المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاتَ شِــتـاءٍ فـي مَـقـهـىَ


سعيد مصبح الغافري
11-06-2018, 06:29 PM
ذاتَ شِــتـاءٍ فـي مَـقـهـىَ

http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-15a8e24681.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-15a8e24681.jpg)

بالمقهى الذي إلتقينا فيه ، في إحدى حوائر دمشق . نفس مقهى العام الفائت ، الذي جمعني بها بنفس يوم عيد ميلادها ، الكانوني السعيد . ذاكرة القلب الوفي لا تنسى هذا اليوم أبدا ، فهو مطبوع فيها ، مثل وشم سحري ، صعب الزوال أو الامحاء ، فهو مع صاحبه حتى النفس الأخير . كان الجو في العراء باردا . الدنيا الآن شتاء . لمحت ندفا بيضاء صغيرة من الثلج ، غافية على بعض الأوراق . ثمة ريح شتوية تولول بالخارج . ثمة دفء كبير داخل المقهى . أكثره كان دفء اللقاء نفسه .

http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-6877931586.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-6877931586.jpg)

شيء ما أثار انتباهي في صديقتي . لم تتغير لطيفة أبدا . مازالت بنفس صورتها الدمشقية التي أحتفظ بها لها في ذاكرتي وأوراق ما أكتب من شعر . نفس ملامح إمرأة دمشق بكل جمالها وألقها وأناقتها وروعة طلتها . والأكثر ما شدني تلك الروح التي فيها . روح عنيدة مقاومة للظروف ولكل عواصف الإحباط واليأس، وقلما تجدها إلا في شخص عاشق حتى الثمالة لتراب وطنه . رغم الحرب ، تقابلني لطيفة بنفس وجهها الشامي الدمشقي المليء بالمحبة والطيبة والنقاء والجمال . نفس الوجه القاسيوني الشامخ الذي ألمح أنفته في جبهتها العالية. نفس العينين العميقتين ، الجامعتين للجمال والعناد معا . لا تستطيع أن تعرف وتتلمس حقيقة دمشق عن قرب إلا حين تلتقي بها . بقرميدها . بناسها . بأهلها . بحاراتها . بقبابها . بكنائسها . ومساجدها . وقبور أوليائها وحدائقها . وياسمينها الذي يمنحك عشقه ، منذ أول همسة يهمسها لك ضوعه الفواح. في لطيفة تحديدا رأيت كل دمشق . كل سوريا . لم أطلب منها أن تأخذني معها في جولة في حارات الشام وأسواقها وميادينها وحدائقها وأنهارها وآثار تاريخها الضارب في أعماق الدهور والحقب . إستغربت هي هذا الشيء يصدر من شاعر مفتون حتى النخاع بعشق بلادها .. إستغربت مني أني لم أطلب ذلك منها على لهفتي العارمة لرؤية كل الشام حارة تلو حارة ومعلما تلو معلم . بحسها الأدبي أدركت أن للشعراء طرائقهم في رؤية الأشياء ولقاء الجمال . قلت لها وأنا أضحك : كل الشام إلتقيته اليوم في هذا المقهى .. لا تسألوني كيف يرى الشاعر جمال بلاد بأسرها وشعب بأسره خص نص في إمرأة واحدة تجتمع فيها كل ملامح بلادها وصفات أهلها .. كيف يحدث ذلك في ومض الشعور ويتدفق سكبا من كلمات أو ألوانا بهيجة ترسمها المخيلة ؟! لا تسألوني . أنا بذاتي ما بعرف .
قبل أن نفترق ، هنأتها بعيد ميلادها ، وأهديتها كمشة من قصائد قلبي ، وقلت موصيا :
( هذا الذي كتبته هو لدمشق ، وأنت يا صديقتي كل دمشق الغالية ) .
شربت فنجان اللقاء ، ثم ودعتها ..
_ هل سنلتقي مجددا ؟
سألتني بعينين متعلقتين ونحن على وشك فراق . أجبتها مبتسما :
_ طبعا يا صديقتي . سنلتقي . أنسيت أن هنا قلبي ؟!
أشرقت الضحكة على وجهها . ثم توادعنا ، ورحلت عنها في الغياب .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_____________________

سيرين
11-06-2018, 10:23 PM
لأننا نجالس أوطاننا ونسعى عشقاََ في مناكبها
تتجسد لنا في ذات شخص لا تُحصى ملامح حسنه الماخوذة منها
ذات شتاء اكرمت المطر رغم الوداع بإبتسامة أمل
نص مبهر كما اعتدنا من شاعرنا وقلمه المبدع \ سعيد مصبح الغافري
سلاسة وعذوبة سلبت الذائقة وجعلتها على مرافيء انتظار جديدك
أسأل الله أن يضمد جراح سوريا الحبيب ويعيد اللقاء
مودتي والياسمين

\..:34:

بلقيس الرشيدي
11-07-2018, 05:31 AM
...
...

شَبحُ الغِياب لابُد أن يسكُنُنا ليسرقَ منَّا كُل اللَّحظات الجمِيلة ويملَأُنا بالأماني !
إِنعكاسُ الجَمال يترُكُ الإنطباع الأكثر للزَمانِ والمَكان . رائِع أ.سَعيد دامَ هَذَا المطر . فيضًا

كُل التقدِير
.

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

ربى خالد
11-09-2018, 03:13 PM
مفردات تباركنا الدفء في مقهى شتاء

فتنة ودفا
وردي وودي

عبدالرحمن عبدالله
11-09-2018, 03:38 PM
للأماكن حنينها ... أنسها ... حميميتها
للأماكن عطر ثابتٌ لا يتبخر

أستاذ سعيد

أنت من الأشخاص الذين تكبلهم الأماكن

رشا عرابي
11-09-2018, 04:16 PM
الدفء هنا يحوطه الدفء بأثرٍ مضاعف
القهوة / والحائط / والياسمين / ودمشق

متورطون هنا بكل ما يشبه الشتاء

دمت مطر

نادرة عبدالحي
11-11-2018, 12:46 AM
الكاتب لم يبخل في وصف الحالة سواء خارج المقهى او داخل المقهى
عندما يقول ثمة ريح شتوية تولول بالخارج فهنا تتجمع الخلايا المستيقظة في فكري لاجمع المشهد خارج المقهى ,
أما قول الكاتب ثمة دفء كبير داخل المقهى هنا على فكري أخذ على عاتقه أنواع الدفء المقصود هنا.
لأن أجناس رواد المقهى تختلف .
ثمة ريح شتوية تولول بالخارج . ثمة دفء كبير داخل المقهى


لطيفة هذه لم أكن أعرفها قبل النص فلولا وصف الكاتب لما تعرفتٌ على ملامحها وتفاصيلها ,
الكاتب عندما يمنحكَ التفاصيل .الأحاسيس .الوصف .وجميع الجهات المطلوبه هو منحك حياة نابضة في مشهد ثقافي
لهُ أسلوبه الخاص بهِ.
مازالت بنفس صورتها الدمشقية التي أحتفظ بها لها في ذاكرتي وأوراق ما أكتب من شعر . نفس ملامح إمرأة دمشق بكل جمالها وألقها وأناقتها وروعة طلتها . والأكثر ما شدني تلك الروح التي فيها . روح عنيدة مقاومة للظروف ولكل عواصف الإحباط واليأس، وقلما تجدها إلا في شخص عاشق حتى الثمالة لتراب وطنه . رغم الحرب ، تقابلني لطيفة بنفس وجهها الشامي الدمشقي المليء بالمحبة والطيبة والنقاء والجمال . نفس الوجه القاسيوني الشامخ الذي ألمح أنفته في جبهتها العالية. نفس العينين العميقتين ،

إيمان محمد ديب طهماز
11-11-2018, 01:19 AM
لا تستطيع أن تعرف وتتلمس حقيقة دمشق عن قرب إلا حين تلتقي بها . بقرميدها . بناسها . بأهلها . بحاراتها . بقبابها . بكنائسها . ومساجدها . وقبور أوليائها وحدائقها . وياسمينها الذي يمنحك عشقه ، منذ أول همسة يهمسها لك ضوعه الفواح.

نعم صدقت هكذا هن النساء
صورة لأوطانهن و كلما ازددن أنوثة ونقاءا
توضحت فيهن ملامح المدينة التي يسكنُّها و تسكنهن

كان الوصف أكثر من رائع
حتى لكأنني أشتم رائحة الشتاء
في ذلك المقهى الدمشقي الرائع

وعندما يعود العاشق سيجد دمشق في انتظاره على أكفّ الياسمين

نصّ. أكثر من رائع
سلمت الأنامل

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:05 AM
لأننا نجالس أوطاننا ونسعى عشقاََ في مناكبها
تتجسد لنا في ذات شخص لا تُحصى ملامح حسنه الماخوذة منها
ذات شتاء اكرمت المطر رغم الوداع بإبتسامة أمل
نص مبهر كما اعتدنا من شاعرنا وقلمه المبدع \ سعيد مصبح الغافري
سلاسة وعذوبة سلبت الذائقة وجعلتها على مرافيء انتظار جديدك
أسأل الله أن يضمد جراح سوريا الحبيب ويعيد اللقاء
مودتي والياسمين

\..:34:
الكاتبة المتألقة الأستاذة / نسرين ..
صباح الخير والنور صديقتي ..
أنحني تقدير وشكرا أمام روعة كلماتك وراقي ما صاغ يراعك الجميل هنا .. بارك الله فيك .. تسلمي رب يخليك وألف هلا وسهلا بيك .. دمت بخير

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:09 AM
...
...

شَبحُ الغِياب لابُد أن يسكُنُنا ليسرقَ منَّا كُل اللَّحظات الجمِيلة ويملَأُنا بالأماني !
إِنعكاسُ الجَمال يترُكُ الإنطباع الأكثر للزَمانِ والمَكان . رائِع أ.سَعيد دامَ هَذَا المطر . فيضًا

كُل التقدِير
.

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)
كل شكري ووافر تقديري لك أختي الاعز الكاتبة القديرة / بلقيس الرشيدي
يا ألف مرحب بيك
أسعد ربي صباحك

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:13 AM
مفردات تباركنا الدفء في مقهى شتاء

فتنة ودفا
وردي وودي
الكاتبة القديرة / ربى خالد ..
لك فيض الشكر أختي الغالية..
مرورك كان هو الاجمل
أسعد ربي صباحك بكل خير
ألف هلا بك

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:17 AM
للأماكن حنينها ... أنسها ... حميميتها
للأماكن عطر ثابتٌ لا يتبخر

أستاذ سعيد

أنت من الأشخاص الذين تكبلهم الأماكن

الكاتب المبدع / عبدالرحمن عبدالله
سعيد جدا أخي بمرورك هنا ألف شكر
دمت بخير

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:21 AM
الدفء هنا يحوطه الدفء بأثرٍ مضاعف
القهوة / والحائط / والياسمين / ودمشق

متورطون هنا بكل ما يشبه الشتاء

دمت مطر
الكاتبة والشاعرة القديرة / رشا عرابي حضورك الوردي الجميل يمنح نصي جمالية خاصة ..
أشكرك بحرارة .. أهلا بيك
نهارك فل

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:32 AM
الكاتب لم يبخل في وصف الحالة سواء خارج المقهى او داخل المقهى
عندما يقول ثمة ريح شتوية تولول بالخارج فهنا تتجمع الخلايا المستيقظة في فكري لاجمع المشهد خارج المقهى ,
أما قول الكاتب ثمة دفء كبير داخل المقهى هنا على فكري أخذ على عاتقه أنواع الدفء المقصود هنا.
لأن أجناس رواد المقهى تختلف .



لطيفة هذه لم أكن أعرفها قبل النص فلولا وصف الكاتب لما تعرفتٌ على ملامحها وتفاصيلها ,
الكاتب عندما يمنحكَ التفاصيل .الأحاسيس .الوصف .وجميع الجهات المطلوبه هو منحك حياة نابضة في مشهد ثقافي
لهُ أسلوبه الخاص بهِ.


إبنة أجمل وأطهر أرض صديقتي وأستاذتي الغالية الكاتبة الفلسطينية الكبيرة / نادرة عبدالحي
سعيد جدا جدا كونك هنا بكل روعة طلتك وبهاء فكرك الراقي
شكرا واحدة لا تكفيك صديقتي
رب يحميك ويسعد أوقاتك بكل خير
ألف ألف هلا وسهلا فيك
صباحك ياسمين

سعيد مصبح الغافري
11-27-2018, 08:37 AM
لا تستطيع أن تعرف وتتلمس حقيقة دمشق عن قرب إلا حين تلتقي بها . بقرميدها . بناسها . بأهلها . بحاراتها . بقبابها . بكنائسها . ومساجدها . وقبور أوليائها وحدائقها . وياسمينها الذي يمنحك عشقه ، منذ أول همسة يهمسها لك ضوعه الفواح.

نعم صدقت هكذا هن النساء
صورة لأوطانهن و كلما ازددن أنوثة ونقاءا
توضحت فيهن ملامح المدينة التي يسكنُّها و تسكنهن

كان الوصف أكثر من رائع
حتى لكأنني أشتم رائحة الشتاء
في ذلك المقهى الدمشقي الرائع

وعندما يعود العاشق سيجد دمشق في انتظاره على أكفّ الياسمين

نصّ. أكثر من رائع
سلمت الأنامل

الشاعرة المبدعة الأستاذة / إيمان طهماز
مرورك يعبق بالياسمين ويملأ المكان روعة والقا
شكرا بحجم الكون لك صديقتي الغالية
رب يسعد حياتك ويحميك
صباحك دفء وبهجة ونور
يا ألف هلا وسهلا فيك