تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدب وفكاهة


سرالختم ميرغنى
10-16-2018, 10:27 AM
أدب وفكاهة
========
لماذا كانت كلمة "الحُب" أشهر الكلمات العربية فى الدلالة على تلك العاطفة القوية بين أصحاب الهوى؟ لماذا اختير لذلك المعنى حرفا الحاء والباء دون غيرهما من الحروف؟ لذلك تعليلٌ قديم يدل على لطف نظر ، وطرافة تأمل ، وقد وصفه (السيوطى) بأنه نكتة قديمة تأنس بها النفس أكثر مما تأنس بالنسيم ! أما لماذا اختير حرف الحاء ، فلأنه يُنطق من أقصى الحلق ، وهو مبدأ الصوت ، ومخرجه قريب من معدن الحب وقراره ، أعنى القلب ! وأما لماذا اختير حرف الباء ، فلأن النطق به من الشفتين ، وهما آخر مخارج الصوت . وهكذا جمع الحرفان بداية الصوت ونهايته ، ليشتمل كلاهما على معنى الحب ، وهو بداية العاطفة ونهايتها..وأما لماذا نطقوا لفظ "الحب" بضم الحاء ، وعدلوا عن قياس مصدره وهو الفتح ، فلأن قوة معنى العاطفة وتمكنها من النفس مما يقتضى اختيار أقوى الحركات ، فاختاروا الضمة لأنها أقواها ، حتى يتشاكل اللفظ والمعنى . وأن فى الضم من الجمع ما يوازى ما فى معنى الحب من جمع الهمة والإرادة .وبذلك يستشعر الناطق بلفظ الحُب ، والسامع له ، قوة معناه !

عَلاَمَ
10-20-2018, 04:51 PM
اشكرك معلومة جميله
الحُب شُعور عَظيم

يقول الخُبز أَرزي فيه :
الحُب أول مايكون لَجَاجَةً
يأتي به وتَسوقهُ الأقدارُ
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهَوى
جاءت أمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ

سرالختم ميرغنى
10-20-2018, 05:51 PM
شكرا علام على المرور والتعليق اللطيف لا عدمنا قلمك .

سرالختم ميرغنى
10-20-2018, 09:13 PM
أدب وفكاهة (2)

الأدب...والذهب
رغب أحد طلاب الحاجات إلى "بديع الزمان الهمذانى" في أن يجود له بشيئ ، وعاوده غير مرة ، فلم يظفر منه بطائل . فكتب إليه: لم لا تجود بالذهب كما تجود بالأدب ؟!
فأجابه "البديع الهمذانى" برسالة طريفة قال فيها :
لا قرابة بين الأدب والذهب ، فلم جمعت بينهما؟ والأدب لا يمكن ثرده في قصعة ، ولا صرفه في ثمن سلعة . لقد جهدت جهدى بالطباخ أن يطبخ لى لونا من ديوان الشاعر "الشماخ" فلم يفعل . وجهدت جهدى بالقصاب أن يذبح لى كتاب (كليلة و دمنة) فلم يقبل . واحتيج في البيت إلى شيئٍ من الزيت ، فأنشدت ألفا ومائتى بيت من شعر "الكميت" فلم تُغن فتيلا ، ولم تبعث من الضوء كثيرا أو قليلا . فاترك أهل الأدب وابحث عن أهل الذهب !!

حنان العصيمي
10-21-2018, 10:05 AM
أبو الأسود الدؤلي والطفيلي

كان لأبي الأسود الدؤلي جاراً متطفلاً لا يأتيه إلا على وقت طعام فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئاً
وكان من طبيعة هذا المتطفل أن يشد أبا الأسود لكلامه وهو ينشغل بالأكل
فصمم أبو الأسود على نبذه، فأتاه مرة وأبو الأسود يتغدى في السوق،
فجلس المتطفل بجانبه وسلم فرد عليه السلام؛
ثم قال جاره: إني مررت بأهلك
قال أبو الأسود: كذلك كان طريقك
قال: وامرأتك حبلى!
قال: كذلك كان عهدي بها
قال:فقد ولدت!
قال: كان لابد لها أن تلد
قال: ولدت غلامين!
قال: كذلك كانت أمها
قال: مات أحدهما !
قال: ما كانت تقوى على إرضاع الإثنين
قال: ثم مات الآخر !
قال: ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه
قال: وماتت الأم !
قال: ماتت حزناً على ولديها
قال: ما أطيب طعامك !
قال: لذلك أكلته وحدي؛ ووالله لا ذقته يا متطفل .


متصفحٌ ثريٌّ ،



تقديري ،،

سرالختم ميرغنى
10-21-2018, 04:21 PM
تحية لحنان العصيمى وهى تثرى (أدب وفكاهة) بالأدب والملح دام قلمك .

إيمان محمد ديب طهماز
10-21-2018, 04:31 PM
موضوع شيّق و جميل
و به فوائد جمّة
تلك الطرائف و البديهة التي كانت عند العرب
معلومات نحتاج لمراجعتها بين الحين و الآخر
سيكون هذا المتصفح مرجع جميل جداً
سلمت يمناك يا جميلة

إيمان محمد ديب طهماز
10-21-2018, 04:36 PM
خطب خالد بن صفوان ( من أغنياء العرب وصفوتهم ) امرأة فقال لها : أنا خالد بن صفوان ، والحسب على ما قد علمته ، وكثرة المال على ما قد بلغك ، وفيّ خصال سأبينها لك ، فتقدمين عليّ أو تدعين .

قالت : وما هي ؟

قال : إن الحرة إذا دنت مني أملّتني ، وإذا تباعدت عني أعلّتني ، ولا سبيل إلى درهمي وديناري ، وتأتيني ساعة من الملل لو أن رأسي في يديّ لنبذته .

فقالت : قد فهمنا مقالتك ، ووعينا ما ذكرت ، وفيك بحمد الله خصال لا نرضاها لبنات إبليس ،فانصرف رحمك الله .

سرالختم ميرغنى
10-21-2018, 04:40 PM
تًشكرى يا إيمان على المرور العطر والإضافة الرشيقة دام قلمك معطاءً .

سرالختم ميرغنى
10-21-2018, 05:13 PM
مما قرأت في "أدب وفكاهة"
علاج الفقر
======
كان الحكام في العصور الإسلامية الأولى لا يقدمون أحدا لأعمال القضاء ، حتى يطول اختباره ، وتعقد له مجالس المذاكرة ، ويكون ذا مال في أغلب الأحوال ، فإذا كان له من الدين ما يصده عن محارم الله ومن العلم مالا يجهل به التصرف في الشريعة ومن الغنى ما يكف عن أموال الناس ، أباحوا له الفتوى والشهادة وإصدار الأحكام...
وقد أراد (الحَكَم) ، أحد ملوك الأندلس ، أن يقدم شخصا من الفقهاء ليتولى القضاء ، فسأل فيه أعلام العلماء فقالوا له: هو أهل ، ولكنه شديد الفقر ، ومن يكون في هذه الحال لا تأمنه ، وأنت تريد دخوله في المواريث والوصايا وأشباهها .
فبقى الحكم مهموما لا يدرى ماذا يفعل . فسأل ولده الذى ولى الملك من بعده في هذا الأمر فقال له: " أما كون العلماء لم يقبلوا هذا الرجل لشدة فقره ، فالعلة في ذلك تُحسم ، وذلك بأن تعطى الرجل قدر ما يُلحق به من الغنى ما يؤهله لتلك المنزلة ، وتكون هذه مكرمة ما سبقك إليها أحد...."
فارتضى "الحكم" ما أشار به ولده ، وتولى الرجل الفقيه القضاء ، بعد أن أعطاه من المال ما صيّره من الأغنياء !