج بالقول: إذا كان إيمانكم قوياً فلماذا تخافون من مثل هذه الكتب؟.
أشكرك شكراً جزيلاً على إعطائي حيزاً من وقتك الثمين لقراءة قصائدي.
تحياتي.

طاهر عبد المجيد
05-11-2018, 12:22 AM
الأخت العزيزة بلقيس الرشيدي:
أشكرك على رأيك بالقصيدة وهو رأي أتشرف به وأنتظره بشوق لما فيه من إبداع الصورة وجمال العبارة إلى درجة يتفوق بها أحياناً على النص الشعري.
أما بالنسبة إلى النسخة القديمة فلم أفهم ماذا تقصدين بالمعرف وعلى أية حال القصيدة منشورة في الصفحة 77
أشكرك على تجاوبك واهتمامك مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
05-11-2018, 12:23 AM
أختي الشاعرة رشا عرابي:
لا أعرف كيف أشكرك على هذا الكلام الشاعري في صوره ومانيه والذي يرقى إلى مستوى الشعر غير أنه بلا وزن، ولو وزن لكان من أجمل الشعر.
لك كل المحبة والتقدير مع خالص تحياتي.

فاطمة الحمزاوي
05-22-2018, 04:48 PM
و ال "أنـــا" واثقة الخطو تسير رغم تعثّر الطّريق..
هو ذاك الثبات الذي به تتخطّى حدود الارتباك..
مُزهر ما قرأت.
كل الودّ.

طاهر عبد المجيد
05-29-2018, 07:58 PM
الأخت الشاعرة فاطمة الحمزاوي:
أشكرك على هذا المرور بالقصيدة وإعجابك بها وأتمنى أن أستمع لأرائك دائماً.
تحياتي ومودتي.