مشاهدة النسخة كاملة : إضاءات غير ضوئية
كلما تصفحتُ صورهاَ
أتسائل كيف يمكننا أن نمسك شعورًا ونضعه داخل صورة .. ؟!
عندما سألت خالتيِ أن تربط لي شعري اليوم
لم أكن أفكر في الحصول على ربطة شعر جميلة بقدرِ ما أردتُ
تجربةَ "الشعور بيديها" و كأنها (هي) حينَ تسحب خصلات شعري خلف أذني
أردتها أن تستمر .. أردت أن "أدون" في قلبي طريقة لمسها كما لو كان تسجيلا صوتيًّا أستطيع إعادة الاستماع إليه كلما رغبت في ذلك ..
( كم كان سيكون من الرائع لو كنا نملك هذه القدرة ! )
ولكن كل ما أوتيت إليهِ سبيلاً هو القيام برسمِ هذا الشعور لتخليد تلك اللحظات الغير ضَوئية .. من "زاوية" شعوري..
وأفضل ما حدث حقاً
أنها أرتني ابتسامةً جميلةً جدا في المنام
أمي ♡
من أجمل الصور التي أحتفظ بها عن طفولتي
كيفَ كنت أتعمد كل ليلة النوم على كنبة الصالة ..
كي أحظى بدفء أبي وهو يلتقطنيِ بذراعيه " بحذر" شديد
ليحملنيِ إلى سريري
من المؤسف أن يكبر الإنسان
لا يُدركَ أنّ ..
الصديقَ غدقٌ من نِعم ...
إلا من أبتليَ بأناسٍ .. قدّر الله وما شاء فعل/
الذين لا يؤمنون بالمُغامرة ليسوا
جُبناء
لا .. بل لم يفكروا يوما أن يعيشوا أكثر
شجاعة مما هم عليه ..
لذلك تراهم يحملون الكثير من الهواجس
عموما إن لم يقتلهم إعصار المقاومة
قَتلتهم الهواجس
:../
أَبيِ
وَ قبل ظهور " الواو" فِي حياتي كان الأمر هينا ولا يَستدعيِ كلّ هذاَ
كانَ لبرقيات الأمل جذوتها المشتعلة بِخافقيِ
وفحولة الأيام لا يستعصي عليها دَكُّ مَحاجريِ
و ترميم وخز الإبر الذي يداهمنا بين الفينة والأخرى ،،،
دون ظهور " الواو "كان هناك الشِبر الذي لايحرك للزمن تثاؤبه ولا حَتى
الحركات و العَثرات و لا المرور بتعجب كبير أمام حرقة الحدث و ألم المناورة والكثير من يهم بالقولِ قبلَ الفعلِ دون مراعاة لعقلنة المقاطع الصوتية
لصرخة القلب عندما تعلوه نكبة السؤال
وتخنقه عبرة المحال ،،؛
أَبيِ ؛'
أتذكركَ اليوم تحديدا وأتذكر كم مرة إِستوقفتني الحياة عندك أنت ،،
عتابها كان قاسيا وكنت أنا أكثر قسوة على نفسي حينَ تخلفتُ عنك
لأني آلمتك بصمتي كثيراااااا وكنت البشوشة
التي لم تجرحها الحياة أمامك ،
كنت تلك التي ترسم بريشة الحلم الطري الذي لم يخدشه الزيف ..
رسمت عالما أفلاطونيا ،أجلستُ السرور والحزن معا وقدمت لهما رشفةً من ذاتِ الفِنجان
أخفيتُ عنكَ كل مرارتيِ
لكنني في غمرة
فشلي أدركت أن الحيلة هي وقف بين حالتين
إحداهما ساذجة والأخرى مخيلة ذئب حاذق على أهبة الإستعداد
دائماا للمداهمة
؛؛
كنت العصفورة دائما وكنت لي الضمة الهادئة ونشوة السحر ،،
حديثي قد يكون حزينا بعض الشيء لكنه يشبه قصاصة لا تتبرأ من روحٍ تكتب بحبر صيني لايُرى ،،
كُلّما إشتد البرد أود لَو أنيِ أغمرني بشيء من إِسمك يا منتهى فَرحتيِ العصيّة
وأنتَ الحَاتِمي الذِّي لم يَبخل يوما على مجامر الدمع سُقيا
" إِبتهالات إِعتراف :'
كنت تُدرك أنّ السّبيلَ إِليك مجرد نهاية مُتأنقة تلوذ بالفرار من كل وحشة
كنت تعرفُ أيضًا أن السّيرَ خَلف مداراتِ الشَّوق هو ميلادُ حقيقةٍ جذورها بَين الهَنا والهَوِينا فُرصٌ مُرهَقَات ومُرهِقات لكل ذي صبّابة
تصببتَ فوق ظِلّيِ قُبَلاً مُتفرقات لم يُغرهنّ إلا إِنجذاب عَاري الكَتفين
كَلِمة حَق :'
خَضّبت كفي اليتيم بِلحظةٍ أينعت بين خُفوقي إستفهاما شاخص بصره في دهشة الأعمى
أَو كُلما حلَّ خريف السمر هَبّت مواقد ذاكرتي الشِتائية إِشتهاء موتٍ بين حنايا إشتعال
ويستأثِرُ الدَمع بِسرقاته السبع من بينِ تَرائبيِ
" عَجبًا !!
وأعجب مني وأعجب !
حين أستلطِفنيِ وهذِه الموشومةُ علىَ خدها سُمر الفراديس و كِبَر المواقف ..
أَستفيق من غيرِ نوم على شظايا الروح المتناثرة ..مُتّهمة ..وغير مُهتَمة ..
ولَكم أحِب هذا الجنون العالق بِشعاراتك ..
هذا اللُّؤم الغارق في أَقفال يدك ..
؛؛ يَا بوح الكرمل ؛؛
كَيف تتهادى كالموج تصفيقا وترتل للنوى أغنية منفية ؛
شَهي الملامح حين أرسمكَ مهجا هائمة على بياض
ناصِع الهالة مُتبلور الأعماق في روحٍ ورقة ...
تَعيش غزل المفاوضة بين ضلوعيِ
فَالشوق لا يتَفتقُ إلا على الجراح ليزيد حروقها توغلا و مَرارة
أيُّ حَربٍ أَعلنتُها عليَ حتى اشتهى موتي بَين يديه ....
هذهِ الزنابق حبر على ورق و حرفيِ بوح نزق
وأَنـــــــــــــــــــــ ـا يا دَهشتيِ فيه ِ
بين ' مفترق الطرق '
َضحكت كثيرااا وأنا اكتب كَيفَ أمدني بلغز وآمرني بفك طلاسمه وأرقب إرتعاشة أصابعي وهي ترتبني عند كُلّ سطرٍ
يااااااه إنها النقطة ومابعدها نقطة والتي تليها .. نقطة
والإدغام يَفتكُ بِوقوفي المشتبه بهِ يتشبث بالتواءاته ليخفي مشيته العرجاء..
الفاصلة تحبني حب الطيور للفتات تلتقطني كلما اهتزت الأرض بيِ وربت ..
يحلو للصمت أن يكتبنيِ جَدوال
أن يضمد جراحه دون أن يدركها بطش الأيادي
عناوينيِ وإن كانت تنكر ماضيها
هي استنطاق لا يسمع ، وشهقات لها في اغترابها
سنونوة وريشة
مُجبرونَ عَلى نحتِ السّبيل لهم و التوغل في أعماقنا لِنقتات خلاصة وجعٍ لا يلتئم .. مجبرون علَى إستقبال النّهاية دون مسايرة ومابقي بين الأصابع وعدٌ مُحترق ومجبر أنتَ أيها القَلب على التّواريِ دون جوازات سفر يتهندمُ ظِلكَ وحشة الطريق ولذة جرحٍ ولو كان ينزف ..
خَسِرت كل رِهاناتيِ فيك و رممت خساراتي بإِبتسامة .. ؛ وجلست على حفيف تأمل ..؛ جرفَني تياره للتساؤل كَيف إِنتهى ولم نبدأ بعد ..!!
لم أدرك أن التمزق الحاصل لِنبضي قد نزف عبارة " خلصيني..!!
ويَسألني الصِدق موعد الرحيل فأسألُ الشوق كيف حال عيني بعدك ؟ هذا أنَا ..
لم أستطع التحايل على الأَلم فقد سبقني إلى روحي وأحكم قبضه مخترقا صمام أمانِها و هي ذيِ هفواتي في أحبابي تقتلني في كلِ مرة ؛
أقبلتُ عليك وقلبي أحمله على كفيِ عَاشقا يَحتاج إلى كلمة لا تعصف بذؤابة الصبرِ ، رسمتك كتفا لا تطفئ شمسي ..تربت وفاءا
جعلتك قدرا أموت بين يديه ولاآبه .. يعانقني عناق التراب للأبدية .. هكذا يَبكيك القلب و العين وتزف ودائعها إلى الغير وتغزل لها من الصمت وشاح كِبرياء تضربه بأصابع من شتات ؛ ضمني يا بُعد فدربكَ الأشعث الأغبر على قيد رمحٍ سَيميتني لَيتكَ تدرك انّ الحب آية و الصدق ترتيل ؛ لم يتكشف بعد للحظةٍ شُح بها الفرح ساعة انعتاق لم يَتبقى غير الغدرِ يتنهدُ زوارقنا ولا يتلطف يسألنا أمانيناَ العصماء فيرتد للشراع طرفه المتوجع يُجيب بحورية أماتها هول الصدمة ؛ فقدمت سِرها قربانا لعشقٍ مُفترى عليه مجعد بخِيانتهم مترهل بدمائنا محشو بالطمع ، تُبكيني القطيعة ولا يتستهويني غير شمها وعناقها حد الترمل .. وحين اشتقتكَ إنتحر الشوق أمام عينٍ رأت أن للبحر عشيقة أخرى .. !!!
"الإحتفاء والفرح لا يحتاجان سوى : طيَّ كل الدروبِ البعيدة والموجعة !"
رَاودتنيِ فيكَ الكِتَابَةَ
بِأُسْلُوبِ نزار .. كَي أَأسركَ
بَينَ الجُمَل ..
لَعَلِّيَ أُلهِبُ ذابِلات المعانيِ
فَترميِ عنها صُنُوفَ الخَجَل
؛؛
؛؛
ضَجّ الحنِين بِأحرفيِ
والمَحابِر تَواقةٌ لـعِناقِي..!
تَهُبّ رِيحُ الشّوقِ حُبلى بالهوَى
ويَصُبّ نَهرُ البَوح في أَحداقِي
بَذَرتُ رَوحِي للحديثِ لَرُبّما
نَبَتت زُهور الشّعرِ فِي أَورَاقي..!
إِنّي المُتيمة بعينيكَ كَيفما
أَلقيتُهُما قصيدةً
( خَرَّت شُموسُ البوحِ مِن إِشراقِي )
هذهِ حُرُوفِي بِلَيلِ الهَجرِ
لَيلَكَةً
يُبكِي الحنينُ عَلى أَوزانِهاَ
الشَّغَفُ !
دَلِّ المَعَانِي عَنَاقِيدَاً لِأقطُفَهَا
فَالبوحُ ذَنبِي وَنِعمَ الذَنبِ
أَقتَرِفُ
إنّ الوعود تراتيلُ في محرابكَ أنشُدَهَا
مَا دُمتُ فِي مَعبَدِ الأَشعَارِ
أعتَكِفُ ..!
كَأَنِّكَ نَبِيُّ الهَوَى قَدْ بُعِثْتَ إِلَيْ ،
هُوَ البَعثُ ياَ أنايَ
فَلْتَشهَدِ
لَرُبَّ حَرفٍ
قَدْ عَصَانِي ، وَقَد طَوَّعتُهُ ، صَقراً
عَلَا القِمَمَ ولَم يَرْتَدِ
الحَرفُ فَنِّي يَعْرفنيِ حَيْثُ يَعْزِفُنِي ..
وَأَنَا بِجَوْفِهِ ، أَصْطَفِي النَّغَمَ لِيَعتليِ السُددِ
أغدُوا أنا في لَمَعَانِيِ كَشمسِ الشموس
و في اللَّيْلِ إِسرَائِي كبَدرِ البُدور
فَإِذاً أنا سِرُّ الجمال
و كُنْهُهُ ..
" سُبحان من أَجْرَى لي القولَ أنهارَا "
قد خَصَّنِي بالبوحِ دُونَ خَلائِقٍ ..
فَتَرَى ..
جَميعَ الناس فِي قوليِ حَيَارَى
كم قد فَتكتُ بِالقلوب
صَبَابَةً ..
أَدْخَلْتُهَا بيديَّ هَذِي
النَّارَا ..
و جَعَلْتُهَا ..تَعشقُ الضّادَ منيّ عُنْوَةً
و تَخُوضُ ..في بديعي و حسنيِ بِِحَارَا
و إن يَسْأَلُوكَ عَنِّي
فَأنَا من صُلبِ ثائرٍ مِنْ حَيْثُ
يَهْوَى ، يَهُونُ الأَصْعَبُ
المُسْتَمسِكةُ بِالعُرْوَةِ الوُثقَى
بَربريةٌ و " الحَرفُ غَنَّى " فِي يَدِي
وَكفِّي كَمَانٌ منهُ الوزنُ
يَندفِقُ ..
يُراعيِ .. عَصَايَ قَد ضَرَبْتُ بِهِ
فَانْشَقَّت بَحُور الشِّعر لِي وهجاً و أَلَقُ ..
سَابَقْتُ كُلَّ مُفَوِّهٍ عَنِّي إليكَ
فَصرعتهُ ..
إِلَّا القَصِيد ..
بِلَهْفَةِ عيْنيكَ قد يسبقُ
هُزُّوا .. عليهِ
بِجِذعِ البَوْحِ بَيْنَ قَصَائِدِي
جُلُّ المَعَانِي تسَّاقَطْ
حَبَقُ ..
الحرفُ مَعدنيِ ..
و إِنْ يَسْأَلُوكَ ..!
فَقُل :
وُهِبتْ
وَكَذَلِكُمْ خُلِقتْ ..!
كُلَّما أخفيتُ عَنْكَ ناظِريَّ قليلاً
أجِدُني عليكَ أبحث
كُلَّما فرَّ اللُّؤلُؤُ من مُقلتيَ
أبحَرتُ فيكَ أعمق..
كُلَّما رقصَت أصابِعُكَ علىَ كَفَّيَّ..
أحِسُّ بيَ أغرق ..
و كُلَّما عُدتُ بكَ إلىَ ذِراعيَّ..
تتزيَّنُ الدُّنيا بلونِ عينيَ
أزرقًا .. أزرق ..
"
خطَّطتُ كثيرًا كي أصفِّدَ أغلالَ شوقي إليكَ..
ولكنَّني مَا كُنتُ أَقْدرُ عبثآ بعدَ جُهدٍ..
غيرَ عآشقٍٍ أحمق !
لَم أكن قبل سَماع خَبر رَحيلك إلا تلك التي طُبعت الغَفلة على قلبها
زمّتلها الأماني ..ودثّرها الغُرور
إلا أنني لفقدك أيقنتُ تماما أنّ المنيّة ماكانت يوما للكبار فقط
سلام على أرواح لازالت تسكنناَ
ربما بدأت بطرحِ الأسئلة مؤخرا فقط
لأنني لم أعد أرى من أعرف
لذلك وددت معرفة من بقي ممن لا أعرف
وأفضل طريقةٍ هيَ الأسئلة
قَبل أكثر مِن ثلاَثين عاَما مِن هَذا الجَسدِ الذّلِق كنتُ طفلةً طريّةً
جدّا ♡ لِدرجةِِ أنّ القليل فَقط من النّاس كاَنَ يُمكنهم أن يَتبيّنوا ابتِسَامَتي الحَافِية على وجهي المُزرّق
،' لَحن الحَياة 🎶🎵
كَم كانَت تستهوينيِ هَذهِ الرسوم ، و كم كُنت أحبُّ الآنسة صَفاء
فجأةً أجدُ نفسي كبيرةً كفاية بِطولِ أُمٍ ، تُعولُ بِنتين دُفعةً واحدة (البَتول و أنَا) لِيُذكّرني كلّ ذلك بمسودّةِ طفولتي المكتظّة وكيفَ كانت جمراً وسماسِم !
http://www.alnaefat.net/up/uploads/1565714917451.jpg (http://www.alnaefat.net/up/)
غَنُّوا للحبِ وهلّلوا؛ حُبناَ نورٌ وعيد
العَصفور غنّى مثلناَ ؛' منشِداً لحنَ الوجود
معنى هذاَ أنّنا كنا نَصطفّ كلّ مساء في فناء بيت جديِ الكبير و يَقف أخيِ الأكبر قُبالتنا ليعطيناَ إشارةَ البدء ، وقتهاَ لم يكن لِشيء ٍ أن يحدّ فرحتيِ المنطلقة غير أسئلة لاَ تُجيب على بعضها بذات الحماسة و الانطلاق لماذا جديِ معنا فوقَ التُراب وهو يحمل كل هذهِ التجاعيد في وجهه بينماَ أميِ نائمة تحته وقد كنتُ أراهاَ في الصورِ غَضةً و ندية وقتهاَ لَم أكن أعيِ أنَّ لكلّ شيء فوات أوان وَاحد ، عَدا الحياة والموت فإنّها تأتي في حينها تماما ولا فوات أوان فيها
أَ فليست هذه من تلك البساطة والحكمة التي لم نفهمها .. ؟!!
وَهي نفسها من تلك الأضغاث التي تقطع عليّ أقساط السعادة دوماً ..
لم يكن يهمنيِ شَيء بِقدرِ الحيرة التيّ كانت ترتسم على وجهِ أبيِ وَ القلق الذيِ كانَ واضحا ممزوجاً بِالحسرة كلماَ ركضت أسابقُ الهِندباء البريّة
كنتُ ألمحُ في عينيه بعض البريق وكان يصعُب على صبيةٍ مثلي مرخّصٌ لها أن تَصوم " يوم بِيوم " وقتهاَ أن تتبيّن معناه !!
ليلةُ زواج الآنسة صَفاء والسيد ربيع ❤ تُشبهُ ليلةَ العيد
كانَت هذهِ النهاية هيَ تعريفنا للحب لا أحد منّا كان ينام تلك الليلة كلّ واحدٍ كان ينزوي لفراشه ، يعانق وسادته ويفكّر ، ويحلم و ينتظر متَى يكبر لِيكونَ سعيداً
تُرى كيفَ سيكون حظّي .. ؟
وفستانيِ هل سَيشبه فستان الآنسةِ صفاء أَو ربّما سترسلُ لي خالتي "فريحة" المُغتربة ثوباً من الحرير واللؤلؤ يَختلف عن كلّ الفساتين الموجودة هناَ مَاذا عن لباسِ العيد و هل يعقلُ أنّها لا زالت تذكر مقاساتيِ بعد كلّ هذا .. ليتها تعلم أنّي أكبَر قدًّا وأطولَ قامة من العام الماضي ، فَفستان (القطيفة) لا يزال جديدا ولكنّه " ضاق على خصري
كم أتمنّى أن ترسلي لي يا خالتي فستاناً منَ dentelle هذه المرّة ، كي أبدو أكثر نضجا
يَااآه على الصّغر و يااآه على ذاكرتي التي لا تذَوّبُها السّنين
لَا زِلتُ أذكُرُ كلّ التفاصيل بَل و لَا زِلتُ أذكُر أنّنا
كنا نضحك قبل حلول العيد بسبعة أيّام ثمّ نُواصلُ الضّحك لسبعٍ أخرى دونَ أن نشعُرَ بالعطش حَتّى
كُنّا نصنعُ تلك الفرحة بأنفسنا بالخَيط والطائرات الهَوائِية و كرات الصّوف والبالونات المنفوخةِ الملوّنة والشرائط ، نجري نجري نجري دون أن نحرصَ على نظافة ثيابنا الجديدة
و نردد
فيِ الدّروب هياَ نغنيِ ♧ فيِ المسارح والسّاحات
في الحقول هياَ نغنيِ ♧ يَنطلق لحن الحياة
كم كُنتُ أحبّ السّهر منذ الصِّغر حتّى الفجر لِأُشارك في طلاء البيت ولكن أبي دائما كان ينهرُني !
لم يكن يدري أنّني سأكبر بسرعة و سأذكر له أنّه منعني ذات يوم من المشاركة في طلاء غرفتيِ أو اختيار درجة اللون على الأقلّ ، وإلّا لكنتُ أحببتُهُ أكثر
لا يُمكن أن أنسى الخَالة "فريحة" ولَا تزالُ هداياهاَ وبِطاقاتها الجَميلة تملأ جهةٍ هامّةً من الذّاكرة ، ولَا زلتُ وأنا في هذاَ العمر أنتظرُ فستانًا بمقاسِ أحلاميِ كلّما تابعت حلقة من نفسِ الرسوم ، ولكن أين هي الآن ؟ سؤالٌ تطرحه 'بتول' اليوم يشبه تلكَ الأسئلةَ المتدافعة في رأسي عن أُمي عند الصغر
عندما كنتُ أسألُ جدّي عن مكانها ، كان يقول أنّها وراء البحر ثُمّ يُطرق !
و أقولُ لابنتي اليوم حين تسألني عنها الآن أنّها وراء السّماء ثمَّ أُطرق !
هكذا اكتَفت خالتي و "قنعت" .. بالعيش في الوراءات !
ولكنّها تبقى دوما أمامنا .. جزء من فرحة ممتدة فيناَ
’ فريحَة !
حَمحَمَ العمر يا خَالة .. و قَرعَتنِي الذَّاكرةُ بكِ !
آخرَ اتّفاقٍ كان بيننا ،
أنْ أصومَ نصفَ رمضان ’’ إيمانا و احتِسابا
وألّا أُكثرَ من الحلوى ، و ألاّ اقتربَ من الجبِّ العميقة في حقلناَ ..
لتُهديني لُعبةَ القطارِ الكهربائي .. الذي يعزِفُ لحنَ الحياة
هاه يا خالة
زمّر لكِ القطار لحن الرّحيل قبلَ أن ينقضي رمضان ذاك
يرحمُكِ الله
و نسيتُ أن أخبرَكَ أنّ البئر جفّت ، و صار لدينا صنبور وريّ اصطناعي
طَعمُ الكتابة مر في حلقِ مغتربٍ علِيلُ القلبِ يُشبهُ ظِلّ طريقٍ تدهسهُ الذاكرة بِنصفِ عودة و المشتبهون فيهٍ تسقطهم القناديل على أسرة حروفهم يتجرعون حبر الفقدِ
جُرعة ... جُرعة ...
يُصافحون أرواحهم كَلّما احتشدَ بالقلبِ شوقٌ وَ قد أفشت مواجعهم أسرار الغيابِ
لهذا الملحُ يا دمعيِ بعضُ الرّأفةِ وأنا أتابع زقزقة الهجرة بين أجنحة الطيور متوغلة كل المكارهِ تَزفرنيِ كماَ الصعداء كلما بادلها أثير الراحلين التحية وعانقتها شقائق الروحِ عناق سنبلةٍ عرج بها غصنهاَ عاليا .... أن كوني يا شهية المنظر والمنطلق وانقري بمناقير العودة رسائل إنتماءٍ أخرى
لَو أنّ لي جناحان لَجعلتُ زقزقتهما روحي المبللة شوقا لكلِ ذرةِ ترابٍ هنآك و لَحلقت عاليا قبلَ أَن تتعالىَ صيحات الرحيل الأبدي
و ماكان تغريدِ القلب لِلقياهم إلا كسر الحدود وارتكاب جريمة الهجرة دون سابق إنذار ؛ حينَ يباغتناَ الألم وَ يَأخذ من آجَالنا مايهمه ويرمي بالباقي كَفَّ الغربة فلاَ نَعدوا أن نكون مُجرد تسلسل عشوائي بين ممرات الحنين ؛ إيه والله ليسَ أشدها إيلاما مِن روحٍ مهجورةٍ مسامهاَ لا تقي نفسها لسعة البرد " ,
يَا عيني التي لا ترتل إلا تسابيحَ الغِيابِ المُستَبد ولَوعة العودة المؤجلةِ وهي سافرة الدّمعِ تتغنج مُقلهاَ بِهستيريتها أمامي دون خَجل المرايا وكهولة الوقت الذيِ لا يكفيهِ تبرجُ الحبر ومن حولي ساكنات الورق وهذيان الأنشودة يغزلنيِ حلماً للوصلِ موقوفٌ عندَ مفترقِ الطرق !!
طهرنيِ يا دمعَ الفقدِ و عَقِّم جِراحاتيِ المتطرفة
أطلب منها أن تهبني صبر أيوب’’
وتسبيح يونس’’وحاجة يعقوب’’ لضمةِ صلصالِ بلاديِ
لكنها آثرت موتي بمشرط الشوق بين ضفتي غِياب تذكرنيِ بِدعابة كانت يوم رقصنا للسفر رقصة المهلل لَم نكن ندريِ أن رحمَ الأيام سينجب لنا هذا الكَمَّ الأدعجَ من كلمات همَّشها السكون بصروفٍ سريعة سرعة الوافد بحقيبة مفتاحها بعدٌ محصَّن .. !!
غُربتي ِ قاَسمتني الخبز والماء لكنها لم تشاركني مر الفقد
لِوطن يفتقدني قلبي فيه
الآن فقط أحسست أني أنا
صباح الخير
♡
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,