تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زُومْـبَـا...!


جليله ماجد
07-04-2019, 11:22 PM
الإهداء :
لأصدقائي القدامى..
الذين آمنو بكتابتي للحب..

غيارى الراوي
أحمد صالح
عبد السلام المودني
لكم أنتم هذه القصة كما تحبونها تماماً..


# القصة واقعية مع بعض السُّكَّر و البهَار...!

*Con calma

- لقد وقعت المعلماااااه.. النجدة.. أبلة استيقظي.. أرجوكِ.!

سمعتُ خطواتها قبل أن يسوّد كل شيء.. و أشعر بالأرض الباردة و السكون..

شممتُ رائحة نافذة مع صفعات حادة و صوت معروف مرتجف.
اسيقظي.. إن حدث لها شيء لن أسامحكم أبداً...

ـ كح كح.. كفى.. أنا زينة..!

ـ هل تحبين يا فتاة؟

و تعالت الضحكات الخبيثة..

ـ سأموت منكِ في يوم من الأيام أنت لا تأكلين و تشربين براميلاً من القهوة فقط .. يجب أن تأكلي..

- أنا بخير يا هدى..

- ( أمسكت بطرفي قميصها تريد شقة) ستموت هدى منكِ في يوم ما يا آمنة و الله إن لم تهتمي بصحتك سأقتلك..

- (اعتدلت في جلستي مع ظهور النجوم) ؛ أنا بخير يا هدى.. (فجعت و أنا أفكر) .. هل.. هل وقعتُ أمام البنات..؟

- نعم.. لقد انتحروا- بابتسامة- بالله نعيمة قلديهم ..

ربطت نعيمة (الشيلة*) على خصرها و فتحت عينيها و فمها و هي تركض بشكل فكاهي قائلة:
- المعلمة ماتت.. وقعت على الأرض و ماتت.

انفجرنا كلنا في الضحك ..
صرخت فيي هدى : سآخذ حصصها دعوها تذهب متى تستطيع القيادة.. أكرهكِ يا رأس الكوسا..!

أمسكت بخصرها الممتلئ و أنا أهمس : و أنا أحبكِ..!

- آي.. ابتعدي عني ياكومة العظام..!

استمسكتُ بها حتى ضحكت و حضنتني و هي تزيل يدي عنها..

- نامي قليلا ( همست نعيمة) سأوقظكِ قبل انتهاء المدرسة..
توسدتُ المخدة القديمة و أنا أفكر.. متى بدأ هذا كله؟


.
.

( إنها تملك كل شيء إلا الصحة)
( ما فائدة الجمال و المال و المركز دون صحة)
( يا سبحان الله لا شيء كامل في هاذي الحياة)
ترعرعتُ و أنا أسمع هذه العبارات مرة بعد أخرى..
مع صدماتي المتعددة بزميلاتي اللاتي ظننتهن صديقات..
يتقربن فقط لأشتري محبتهن بهدايا أبي الكثيرة..
لكن لا صديقة حقيقية لي حتى اكتشفتُ هدى..
و أنا لا زلت معلمة في طور التدريب..
كانت هي معلمة تربية بدنية بارعة حقاً..
بدأت صداقتنا بمزحة و موقف ربما أحكيه يوماً...

.
.
متى بدأ كل شيء..
في ليلة مقمرة..
كهذه الليلة تماماً..!

ــــــــــــــــــ
*اسم أغنية
* ما يغطى به الرأس كالحجاب و خلافه.

سيرين
07-05-2019, 02:07 AM
تتشابه الليالي المقمرة في ضوئها ولكن تختلف فيما خلف ستائرها المظلمة
القصص الواقعية لها من التأثير على نفس القاريء
للصدق والسلاسة البعيدة عن الغموض
كان سردك القصصي هنا متقن بدقة تفصيلاته مما جعل المشهد محسوس ومرئي
رائعة مبدعتنا \ جليلة ماجد
مودتي والياسمين

\..:34:

جليله ماجد
07-05-2019, 06:32 PM
تتشابه الليالي المقمرة في ضوئها ولكن تختلف فيما خلف ستائرها المظلمة
القصص الواقعية لها من التأثير على نفس القاريء
للصدق والسلاسة البعيدة عن الغموض
كان سردك القصصي هنا متقن بدقة تفصيلاته مما جعل المشهد محسوس ومرئي
رائعة مبدعتنا \ جليلة ماجد
مودتي والياسمين

\..:34:


جميلتي سيرين..
لك من الشكر أوفره و أصدقه..
ممتنة لكل حرف خطه قلبك النقي..
يا حلوة المبسم و الحديث..

جليله ماجد
07-05-2019, 06:37 PM
*Ventolin

لا أدري ما الذي جعلني أتأخر في تلك الليلة...
كان يوماً متعِباً و كانت أقدامي كالمكرونة المسلوقة تماماً..
دخلتُ المنزل بهدوء كي لا أوقظ ساكنيه..

سمعتُ همهمات غريبة..
و سواد يستمر بالتماوج الغريب..
بدأ تنفسي يعلو و أنا أضع يدي على مفتاح النور..
فانتشر النور و رأيتهما ..

- أهذا أنت يا أبي؟
- آمنة؟ هلا بابنتي الأثيرة.. لم أركِ كان المكان مظلماً..!
- فتيحة...!
- لا أدري لم هي هنا..
-الخادمة ! مرة أخرى يا أبي!

دارت الأرض بي..
استندتُ على الجدار و تنفسي يقل شيئاً فشيئاً.. نعم أنا أتعرض لنوبة ربو..بدأت أصارع لأسحب النفس و أرجعه.. جلستُ على الأرض أمسكت صدري بيد و الأخرى أفرغتُ حقيبة يدي.. أخرجت الجهاز البلاستيكي.. فتحته.. رفعت رأسي وضعته بين شفتيّ و استنشقتُ البخار و أنا أحاول الهدوء كي لا يصيبني الهلع..

مع ازدياد نبضات قلبي.. لم يتحسن تنفسي.. استلقيتُ على الرخام البارد بكامل أناقتي و دموعي تتساقط في أذني.. عاجزة عن الحياة..

- اللعنة!
نعم هذا أبي.. يضعني في حجرة و يحرك الهواء حولي بعلبة مناديل يمسك يدي يضغط عليها و يقبلها..
- هل أستدعي الإسعاف ؟
أهز رأسي يمنة و يسرة و أتمتم بصوت ضعيف: أنا بخير ..
(فتيحة) تزيل الكعب العالي.. تستمر بالنظر لأبي بجزع.. تفتح أزرار قميصي.. و تركض للمطبخ..

أبدأ بالسعال المستمر.. طلباً للهواء.. لا زالت دموعي تتساقط بلا إرادة مني.. و أنا أشعر بانحسار الهواء ببطء من جسدي..

- تباً.. لقد ازرقت شفتاها...

حملني بين ذراعيه راكضاً للسيارة.. كنت أغيب عن الوعي و أعود لبرهة لأغيب مرة أخرى.. أسمع أبي يلعن و يسب نفسه وهو يوقظني و يهزني.. أحاول أن أفتح جفني.. لكنهما ثقيلان جداً..

- الحمدلله على سلامتك يا آمنة..
- الله يسلمك دكتور..
- أنتِ لا تستمعين لنصائحي يا بنت..
- ( ضحكت) أقسم أنني أسمعك و لقد خففت من العطور و لم أعد أذهب للحدائق و أبتعد عن الغبار قدر الإمكان.
- سأبقيكِ هنا حتى يعود معدل الاكسجين في جسمك طبيعياً..
- شكراً دكتور..

كان أبي يحارب دموعه.. و يسألني عن حالي..
ابتسمت و أشحتُ عنه.. وضعتُ قناع الاكسجين البلاستيكي على وجهي.. لا أريد أن أنظر إلى أبي الآن.. شعوري مختلط بين حبي له و التقزز من ملاحقته للخدم..

طوال عمري و أنا ألاحظ هذه الخصلة فيه.. لكنني لم أخبر أمي يوماً..و لن أفعل.. سيتحطم قلبها.. و ستطلب الطلاق.. هززتُ رأسي و أنا أحاول الهدوء.. الانفعال يزيد وضعي سوءاً..

- اذهب لأمي و دعني هنا يا أبي..
- لن أتركك.. كيـ..
- مقاطعة: أرجوك يا أبي دعني لوحدي وجودك يزيد ألمي..
- طيب..

سمعتُ خطواته الثقيلة و هو يوصي الممرضات علي..
هدأت و سكنت خلجاتي و انتفاضاتي.. بدأ مفعول الدواء.. و رحتُ في سبات عميق..


ــــــــــــــ
* موسع للقصبات الهوائية

جليله ماجد
07-06-2019, 06:50 PM
Café latte

- أقصر؟

- ( أشرتُ إلى رقبتي) أريده إلى هنا..!
نظرت إلي مصففة الشعر متفحصة عيوني و كأنها تعري روحي..
ازدرتُ لعابي قائلة بإصرار : نعم نعم سأتحول لصبي..!
ضحكت المصففة من قلبها : سأقصه لك قصيراً لكن بشكل أنثوي جذاب..

ابتسمت و أنا أنظر لشعري المتساقط... و كأنني أزيل الهم و الحزن بقصه.. تقطيعه و تناثره في كل مكان..
أحياناً نحتاج إلى التطرف كي نعيش بسعادة.. ليست كل الحلول المعقولة تحل المشاكل...

- هاه؟ ما رأيك موني؟
نظرت إلى انعكاسي الغريب.. لم أعتد وجهي بهذا النحول.. الشعر القصير فضح ضآلتي فعلاً..
- جميل..!
- تبدين مراهقة يا موني كم أنت جميلة..!

وضعتُ أصابعي في شعري حركته قليلاً و ابتسمت فرحة..!
تلك الخفة التي أشعر بها في رأسي تستحق الشكل المريب!
.
.

- سأغير ملابسي انتظروني!

ضحكت عائلتي و هم يشيرون أن الطعام لذيذ و يرسلون قبلات هوائية و أمي تنهرني على التأخير و أنني فتاة يتوجب عليي الوجود في المنزل قبل الساعة السابعة مساء و أنا أركض لغرفتي و أبحث عن قميص بقبعة يستر شعري الذي أعلم رأي أمي فيه..
ارتديتُ بنطالاً واسعاً و قميصاً بقبعة و رددتُ القبعة و أنا أرجو ألا تتحرك من مكانها..
- مساؤكم خير و بركة
- من أين يأتينا الخير و أنت ترتدين ثياباً كالمتسولين تماماً.
- أحسست بألم حاد في بطني و رددت عليها مبتسمة: الأمر أمركِ يا غالية سأرتدي تلك الجلابية الجميلة التي جلبتها لي الآن لحظة..
- اجلسي و تعشي يا ابنتي آمنة (قال أبي) و بعد ذلك غيري ملابسك كما تريدين..
- صرخت أمي : تكسر كلامي دائما يا اسماعيل و كأنني دمية لا رأي لها.. تفرط بدلال آمنة و لا أدري لماذا أحس أنكما تخبئان عني أمراً عظيماً..
- الحقي يا أمي آمنة تستفرغ!
وضعت يدي على فمي لكنني لم أتوقف.. استمر القيء حتى خروج العصارة الصفراء كاملة...
لهثت كأنني كنت أركض أميالاً مديدة و أنا أعتذر..
- أنا آسفة يا أمي.. لم أقصد الاستفراغ..
- ما هذا القرف؟ ليتكِ تأخرت كنا تعشينا في سلام!
- آسفة!
أشاحت أمي بوجهها و هي تصعد للطابق العلوي، توجهت للحمام و أنا أرتجف كأن البرودة تركت الكون و سكنت عظامي ، انتفضتُ و أنا أغسل بقايا القيء بتقزز، استبدلتُ القميص بآخر..
و جاءت أختي الحبيبة (بثينة)..
- نعيما..!
- ربي ينعم بحالك يا بُس بُس ..
حركت شعري الملتصق برقبتي من فرط التعرق
- تبدين أصغر مني.!
- ستظلين الصغيرة المدللة دائماً يا بس بس..
- ما بك أمونا لم استفرغتي؟
- لا أدري و الله.. لا أعلم.. لدي آلام شديدة في بطني إن أكلت أتألم و إن لم أفعل أتألم..
- ماذا أكلتي اليوم؟
- كافيه لاتيه.
- أنا قلت ماذا أكلتي؟ أنت فقط تعيشين على المشروبات..
- أنا بخير..
- واضح جدا أنت نحيلة جدا و بهذا الشعر كأنك ولد صغير بالله أنت لا تشعرين بالجوع؟
- تؤ.. أبداً..
- كيف.. متعة الحياة كلها في البرغر و بيج ماك و الكيرلي فرايز
- بل في الهدوء و كوب من القهوة.
- أنت عجوز في جسد صغير ضئيل يكاد يمحي..
- شكراً.. حتى أختي الحبيبة تقول لي هذا الكلام..
- لأنني أحبك..
لكنك حزينة و بعيدة..
عودي لبُس بُس؟

يوسف الأنصاري
07-06-2019, 07:26 PM
بالقرب ..
وفي شوق لتلك الأفلام القصيرة ..
التي تمنحنا متعة الخيال ..

واحلى لايك ..

جليله ماجد
07-07-2019, 08:51 PM
بالقرب ..
وفي شوق لتلك الأفلام القصيرة ..
التي تمنحنا متعة الخيال ..

واحلى لايك ..

نعم أ. يوسف..
لقد اشتقتُ لنفسي القديمة..
البسيطة.. اللعوبة.. التي كانت تأخذ الدنيا ببساطة..
و لا يهمها رأي الآخرين بها..
نفسي السعيدة القوية بكل ضعفها..
هنا أنا فقط أبحث عني قبل سنوات عديدة..
ادعُ لي..!

يوسف الأنصاري
07-08-2019, 04:30 AM
نعم أ. يوسف..
لقد اشتقتُ لنفسي القديمة..
البسيطة.. اللعوبة.. التي كانت تأخذ الدنيا ببساطة..
و لا يهمها رأي الآخرين بها..
نفسي السعيدة القوية بكل ضعفها..
هنا أنا فقط أبحث عني قبل سنوات عديدة..
ادعُ لي..!

لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..
يارب هب الخير والرضى لها ..

وجميعنا نلعب لعبة الغمويضة ..
نختفي أمامنا ..
ونتفاجأ متسائلين ..
متى تغيرت يا ترى ؟! ..

استمري ..

نادرة عبدالحي
07-09-2019, 11:23 PM
الكاتبة جليلة ماجد كنت هنا يا جميلة جالستُ بوحكِ

أخذتني الأحداث زرتُ الأماكن وشعرت بالوجع الذي أصابها ،

تتقنين السرد الهادئ الذي يُظهر مُعاناة الإنسان والتعمق في التفاصيل

التي تُساعد القارئ للعيش في الاجواء التي تتواجد في الأحداث ،

الكاتبة جليلة ماجد لا أستغرب هذا الأبداع على كاتبة مثلك تتقن وضع

المفردات اللغوية في محلها ،

جليله ماجد
07-10-2019, 07:08 PM
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..
يارب هب الخير والرضى لها ..

وجميعنا نلعب لعبة الغمويضة ..
نختفي أمامنا ..
ونتفاجأ متسائلين ..
متى تغيرت يا ترى ؟! ..

استمري ..


نتغير دون قصد..
يحفر الحزن أعماقنا..
يجعلنا كائنات مظلمة..
بلا حول لنا و لا قوة..
لدرجة السخرية بدل البكاء..
اضحك يا أ. يوسف..
فالدنيا أقصر من بحر الدموع حتماً...
و ع فكرة..
.
.
شكراً...

جليله ماجد
07-10-2019, 07:10 PM
الكاتبة جليلة ماجد كنت هنا يا جميلة جالستُ بوحكِ

أخذتني الأحداث زرتُ الأماكن وشعرت بالوجع الذي أصابها ،

تتقنين السرد الهادئ الذي يُظهر مُعاناة الإنسان والتعمق في التفاصيل

التي تُساعد القارئ للعيش في الاجواء التي تتواجد في الأحداث ،

الكاتبة جليلة ماجد لا أستغرب هذا الأبداع على كاتبة مثلك تتقن وضع

المفردات اللغوية في محلها ،

حبيبتي أنتِ يا نادرة...
أنت من هدايا الله لي..
أنتِ تلك الروح الجميلة..
الحرف القوي..
و الوعي الجميل..
كم أحب وجودك و كل شيء يتعلق بك يا فتاة..!

جليله ماجد
07-10-2019, 07:13 PM
ما الذي تخبئينه هنا؟

- لماذا نتعلم النحو معلمة؟ لا فائدة منه و نحن نتكلم اللغة الدارجة؟
- ماذا تحفظين من القرآن؟
- هاه؟
- ماذا تحفظين من القرآن يا غلا؟ سمعيني قراءتك!
- لا.. لا أحفظ إلا قصار السور.
- اقرئي لي الفاتحة..تحجبن و هي تقرأ القرآن لربما زارتنا الملائكة.
عدلت غلا شيلتها و هي تتعرق و تتئتئ و هي تقرأ ، هززت رأسي قائلة: نتعلم النحو كي نقرأ القرآن دون أخطاء فهو هدفنا الأسمى.
- ما العلاقة أبلة؟- صرخت شوق - لا أرى أي رابط بينهما.
نطرتُ إلى شوق بحذر.. فتاة عملاقة ذات حاجب غليظ مقطوع و بنية جسدية مخيفة.
- العلاقة واضحة كالشمس لكن أين العقول التي تتدبر( أمعنتُ النظر للمشاغبات) لا أريد المزيد من المداخلات نفتح الكتاب صفحة رقم 77 التدريب الأول يا هاجر؟
.
.
-تعبين الماء عباً هدئي من روعكِ يا أمون..
- عطشة بعد حصة النحو.. أشعر أنني أزرع بواراً..
- (تجلس هدى على طاولة الطعام و هي تفتح كيس رقائق البطاطا و تنثره في صحن بلاستيكي و تقدمه لي) : دعك من الماء كلي بعض الشبس.
ـ لا أستطيع يسبب لي حموضة شديدة.
- جلبت لك زبادي.
- لا أريد نفسي مسدودة.
- من الذي سدها؟
- ههههههه
- نعم هكذا اضحكي .
- لا أستطيع أن أتحمل الطعام يا هدى.. ( صوت الجرس) عندي حصة.. أراكِ الحصة الخامسة..
:
:
- آمنة.. يا آمنة.. دق الجرس.. استيقظي.. أتستطيعين القيادة أم أوصلك للمنزل؟
- أنا بخير يا نعيمة و ستأتي هدى و سأصبح أفضل بإذن الله.
- يا رب.. إلى اللقاء.
- فليحفظك المولى.
تذكرت كل شيء دفعة واحدة.. . كيف أغمي علي أمام الطالبات
و فكاهات المعلمات حولي.. حركت جسدي المتيبس تمططتُ قليلاً.. دخلت عليي هدى و هي تشتم الحر و تخلع حجابها و تحركه أمام وجهها.. جلست قبالتي تنظر في عيوني بشكل عميق مخيف..
- ما أمركِ يا بنت؟ ما الذي تخبئينه هنا؟ ( تضرب منتصف صدري بخفة)
- ( أهز رأسي أن لا شيء)
- على راحتك.. هيا قومي.. سألحقكِ بالسيارة للمنزل..
- لا داعي أنا بخير.. اذهبي لعائلتك لا تتأخري أكثر من ذلك..
- انتبهي لنفسك يا آمنة.. الذهاب للطبيب دائماً فكرة جيدة..
- سأذهب أقسم بالله..
- حسناً هيا قومي دعينا نتمشى للسيارة..
.
.
.
- فتيحة.. يا فتيحة.. أين ذهبت؟
- لقد أنهى خدماتها أبوكِ - همست أمي - قال لم يعد يعجبه عملها يقول... كسولة ..
- آه.. حقاً؟
- نعم يا آمنة.. لدي إحساس لا يخيب أن هناك سر بينك و بين أبيك..
- سر؟ أي سر يا أمي؟ اتعتقدين أني أخبئ عنك شيء؟
- نعم.. و سيأتي يوم و تخبريني به يا ابنة بطني..

جليله ماجد
07-18-2019, 03:11 PM
- ماذا.. قولون.. ؟
- طبقاً للتحاليل نعم.. لديك القولون العصبي..

نظرتُ للطبيب الذي خط الزمان على وجهه معركة طاحنة .. فتنازلت جفونه.. و رفع شعره الراية البيضاء.. الطبول تقرع أذني و صدري خوفاً.. فلا أسمعه فقط أرى وجههه و هو يتحدث.. بلا صوت..

ـ..... و ستعيشين حياة تكاد أن تكون طبيعية.. لكن عليك الالتزام بالأدوية و مريض القولون طبيب نفسه..

- كيف يعني يا دكتور؟
- لقولون الإنسان بصمة كـ يده.. جربي الطعام و انظري ما الذي يسبب لك الألم الشديد أو الاستفراغ و نحوه.. و حاولي ألا تتوتري أو تغضبي أو تفكري بموضوع الجانب النفسي مهم جداً..
- حاضر يا دكتور..
سلمني وصفة الدواء.. و استلمته من الصيدلية التابعة للمستشفى.
.
.
.
كرهتُ الحليب جداً فهو يسبب لي أوجاعاً بلا حد.. لكنني لم أستطع الابتعاد عن القهوة قط.. كنت أشربها و أشعر بألم حاد.. لكنها تستحق الألم.. هناك لذة مستطابة بألمها.. تماماً كسخط أمي علي.. أعلم أن شدتها عليي مجرد قناع كي أكون أفضل..

فعندما تحب روحاً طاهرة.. يظل الحب بأوردتك و إن آلمتك هاذي الروح دون البشر..!
.
.
.
- آمنة.. آمنة - تهمس هدى - و تشير إلى أسفل قدمي ..
ـ أوه.. لا..!
نعم إنه بنطالي لقد ازددت نحولا مرة أخرى.. و باتت ثيابي لا تنفك تقع مني و تسبب لي الإحراج الشديد..
أمسكت خصري في مكان البنطال الطبيعي فلم أجده حركت أقدامي و أمسكتُ به وضعته تحت إبطي..
- الحقيني يا هدى.. ماذا أفعل؟
- ادخلي الحمام و سآتيكِ بحبل.. الحمدلله أنك تلبسين العباءة طوال الوقت..
- هيا أنتظرك..
لا أعرف كيف ستكون الحياة دون هدى هي صديقتي و أمي و أختي الصغرى إنها كوني الصغير.. و خاصتي دون البشر..
- هاكِ.. و هذا المقص.. ثبتي الحبل مكان الحزام في البنطال و اربطيه جيدا كيلا يقع.
- حاضر..
خرجت من الحمام و نظرت لهدى و احتضنتها قائلة: شكراً..
- ابتعدي عني.. تعالي تعالي.. عفواً يا أمون.. سأكون هنا دوماً!

أخيراً أنا وحدي.. يومي مزدحم جداً.. و المدرسة تنهب من وقتي الشيء الكثير.. الآن الساعة التاسعة و أنا أكاد أغفو لكنني أستعين بالعم جوجل كي لا يزداد وضعي سوءاً...

- أعرف أن الحليب يسبب لي مشكلة.. أمممم و الفول و الفلافل و البيض.. و الورقيات بشكل عام.. لكنني أعشق الخس.. يا الله ماذا آكل؟ لا جلوتين.. لا قمح.. أفففف ماذا أفعل؟

قرأتُ مطولا عن العصير الأخضر و كيف أنه يرمم أنسجة المعدة و ينظف الجسم.

جربته.. لقد كان لذيذاً بشكل لم أتوقعه.. و لم يؤذِ قولوني!
تحسنت صحتي ببطء.. بدأ وزني بالازدياد قليلاً.. و رجعت لعينيّ لمعتها الصحية.. و شعرت بالسعادة المطلقة!
.
.
.
.
حتى ذاك اليوم...!