تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هررب إلى الخلود


زكريا عليو
04-27-2019, 09:51 AM
… .. && هروبٌ إلى الخلود &&…
خذْ ذكراكَ وارحلْ
الشمسُ يؤلمُها الرحيلْ
والليلُ يطبّبُ جراحَها
لتشرقَ أكثرَ تفاؤلاً في الصّباح
اِرحل… .
لأشفى من حرقةِ المواعيد
ولظى الأماني الخادعة
فكم تحرقُني ثواني الانتظار
لن أقرأَ الأشواقَ
موجَ بحرٍ
ولن أرتّبَ لحظاتِ اللقاءِ حلماً
سأصحو من هذياني
فروحي توّاقةٌ للرقص
كلُّ أحلامِنا كاذبةٌ
هكذا جعلناها
يحلو لنا ربابُ الصّيفِ
والغيثُ مدراراً في غيمِ الشتاء
إلى متى نرتوي من السراب ؟
ونرقصُ طرباً
من بكاءِ البلابلِ في الأقفاص
★★★★………
يا معذّبَتي… ..
نحن كالأنهارِ جبّارون
في أعالي الجبال
تروّضُنا السّهول
نرمي فوقَ مروجِها أحمالَنا
وآثامَنا
نطعمُ الزهورَ أساطيرَ الحبِّ
نراقصُ البجعَ في بحيراتِ الخيال
ﻻ تدَعِي شراهةَ السؤالِ
تنهشُ دفءَ الأغنيات
فالنواعيرُ تئنُّ كثيراً
من وطأةِ القيود
ويهربُ الفرحُ أمامَ هولِ الجواب
★★★★………
يا حبيبتي… .
لمن أقدمُ اليومَ اعتذاراتي
وأنتِ كلُّ ذنوبي
الحبُّ كما الثلجِ طاهرٌ
تدنّسُه الرغباتُ المارقة
هو ناموسُ الله ِ
هكذا قرأتُها في الرسائلِ النبيويّة
ومن حماقاتٍ ارتكبناها
أضحى جريمةً عصرية
فتعالي…..
نفرُّ إلى ما وراءَ النّهار
من كلِّ العذابات
وكالفراشاتِ نخرجُ منّا
فالأجسادُ تراب
نسمو بأرواحِنا فوقَ الغيوم
كالنجومِ الحالمات
ﻻ مواعيدَ تطاردُنا
ولا نبكي حرقةَ الانتظار
نحطِّمُ قيودَ الشرائعِ الأرضيّة
نعشقُ الخلود

بقلم : زكريا عليو
سوريا ــــ اللاذقية
٢٠١٩/٤/٢٥

رشا عرابي
04-27-2019, 10:59 PM
الشمس يؤلمها الرحيل!

الشجون الغاربة تلملم حتفها
كي تستنهضَ بقية العمر في صبيحة يومٍ جديد


باكورةُ النص مدهشة
كانت جديرة بالتأمل

د. فريد ابراهيم
04-28-2019, 02:34 AM
رائع السرد كعادتك دائما..

لكن ما أجده اكثر روعة من بديع السرد

هي تلك الصور المدهشة.. للشمس و الليل

و الطرب على أنغام طير أسير.. بالله عليك

من أين أتيت بهذا الابداع

ثم ادهشتني صورة النهر الثائر المفعم بالعنفوان

و كيف يهدأ بعد حين ليراقص البجع و كيف يلقى

حتفه غالبا على شاطئ مالح بعد ترحال طويل

استنفذ عنفوانه الاول

تحياتي لك يا شاعرنا القدير.. اطربت الذائقة

و أبدعت..

زكريا عليو
04-28-2019, 09:27 AM
الفاضلة رشا عرابي
هي متعة القصيدة النثرية والتأمل الحافز للخيال
ما أروعني ان ينال نصي رضا ذائقتك الأدبية

زكريا عليو
04-28-2019, 09:30 AM
د . فريد ابراهيم
يسعد صباحك بكل طيب
لفصيدة النثر طابعها الخاص ، خيال متقد
وترجمة الحياة بابهى الصور ،
كم أنا سعيد ان حروفي تروق لكم ، وانتم استاذنا وشاعرنا
بوركت ودمت بكل البهاء

نادرة عبدالحي
04-29-2019, 04:04 PM
ما الهروب هُنا إلا إبداع يأتي من فكرا يتسم بالنضوع والوعي الثقافي

وهذا ما يجعل القارئ يشعرُ بالراحة وهو ينهل من هذا المكان...فربط الجمال الوجداني

بالجمال الملموس الأتي من الكون ما هو إلا مساحة مفتوحة قابلة للتمدد وتتمرد إن حاول الكاتب حسرها .

مطلع النص يستقبل القارئ بخبر من صادق الحدس لأن

صاحب الإلهام يرى ما لا يراهُ الاخرين . فهو يشعر بــ ألم الشمس ,وقت الرحيل

وكيف لليل أن يُخفف عنها ألمها بأنها ستشرق غداا بتفاؤل أكبر.




الشمسُ يؤلمُها الرحيلْ
والليلُ يطبّبُ جراحَها
لتشرقَ أكثرَ تفاؤلاً في الصّباح


مؤلمة هذه الحقيقة أن الإنسان بأفعاله جعل أحلامه كاذبة ومن ثم صدقها ,
كلُّ أحلامِنا كاذبةٌ
هكذا جعلناها

الكاتب زكريا عليو دمتَ مبدعا .ودمتَ صاحب المساحات الجمالية

التي لا يمكن حصرها .

زكريا عليو
04-30-2019, 09:14 AM
الاستاذة نادرة عبد الحي
دمت وبهاء حضورك
وجمال قراءتك
أشكرك وجدا