المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رِثاء في حضرةِ الموت


طاهر عبد المجيد
06-16-2018, 02:54 AM
مقدمة:
أحببت أن أقدم لقصيدتي هذه، بمقدمة تسلط الضوء على بعض التفاصيل الواردة في القصيدة وهي قصيدة طويلة أرثي بها أختي الكبرى التي تحل ذكرى وفاتها الثالثة هذا اليوم وهي تصغرني بأربع سنوات أصيبت بسرطانٍ في عينها اليمنى، وعند اكتشاف الداء نصح الأطباء باستئصال العين مع الورم لضمان نسبة شفاء تامة وبذلك لا يكون هناك ضرورة لأي علاج وقائي أو شعاعي أو كيميائي ونصحتها بهذا الخيار وتمت العملية وركبت عين زجاجية زرقاء كلون عينيها... وبعد ثلاث سنوات عاد السرطان نفسه ولكن هذه المرة انطلق من الكبد وانتشر في أنحاء جسمها في غضون ثلاثة أشهر، ولم يستطع الأطباء أن يقدموا لها أي علاج جراحي أو شعاعي ولا حتى علاج دوائي. ودخلت في غيبوبة تامة في الأسبوع الأخير قبل أن تفارق الحياة في إحدى الدول الخليجية حيث كان زوجها يعمل هناك، ودفنت في ديار الغربة. وفي فترة الغيبوبة كتبت قصيدتي هذه وأنا بعيد عنها لصعوبة السفر إليها لأسباب لا ضرورة لذكرها.
كنت قد فكرت في البداية اختصار القصيدة إلى النصف بحذف كل التفاصيل التي أشرت إليها ولكني وجدت أن هذا قد يخل ببناء القصيدة ويفقدها الكثير من جمالها فآثرت نشرها كاملة راجياً من القارئ أن يصبر على قراءتها حتى نهايتها ولا أظنه سيندم.

رِثاء في حضرةِ الموت
د. طاهر عبد المجيد


لا أنتَ من أَهلي ولا أَصحابي
فَعلامَ تطْرقُ كلَّ حينٍ بابي

تأتي إليَّ بوجهِ داءٍ قاتلٍ
مُتنكِّراً لِتَرُدَّ عنكَ سُبابي

عبثاً تُحاولُ أن تُواري قُبْحَهُ
عنَّا بِأقنعةٍ من الأسبابِ

داءٌ لهُ إسمٌ كأنَّ حُروفَهُ
تَستجلِب العدوى بِذِكرِ مُصابِ

تأتي لِتقطَعَ كلَّ حينٍ قطعةً
مِنِّي بما تختارُ من أَحبابي

أَتُميتُني جزءاً فجزءاً هكذا
يا موتُ مُلْتَزِماً بنصِّ كِتابِي؟

أم أنتَ ساديُّ الطبيعةِ والهوى
تلهو معي مُستمتعاً بعذابي؟

خُذْني أنا واتركْ أَعزَّ أَحِبَّتي
لا تَمْتَحِنْ صبري ولا أَعصابي

هيَ هذه الرُّوح التي أَحيا بها
وبغيرها أنا لستُ غيرَ تُرابِ

من ذا يُعيدُ ليَ الحياةَ إذا غدتْ
من دونِها قِشراً بغيرِ لُبابِ

دَعْها بِغربَتِها تطاردْ حُلْمَها
لِترى إذا ما كان محضَ سرابِ

دَعْها ولا تَخْشَ الملامَةَ حينما
تُدعى إلى تقديمِ كَشْفِ حِسَابِ

فَأَنا سَأشْهَدُ عندَ ربِّكَ قائلاً
للمرَّةِ الأولى أَراهُ يُحَابي

فَاغْفِرْ لهُ وإذا أردْتَ عِقَابَهُ
فاجمعْ عليَّ عِقَابَهُ وعِقَابي

يا موتُ خَدِّرني بأصدقِ كذبةٍ
واحلفْ بأنَّكَ لَسْتَ بالكذَّابِ

قلْ: إنَّ ما خُبِّرتُ عنهُ إشاعةٌ
مُزِجَتْ لكي تفشو ببعضِ صَوابِ

قلْ: إنَّهُ حُلمٌ وإنِّي نائمٌ
وغداً سأَروي الحُلم للأصْحَابِ

إِكْذِبْ لِترحَمني فكلُّ دقيقةٍ
تتدفَّقُ الأخبارُ كالأَسْرابِ

تجتازُ سمعي نحوَ قلبي عُنْوةً
وتغوصُ في أعماقِهِ كَحِرَابِ

أَلِزُرْقَةِ العينينِ أَنتَ اخترْتَها
أم لاسمْها المعْجونِ بالأَطيابِ

يا موتُ قدْ عَذَّبتها فاشحذْ لها
كلَّ الذي في فِيْكَ منْ أَنيابِ

في كلِّ ثانيةٍ أَموتُ بِأنَّةٍ
وبِدمعةٍ من دَمعِها المُنْسَابِ

لا تنتقمْ منِّي بقتلِ أَحبَّتي
وكأنَّني شُؤْمٌ على أَحبابي

همْ كلُّ مالي في الحياةِ وثَروتي
بلْ همْ سِيَاجُ الرُّوحِ كالأهدابِ

إنْ كنتَ قاتِلَها فَأَحسنْ قَتْلَها
من دونِ تعذيبٍ ولا اسْتجوابِ

ما هكذا تُجنى النُّفوس فلا تكنْ
فظَّاً غليظَ القَلْبِ كالإرهابي

دعْ روحها بالنزْعِ تَأخُذْ وقْتها
ثمَّ اسْتلِمها وانطلقْ كالجابي

إنِّي أَراكَ وفي يَدَيْكَ حديدةٌ
مستمتعاً بالسَلْخِ كالقصَّابِ

بل أنتَ كالجلادِ في وطني الذي
يَسْتأصلُ الأفكارَ بالمِثْقابِ

أَمِتْ الفَريسة أولاً كي لا تَرَى
ثُمَّ افترسها مثل أُسْدِ الغابِ

***
أختي الحبيبةُ ليس يَعْذُرني الذي
ما بيننا من أَبْحُرٍ وهِضَابِ

أنا كلَّما فكَّرتُ فيكِ قتيلةً
وأنا بعيدٌ عنكِ طارَ صَوابي

وشَعَرتُ أنِّي خُنْتُ فيكِ أُخوَّتي
من حيثُ لمْ أَركبْ إليكِ صِعابي

وبقيتُ مشغولاً بأحلامي التي
أَكَلَتْ غَدِي بِسرابها الجَذَّابِ

أَدري بأنَّ الموت زَارَكِ مرَّةً
وَرَمَى ببذرةِ أَخبثِ الأَوْصابِ

كاللصِّ يجتازُ الموانعَ كلَّها
مُتسلِّلاً في الليل من سِرْدابِ

فَنَمَتْ على مَهْلٍ بصمتٍ مُطْبِقٍ
كَفَسيلةٍ تَنْمو وراءَ ضَبابِ

حتى إذا جاءَ القطافُ وَجَدْتِهِ
يأتي إليكِ مُطالباً كَمُرابي

فَوَهبْتِهِ عَيناً على أن يكتفي
فَمضى وعَلَّقها على كلَّابِ

ما قالَ: شكراً قانعاً بنصيبهِ
بلْ راحَ يَشْتمُ حظَّهُ كَعُصابي

وأتاكِ ثانيةً ومزَّقَ وعْدَهُ
أن لا يعودَ ولو بِصوتِ غُرابِ

هو لا يُريدُ الآن عَيناً أو يداً
بل جِسمكِ المحبوسِ في جِلْبَابِ

لولا اتخذتِ من الأشِّعةِ خندقاً
لَكَفَى كما في غَزْوةِ الأَحْزابِ

قَتَلوكِ إذْ لمْ ينصحوكِ بِحفْرهِ
في حينهِ حتى على اسْتحبابِ

قَتَلوكِ إذْ تركوكِ دونَ رقابةٍ
دوريةٍ لِتكونَ كالبوَّابِ

أُختاهُ عُمري في يديكِ وديعةٌ
فلتأْخُذِي ما شئتِ دونَ حسابِ

إنْ كانَ لا يُجدي الدَّواء فَجرِّبي
مسحوقَ عُمْري فهو كالأَعشابِ

وإذا اضْطُرِرتِ خُذي حياتي كلَّها
هي فرصةٌ لأعيشَ فيكِ شَبَابي

بلْ فرصةٌ لي أنْ أموتَ مُخَلِّفَاً
شيئاً يُشيرُ إليَّ بعدَ غِيابي

ما عدتُ أَخشى الموتَ قبلَ أوانهِ
هي ذِي مُفَتَّحةٌ لهُ أَبوابي

ولسوف يلقاني إذا ما جاءني
مُتبسِّماً ومُكفَّناً بثيابي

ذَهَبَ الزمانُ بمنْ أُحبُّ وها أنا
أُحْصي الليالي في انتظارِ ذَهابي

أُصغي إليكِ وأنتِ في غيبوبةٍ
تَتَسَاءلينَ تَساؤُلَ المُرْتَابِ

يا أيُّها الزَّمنُ الذي ما لُمْتُهُ
يوماً ولا آذيْتُهُ بِسُبابِ

لِمَ كانَ حظِّي أنْ تُقصَّ حِكايتي
من دونِ تفصيلٍ ولا إِسهابِ

ما زالَ عندي ما يُقالُ وفي فمي
أَرتَالُ أسئلةٍ بغيرِ جوابِ

أحبابَ قلبي ما الذي سأقولهُ
وفمي استقالَ وجفَّ فيه لُعَابي

إنِّي أُخاطبكمْ بصمتِ جوارحي
لكنَّكم لا تسمعونَ خِطابي

هو سوءُ حَظٍ أَمْ قضاءٌ نافذٌ
قدْ حَلَّ بي منْ أَرْحَمِ الأَربابِ؟

لا مبضعُ الجرَّاح أبدى رغبةً
بِجراحةٍ تبدو بلا اسْتِطبابِ

أبداً ولا أَقوى الأشِّعة قال لي:
أنا من يفوقُ الدَّاء بالإعطابِ

بلْ قال لي: من ذا يرافق ظلَّهُ
في غابةٍ مكتظَّةٍ بِذِئابِ

أما الدَّواءُ فقال يَشْرحُ عُذرَهُ
أَبصرتُ شيئاً لم يكنْ بِحسابي

ما عادَ ينفعني سوى دَعَوَاتِكمْ
مَحلولةً في دَمْعكمْ كَشرابِ

أنتمْ أطبَّائي وفي إمكانكمْ
أنْ تجعلوا أَلَمي كَليلَ النَّابِ

وَلَكم وَدِدْتُ لو انَّني يا أخوتي
لَمْ أَدْرِ شيئاً عن حقيقةِ ما بي

إذْ عِلْمكمْ أَنِّي عَلِمْتُ يزيدكم
أَلَماً وإحساساً بحجمِ مُصابي

***
أُخْتَاهُ مهما المرْءُ عاشَ فإنَّهُ
سَيعيشُ في الدنيا كَوَمْضِ شِهابِ

كمْ من قرونٍ عاشَ نوحُ فلم تكنْ
إلَّا كَقَلْبِ وُرَيْقَةٍ بكتابِ

هي هكذا الدنيا تُبدِّلُ وَجْهَها
في لحظةٍ وتدورُ كالدُّولابِ

لا تَجزعي فالموتُ نومٌ هادئٌ
يَمتدُّ حتى آخرَ الأَحقابِ

حِقَبٌ تَمرُّ بِنا كيومٍ واحدٍ
أو بعضَ يومٍ أو كمرِّ سَحَابِ

وغداً بِنَفْخِ الصُّوْرِ نُولَدُ مرَّةً
أُخرى بلا رَحِمٍ ولا أَصْلابِ

وَبِنَشْأَةٍ أُخرى سَنَدْخُلُ عَالَماً
لا موتَ فيهِ كأخوةٍ أَتْرابِ

حيثُ الحياةُ هناكَ لهوٌ دائمٌ
بلْ لعبةٌ منْ أَجملِ الأَلعابِ

في جَنَّةٍ لا كالجنانِ نَعيمُها
يأتي لطالبهِ بغير طِلابِ

يكفيكِ أنَّكِ إذْ خَرَجْتِ مُبكِّراً
من هذهِ الدنيا كَعودِ ثقابِ

أَشْعَلْتِ شَمعاتٍ ثلاثٍ بيننا
وهَزَمْتِ هذا الموتَ بالإنْجَابِ

أُختي الحبيبةُ سامحيني إنْ أَكُنْ
أَخْفَيْتُ حُبِّي عنكِ خَلْفَ عِتابي

وتركتُ كلَّ مشاعري لِيُديرَها
عقلي الكتومُ بِطَبْعِهِ الغَلَّابِ

إذْ لمْ أُعَبِّر مَرَّةً بِصراحةٍ
لَكِ أَنتِ عنْ حُبِّي وعنْ إِعجابي

إِنِّي أُحبُّكِ ها أنا قدْ قُلتُها
رُدِّي عليَّ بِرعْشَةِ الأَهدابِ

إنْ كنتُ لا أَبكي عليكِ ولمْ تريْ
دَمْعي على خدَّي فلا تَرْتَابي

يَبْكِيكِ قَلبي لا عُيوني ربَّما
سَتُفَاجَئينَ إذا فَحَصْتِ خضابي

لو كانَ دَمْعُ العينِ يُحيي مَيِّتاً
لَبَكَيْتُ طولَ العُمْرِ في مِحْرابي

هي دعوةٌ صَدَقَتْكِ في استعجالها
لِلقاءِ ربٍّ غافرٍ تَوَّابِ

فَتَزَيَّنِي لِلقائهِ وتَخَيَّري
من صالحِ الأعمالِ خيرَ ثيابِ

لو كان يمكنني صَحِبْتُكِ خادِماً
في رِحْلَةٍ لا تنتهي بإيابِ

واللهُ يَعلمُ كمْ وقفتُ بِبابِهِ
أَدعو ليأتي الرَّدُّ بالإيجابِ

إِنْ كانَ مَنْ وَهَبَ الحياةَ يُريدُها
فالأمرُ كلُّ الأمْرِ لِلوهَّابِ

إيمان محمد ديب طهماز
06-16-2018, 06:50 AM
يالله .. أبكتني هذه القصيدة

و أحسبها تركت بصمة في روحي لاتُنسى

ما أقسى الموت حين يختار أن يأتي بطريقة وحشية هكذا

رحمها الله و أحسن مثواها

بحقّ الإبداع كالماس لا يصبح جوهرا إلا إذا ضغطتنا الحياة

كما تضغط الفحم المطمور ليتحول جوهرا

هذه التحفة لن تولد إلا من رحم الألم

بورك قلمك شاعرنا الجميل

و رحم الله أختك و لعن هذا المرض الذي لادين له

وفقك الله

و كلّ عام و أنت بخير

أشرف عبدالرحمن
06-17-2018, 03:41 AM
فَاغْفِرْ لهُ وإذا أردْتَ عِقَابَهُ
فاجمعْ عليَّ عِقَابَهُ وعِقَابي

جميل الوفاء من الأحياء للأموات
لست ناقد لكن البيت السابق لايليق للفظ الجلاله
لن تكون أكرم من الحق جل في علاه
غير ذلك قد تكون الرحمة بمظهر العقاب وهي جوهر الرحمة
رحمها الله وأبدلها دار خير من دارها
وأهل خير من اَهلها
وولد خير من ولدها
انه ولي ذلك والقادر عليه


مودتي

ضوء خافت
06-17-2018, 02:08 PM
ما بين المقدمة و القصيدة ... بحر فاض على كل يابس ..
لن يشعر بوجعك و ألمك إلا من اختبره .. حتى الاختبارات تتفاوت في عمقها و تأثيرها و إدراكها ...
لن يشفى قلبك ... سيعيش على رغيف الصبر ... و لن يشبعه قط ..
هي .. حيث يجب ..
نسأل الله أن يزيدها نعيما فوق نعيم ... و يلطف بك و بكل من أحبّها ..
قصيدة حبرها وفاء ..

رشا عرابي
06-22-2018, 08:10 AM
حدّ الصراخ قرأتها
حدّ البكاء لمستها
حدّ اليقين آمنتُ بكَ شاعراً متفرّد التوصيف!

الألم هنا يَكادُ يُلمس ويُرى
حنانيك ياااارب البشر

مُعلّقة عُجنت كلماتها من إحساسٍ مكلوم

اقتباس :

أُختاهُ عُمري في يديكِ وديعةٌ
فلتأْخُذِي ما شئتِ دونَ حسابِ

ليتَ لـ الليت حياة هنا !!

سامقٌ ورب الكعبة

سيرين
06-23-2018, 07:48 PM
خُذْني أنا واتركْ أَعزَّ أَحِبَّتي
لا تَمْتَحِنْ صبري ولا أَعصابي

هيَ هذه الرُّوح التي أَحيا بها
وبغيرها أنا لستُ غيرَ تُرابِ

انه حديث حالنا كلما فقدنا من احبة الاهل
كم اصبت وصف الالم رغم النزف ليصير وشما بالوجد والذائقة
رحمها ربي هي وامواتنا وانعم عليهم بفسيح جناته
داير تقتلع الجذور ياموت وقلبك حجر
اخذت نور العيون وحجبت ضي القمر
قطفت زهر المداين صحيت كام حزن نايم
يا الله اليك الملاذ ماحد فيها مخلد
القلب نازف ورود والعمر يومه محدد
السلامة لروحك شاعرنا المبدع ويجعلها ربي اخر الاحزان


\..:35:

سلمان ملوح
06-24-2018, 11:15 PM
والله ما ظننتُ شاعراً معاصراً يقول مثل هذا الشعر!
لله درُّ براعة الاستهلال:
لا أنت من أهلي ولا أصحابي
فعلام تطرق كل حين بابي

ليس سوى الفحول يستهل مثل هذا الاستهلال !
أريتني عوار شعري يا طاهر

عبدالله عليان
06-25-2018, 07:51 AM
داءٌ لهُ إسمٌ كأنَّ حُروفَهُ
تَستجلِب العدوى بِذِكرِ مُصابِ

تأتي لِتقطَعَ كلَّ حينٍ قطعةً
مِنِّي بما تختارُ من أَحبابي

أَتُميتُني جزءاً فجزءاً هكذا
يا موتُ مُلْتَزِماً بنصِّ كِتابِي؟

أم أنتَ ساديُّ الطبيعةِ والهوى
تلهو معي مُستمتعاً بعذابي؟

خُذْني أنا واتركْ أَعزَّ أَحِبَّتي
لا تَمْتَحِنْ صبري ولا أَعصابي


الله عليك كثير استاذي
نص مدهش عميق للغاية تصوير مذهل

الله عليك ..
الله عليك

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:27 AM
شاعرتنا المبدعة إيمان طهماز:
من المفارقة في الحياة أن الموت هو أقرب الأشياء منا نراه يصول ويجول حولنا ولا نأخذ العبرة منه وكأنه أمر لا يعنينا نحن بالذات حتى إذا أخذ الموت منا عزيزاً أو حبيباً استيقظنا من غفلتنا. لكننا سرعان ما ننساه ونعود إلى ممارسة حياتنا كما كنا من قبل وربما كان النسيان أحد الأسلحة التي تدافع بها الحياة عن نفسها في مواجهة الموت ولقد صدقت حين قلت إن الإبداع كالماس لا يصبح جوهراً إلا إذا ضغطتنا الحياة بالألم والمعاناة وقد لاحظ هذه الحقيقة أحد الفلاسفة فقال: إن عصور السعادة هي الصفحات البيضاء في سجل التاريخ على أية حال إن ما يعزينا أن الألم الذي يصنع الإبداع يزول ويبقى العمل الإبداعي عصياً على الموت.
أشكرك من كل قلبي على تعليقاتك الجميلة المكتوبة بلغة أنيقة وأعتذر إن أثرت فيك حزناً دفيناً وذكرتك بفقد عزيز، وأدعو الله أن لا يفجعك بحبيب إنه سميع مجيب.
مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:28 AM
أخي الشاعر أشرف عبد الرحمن المحترم:
لقد ناجى مرة العارف بالله سعيد النورسي الملقب ببديع الزمان ربه فقال:
رباه أرضى منك إن تدخلني وحدي في جهنم وتخلدني فيها مقابل أن يوحدك ويعبدك كل الناس ولم أجد أحداً قال له أنت لست أرحم من الله بعباده بل إن هذا القول في جوهره تعبير عن طبيعة الحب الذي يكنه هذا العاشق لله في قلبه ولم يستطع أن يعبر عنه إلا بهذه الطريقة. ما أريد قوله أن علينا أن لا نفرط في تنزيه الله حتى لا ينقلب هذا التنزيه إلى ضده ومع ذلك فأنا أحتزم رأيك وأسعد بالنقد حتى ولو لم يكن موضوعياً لأنه يريني ما لا أراه من أخطائي وعيوبي ويمنحني الفرصة للارتقاء بذاتي والعمل الإبداعي بخلاف الإطراء المجاني الذي يقود صغار المبدعين إلى الغرور.
أخي أشكرك على هذا التعليق الذي شرفتني به وأرجو أن لا أكون أزعجتك بهذا الرد.
تحياتي ومودتي.

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:30 AM
أختي العزيزة المتنكرة بالضوء الخافت:
الموت اختبار وسنة من سنن الله في خلقه. إنه النقطة الأخيرة التي تنهي بها الحياة نصها المكتوب بحروف الفرح والحزن والأمل واليأس والنجاح والفشل. ورغم إيماننا العميق بحكمة الله ورضانا بهذه السنة التي لا تحابي أحدنا فإن فراق الأحبة أمر مؤلم لا يطاق ولا بد للعين أن تدمع وللقلب أن يحزن والحقيقة أننا نموت مرات بقدر ما نفقد من أحبة. وإن كنا ننسى بعد حين لكي تستمر الحياة وليس في هذا ما يخدش أو يقلل من وفائنا لأحبائنا.
أشكرك جزيل الشكر على هذا التعليق الذي يشبه البلسم كجميع من علقوا في هذا المنتدى العريق. وأرجو من الله أن يعجل جميع أيامك مليئة بالأفراح.
تحياتي ومودتي.

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:31 AM
أختي الشاعرة العزيزة رشا عرابي:
لقد أبكيتني بهذا التعليق الموجز بكلماته والغني كالبحر في معانيه باستخدامك هذا الأسلوب الفريد في التعبير والمحلق في سماء الشعر إلى الدرجة التي وقفت أمامه عاجزاً لا أعرف ماذا أقول وكيف أرد عليه. لقد وصفت القصيدة بأكثر مما كانت تحلم به أو تتوقعه القصيدة نفسها التي تشرفت بقراءتك لها قراءة نقدية متأنية من شاعرة ذات روح مرهفة تتنفس الشعر كما تتنفس الهواء. مهما قلت فلن أستطيع أن أجاريك فيما قلته في حق قصيدتي المنتشية بما قلت. وأعتذر لك عن الحزن الذي سببته لك وأنت تقرئين هذه القصيدة الطويلة والكئيبة.
أبعد الله عنك الأحزان وجعل كل أيامك بهجة وسعادة.
مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:32 AM
أختي الكاتبة المبدعة سيرين:
لك كل الشكر على اهتمامك وصبرك على قراءة هذه القصيدة الطويلة والمحزنة. ولقد ترددت كثيراً في نشرها كي لا أعكر جو المنتدى بالحزن خصوصاً في أيام العيد ولكنني خفت على القصيدة أن تموت كعمل أدبي إذا بقيت حبيسة الأدراج. والحقيقة أن الشاعر الذي يعبر عن مشاعره بقصيدة ما لا يعبر عن مشاعره فقط وإنما هو يعبر عن مشاعر كل محب للشعر وقارئ لا يستطيع أن يعبر عن نفس هذه المشاعر وكأن القارئ يتقمص روح الشاعر حين يمر بموقف مماثل.
أسأل الله أن لا تفجعي بفقد عزيز وأن يبعد عنك الأحزان.
مع خالص تحياتي.

طاهر عبد المجيد
06-26-2018, 02:33 AM
أخي الكاتب العزيز سليمان ملوح:
تشرفت بمعرفتك وتشرفت قصيدتي بهذا المرور الجميل. لست من الفحول كما وصفتني ولكن صدق المشاعر وربما نجاحي في التعبير عنها بصدق وبطريقة أدبية مناسبة هما ما جعلاك تخلع علي هذا الوصف أو اللقب الذي لا أستحقه.
أشكرك على حسن رأيك بي وبالقصيدة وأتمنى أن لا أخذلك في المرات القادمة.
لك مني كل المحبة والقدير.

طاهر عبد المجيد
06-27-2018, 07:25 PM
أخي الكاتب العزيز عبد الله عليان:
لك كل الشكر على هذا التعليق الناقد بعبارات موجزة تختزن بحراً من المعاني. لقد كرَّمت قصيدتي بأوصاف ربما تكون أكبر مما تستحق ولكنها انعكاس لاحساسك تجاه هذا النص الذي حاولت فيه ترجمة مشاعري تجاه أختي الفقيدة وتجاه صدمة الموت. ولعلي قد حققت بعض النجاح في هذا.
أشكرك مرة ثانية مع خالص تحياتي.

عبدالرحمن الماضي
06-29-2018, 12:21 PM
ألأخ . د. طاهر عبد المجيد.
لله أنت !! وما أبدعه فكرك وأحا سيسك المرهفه على قلمك فصور لنا مدى الفجيعه على فقدان
شقيقتكم الكبرى بعد معاناته . رحمها الله وأحتسبها عند الله شهيده لخطورة المرض.ولقد عادت بي
الذكرى إلى فقداني للوالده وأختي الكبرى من مدة طويله ونفست عن نفسي بنظم بعض قصائدالرثاء مع
دوام الأستغفار لهما. فرحم الله الفقيده وأسكنها فسيح جناته.وتقبل عزائي ولو جاء متأخرا.

طاهر عبد المجيد
07-04-2018, 11:48 PM
أخي الشاعر العزيز عبد الرحمن الماضي:
لا تأخير في فعل الخير. أشكرك على مواساتك لي في محنتي وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يرحم من فقدت من الأحباب كوالدتك وأختك الكبرى وأن يدخلهما فسيح جناته.
إن تعلقنا الشديد بمن نحب إلى الدرجة التي تجعلهم من المبررات التي تجعل الحياة جديرة بأن تعاش هذا التعلق ربما ينسينا حقيقة الموت كسنة من سنن الله في خلقه ويزيد من حجم الفاجعة. كلنا يرى الموت حين يحل بالآخرين ولكننا نرى أن هذا الموت أمر يعني سوانا ولا يعنينا نحن حتى يفاجئنا الموت بفقد عزيز، حينها نصحو من غفلتنا ونعرف أن الموت حق وأنه أمر لا مفر منه ولكننا للأسف سرعان ما ننسى كأن شيئاً لم يكن.
أشكرك مرة أخرى على رأيك بالقصيدة وأتشرف به باعتباره رأي شاعر مجيد.
لك كل المحبة والتقدير مع خالص تحياتي.