مشاهدة النسخة كاملة : مشكلتنا
عمرو مصطفى
07-28-2018, 01:05 PM
مشكلتنا الأبدية مع عدونا..
نحن قد نتقدم على الأرض.. وهو قد غرس راياته في سويداء القلب..
الاحتلال الحقيقي الذي نعانيه منذ عدة قرون.. هو احتلال العدو للأذهان والقلوب.. فنحن نفكر بطريقته ونعمل بقواعده..
بل وقد نحاربه بها كذلك.. فحتى إن انسحب من ميدان الحرب المباشرة، فهو يتقدم علينا في ميدان الحرب الفكرية والثقافية..
هو يلعب على شقاقنا في الداخل ونحن نغفل عن شقاقه التاريخي الداخلي.. هو لا يختزلنا في فصيل معين يسدد إليه سهامه عن قوس واحدة.. ونحن نختزله دائماً في فصيل بعينه ونغفل عن بقية الفصائل.. والنتيجة أننا من حرصنا على تجنب الحية نهمل وجود العقرب.. ونظن أنه بمجرد قتلنا للحية فقد أمنا سم العقرب.. وهيهات..
يقولون أن الحل في التعليم..
وهذا صحيح.. دعوة الانبياء قامت على تعليم الناس وتربيتهم على العقيدة الصحيحة التي تصح بها أذهانهم وأبدانهم فيقفون صفاً
واحداً في مواجهة عدوهم الخارجي.. لكن من الذي سيعلم النشء.. من الذي سيربيهم على منهاج النبوة.. إننا نتكلم عن مناهج من الشرق والغرب.. مرة أخرى نتحرك في ظل أعدائنا.. لا نأخذ منهم سوى ما يضر بثقافتنا التي ترتكز على ثوابتنا الدينية وأي ثقافة لقوم هي كذلك.. لابد أن تنبع من العقائد.. لكننا لا نفرق بين الثقافة وبين العلوم المادية التي خلقها الله لكل البشر كي يستفيدو منها في دنياهم ويعملون بها لأخرتهم.. فلا توجد هندسة أو طب غربي وأخر شرقي.. (إلا كنسبة الشيء إلى مكتشفه ) فليس لهذا علاقة بثقافات الشعوب النابعة من العقائد كما أسلفنا..
مشكلتنا مع عدونا هي تلك.. معركة الغزو الفكري الثقافي.. هي أمنية أي غازي لأمة من الأمم.. فهو قد يحتلها لعقود عسكرياً لكنه سيظل عدواً لها إلى أن تنصهر تلك الأمة في ذات عدوها ثقافياً.. فلا يصير هناك فارقاً بينها وبينه.. ساعتها لن تكون هناك مقاومة ولا جهاد لهذا العدو الذي لم يعد غاصباً للأرض.. لقد صار منا وعلينا..
لهذا هم يصدرون إلينا أزياهم وقصات شعورهم ولغتهم وفنونهم.. ولا يعطوننا مفاتيح الصناعات الحديثة التي بها ينهض اقتصادنا..
كما قال عبد الناصر رحمه الله : يعطوننا معونات ولا يعطوننا مصانع..
ولا ينبغي لنا أن ننتظر منهم هذا.. بل علينا ان ننتزعه انتزاعاً.. لابد أن نملك قوتنا.. ولابد كذلك أن نحافظ على هويتنا الثقافية التي تنبع من إسلامنا العظيم.. كي نحافظ على استقلاليتنا، وكي نحقق الغاية التي من أجلها خلقنا.
إيمان محمد ديب طهماز
07-28-2018, 01:16 PM
مشكلتنا أن عدونا احتلنا فكريا
و غزا عقولنا
و انتشر من خلال توافه الأمور في عقل هذا الجيل
حتى انتهك عظيمها
فصار يتحكم بهم عن بعد
فانهار المبنى من الداخل
و لكن مهما صال و جال
لايقع في هذه الفتنة العظيمة إلا من غفل قلبه
و أصم أذنيه
و أبى أن يسمع و يحلل
و يربط مجريات الأمور كما يتوجب ربطها
ليصل إلى حقيقتها .
سيخرج من تحت الركام من يعيد هذا البناء
شاءوا أم أبوا
فالله بالغ أمره
نسأل الله صحوة قريبة لنا و لهذا الجيل الصاعد
الموضوع هادف ومهم
شكرا لك
عمرو مصطفى
07-28-2018, 01:39 PM
مشكلتنا أن عدونا احتلنا فكريا
و غزا عقولنا
و انتشر من خلال توافه الأمور في عقل هذا الجيل
حتى انتهك عظيمها
فصار يتحكم بهم عن بعد
فانهار المبنى من الداخل
و لكن مهما صال و جال
لايقع في هذه الفتنة العظيمة إلا من غفل قلبه
و أصم أذنيه
و أبى أن يسمع و يحلل
و يربط مجريات الأمور كما يتوجب ربطها
ليصل إلى حقيقتها .
سيخرج من تحت الركام من يعيد هذا البناء
شاءوا أم أبوا
فالله بالغ أمره
نسأل الله صحوة قريبة لنا و لهذا الجيل الصاعد
الموضوع هادف ومهم
شكرا لك
لاشك أن الله متم نوره ولو كره الكافرون ..
شكراً جزيلاً على إضافتك ..
رشا عرابي
07-28-2018, 01:52 PM
بالقطع،
الإحتلال الفكري مغبّته تنال من أجيال!
وهذا ما نعانيه الآن من تأثير الوُجهة المحتلة علينا
في أدقّ التفاصيل المُعاشة
طرحك يمارسُ الحق في زمن التّشابه فيما ما يقال
شكراً جميلاً لـ فكرك الضوء
عبدالله عليان
07-28-2018, 02:03 PM
كلام جميل
مشكلتنا ليست مع عدونا ! هذا عدونا ثانياً ,
قبل أن ننظر مشكلتنا مع عدونا علينا النظر في مشكلتنا مع أنفسنا ,
أنفسنا غير مهذبة مع بعضها أستاذي
وتتحدث عن ثقافتنا الإسلامية ! ونعم هناك ثقافة إسلامية ,
ولكن ليست هي ثقافتنا التي اُنشئنا عليها للأسف ! فـ اختلطت الاُمور. وهذه هي المشكلة !!!!
كلام أدبي جميل , حِيكَ بقلم ثائر في طور من أطوار الدنيا !
الذي ربما سمعنّا فيه ولكن لم نعرفه ! وهذه هي مشكلتنا أيضاً ,
فـ كان هذا المقال جميلاً غريباً في نفس الوقت , .. والله أعلم .
الله عليك .
عمرو مصطفى
07-28-2018, 02:10 PM
بالقطع،
الإحتلال الفكري مغبّته تنال من أجيال!
وهذا ما نعانيه الآن من تأثير الوُجهة المحتلة علينا
في أدقّ التفاصيل المُعاشة
طرحك يمارسُ الحق في زمن التّشابه فيما ما يقال
شكراً جميلاً لـ فكرك الضوء
تقديري لرأي حضرتك .. وسعيد لأني لا أغرد هنا بمفردي خارج السرب ..
مع الاعتذار للمغردين طبعاً لأن مقالي هنا أشبه بنعيق غراب على الخراب!
وأرجو ألا اضطر للاعتذار للغراب أيضاً!!
عمرو مصطفى
07-28-2018, 02:20 PM
كلام جميل
مشكلتنا ليست مع عدونا ! هذا عدونا ثانياً ,
قبل أن ننظر مشكلتنا مع عدونا علينا النظر في مشكلتنا مع أنفسنا ,
أنفسنا غير مهذبة مع بعضها أستاذي
وتتحدث عن ثقافتنا الإسلامية ! ونعم هناك ثقافة إسلامية ,
ولكن ليست هي ثقافتنا التي اُنشئنا عليها للأسف ! فـ اختلطت الاُمور. وهذه هي المشكلة !!!!
كلام أدبي جميل , حِيكَ بقلم ثائر في طور من أطوار الدنيا !
الذي ربما سمعنّا فيه ولكن لم نعرفه ! وهذه هي مشكلتنا أيضاً ,
فـ كان هذا المقال جميلاً غريباً في نفس الوقت , .. والله أعلم .
الله عليك .
بارك الله فيك.. نعم نحن لدينا مشاكل عديدة .. منها مشكلتنا مع عدونا وهو موضوع مقالي..
أما مشكلتنا مع أنفسنا فحدث ولا حرج..
هذا يحتاج للعمل لفترة مسائية..
أسعد الله أيامك.
الحسناء
07-28-2018, 04:48 PM
بـ الأمْسِ غَزَانَا الغرَب فِي أرْضِنَا ،،
لكِن الآن أخذَ نمَط آخَر وجَعَل الغَزْو الفِكْرِي هُو المُتمِم لِمَا فَعلَهُ بـ الأمْس
اسْتحوَذَنَا فِكْرِيَا وسَيْطَر علَى عقُولِنَا وتفكِيرَنَا وبـ التَالِي اسْتسْلمْنَا لَهُ مُخيَرِين ومُضْطَرِين ،،
الآنَ الأسْرَة تفَكَكت ولَم يَعُد لَهَا كيَان وأسُس وضَوابِط ،،
كلٌ يُغنِي علَى ليْلَاه ..،،
والوالِديْنَ ليْسَت لَهُمَا مُؤَهِلَات لـ ترْبِيَة جِيلًا جدِيد قَادِر علَى التحدِي والصُمُود ،،
وارْجَاع هيْبَتَهُ المَفْقُودَة التِي صَنَعَها لنَا الإسْلَام.
بَارَك الله فِي طَرْحِك وفِكرِك وهذَا القَلم البنَّاء
سيرين
07-28-2018, 05:39 PM
لهذا هم يصدرون إلينا أزياهم وقصات شعورهم ولغتهم وفنونهم.. ولا يعطوننا مفاتيح الصناعات الحديثة التي بها ينهض اقتصادنا..ا
كما قال عبد الناصر رحمه الله : يعطوننا معونات ولا يعطوننا مصانع..
هكذا يريدوننا امة تحت وطاة العوز ولكن فاضلي ألا تلاحظ أنهم يسروا لنا احدث ما وصلوا الية " النت "
ولم يتأخروا علينا في تصديره الينا !!
لهم في ذلك مآرب نراها جميعا من تدمير القيم والاخلاق وازدياد الانحلال
حقا كما اشرت كاتبنا من خطورة الغزو الفكري ونزع هويتنا الاسلامية والشرقية
هي احدث طرق حروبهم التي انتصروا بها دون استنزاف لأرواحهم او اموالهم
فكلما كان الانسان العربي خاوي من المخزون الديني سهل تبعيته وتقليده لهم
نحتاج الى وقفة تتضافر بها جهود المجتمع من مؤسسات اعلامية وصحفية وتعليمية
بجانب توعية الاسرة والاهتمام بتنشئة ابنائها
ليتنا ننتبه قبل فوات الاوان
كل الشكر كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
وهذا الطرح المضيء .. دام هذا الغدق
\..:icon20:
عمرو مصطفى
07-29-2018, 09:46 AM
بـ الأمْسِ غَزَانَا الغرَب فِي أرْضِنَا ،،
لكِن الآن أخذَ نمَط آخَر وجَعَل الغَزْو الفِكْرِي هُو المُتمِم لِمَا فَعلَهُ بـ الأمْس
اسْتحوَذَنَا فِكْرِيَا وسَيْطَر علَى عقُولِنَا وتفكِيرَنَا وبـ التَالِي اسْتسْلمْنَا لَهُ مُخيَرِين ومُضْطَرِين ،،
الآنَ الأسْرَة تفَكَكت ولَم يَعُد لَهَا كيَان وأسُس وضَوابِط ،،
كلٌ يُغنِي علَى ليْلَاه ..،،
والوالِديْنَ ليْسَت لَهُمَا مُؤَهِلَات لـ ترْبِيَة جِيلًا جدِيد قَادِر علَى التحدِي والصُمُود ،،
وارْجَاع هيْبَتَهُ المَفْقُودَة التِي صَنَعَها لنَا الإسْلَام.
بَارَك الله فِي طَرْحِك وفِكرِك وهذَا القَلم البنَّاء
نعم، بالأمس فشل معنا عسكرياً لأننا كنا أمة متمسكة بهويتها الإسلامية.. ولما جلس لويس مع نفسه في دار ابن لقمان
وضع المخطط طويل المدى الذي نفذته أجهزة الاستشراق على مدار القرون التي تلت الحروب الصليبية..
وملخصه أن الحرب المباشرة لن تفلح معنا ( أعني مع أجدادنا العظام طبعاً) لابد من إفساد هذه الأمة أولاً بحرفها عن دينها
من هنا تأتي الهزيمة.
وبدأ العمل على تفريغ هذه الأمة من الداخل حتى يسهل ملأ الفراغ فيما بعد بالأفكار الوافدة..
لابد من ذرع كيان غريب وعميل للغرب، كي يعمل على تفتيت هذا الجسد المتلاحم وتحويله إلى جزر منعزلة مشوهة
فكرياً وسلوكياً .. وهذه هي قصة الدولة الصهيونية التي تسمت زوراً باسم نبي الله إسرائيل.. وهذه وظيفتها .. ومن يظن
اننا سنشهد استقراراً ورقياً وهذه الدولة بين أظهرنا فهو واهم .. لكن كيف ننتزع هذا الخنجر المسموم؟ .. بالميوعة والتخنث؟!.. بقصات الشعر والسراويل الساقطة؟! .. أم بسواعد الرجال الذين وصفهم الله في كتابه (من المؤمنين رجال ... الآيات)..
الحديث ذو شجون ..
بورك فيكم وفي إضافتكم المهمة عن الأسرة وما أصابها .. فهي أصغر وحدة في المجتمع وهي أساسه..
ومعذرة على الإطالة..
عمرو مصطفى
07-29-2018, 10:20 AM
هكذا يريدوننا امة تحت وطاة العوز ولكن فاضلي ألا تلاحظ أنهم يسروا لنا احدث ما وصلوا الية " النت "
ولم يتأخروا علينا في تصديره الينا !!
لهم في ذلك مآرب نراها جميعا من تدمير القيم والاخلاق وازدياد الانحلال
حقا كما اشرت كاتبنا من خطورة الغزو الفكري ونزع هويتنا الاسلامية والشرقية
هي احدث طرق حروبهم التي انتصروا بها دون استنزاف لأرواحهم او اموالهم
فكلما كان الانسان العربي خاوي من المخزون الديني سهل تبعيته وتقليده لهم
نحتاج الى وقفة تتضافر بها جهود المجتمع من مؤسسات اعلامية وصحفية وتعليمية
بجانب توعية الاسرة والاهتمام بتنشئة ابنائها
ليتنا ننتبه قبل فوات الاوان
كل الشكر كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
وهذا الطرح المضيء .. دام هذا الغدق
\..:icon20:
هم يسروا لنا الدخول على الأنترت ولم يعطوه لنا .. فنحن هنا على أرضهم ونلعب أيضاً بقواعدهم هم .. لكنهم
لن يسمحوا لنا بامتلاك شبكة خاصة بنا إلا حينما تكون هناك نية ورغبة صادقة منا في التحرر من ربقتهم ..
وطبعاً كما ذكرت في ردك يا أختنا الفاضلة هم لم ييسروه لنا من باب الإخاء أو البر والإحسان .. معظم التقنيات الحديثة هي صناعات عسكرية بالأساس ومنها الأنترت .. ومازالت تؤدي للغرب خدمات عسكرية جليلة على الأرض بدون تكلفة، وما الربيع الهندي عنا ببعيد ..
والحل للخروج من هذا المضيق هو السهل الممتنع ..
إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ..
فلابد أن نرجع إلى ديننا حتى يرفع الله الذل عنا ونعود إلى سابق عهدنا .. ولابد من معرفة الدين المرجوع إليه أولاً..
وإلا عدنا إلى خرافات الفرقة الفلانية .. وترهات الطريقة العلانية .. لابد أن يكون الرجوع للدين الذي ارتضاه لنا ربنا
وأرسل به نبينا وعاش عليه أصحابه وحققوه فسادوا به الدنيا .. ولم تكن السيادة لهم هدف أو غاية ..
تقديري لتفاعلكم مع الموضوع أختنا الفاضلة ..
فيصل خليل
07-29-2018, 10:41 AM
مشكلتنا مع عدونا هي أنفسنا
رغم وجوده لما يقارب أل 200 عام أثناء الحروب الصليبية إلا إنه لم يستطع تغيير أي شيء من ذاتنا أو ديننا أو حياتنا .. وعندما إنهارت القلاع الداخلية ودفاعات النفس استطاع بكل سهولة ويسر أن يسيطر على عقولنا وحياتنا وثقافتنا ... بل ويوجهها كيفما شاء ..
لإصلاح ما حدث علينا ترميم قلاعنا الداخلية وتقوية دفاعات القلب والروح .. حتى نقدر على مقاومة غزوه الثقافي والفكري والإقتصادي
كما فعلت في العصر الحديث الصين وماليزيا وغيرهم ..
كل الشكر لك
وليد الفالح
07-29-2018, 11:03 AM
مقال من صلب مقام مؤسف
شكرا للفكر والقلم الجميل
تحيتي لك
عمرو مصطفى
07-29-2018, 02:17 PM
مشكلتنا مع عدونا هي أنفسنا
رغم وجوده لما يقارب أل 200 عام أثناء الحروب الصليبية إلا إنه لم يستطع تغيير أي شيء من ذاتنا أو ديننا أو حياتنا .. وعندما إنهارت القلاع الداخلية ودفاعات النفس استطاع بكل سهولة ويسر أن يسيطر على عقولنا وحياتنا وثقافتنا ... بل ويوجهها كيفما شاء ..
لإصلاح ما حدث علينا ترميم قلاعنا الداخلية وتقوية دفاعات القلب والروح .. حتى نقدر على مقاومة غزوه الثقافي والفكري والإقتصادي
كما فعلت في العصر الحديث الصين وماليزيا وغيرهم ..
كل الشكر لك
أحسنت أخي الكريم.. لا شك أن مشكلتنا مع عدونا مترتبة على مشكلتنا مع أنفسنا..
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. )
بوركتم..
عمرو مصطفى
07-29-2018, 02:31 PM
مقال من صلب مقام مؤسف
شكرا للفكر والقلم الجميل
تحيتي لك
بوركت أخي الفاضل ..
يوسف الأنصاري
07-30-2018, 06:44 AM
فكر ناضج أن نسعى للإستقلال ..
حقاً .. لكن لن نستقل فقط بالحقول والصناعة ..
لأن كل تلك الأمور لا تأتي سوا بالفكر .. !
نحن يا عزيزي لسنا مستعمرين فكرياً أو ثقافياً اطلاقاً ..
ان فكرنا اننا كذلك فسنكون .. وهذا غرضهم .. ؟
اسمح لي يا عزيزي .. لن أقول قلدناهم .. ليس تقليد كما يشك ويطعن دائماً ..
الخطأ أننا جعلناهم يفكرون عنا دائماً ..
لكن ربما قمنا بتبني بعض أساليب الحياة التي لديهم ..
ليس عيب أن ننبهر بما لديهم استحقاق كونهم متفوقين علينا تقريباً في كل شيء .. وهذا ليس ضعف أبداً ..
كل ما ينقصنا هو ان نتفوق عليهم .. لنحاول بناء ذلك .. كل ما نفعله التراخي ؟! وهذا عيبنا نحن ..
انا اقولها وبكل فخر .. لديهم كل ما احلم واطمح به ..
لديهم أسلوب حياة أتوق له ..
هذا لأنهم احترموا حياتهم .. الشيء الذي جعلهم يديرونها بشكل صحيح ..
بينما نحن لم نستطع ان نلتزم بأقل قانون يمنع القاء المخلفات في الشوارع لنحافظ على النظافة كمثال ..
ربما نفكر فجأة ؟! .. كيف يتغير الجيل القادم بين ليلة وضحاها ويستبدل ثقافته وفكره بفكر غربي دخيل ..
لأنه صدم بواقعية عدم احترام والتزام الأغلبية للنظام والقوانين والأخلاقيات التي تربى عليها .. ولم تصان الخصوصية والحقوق له ..
لا توجد مشكلة ابداً ان نلبس مثلهم ونأخذ الكثير من الأمور الرائعة التي لديهم بشرط أنلا تخالف قواعدنا الجوهرية ..
على سبيل المثال ( الفن القوطي ) أحد أروع أنواع الفن بالنسبة لي ..
باختصار الفن القوطي هو فن عمارة وزخرفة مثل الذي نراه في الكنائس أو مثل الرسومات التي يتم وشمها ..
برغم كونه فن سوداوي نوعاً ما ..
لكن اصله مشتق من فن العمارة الإسلامية الأندلسي ان لم اكن مخطأ ..
بالتطوير صنعوا لهم فناً آخر ..
نحن نملك فكر منغلق على كل الإحتمالات التي تنص بأن بعض الأمور والمسلمات التي لو نوقشت فيها لتم نبذنا ..
من الدين والدولة والفكر والعروبة والإنسانية .. إلى الجحود والجنون ..
قد تجد في الفيلم الأمريكي كل الفواحش ..
لكن غالباً عندما تعرض فكرة فانها لا تملك حدود فكل الأفكار قابلة للنقاش بكل الرؤى الممكنة ..
أوليست هذه الحرية التي دعى لها الإسلام ..
ختاماً ..
المشكلة أننا لا نملك ..
- فكرا واعياً مستقلاً .. ( بل يفرض علينا ) ..
- الإرادة التي تجعلنا ندرك امكانياتنا المهدرة .. ( لنعيش نكذب على أنفسنا بأننا صالحون ونحن لا نتسامح مع أحد ) ..
شكرا لموضوعك الشيق ..
ولفكر النير ..
ولحضورك العطر ..
كل تمنياتي لنا بالإرتقاء لحياة افضل ..
ولفكر منفتح بما يجب أن يصون الحق والحقيقة ..
عمرو مصطفى
07-30-2018, 03:21 PM
الأستاذ الفاضل / يوسف الانصاري
دعني أرحب بحضرتك أولا..
وثانياً دعني أرد على بعض ما ورد في مشاركتك ..
تقول :
فكر ناضج أن نسعى للإستقلال ..
حقاً .. لكن لن نستقل فقط بالحقول والصناعة ..
الرد :
أنا معك في هذا وذكري للصناعات كان على سبيل المثال لا على سبيل الحصر
ولا تنس أن موضوعي يناقش الغزو الثقافي الفكري ..
تقول :
نحن يا عزيزي لسنا مستعمرين فكرياً أو ثقافياً اطلاقاً ..
ان فكرنا اننا كذلك فسنكون .. وهذا غرضهم .. ؟
ردي سيكون : أنظر حولك فقط .. وقل لي ما هو الشيء النابع من الثقافة الإسلامية الأصيلة وما هو الشيء الدخيل عليها؟.. بداية من نظم الحكم نفسها مروراً بالقوانين حتى تصل إلى طريقة حياة الناس نفسها وسلوكياتهم مع بعضهم البعض ..
حدثني عن العولمة والنظام العالمي الجديد الذي صدعونا به على مدار العقود الماضية .. حدثني عن القرن الأمريكي ماذا يعني ؟ يا عزيزي حتى الشعوب الوثنية تستشعر خطر الغزو الفكري وتجابهه لتحافظ على هويتها الثقافية من الذوبان في الثقافات الدخيلة عليها ..
تقول :
اسمح لي يا عزيزي .. لن أقول قلدناهم .. ليس تقليد كما يشك ويطعن دائماً ..
الخطأ أننا جعلناهم يفكرون عنا دائماً ..
الرد :
وهذه العبارة تتناقض مع العبارة التي تليها مباشرة حيث تقول:
لكن ربما قمنا بتبني بعض أساليب الحياة التي لديهم ..
الرد :
وإن كان التبني حرام عندنا في الإسلام!! لكن أليس تبني بعض أساليب حياتهم نوع من التقليد لهم ؟..
تقول :
ليس عيب أن ننبهر بما لديهم استحقاق كونهم متفوقين علينا تقريباً في كل شيء .. وهذا ليس ضعف أبداً ..
الرد :
لا شك أن لديهم ما يبهرنا، لكن أن ننبهر بكل ما لديهم لمجرد أنه صدر عنهم، بصرف النظر هل يتفق هذا مع ثقافتنا أم لا، فهذه هي عقدة المنهزم دائماً مع عدوه .. ينتهي به الحال إلى الإعجاب بالمنتصر ومحاولة تقليده في كل شيء لمجرد أن يحاكيه ظاهرياً .. وبدلاً من أن نبحث على أسباب تفوقهم وانحدرانا، فنحن نرفع لهم الراية البيضاء ونسلمهم نواصينا يقودونها حيث شاءوا.. كما قلت أنت تركناهم يفكرون لنا .. حتى التفكير ..
تقول :
انا اقولها وبكل فخر .. لديهم كل ما احلم واطمح به ..
الرد :
هذا للأسف هو مربط الفرس وأصل العقدة التي تكلمنها عنها أنفاً .. هل هذا هو كل طموحك يا أخي الفاضل في الحياة ؟.. تطمح فيما لديهم من لعاعة الدنيا ؟
هم قوم عاشوا للدنيا بكل إخلاص فأعطاهم الله إياها وليس لهم في الأخرة من خلاق.. لأن الله حكم عدل .. لكن نحن مسلمون لنا هدف في الأرض وغاية أخروية. نمضي على قانون لو تخلفنا عنه سقطنا دين ودنيا .. وتقول : بكل فخر أن هذا هو ما تحلم وتطمح به وكأنك تطمح في جنة عرضها السماوات والأرض وليس بزخرف الحياة الدنيا ..
لكن للأسف هذه هي نتيجة طبيعية للغزو الفكري الذي نعانيه .. صار طموحنا في الأرض طموحاً دنيوياً كما يطمح الغرب .. والمسلم يبتغي فيما آتاه الله الدار الأخرة ولا ينس حظه من الدنيا ..
تقول :
لديهم أسلوب حياة أتوق له ..
الرد :
ما معنى أسلوب حياة ؟..
إن الله أخبرنا أنه خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا..
فهل حياة الغرب تسير على هذا النهج الرباني ؟.. يعني هل هم محسنون بالمعنى الشرعي الكامل ؟ لو كان فأنا أول المتبعين لهم.
وما رأيك في أسلوب حياة سلفك الصالحين ؟ هل هو نفس أسلوب الغرب اليوم .. ألم يصغ لنا ديننا أسلوب للحياة تتميز به شخصيتك الإسلامية عن سائر الأمم؟ إذن لماذا نبحث عن أسلوب للحياة عند الغرب أو الشرق ؟ لو كان الدين أهمل الحياة أو نهج نهجاً لا يتماشى معها فهذا قادح فيه .. فهو دين موات لا حظ فيه للحياة على حسب هذا الزعم.
لكن الأمر سينجلي حينما نضع النقاط على الحروف .. ماذا تقصد بأسلوب حياتهم ؟.. لأن الكلام جاء على إطلاقه .. فأنا أستعمل الأنترت الذي صنعوه وأركب السيارات التي اخترعوها ، وفي نفس الوقت أحارب الغزو الفكري ولا أتوق إلى حياتهم هكذا بعجرها وبجرها، ولا أجد أي تعارض. الفرق بين الاستفادة من علوم القوم ومخترعاتهم وبين التقليد والسقوط في هواهم، كالفرق بين الذي يركب أحدث سيارة عند القوم لمصلحة مرسلة شرعية أو دنيوية .. وبين الذي يركب نفس السيارة لمجرد التشبه بهم في الظاهر لأن هذا يشعره بالفخر والتفوق، فهو يتشبه بالسيد الأبيض الرائع والمتحضر .. وقس على هذا في سائر المباحات ..
ما علاقة النهضة الحضارية والتكنولوجية التي نطمح فيها مثلاً بقصات الشعر والثياب وطريقة الأكل والكلام؟
يعني هل كل ما سبق سيجعلك متقدماً تكنولوجياً؟
أنت ترى في طرقات المسلمين مسوخ شائهة في الزي والكلام والحركات.. ومع ذلك ما نزال في ذيل الأمم .. ومع كل ذلك مازلنا نطمح في أسلوب حياتهم..
ولن نصير مثلهم إلا إذا تجردنا من ديننا لأن هذا هو عنوان ثقافة القوم .. طالما أنك مسلم فستظل بينك وبينهم عقبات .. لأن الثقافة كما أسلفت تنبع من العقائد ..
تقول :
هذا لأنهم احترموا حياتهم .. الشيء الذي جعلهم يديرونها بشكل صحيح ..
بينما نحن لم نستطع ان نلتزم بأقل قانون يمنع القاء المخلفات في الشوارع لنحافظ على النظافة كمثال ..
الرد :
طبعاً مسألة احترام حياتهم هذه ليست على إطلاقها أيضاً فأنت تنظر للقوم من خلال
الأفلام التي يصدروها لنا عبر الأقمار والتي تظهر الجانب المضيء من القمر غالباً ..
لعلك لا تدرك حقيقة الحياة عند القوم فعلاً .. لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة.. والحقيقة أنهم كشعوب أيضاً يتم استغلالهم من فئات وعائلات بعينها تمتلك معظم الثروات لديهم.. وتتحكم في السياسات .. ولنضرب مثلاً باحترامهم الشديد لحياتهم.. هل سمعت عن تجارب الحكومة الأمريكية الطبية على مواطنيها على مدار عقود طويلة مضت والتي اعتذر عنها كلينتون في زمنه ؟ الحقيقة كانت تجارب غاية في الاحترام !!
وما رأيك في احترامهم لحياتنا نحن .. طبعاً رقيهم وتحضرهم معنا لم يترك شبراً من أراضي الإسلام إلا وفيه أثراً نفتخر به، ونتذكرهم عنده باكين متأثرين من لوعة الفراق ..
شيء محزن ومؤسف أن نجد من بيننا من يتشدق برقي وتحضر القوم وهناك دم أكثر من مليون ونصف طفل عراقي لم يبرد بعد .. هذا رقم في بلد .. بلد واحد مسلم قاموا باحترامه!!..
ثم نأتي لموضوع إلقاء المخلفات في الشوارع .. المشكلة هنا أن ديننا منذ ألف وأربعمائة عام علم الدنيا كلها النظافة ؟!..
لماذا لم نستوعب حقيقة مشكلتنا ؟.. ولماذا نهرب من الحل ؟ ولماذا نتصور الحل عندهم وهو نصب أعيننا ..
لن يرفع الله المذلة عنا باتباع أعدائه .. بل بالعودة إلى دينه ومنهج أنبيائه عليهم السلام .
تقول :
لا توجد مشكلة ابداً ان نلبس مثلهم ونأخذ الكثير من الأمور الرائعة التي لديهم بشرط أنلا تخالف قواعدنا الجوهرية ..
الرد :
بالنسبة للباس، فالقواعد المرعية التي تعلمناها من العلماء الذين استندوا إلى النصوص التي تحرم التشبه بغير المسلمين، أن الزي إذا كان أصله من عند غير المسلمين ثم شاع بينهم حتى إذا ارتداه المسلم لم يظن به أنه من غير المسلمين وليس فيه محرم من كشف عورة أو أن يكون من الحرير ألخ..) فهو مباح ..
وتحريم التشبه حكمته أن الهدي الظاهر مؤثر في الباطن بلا شك .. والمسلم له شخصيته المتفردة وهويته كذلك التي يحافظ عليها.. لذا كان اليهود في المدينة يتعجبون من مخالفة النبي لهم حتى في تغيير الشيب ..
ولو تأملت حكمة تحريم التشبه بغير المسلمين لانتهى الجدال في مسألة الغزو الفكري .
تقول :
على سبيل المثال ( الفن القوطي ) أحد أروع أنواع الفن بالنسبة لي ..
الرد :
و أنا أحب قراءة الأدب القوطي .. وهي تختلف عن العمارة القوطية وإن كانت مستمدة منها.. لكنني أبداً لن أصير قوطياً؛ لمجرد أنني قرأت قصة قوطية .. ولن أصير أمريكياً لأنني ركبت سيارة أمريكية .. لن أصير ولن أطمح.. وهكذا..
أعتقد أن هذا يضع الأمور في نصابها ويقرب المفاهيم بيننا أكثر..
تقول :
نحن نملك فكر منغلق على كل الإحتمالات التي تنص بأن بعض الأمور والمسلمات التي لو نوقشت فيها لتم نبذنا ..
من الدين والدولة والفكر والعروبة والإنسانية
الرد :
لاشك أن الانغلاق موجود عند البعض .. كذلك الانفتاح موجود عند الطرف الأخر على مصرعيه .. والحق دائماً وسط بين طرفي نقيض..
وبالنسبة للمسلمات إذا كنا نعترف أنها مسلمات فكيف سنسعى لمناقشتها وهي مسلمات؟! .. مناقشة المسلمات ينافي كونها مسلمة.. ومناقشة المسلمات العقائدية داخل نطاق أبناء الملة الواحدة منافية لحقيقة كونها مسلمة عقائدية مستقرة عندهم .. لكن إذا كنت تقصد أن هناك أمور اعتبرت مسلمات وهي ليست كذلك أو وقع فيها الخلاف فينبغي أن يكون هذا هو موطن النزاع..
هل هي من المسلمات أولاً أم لا؟.. فإذا لم تكن نبدأ ننظر في فحواها وهل تقبل أم لا ..
تقول :
لكن غالباً عندما تعرض فكرة فانها لا تملك حدود فكل الأفكار قابلة للنقاش بكل الرؤى الممكنة ..
أوليست هذه الحرية التي دعى لها الإسلام ..
الرد :
كلامك غير صحيح على إطلاقه .. (كل الأفكار قابلة للنقاش ) ما رأيك في مناقشة فكرة زواج المثليين؟
هل هي فكرة صالحة للمناقشة عندك ؟ ما رأيك في فكرة تقديس الفأر والبقرة .. فهذه أفكار وردت على عقول بشر ما أنزل الله بها من سلطان.. فهل هي قابلة للمناقشة والأخذ والرد عندك ؟
ما رأيك هل يجوز لمسلمين أن يتناقشا في صحة نظرية التطور وأن الإنسان تطور من القرد؟
طبعاً هذا لا علاقة له بالرد على كل ما سبق من أفكار باطلة قطعاً .. المناقشة شيء
والرد على الباطل وبيان جوانب بطلانه شيء أخر.. فالمناقشة والتباحث للأمور التي قد تقبل الصحة والخطأ أو التي لم يحسم أمرها في مجالها ..
فلا يمكن أن نجلس لنتناقش هل الثلاثة يمكن أن تكون أكبر من الواحد ؟.. وهل الشمس التي تسطع كل صباح حقيقة موجودة فعلاً أم لا.. لكن يمكن أن نرد على من يريد مناقشة ذلك فنقول له أذهب للطبيب النفسي للعلاج..
تقول :
المشكلة أننا لا نملك ..
- فكرا واعياً مستقلاً .. ( بل يفرض علينا ) ..
الرد:
فكراً واعياً ومستقلاً عن ماذا؟ مستقلاً عن التبعية للغرب ؟ أم مستقلاً عن ثوابتنا وتراثنا ؟ أم مستقلاً عن عقلية الخرافة والدجل والدخن التي تسللت إلى عقول أهل الإسلام بسبب البعد عن حقيقة الدين الصافي الذي جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ؟
أحسبك ستكون معي في الأولى والأخيرة إن شاء الله..
وختماماً أخي الكريم كانت مشاركتك طويلة لذا جاء ردي بحسبها، المهم أن نكون
جميعاً على كلمة سواء .. نفهم حقيقة مشكلتنا مع أنفسنا ومع أعدائنا .. وما هو واجبنا تجاه أنفسنا وتجاه ديننا .. وهي الأمانة التي خلقنا الله من أجل حملها.
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد وأن يهيدنا سبيل الرشاد .. والله الموعد والمستعان ..
يوسف الأنصاري
07-31-2018, 06:22 AM
الأستاذ الفاضل / يوسف الانصاري
دعني أرحب بحضرتك أولا..
وثانياً دعني أرد على بعض ما ورد في مشاركتك ..
تقول :
فكر ناضج أن نسعى للإستقلال ..
حقاً .. لكن لن نستقل فقط بالحقول والصناعة ..
الرد :
أنا معك في هذا وذكري للصناعات كان على سبيل المثال لا على سبيل الحصر
ولا تنس أن موضوعي يناقش الغزو الثقافي الفكري ..
تقول :
نحن يا عزيزي لسنا مستعمرين فكرياً أو ثقافياً اطلاقاً ..
ان فكرنا اننا كذلك فسنكون .. وهذا غرضهم .. ؟
ردي سيكون : أنظر حولك فقط .. وقل لي ما هو الشيء النابع من الثقافة الإسلامية الأصيلة وما هو الشيء الدخيل عليها؟.. بداية من نظم الحكم نفسها مروراً بالقوانين حتى تصل إلى طريقة حياة الناس نفسها وسلوكياتهم مع بعضهم البعض ..
حدثني عن العولمة والنظام العالمي الجديد الذي صدعونا به على مدار العقود الماضية .. حدثني عن القرن الأمريكي ماذا يعني ؟ يا عزيزي حتى الشعوب الوثنية تستشعر خطر الغزو الفكري وتجابهه لتحافظ على هويتها الثقافية من الذوبان في الثقافات الدخيلة عليها ..
تقول :
اسمح لي يا عزيزي .. لن أقول قلدناهم .. ليس تقليد كما يشك ويطعن دائماً ..
الخطأ أننا جعلناهم يفكرون عنا دائماً ..
الرد :
وهذه العبارة تتناقض مع العبارة التي تليها مباشرة حيث تقول:
لكن ربما قمنا بتبني بعض أساليب الحياة التي لديهم ..
الرد :
وإن كان التبني حرام عندنا في الإسلام!! لكن أليس تبني بعض أساليب حياتهم نوع من التقليد لهم ؟..
تقول :
ليس عيب أن ننبهر بما لديهم استحقاق كونهم متفوقين علينا تقريباً في كل شيء .. وهذا ليس ضعف أبداً ..
الرد :
لا شك أن لديهم ما يبهرنا، لكن أن ننبهر بكل ما لديهم لمجرد أنه صدر عنهم، بصرف النظر هل يتفق هذا مع ثقافتنا أم لا، فهذه هي عقدة المنهزم دائماً مع عدوه .. ينتهي به الحال إلى الإعجاب بالمنتصر ومحاولة تقليده في كل شيء لمجرد أن يحاكيه ظاهرياً .. وبدلاً من أن نبحث على أسباب تفوقهم وانحدرانا، فنحن نرفع لهم الراية البيضاء ونسلمهم نواصينا يقودونها حيث شاءوا.. كما قلت أنت تركناهم يفكرون لنا .. حتى التفكير ..
تقول :
انا اقولها وبكل فخر .. لديهم كل ما احلم واطمح به ..
الرد :
هذا للأسف هو مربط الفرس وأصل العقدة التي تكلمنها عنها أنفاً .. هل هذا هو كل طموحك يا أخي الفاضل في الحياة ؟.. تطمح فيما لديهم من لعاعة الدنيا ؟
هم قوم عاشوا للدنيا بكل إخلاص فأعطاهم الله إياها وليس لهم في الأخرة من خلاق.. لأن الله حكم عدل .. لكن نحن مسلمون لنا هدف في الأرض وغاية أخروية. نمضي على قانون لو تخلفنا عنه سقطنا دين ودنيا .. وتقول : بكل فخر أن هذا هو ما تحلم وتطمح به وكأنك تطمح في جنة عرضها السماوات والأرض وليس بزخرف الحياة الدنيا ..
لكن للأسف هذه هي نتيجة طبيعية للغزو الفكري الذي نعانيه .. صار طموحنا في الأرض طموحاً دنيوياً كما يطمح الغرب .. والمسلم يبتغي فيما آتاه الله الدار الأخرة ولا ينس حظه من الدنيا ..
تقول :
لديهم أسلوب حياة أتوق له ..
الرد :
ما معنى أسلوب حياة ؟..
إن الله أخبرنا أنه خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا..
فهل حياة الغرب تسير على هذا النهج الرباني ؟.. يعني هل هم محسنون بالمعنى الشرعي الكامل ؟ لو كان فأنا أول المتبعين لهم.
وما رأيك في أسلوب حياة سلفك الصالحين ؟ هل هو نفس أسلوب الغرب اليوم .. ألم يصغ لنا ديننا أسلوب للحياة تتميز به شخصيتك الإسلامية عن سائر الأمم؟ إذن لماذا نبحث عن أسلوب للحياة عند الغرب أو الشرق ؟ لو كان الدين أهمل الحياة أو نهج نهجاً لا يتماشى معها فهذا قادح فيه .. فهو دين موات لا حظ فيه للحياة على حسب هذا الزعم.
لكن الأمر سينجلي حينما نضع النقاط على الحروف .. ماذا تقصد بأسلوب حياتهم ؟.. لأن الكلام جاء على إطلاقه .. فأنا أستعمل الأنترت الذي صنعوه وأركب السيارات التي اخترعوها ، وفي نفس الوقت أحارب الغزو الفكري ولا أتوق إلى حياتهم هكذا بعجرها وبجرها، ولا أجد أي تعارض. الفرق بين الاستفادة من علوم القوم ومخترعاتهم وبين التقليد والسقوط في هواهم، كالفرق بين الذي يركب أحدث سيارة عند القوم لمصلحة مرسلة شرعية أو دنيوية .. وبين الذي يركب نفس السيارة لمجرد التشبه بهم في الظاهر لأن هذا يشعره بالفخر والتفوق، فهو يتشبه بالسيد الأبيض الرائع والمتحضر .. وقس على هذا في سائر المباحات ..
ما علاقة النهضة الحضارية والتكنولوجية التي نطمح فيها مثلاً بقصات الشعر والثياب وطريقة الأكل والكلام؟
يعني هل كل ما سبق سيجعلك متقدماً تكنولوجياً؟
أنت ترى في طرقات المسلمين مسوخ شائهة في الزي والكلام والحركات.. ومع ذلك ما نزال في ذيل الأمم .. ومع كل ذلك مازلنا نطمح في أسلوب حياتهم..
ولن نصير مثلهم إلا إذا تجردنا من ديننا لأن هذا هو عنوان ثقافة القوم .. طالما أنك مسلم فستظل بينك وبينهم عقبات .. لأن الثقافة كما أسلفت تنبع من العقائد ..
تقول :
هذا لأنهم احترموا حياتهم .. الشيء الذي جعلهم يديرونها بشكل صحيح ..
بينما نحن لم نستطع ان نلتزم بأقل قانون يمنع القاء المخلفات في الشوارع لنحافظ على النظافة كمثال ..
الرد :
طبعاً مسألة احترام حياتهم هذه ليست على إطلاقها أيضاً فأنت تنظر للقوم من خلال
الأفلام التي يصدروها لنا عبر الأقمار والتي تظهر الجانب المضيء من القمر غالباً ..
لعلك لا تدرك حقيقة الحياة عند القوم فعلاً .. لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة.. والحقيقة أنهم كشعوب أيضاً يتم استغلالهم من فئات وعائلات بعينها تمتلك معظم الثروات لديهم.. وتتحكم في السياسات .. ولنضرب مثلاً باحترامهم الشديد لحياتهم.. هل سمعت عن تجارب الحكومة الأمريكية الطبية على مواطنيها على مدار عقود طويلة مضت والتي اعتذر عنها كلينتون في زمنه ؟ الحقيقة كانت تجارب غاية في الاحترام !!
وما رأيك في احترامهم لحياتنا نحن .. طبعاً رقيهم وتحضرهم معنا لم يترك شبراً من أراضي الإسلام إلا وفيه أثراً نفتخر به، ونتذكرهم عنده باكين متأثرين من لوعة الفراق ..
شيء محزن ومؤسف أن نجد من بيننا من يتشدق برقي وتحضر القوم وهناك دم أكثر من مليون ونصف طفل عراقي لم يبرد بعد .. هذا رقم في بلد .. بلد واحد مسلم قاموا باحترامه!!..
ثم نأتي لموضوع إلقاء المخلفات في الشوارع .. المشكلة هنا أن ديننا منذ ألف وأربعمائة عام علم الدنيا كلها النظافة ؟!..
لماذا لم نستوعب حقيقة مشكلتنا ؟.. ولماذا نهرب من الحل ؟ ولماذا نتصور الحل عندهم وهو نصب أعيننا ..
لن يرفع الله المذلة عنا باتباع أعدائه .. بل بالعودة إلى دينه ومنهج أنبيائه عليهم السلام .
تقول :
لا توجد مشكلة ابداً ان نلبس مثلهم ونأخذ الكثير من الأمور الرائعة التي لديهم بشرط أنلا تخالف قواعدنا الجوهرية ..
الرد :
بالنسبة للباس، فالقواعد المرعية التي تعلمناها من العلماء الذين استندوا إلى النصوص التي تحرم التشبه بغير المسلمين، أن الزي إذا كان أصله من عند غير المسلمين ثم شاع بينهم حتى إذا ارتداه المسلم لم يظن به أنه من غير المسلمين وليس فيه محرم من كشف عورة أو أن يكون من الحرير ألخ..) فهو مباح ..
وتحريم التشبه حكمته أن الهدي الظاهر مؤثر في الباطن بلا شك .. والمسلم له شخصيته المتفردة وهويته كذلك التي يحافظ عليها.. لذا كان اليهود في المدينة يتعجبون من مخالفة النبي لهم حتى في تغيير الشيب ..
ولو تأملت حكمة تحريم التشبه بغير المسلمين لانتهى الجدال في مسألة الغزو الفكري .
تقول :
على سبيل المثال ( الفن القوطي ) أحد أروع أنواع الفن بالنسبة لي ..
الرد :
و أنا أحب قراءة الأدب القوطي .. وهي تختلف عن العمارة القوطية وإن كانت مستمدة منها.. لكنني أبداً لن أصير قوطياً؛ لمجرد أنني قرأت قصة قوطية .. ولن أصير أمريكياً لأنني ركبت سيارة أمريكية .. لن أصير ولن أطمح.. وهكذا..
أعتقد أن هذا يضع الأمور في نصابها ويقرب المفاهيم بيننا أكثر..
تقول :
نحن نملك فكر منغلق على كل الإحتمالات التي تنص بأن بعض الأمور والمسلمات التي لو نوقشت فيها لتم نبذنا ..
من الدين والدولة والفكر والعروبة والإنسانية
الرد :
لاشك أن الانغلاق موجود عند البعض .. كذلك الانفتاح موجود عند الطرف الأخر على مصرعيه .. والحق دائماً وسط بين طرفي نقيض..
وبالنسبة للمسلمات إذا كنا نعترف أنها مسلمات فكيف سنسعى لمناقشتها وهي مسلمات؟! .. مناقشة المسلمات ينافي كونها مسلمة.. ومناقشة المسلمات العقائدية داخل نطاق أبناء الملة الواحدة منافية لحقيقة كونها مسلمة عقائدية مستقرة عندهم .. لكن إذا كنت تقصد أن هناك أمور اعتبرت مسلمات وهي ليست كذلك أو وقع فيها الخلاف فينبغي أن يكون هذا هو موطن النزاع..
هل هي من المسلمات أولاً أم لا؟.. فإذا لم تكن نبدأ ننظر في فحواها وهل تقبل أم لا ..
تقول :
لكن غالباً عندما تعرض فكرة فانها لا تملك حدود فكل الأفكار قابلة للنقاش بكل الرؤى الممكنة ..
أوليست هذه الحرية التي دعى لها الإسلام ..
الرد :
كلامك غير صحيح على إطلاقه .. (كل الأفكار قابلة للنقاش ) ما رأيك في مناقشة فكرة زواج المثليين؟
هل هي فكرة صالحة للمناقشة عندك ؟ ما رأيك في فكرة تقديس الفأر والبقرة .. فهذه أفكار وردت على عقول بشر ما أنزل الله بها من سلطان.. فهل هي قابلة للمناقشة والأخذ والرد عندك ؟
ما رأيك هل يجوز لمسلمين أن يتناقشا في صحة نظرية التطور وأن الإنسان تطور من القرد؟
طبعاً هذا لا علاقة له بالرد على كل ما سبق من أفكار باطلة قطعاً .. المناقشة شيء
والرد على الباطل وبيان جوانب بطلانه شيء أخر.. فالمناقشة والتباحث للأمور التي قد تقبل الصحة والخطأ أو التي لم يحسم أمرها في مجالها ..
فلا يمكن أن نجلس لنتناقش هل الثلاثة يمكن أن تكون أكبر من الواحد ؟.. وهل الشمس التي تسطع كل صباح حقيقة موجودة فعلاً أم لا.. لكن يمكن أن نرد على من يريد مناقشة ذلك فنقول له أذهب للطبيب النفسي للعلاج..
تقول :
المشكلة أننا لا نملك ..
- فكرا واعياً مستقلاً .. ( بل يفرض علينا ) ..
الرد:
فكراً واعياً ومستقلاً عن ماذا؟ مستقلاً عن التبعية للغرب ؟ أم مستقلاً عن ثوابتنا وتراثنا ؟ أم مستقلاً عن عقلية الخرافة والدجل والدخن التي تسللت إلى عقول أهل الإسلام بسبب البعد عن حقيقة الدين الصافي الذي جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ؟
أحسبك ستكون معي في الأولى والأخيرة إن شاء الله..
وختماماً أخي الكريم كانت مشاركتك طويلة لذا جاء ردي بحسبها، المهم أن نكون
جميعاً على كلمة سواء .. نفهم حقيقة مشكلتنا مع أنفسنا ومع أعدائنا .. وما هو واجبنا تجاه أنفسنا وتجاه ديننا .. وهي الأمانة التي خلقنا الله من أجل حملها.
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد وأن يهيدنا سبيل الرشاد .. والله الموعد والمستعان ..
ترحيبك دافئ ووجودك عاطر ..
واشكر لك اهتمامك وحرصك ..
بدوري اسمح لي أن اوضح بعض الأمور التي ربما لم اجد توضيحها في أول رد واعذرني على ذلك ..
_
ردي سيكون : أنظر حولك فقط .. وقل لي ما هو الشيء النابع من الثقافة الإسلامية الأصيلة وما هو الشيء الدخيل عليها؟.. بداية من نظم الحكم نفسها مروراً بالقوانين حتى تصل إلى طريقة حياة الناس نفسها وسلوكياتهم مع بعضهم البعض ..
حدثني عن العولمة والنظام العالمي الجديد الذي صدعونا به على مدار العقود الماضية .. حدثني عن القرن الأمريكي ماذا يعني ؟ يا عزيزي حتى الشعوب الوثنية تستشعر خطر الغزو الفكري وتجابهه لتحافظ على هويتها الثقافية من الذوبان في الثقافات الدخيلة عليها ..
( لا أنكر أن العدو يحاول وبالفعل فرض العديد من أساليب الغزو الفكري والثقافي ..
أولاً : ذكرت في ردك الشيء أو الأثر النابع من الثقافة الإسلامية الأصيلة وماهو الدخيلة عليها ، مفهوم وجود ثقافة إسلامية هو مفهو خطأ ويعتبر مفهوم دخيل بحد ذاته .. فنحن كمسلمون ليس لدين ثقافة إسلامية ، الإسلام منهاج وتشريع .
ثانياً : بالنسبة لنظم الحكم والقوانين الوضعية أو قوانين التشريع الدولي بالنسبة للدور الإسلامية من المفترض فعلا أن تخض أولا وأخيرا للتشريع الإسلامي لا انكر ذلك ، لكن هذا ليس بيدي ولا بيدك بصورة مباشرة ، وديننا أمرنا التغير على مستوى المقدرة لذلك هذا ليس من الغزو إن جاز لي اعتباره كذلك للسبب المذكور .
ثالثاً : اما عن تعاملات وحياة الناس نفسها وسلوكياتهم مع بعضهم البعض ، بالطبع الوضع مزري لحد لا يغتفر ، لكن لا نعلق هذا على شماعة الغزو أبداً ، بقدر ما نعلقه على عدم تمسكنا بتلك القيم والأخلاق قبل هذا ، وانا على معرفة ولك الحق في قول بان هدم تلك لقيم ، ربما هو الهدف الأول للغزو ، لكن تقبلنا لهذا الغزو وانجرافنا معه هو نتيجة لهجرنا لتلك القيم والأخلاقيات .
رابعاً : العولمة بالنسبة لي ( كرأي فردي لا يمثل أحد سواي ) شيء رائع ومذهل ويدل على مدى انصهار الحضارات مع بعضها ، انظر لليابان كمثال ، برغم اني لا ستشهد بهم لأن كل اخلاقياتهم حميدة ، لكنهم مازوال متمسكين باحترام الكبير والزوجة تقدس زوجة في الأرض وربها في السماء ، والإنحناء والأدب في الخطاب .. إلخ مع ذلك انصهروا في العولمة وفرضوا انفسهم على العالم ونحن كمسلمين أولى بتلك المعايير منهم ( حتى تفهم قولي بوضوح لا اقصد ان نقلدهم في الإنحاء والعادات ، اقصد اننا يجب علينا أن نتمسك بالجيد من عادتنا وثقافتنا مع اضافة الجيد من ثقافات العالم ) لنكون حققنا توازن وتناغم جميل ، لذلك انا لا اؤمن ابداً بأن الفرد يجب عليه أن يحافظ على هويته الرمزية لا العقائدية طبعاً .. لست ملزم بزي رسمي اخرق يمثلي كفرد ينتمي لهذه الفئة مثلاً .. للإنصاف ايضاً لست ملزم بالإنجراف وراء صيحاء الموضى والعولمة لأثبت انفتاحي ، لكني احترم الشخص الذي يتمسك ببعده وشخصيته دون ان تتعارض مع قيمه حتى لو كانت تميل إلى فكر أو ثقافة أخرى .
__
الرد :
وهذه العبارة تتناقض مع العبارة التي تليها مباشرة حيث تقول:
لكن ربما قمنا بتبني بعض أساليب الحياة التي لديهم ..
الرد :
وإن كان التبني حرام عندنا في الإسلام!! لكن أليس تبني بعض أساليب حياتهم نوع من التقليد لهم ؟..
وضحت لك في خضم الحديث ..
من المؤسف أنك اخذت التبني بمعنى لفظي مجرد دون المعنى الإيحائي ..
ذكرت لك مثل بالفن القوطي هذا هو المقصد بالتبني وليس التقليد
لا حاجة للشرح اكثر ..
لأن الغرض تطوير فكرة جيدة سابقة والتحسين عليها وهذا ما عليه البشرية منذ الأزل ..
لكن المشكلة اننا نخلط بين الأمرين ..
لذلك لا يوجد تناقض في الحديث ..
__
لا شك أن لديهم ما يبهرنا، لكن أن ننبهر بكل ما لديهم لمجرد أنه صدر عنهم، بصرف النظر هل يتفق هذا مع ثقافتنا أم لا، فهذه هي عقدة المنهزم دائماً مع عدوه .. ينتهي به الحال إلى الإعجاب بالمنتصر ومحاولة تقليده في كل شيء لمجرد أن يحاكيه ظاهرياً .. وبدلاً من أن نبحث على أسباب تفوقهم وانحدرانا، فنحن نرفع لهم الراية البيضاء ونسلمهم نواصينا يقودونها حيث شاءوا.. كما قلت أنت تركناهم يفكرون لنا .. حتى التفكير ..
مرة أخرى تقول حديث دون ان تتعمق فيه .
لم أقل ابداً لمجرد ان صدر عنهم ..
بل قلت لأنهم متفوقين فيه ..
اذا وجدت شخصاً ما يطهوا الطعام بطريقة مبهرة ..
سأحب أن أكل ذلك الطعام طبعاً ..
وسأشيد بطبخه حتى لو كان عدوي .
هذا المقصد ..
فانا مع الشخص المتفاني في عمله والمتفوق والمخلص في أدائه بغض الطرف عن كونه عدو أو صديق .
فالحق يقال ولو كان صغيراً ولعدوك ..
__
هذا للأسف هو مربط الفرس وأصل العقدة التي تكلمنها عنها أنفاً .. هل هذا هو كل طموحك يا أخي الفاضل في الحياة ؟.. تطمح فيما لديهم من لعاعة الدنيا ؟
هم قوم عاشوا للدنيا بكل إخلاص فأعطاهم الله إياها وليس لهم في الأخرة من خلاق.. لأن الله حكم عدل .. لكن نحن مسلمون لنا هدف في الأرض وغاية أخروية. نمضي على قانون لو تخلفنا عنه سقطنا دين ودنيا .. وتقول : بكل فخر أن هذا هو ما تحلم وتطمح به وكأنك تطمح في جنة عرضها السماوات والأرض وليس بزخرف الحياة الدنيا ..
لكن للأسف هذه هي نتيجة طبيعية للغزو الفكري الذي نعانيه .. صار طموحنا في الأرض طموحاً دنيوياً كما يطمح الغرب .. والمسلم يبتغي فيما آتاه الله الدار الأخرة ولا ينس حظه من الدنيا ..
___
كلامك في محله اذا كان هذا هو الحال ..
انظر للعهد الذهبي للمسلمين ، أوليس الله أمرنا أن نعمر الأرض .. والإدارة الجيدة تساعدنا على ذلك ..
انظر في غيابها انعدام الأمن والإنفلات الأخلاقي .. والقمع والسجون ..
ولا حاجة لذكر المزيد .. ليس الغرض متعة الدنيا ، الغرض حياة منظمة كريمة ..
وكلنا نعرف بأن اغلب هذه الحياة حالياً في بلاد الكفر ..
لنه طبقوا تلك التعاليم ...
__
..
.
فهل حياة الغرب تسير على هذا النهج الرباني ؟
..
..
طبعاً مسألة احترام حياتهم هذه ليست على إطلاقها أيضاً فأنت تنظر للقوم من خلال
لم اتطرق للموضوع من هذه الزاوية ، فلقد ذهبت بعيداً هنا ..
سأكتفي واوضح لك بان قصدت باسلوب حياة : تنظيم وادارة الحياة كما ذكرت بالأعلى ..
..
..
المشكلة انك تاخذ كل كلمة قلتها وتقيدها بتفكير ضمن ايطار واحد ..
يا اخي انا لا اقارن حياتهم الدينية بتعاليم ديننا الحنيف ..
اقارن حياتهم العملية ومافيها من تطوير لو اخذنها واضفها له تعاليم ديننا لأصبحنا افضل ..
اذا اردت ان تتكلم هكذا ..
ف( القميص والبنطال والكرفاته ) لبس كفار .. ليش بنقلدهم ؟!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
__
كلامك غير صحيح على إطلاقه .. (كل الأفكار قابلة للنقاش ) ما رأيك في مناقشة فكرة زواج المثليين؟
اختلف معاك كلياً ..
ما رأيك في فتى شابا يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يسمح له بالزنا أمام جمع من كبار الصحابة رضي الله عنهم ؟!
هل عنفه .. ورمى في وجهه الدليل التحريمي من القرآن والسنة ..
سواء كان يعرفه الشاب أم لا ؟!
بل حاوره لم يذكر ابداً للشاب بأنه محرم برغم صراحة الشاب بالعبارة بكل جراة ..
بل حاوره وناقشه وأقنعه وهذا هو الدين ؟
كل الأفكار قابلة للنقاش والتصريح في حدود الأدب والإحترام حتى لو كانت افكار مثل المثلية وغيرها ؟!
بالنسبة لك هل فكرت لماذا نشأت المثلية الجنسية ؟!
هل يجب مثلا ان نقول بعرض فيلم او برنامج حواري يعرض كل جوانب المثلية ؟
أم انه لمجرد الحديث فيها أو التفكير بها شيء مخزي ويجلب العار ، لنتجاهل حقيقة وجودها ؟!
أم انك لا تقبل مجرد النقاش فيها لأنها عمل شنيع ومقزز ومحرم ؟!
__
فكراً واعياً ومستقلاً عن .. القوانين المفروضة من الدولة .. من المدرسة .. المنزل .. صاحب السلطة ..
الأمور التي لا نملك تغيرها بشكل مباشر وكبير ..
بالطبع لو لم يكن موضوعك مهم وحساس لما كنت اضعت من وقتك الكثير ، لذى اسف على الإطالة ..
فشخص مثلك اتمنى من الله العلي القدير ان يبارك في فكرك النير ويسدد خطاك للحق دوماً ..
موفق ..
عمرو مصطفى
07-31-2018, 10:41 AM
بورك فيكم أستاذ يوسف الأنصاري وفي أدبكم الجم..
من خلال مراجعة سريعة لردك (مع صعوبة الخط) وجدت أن موطن النزاع هنا هو عزلك للثقافة عن الدين .. لذا أنكرت أن تكون هناك ثقافة إسلامية أصلاً .. لان الثقافة عندك شيء والدين والعقائد شيئ أخر .. لذا لزم أولاً أن نحرر هذا الموطن .. مع أنك بعدها تذكر أن علينا أن نتمسك بثقافتنا حينما قلت : (اقصد اننا يجب علينا أن نتمسك بالجيد من عادتنا وثقافتنا مع اضافة الجيد من ثقافات العالم) فإذا لم تكن الثقافة التي تدعونا للتمسك بها هي ثقافة أهل الإسلام فماذا تكون ؟ كلامك الأخير يعني أن لكل قوم ثقافة والعالم ثقافات فإلى ماذا تنتسب ثقافتنا نحن؟
الامر مداره كما ذكرت أنك تعزل الثقافة عن الدين .. والثقافة لأي قوم لابد أن ترتكز على عقائدهم ..
عمرو مصطفى
08-01-2018, 10:53 AM
هل ناقش الرسول صلى الله عليه وسلم حرمة الزنا؟!
يقول أخونا الفاضل يوسف الأنصاري، في معرض رده على قولي : أن مناقشة الأفكار كلها ليست بإطلاق. وحينما ذكرت له نموذج (زواج المثليين ) كان رده بحديث الشاب الذي جاء للنبي عليه السلام، يريد أن يرخص له في الزنا، وقد كان تعليق الأخ الكريم على الحديث كالتالي :
(هل عنفه .. ورمى في وجهه الدليل التحريمي من القرآن والسنة ..
سواء كان يعرفه الشاب أم لا ؟!
بل حاوره لم يذكر ابداً للشاب بأنه محرم برغم صراحة الشاب بالعبارة بكل جراة ..
بل حاوره وناقشه وأقنعه وهذا هو الدين ؟)
وقد أخطأ أخونا الفاضل في استدلاله هذا من وجوه..
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يناقش الفتى في حرمة الزنا بل في مغبته ..
(هل ترضاه لأمك .. لأختك .. لعمتك ... )والفرق بينهما واضح.. فالفتى لم يأت وهو يعتقد حل الزنا أصلاً، بل جاء وهو يعلم حرمته، بدليل أنه أراد من الرسول وهو المشرع أن يرخص له فيه .. وهذا يدل على استقرار الحكم قطعاً عنده .. لذا ذهب للنبي أولاً ولو لم يكن يعرف الحرمة لذهب ليزني مباشرة وما بحث عن رخصة وإذن من النبي..
كالمرأة التي زنت على عهد عمر وهي حديثة عهد بالإسلام لا تدري أنه حرم الزنا
فلم يقم عليها عمر الحد لجهلها ..
وهل هذه الصورة يمكن أن يقاس عليها بعد وفاة الرسول عليه السلام وانتهاء التشريع، وقد صار الزنا من المعلوم بالدين بالضرورة بلا استثناءات؟.. هل يجوز اليوم أن يذهب شاب بعد وفاة الرسول عليه السلام لمفتى ما، ويقول له : إئذن لي في الزنا، وقد تم الدين وانقطع الوحي ..
ما فعله الرسول مع الفتى هو تماماً ما نقوم به اليوم مع مدمني الخمر والمخدرات
فنذكرهم بالله وبمغبة هذه الكبائر في الدنيا والأخرة ، لكن هل يجوز مناقشة حرمة
الزنا والخمر وعقوق الوالدين بين المسلمين، وهي من المعلوم بالدين بالضرورة.. الفرق واضح يا أخي الفاضل واستدلالك بعيد..
ولو كنت عدت لكلامي عن مناقشة الأفكار لفهمت قصدى هذا حينما ذكرت لك فكرة زواج المثليين.. المناقشة هنا لو كانت بمعنى بحث حلها وجوازها شرعاً وإمكانية التطبيق أم لا فهل هذا يعقل بين المسلمين ؟.. لكن بلا شك يحتاج الأمر لكلام في التوعية ومعرفة مغبة هذه الأمور دنيا وأخرة حتى ينصرف عنها من وقع في حبائلها ..
فهذا من باب التذكير الذي أمرنا به ، ولا شك أن هناك أمور تحتاج لطيب الكلام وتليينه، وهناك أمور تحتاج للشدة، وقد صدر من الرسول هذا وتلك، بحسب حال الشخص وما يصلحه .. وبحسب حال معصيته ..
فقد سمع رجل يخطب فيقول : ما شاء الله وشئت فرد عليه : بئس خطيب القوم أنت أجعلتني لله ندا .. وكان هناك صحابي يشرب الخمر ويؤتى به كثيراً ليقام عليه الحد
ولما زجره أحد الصحابة نهاه النبي وقال له أنه يحب الله ورسوله .. وقال عن الخوارج الذين يقرأون القرآن ويصلون : كلاب النار .. شر قتلى تحت أديم السماء..
فليست الأمور على إطلاقها .. ولكل مقام مقال ..
يوسف الأنصاري
08-02-2018, 03:11 AM
بورك فيكم أستاذ يوسف الأنصاري وفي أدبكم الجم..
من خلال مراجعة سريعة لردك (مع صعوبة الخط) وجدت أن موطن النزاع هنا هو عزلك للثقافة عن الدين .. لذا أنكرت أن تكون هناك ثقافة إسلامية أصلاً .. لان الثقافة عندك شيء والدين والعقائد شيئ أخر .. لذا لزم أولاً أن نحرر هذا الموطن .. مع أنك بعدها تذكر أن علينا أن نتمسك بثقافتنا حينما قلت : (اقصد اننا يجب علينا أن نتمسك بالجيد من عادتنا وثقافتنا مع اضافة الجيد من ثقافات العالم) فإذا لم تكن الثقافة التي تدعونا للتمسك بها هي ثقافة أهل الإسلام فماذا تكون ؟ كلامك الأخير يعني أن لكل قوم ثقافة والعالم ثقافات فإلى ماذا تنتسب ثقافتنا نحن؟
الامر مداره كما ذكرت أنك تعزل الثقافة عن الدين .. والثقافة لأي قوم لابد أن ترتكز على عقائدهم ..
هو ليس نزاع بل هي توضيح وجهات نظر ..
واحب ان اشكرك على الحوار الرائع ، والذي اود ان اكمله معك واستفيد منك بشكل اكبر ..
لكن ليس هنا والآن ..
شكرا لك ..
عمرو مصطفى
08-04-2018, 09:34 AM
هو ليس نزاع بل هي توضيح وجهات نظر ..
واحب ان اشكرك على الحوار الرائع ، والذي اود ان اكمله معك واستفيد منك بشكل اكبر ..
لكن ليس هنا والآن ..
شكرا لك ..
وأنا سعدت بالحوار معك لصبركم وأدبكم الجم .. ولأهمية الحوار كذلك ..
تقديري لك أخي الكريم ..
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,