تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكايات من سِفر الصباح


عبدالرحمن عبدالله
09-19-2018, 05:35 PM
استفتح النادل الأنيق مقهاه في صباحٍ شمسه
باردة ونسيمه عطر
اخرج الطاولات ورتبها كما لو كان يزين فازة وردٍ
النادل النديم يعرفني جيدًا قال مكانك المعتاد جاهز
لا اليوم ياصديقي حلم سأغير مكاني وأحرص أن تأتيني بجريدة
ألن تقرأ كتاب وتراقص أناملك أزرار الحاسب الدفتري خاصتك
بسمة حمراء طبعت على شفاهي قبلة الفرح نظرت إليه فهز رأسه قائلاً كما تشاء
لي موعدٌ أيها النادل مع قصيدة رددت حمامتها على مسامعي ليلة أمس أنها جديدة
فقلت سأقرؤها قبل أن يتنفس الفجر ويفلق الظلام
جلستُ هذه المرة في الساحة الخارجية مبتعدًا عن أحاديث
الزبائن وضجيج دخولهم وخروجهم
أريد هذا الصباح الاستثنائي مصالحة الحياة والاتحاد مع الطبيعة درويشٌ الحب أنا في هذا الوقت
وضعت هاتفي النقال على الطوالة أرتديت سماعتي
سمفونية كلاسيكية ل باخ شدت في أذني منتظرًا لحظة الوعد
احضر النادل الأنيق فنجان القهوة وقطعة حلوى وجريدة
على وجهها تلالأت عيونكِ الرائقة
كنت ممعنًا النظر في صورتكِ المختلفة فرجحت الظن بأنكِ قد بعثتي بها مع قصيدتكِ
تقاسيم وجهكِ أكثر توردًا وشفتيك حبتا كرز فهل اخترتِ قلم شفاهٍ مغاير هذه المرة إمعانًا في فتنة الفتة
شعركِ أيضًا اختلف .. أي صبغةٍ نارية ومجنونة
غسلتي بها خيوط الحرير تلك
لي موعد هذا الصباح مع قصيدتكِ فدعيني لا تقدي أزرار الرغبة اللتي تعرفيها دعيني مع الشعر



" حكايات من سِفر الصباح"
الشمس الوليدة
معول الفلاح في الحقول
ضحكةً للبذور
وأغنية العصافير الهابطة
على سعف عرجون
رفيقة الفتاة الصغيرة
في درب السهول
الشمس الوليدة
حلم الفتاة المراهقة
وردةٌ في مفرق شعرها
قلادةٌ تحرسها من الغيوم
والمطر
صوت الحبيب
في الأثير
الشمس الوليدة
الأم التي تناغي الكائنات
وتمنحهم الدفء والسرور
كأس الضوء في يدي
حليبٌ حلو المذاق
كأس الضوء شهقة الأثنى
وملحمة العاشقة
صورتك بين نهدي البياض
أيها الحبيب النازل سلالم الليل
مزينًا أهدابي بكحل الضوء
موعدي المفتون بك من الإشراق
حتى الغروب
الشمس الوليدة
عرافة المرأة الغجرية
طالعها المرسوم على لوح
القدر
أهيف الشعور
أتذكر
حين لامست يدك يدي
سرت في عروقها
شفيف النور
أتذكر
حكايا مقهانا في فناجين الشعر
ما جاء في صحف حبنا
قلتَ أني في سمائك
وحي النجوم
قلتُ أنك القصيدة الطويلة
حتى آخر السطور
إذا ما اختلينا في ساحات
البكور
وليس من أفول
حملت قلبك في حقيبة يدي
فاحتضنتك العطور"

أغلقت الجريدة .. نهضت إلى شأني مسرور القلب

سيرين
09-19-2018, 06:31 PM
الصباح ملهم لكل جمال
وحين يكون مدعوما برائحة القهوة اكتملت انشودة اشراق الكون
مصافحة أولى تشيء بقلم طاغي الالق
سنكون دوما في انتظار جديده
اهلا عظيمة الترحاب بك في ابعادك سليل الضوء \ عبدالرحمن عبدالله
ود وياسمين


\..:34:

عبدالرحمن عبدالله
09-20-2018, 01:31 PM
سيرين
المرأة الوسيقية الصوت

شرف لهذا النص أن ختم بتوقيعك

حفظك الله ورعاك

رشا عرابي
09-20-2018, 11:23 PM
حقوق النّغم محفوظة في حنجرة الصباح
وباقات الضوء تترك بصمتها على ياقاتِ الإنصات
التفرّد الشعري المرهون بالنثر جعل من النص كـ كل حكاية سردٍ سيمفونية الرّتم

بداية تبشّر بالكثير والكثير
أهلاً بالضوء وأهلاً مدد بقامة الشعر المنثور

نادرة عبدالحي
09-21-2018, 12:24 AM
الكاتب عبد الرحمن عبدالله أهلا بك يا صاحب الإلهام النبيل في أبعاد وطن الادب الذي لا يُمل منه .

جميلا أن يرزم الإنسان بين حقائبة صفحات من الأدب الجميل ويتناولها زاده لسفره ,

فالحكايات الأتية من سِفر الصباح لها إبداعها الخاص بها فتراها تُبشر بقدوم الخير والطمأنينة.

سلم الفكر النير كاتبنا الفاضل

ننتظر القادم بشوق .

عَلاَمَ
09-21-2018, 02:05 AM
نص رائع
شكرا لنثره هنا

يوسف الأنصاري
09-21-2018, 08:31 AM
أسطورة رتيبة لسرد صباح وقهوة وحب ..
هي الكثير من النصوص على قافلة التكرار ..

لكن ما لمسته بين أبيات الشعر ..
كان صفعة شعور قوية ..
لاحقت احاسيسي لاسيما وانا اقرأ النص في صباح جميل ..
وصوت العصفور يغرد بألحان القصيدة ..

لأتسائل .. ؟!
هل هذه قصة أو نثر أو شعر ..

الإجابة اكبر من كل ذلك ..
الإجابة ..
هي الحب ..


بشارة كاتب ..
ورؤية قلم ..
نتلفه لهما ..

موفق

سلسبيل
09-21-2018, 11:32 AM
جميل جدا ومتميز
أهلا بك

عبدالرحمن عبدالله
09-21-2018, 02:51 PM
رشا
هل غنتي ؟

لأني سمعتُ النص لحنًا فتمايلت مثل قمحة عانقت الشمس

الله يحفظك ويرعاك

عبدالرحمن عبدالله
09-24-2018, 12:28 PM
سفيرة الوجدانيات
النادية
وأي طمأنية وأي خير جاءت بها
تلك الوردة التي قومت حرفي
علمتني القصيدة ولعق أصابع القافية

حفظكِ الله ورعاك

عبدالرحمن عبدالله
09-24-2018, 12:31 PM
أستاذي يوسف الأنصاري

الحب حين يغمرنا بأشياءه الجميلة
يقتلنا وتسري أرواحنا قصائد
كذا قال الحكيم المستبصر مراتب البحور

أستاذي عظيم أنت وعظيم ردك في نفسي

حفظ الله ورعاك

زكريا عليو
09-25-2018, 12:32 AM
الصباح سجل الشمس
يدون خلجات النهار
حياة تتجدد فيها شذا الورود
خطوة مسرعة لمنتهاها
ﻻ تنتظر من غافله النوم
… .. بوح غاية الدقة ، ينم عن محبرة يضج الجمال بها ،
وريشة تمتلك خبرة مزج الوان الحروف ، لترسم لوحة ادبية
بأبهى إطلالة
بوركت شاعرنا السامق

عبدالرحمن عبدالله
09-27-2018, 06:43 PM
نص رائع
شكرا لنثره هنا


الأستاذة علام
سعيدٌ أن راق لعينيكِ ماجاء من الصباح

حفظكِ الله ورعاك

عبدالرحمن عبدالله
09-29-2018, 04:25 PM
جميل جدا ومتميز
أهلا بك



الأجمل قراءتك

دمتِ بحفظ الرحمن

عبدالرحمن عبدالله
09-29-2018, 04:46 PM
الصباح سجل الشمس
يدون خلجات النهار
حياة تتجدد فيها شذا الورود
خطوة مسرعة لمنتهاها
ﻻ تنتظر من غافله النوم
… .. بوح غاية الدقة ، ينم عن محبرة يضج الجمال بها ،
وريشة تمتلك خبرة مزج الوان الحروف ، لترسم لوحة ادبية
بأبهى إطلالة
بوركت شاعرنا السامق


أستاذي القدير زكريا عيلو

وفرحٌ أنا بأنكم هنا في مأقي الصباح وقناني الضوء

لا عدمتكم أستاذي

رحيل
11-13-2018, 06:59 AM
الجميل أن صادف أن قرائتي لهذا النص الصبوح صادف صباحي..
مما زاد من بهجة هذه الساعة .. كلمات عذبة ندية ..تهادت هنا بدلال .
شكرا ..ثم صباحا هانئا .

عبدالرحمن عبدالله
11-13-2018, 08:07 AM
الجميل أن صادف أن قرائتي لهذا النص الصبوح صادف صباحي..
مما زاد من بهجة هذه الساعة .. كلمات عذبة ندية ..تهادت هنا بدلال .
شكرا ..ثم صباحا هانئا .




رحيل كل صبح هو ملحمتها العاشقة

تتحرش بها لتفور توردًا ونضارة

ألف شكر لمرورك خيط النور