مشاهدة النسخة كاملة : قلب أب
طاهر عبد المجيد
07-16-2018, 01:12 AM
قلب أب
د. طاهر عبد المجيد
كَمْ كان يأتيني القمرْ
وأنا أُصلِّي في السَّحَرْ
فإذا انتهيتُ يقولُ لي
عندي سؤالٌ مُختصرْ
ما لي أراكَ ولا أرى
أحداً يُشارككَ السَّهرْ
أين الأحبةُ يا تُرى؟
فأجيبه همْ في سَفرْ
وغداً سيأتيني جوابٌ
هكذا قلبي شَعَرْ
هُمْ طيِّبونَ بِطَبْعِهِمْ
أُنظرْ إلى هذي الصُّورْ
كلُّ البلادِ تقاسمتْ
خطواتهم مثل الغجرْ
فيقول: مالكَ لا تُطيلُ
إذا نظرتَ بِيَ النَّظرْ
وكأنَّ شيئاً ما تصدَّعَ
في فؤادكَ وانكسرْ
وتُريدُ أن تُبقيهِ سِرَّاً
فيكَ حتى تُحْتَضَرْ
فيجيبهُ دمعي العصيُّ
وقد تَفَلَّتَ وانهمرْ
هُمْ ههنا وأظنُّهم
منِّي على مرمى حجرْ
مُستَهلكونَ كوقتهم
ما بين شُغلٍ أو سمرْ
عَبَثوا بقلبِ أبٍ لهمْ
بوعودهم حتى انفطرْ
وغدا كما الصحراء تحلمُ
كلَّ يومٍ بالمطرْ
وبقيتُ أعواماً يدغدغني..
اللقاءُ المنتظر
حتى التقيتُ بطيفهمْ
يوماً وقلتُ لمن حَضَرْ
أحباب قلبي مالكم
مُستسلمون لمنحدَرْ
أنتم وإن لمْ تَعلموا
هذا لعينيَّ البصرْ
قَسَّمتُ عمري بينكم
ليُردَّ دَيْناً في الكِبَرْ
عودوا لأحصدَ ما زرعتُ
وما انتظرتُ من الثَّمَرْ
ما لي أراكم هكذا
متغافلون عن القَدَرْ
اليوم أُوجدُ بينكم
أَروي الحكايا والعِبَرْ
وغداً سأصبحُ صورةً
تروي لكمْ عني خَبَرْ
إيمان محمد ديب طهماز
07-16-2018, 01:29 AM
هُمْ طيِّبونَ بِطَبْعِهِمْ
أُنظرْ إلى هذي الصُّورْ
كلُّ البلادِ تقاسمتْ
خطواتهم مثل الغجرْ
يالله يالهذا القلب الحاني
( هم طيبون بطبعهم )
حتى إنه لا يقوى على قول غير ماهو خير بحقهم
رغم انشغالهم بالحياة و اشتياق هذا القلب لهم
ما زال قلب هذا الأب يبحث لهم عن الأعـذار ولا يلومهم
بل يلوم هذه الحياة التي سرقتهم بدروبها
يالنقاء هذا القلب الرائع
و يالروعة هذا الشاعر الجميل الذي جعل من نبض قلبه قصيدة
تحرك حتى صميم الحجر
سلمت يا شاعرنا الجميل
وسلم يراعـك
عبدالله عليان
07-16-2018, 06:08 AM
الله عليك
تمتاز نصوصك بالحكاية في النص وتتخذ من المباشرة مسلكاً لها .. فـيظن القارئ بأنه وصل إلى مايريد ,
ولكن مع محاولة إعادة القراءة والنجاح في ذلك يبدو وهذا النص احداها بأننا أمام دهشة بددت كل ماكان يرى بأنه مباشر ,
وإستهلالية العدد
( كَمْ كان يأتيني القمرْ وأنا أُصلِّي في السَّحَرْ ) .. في البداية والقمر والصلاة والسحر ..
.. والسؤال يجعلنّا أمام كم هائل من الدهشة بعد ذلك
إذا أمنّا معاً برمزية :
العودة ! ( عودوا لأحصدَ ما زرعتُ / وما انتظرتُ من الثَّمَرْ ) ,
والفناء ! ( وغداً سأصبحُ صورةً / تروي لكمْ عني خَبَرْ ) ,
في هذا القلب الكبير القلق .. حتى تفطر وغدا كما الصحراء تحلمُ .
ولن أقول بـ هذا النص هو السهل الممتنع هذه الكلمة مستهلكة وهو ليسَ كذلك !
هو ربما كما سبق وقلت .. و( أظنُّهم ) منِّي على مرمى حجرْ !!!!!
ولن أنتظرك تقول : مالكَ لا تُطيلُ إذا نظرتَ بِيَ النَّظرْ
لا أعلم هل أطلت !!؟
جميل هذا الطرح
شكراً .. الله عليك .
" إنّي وبي عزم الرّجالِ أبُ "
قصيدة صادقة وواقعية جدا. حتّى رؤيتك المستقبلية فيها ظلّت خاضعة لمنطق الأب وواقعيته.
الله يحفظهم إلك ويبارك بصحتك وتبقى حاضر بيناتهم.
نورة القحطاني
07-17-2018, 06:22 AM
يالله
سكب عذب
واختصار حكايا قد تكون منا قريبة
الله يصلحنا ويرزقنا بر والدينا ويكرمنا ببر أبنائنا
عبدالإله المالك
07-24-2018, 01:15 AM
سنروي عنك الخبر
ونتلو معك الشعر
في الهزيع وفي السحر
حييت يا دكتور طاهر
سيرين
07-24-2018, 02:23 AM
تجسيد رائع جعل من القوافي نبض يصرخ ويتألم
ولكن كان شعور الاب طاغيا على عقوقهم الذي جمله بقلبه الطيب
رسالة وقصيدة تبلورت برقي المعنى كدعوة وامنية
رااااائع اسلوبك السلس وسأكون متابعة لحرفك المبدع شاعرنا
مودتي والياسمين
\..:icon20:
بلقيس الرشيدي
07-25-2018, 06:06 PM
...
...
باذِخة كَالسِحر . وترنِيمة تغنَّى بِها السَهر !
بِحق رائِعة يَاطَاهر . سَلم الله احسَاسك وأرضاك
.
ساره عبدالمنعم
07-26-2018, 02:01 AM
كلمات لها شاعريه عاليه
متميز دائما يا دكتور
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:43 AM
أختي الشاعرة القديرة إيمان:
حاولت بهذا النص أن أعبر بطريقة شعرية بسيطة عن ظاهرة بدأت تزداد في الفترة الأخيرة وهي عقوق الوالدين وهي ظاهرة يمكن أن تجد تفسيراً لها في تعقد الحياة وبلوغ التطور الحضاري حداً أصبح على المرء أن يجاهد في سبيل الحصول على لقمة العيش أو تحقيق النجاح وهذا يتطلب مزيداً من العمل وبذل الجهد الذي يستهلك مزيداً من الوقت بالإضافة إلى أن هذا التطور المتسارع أتاح المزيد من وسائل التسلية والترفيه وخلق واقعاً موازياً لواقعنا وهو الواقع الافتراضي الذي لم يعد فيه التواصل الاجتماعي مباشراً. كالواقع الحقيقي وإنما عبر وسائل مستحدثة تجعل هذا التواصل غير مباشر. وهذا طبعاً لا يرضي الآباء الذين سبقهم هذا التطور الكبير الذي جعل أبناءهم يعيشون في واقع وهم يعيشون في واقع آخر. ربما هذه هي الحضارة ومع ذلك فأنا أفسر لا أبرر.
بقي أن أشكرك من أعماق قلبي لاهتمامك الدائم بما أنشر من قصائد وإعطائه من وقتك الثمين أكثر مما يستحق.
لك مني كل المحبة والتقدير.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:44 AM
أخي الكاتب والناقد القدير عبد الله عليان:
أشكرك على اهتمامك بما أنشر وقراءتك النقدية له وإذا أحببت أن تقسو علي في النقد فافعل فهذا يسعدني لأنه يريني من أخطائي وعيوبي ما لا أراه ويمنحني فرصة جديدة لإصلاح العيوب وتصحيح الأخطاء ومن ثم الارتقاء بالشعر. على أية حال أنا معجب بنقدك بل أستمتع به لأنك بنقدك هذا تضيء في النص بعض المساحات المظلمة وتشير إلى أمور لم أنتبه لها وربما لم أقصدها بل جاءت عفو الخاطر. فأشعر حينما أعيد قراءة القصيدة كأني أقرؤها للمرة الأولى.
لك كل الشكر والمحبة والتقدير على ما تبذله من وقت وجهد في قراءة ما أنشر وما ذلك إلا لكي تعطي النص حقه من النقد الموضوعي الذي يخدمه ويخدم صاحبه في النهاية.
تحياتي ومودتي.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:46 AM
أختي الكاتبة العزيزة روح:
أشكرك على مرورك الهادئ والجميل بالقصيدة.
مع خالص تحياتي.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:48 AM
أختي العزيزة نورة القحطاني:
أشكرك على هذا الاهتمام والمرور السريع والمعبر بألفاظ قليلة عن رأيك بالقصيدة. وخير الكلام ما قل ودل كما تقول العرب.
مع خالص تحياتي.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:52 AM
أخي العزيز الشاعر عبد الإله الملك:
أشكرك على هذا التعليق الجميل.
مع خالص تحياتي.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:54 AM
أختي الكاتبة المبدعة سيرين:
لك كل الشكر والمحبة. في الحقيقة أنا أستمتع بقراءة تعليقاتك الأدبية لما فيه من جمال اللغة ورقي الأسلوب وفرادة الكلمات والتي لا تقل سمواً عن الشعر الذي تعلقين عليه بل وأحياناً يتفوق عليه.
أشكرك مرة أُخرى مع خالص تحياتي وتمنياتي لك بالنجاح والتوفيق.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:55 AM
أختي الشاعرة بلقيس الرشيدي المحترمة:
أشكرك على تعليقك المختصر والمعبر بكلمات ساحرة هبت على قصيدتي كنسمة تتمشى وحدها وقت السحر. وتوقفت قليلاً لتسأل ما الخبر. لك كل المحبة والتقدير مع خالص تحياتي.
طاهر عبد المجيد
07-28-2018, 02:59 AM
أختي الكاتبة سارة عبد المنعم:
أشكرك على مرورك بالقصيدة وإعجبك بها.
مع خالص تحياتي
رشا عرابي
07-29-2018, 04:44 PM
حين يُحاك القصيد على نول السرد حكاية
يكون الحوار ضرباً من الجمال
وتكون الدلالات آياتٍ من بُنيّات الدهشة
راقٍ أنت أيها الألق
طاهر عبد المجيد
08-01-2018, 02:06 AM
أختي الشاعرة المبدعة رشا عرابي:
مهما حاولت أن تختصري الكلام في تعليقاتك فإن الحقيقة تقول: إن قلمك يستطيع بقليل من الكلمات أن يعبر عن بحر من المعاني.
أشكرك على هذا التعليق الجميل مع خالص تحياتي.
سعيد مصبح الغافري
08-18-2018, 06:49 PM
بطول وعرض حياتي حتى الآن قرأت قصائد لا تحصى لشعراء وشاعرات كثر . لكن قلة قلة من القصائد القوية التي تترك في مشاعري تلك اللطخة القوية من الألم الشعري والتي ما بالسهولة تمحى أو ينسى صاحبها .
وها إني أضيف بكل جدارة شاعر آخر إلى قائمة هذه القلة النادرة من الشعراء العظام الذين فعلا قدروا عبر شعرهم أن يوجدوا لهم في قلبي وذاكرتي وذائقتي أيضا مكانا عليا يليق بمكانتهم.
أستاذي الغالي الشاعر الكبير د. طاهر عبد المجيد حضنتك عبر هذا النص حضن الإبن المشتاق والمحرور حنينا ووجعا.
يا الله يا شاعري . أكل هذا الكم الهائل من الألم يسكن قلبك ؟! قلبك الكبير الذي يسع العالم بأكمله.
ما أجمل شعرك الذي جدا جدا يلامس أدق مشاعرنا ويجعلنا نندمج فيه بالكلية .
أسأل الله أن يجمع شملك بكل أحبابك وغواليك بعد طول غياب وحنين إن شاء الله .
كل عيد وأنت بألف عافية وأمان وخير أستاذي الحبيب
طاهر عبد المجيد
08-28-2018, 01:02 AM
أخي الحبيب الشاعر والكاتب القدير سعيد الغافري:
لا أدري كيف سأرد على تعليقك اللطيف هذا لقد وضعتني في موقف محرج أمامك وأمام القراء وأشعرتني بالخجل إلى درجة أنني لا أجد الكلمات المناسبة والمعبرة بما يليق بك وأنت الشاعر والكاتب المبدع.
لقد وضعتني في مكانة لا أستحقها وإن كانت تسعدني وأحلم بها.
لا يحتاج الشاعر أن يعيش التجربة حتى يستطيع التعبير عنها شعرياً وبطريقة إبداعية. يكفي الشاعر أن يعيش التجربة على مستوى الوعي والشعور لكي يعبر عنها بنجاح وإن كانت التجربة الواقعية أهم.
ربما تأثرت أنت بالقصيدة لأنك شاعراً أولاً وذو إحساس مرهف ولمست الصدق فيها ثانياً.
علاقتي بأبنائي جيدة والحمد لله وبهذه المناسبة سأخصك بقصيدة قصيرة لم أنشرها بعد أحاور فيها ابني الذي كان يرافقني يومياً بعد الدراسة التي أتعلم فيها اللغة السويدية إلى مكان يسمى Hermods كنشاط اجتماعي ثم أنهى هو نشاطه قبلي وأصبحت أذهب وحيداً وكان المكان بعيداً يستغرق أكثر من نصف ساعة مشياً على الأقدام فأنا لا أملك سيارة حتى الآن في السويد ولا أزال منذ سنتين في مرحلة تعلم اللغة.
القصيدة بلا عنوان لأنها كانت مجرد خاطرة ولم أفكر بعنونتها أقول فيها:
أتتركني وحيداً في طريقي
إلى ما لا أريد بلا رفيقِ
أَعدُّ خطاي مراتٍ لألهو
وأنسى حرَّ شوقٍ كالحريقِ
فكم كنا نسير معاً كأنَّا
غدٌ يمشي مع الماضي السحيقِ
فإن أحدٌ رآنا قال سراً
أيجتمع الغروبُ مع الشروقِ؟
فتبتسم الحقيقة كابتسامي
وتغرقُ أنتَ في صمتٍ عميقِ
وهل كان الجديدُ يرى جديداً
ويحلو في العيون بلا عتيقِ؟
تُحدثني فأنسى كم سأمشي
وأصغي ذاهلاً عن بلع ريقي
فمالي الآن أشعر أن صدري
يضيقُ كما يضيقُ لدى الغريقِ؟
وما للدرب طال وكان يبدو
قصيراً بل وأقصر من شهيقي؟
وما للشمسِ منذ غدوتُ وحدي
أراها كالرغيف بلا بريقِ؟
لعلي ما حسبت حساب يومٍ
أرافق فيه ظلي لا صديقي
د. طاهر عبد المجيد
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,