تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خلائفُ الأنبياءِ :


عبدالعزيز التويجري
09-22-2019, 02:25 PM
انتشر في الآونة الأخيرة في زمنٍ ندرت فيه مكارم الأخلاق وتوقير الجار عفواً أقصد الملاصقين للمنزل (لأن كلمة جار عزيزة لا تُطلق على مثل هؤلاء الذين لا يوقرون الملاصقين لمنازلهم) تشغيل المكبرات الخارجية للمآذن وقت الصلاة غير آبهين للإزعاج الذي تسببه ولا مصيخين لكلام المتأذي منها فإن قال قائل هذه الحجة الأوهى من بيت العنكبوت التي يرددونها كثيراً: ألا تحب القرآن ؟
أجيبه : بلى إني أحبه إلا من فيك , ولكن هل تدبرت آياته ؟ هل امتثلت أوامره وانزجرت عند زواجره ؟
ربما لو سألت أحدهم لم تعمل مكبرات المئذنة وقت الصلاة لأجابك ليُنصر الحق ويدحر الباطل .
ولو سألته : ما التقوى ؟
لربما أجابك : التقوى تشغيل المكبرات الخارجية .
ولو سألته ما الإيمان ؟
لربما أجابك : الإيمان إصاخة سمعك للمكبرات الخارجية .
لا غرو في هذا ولا ضير فهم المعصومون من الزلل وهم خلائف الأنبياء والرسل وبقية السلف الصالح وحديثهم صحيحٌ وحجتهم داحضةٌ لا أملكُ أمامها إلا الرضا والتسليم وإليكم السبب في قولي هذا : خرجتُ ذات يومٍ للصلاة وإذا بمكبرات إحدى المآذن تعمل وقت الصلاة فتبرمتُ قليلاً وأغلقتُ نافذة السيارة فسمعتُ هاتفاً يقول : ويحكَ لم التبرُّم انظرْ إلى السماء ؟
رفعتُ رأسي فإذا بالطير صافاتٍ في جو السماء فذهلتُ وركنتُ سيارتي عند أحد الحيطان وبدأتُ التأمل بهذا المنظر العجيب فبدأت الطيور بالتساقط فنزلتُ وأخذتُ أحدها فإذا به قد فارق الحياة , قلبته بين يدي ورفعتُ طرفي إلى السماء أنظر إلى هذه الطيور متعجباً مما تفعله فسمعتُ الهاتف يقول : لا تعجبْ مما ترى فهي غرثى , عطشى , صخدتها الشمس , ومع كل هذا لم تستطع إلا الإنصات للمكبرات التي تتبرم منها .
أزل الغشاوة عن عينيك والران عن قلبك واعمره بالإيمان (يقصد الإصاخة لمكبرات المئذنة وقت الصلاة) فهي نجاحك في الدنيا وفلاحك في الآخرة .
سترخي السماء عزاليها كأفواه القرب وتكتسي الأرض ثوباً سندسيَّاً فأصخْ سمعك واصمتْ ودع عنكَ ما لم يستوعبه عقلك من خيرٍ عميمٍ بسبب المكبرات الخارجية .
فأذعنتُ ونزعتُ عن غيي وضلالي وبدأتُ خلاف ما كنتُ عليه قبلاً عندما أرى منزلاً ملاصقاً لمسجد أقول : اللهم آجره في مصيبته , فأصبحتُ أقول : هنيئاً ثم هنيئاً ثم هنيئاً له فقد أفلح وأنجح .
اللهم لا تجعل لهم في أمة محمد آخرين , اللهم لا تجعل لهم في أمة محمد آخرين , اللهم لا تجعل لهم في أمة محمد آخرين .

سيرين
09-22-2019, 06:36 PM
كثيرا ما يغير وجهة فكرنا
ويزيل عن اعيننا الغشاوة " حدث " ربما عابر او من تأمل شيء بسيط حولنا
ولا ضير من ان نعترف اننا كنا على خطأ
فهذا من شيم الكرام الذين يريدون المزيد من قيم الجمال والروحانيات لأنفسهم
طرح باهي الجمال ساطع النقاء بشكل بسيط مؤثر في الوجد
بورك القلم والفكر مبدعنا \ عبدالعزيز التويجري
دام غيثك المضيء نبراس وهدي
مودتي والياسمين

\..:icon20:

عبدالعزيز التويجري
04-05-2020, 12:32 AM
المبدعة سيرين : جزيل الشكر لهذا المرور العذب ، والإطلالة البهية .

فيصل خليل
04-05-2020, 12:18 PM
التدين الوهمي الذي يأخذ من القشور ما يجعله اللب
يسبب الأذى والأذية للكل .. تحت ستار الأولوية للدين
متناسيا الفرق بين اللب والقشر

مقالة جميلة كل الشكر لك

دمت بخير وعافية

يوسف الأنصاري
04-07-2020, 12:22 AM
ما أجمل المرء حين ..
يتمعن في محاور الحياة ..
ليعيد اكتشاف ..
اركان الشتات بداخله ..
ويتدارك غذاء الروح ..
بخالص الصفاء ..
يسعى إلى سبيل البهجة ..
إلى حقيقة المعنى ..
إلى كيان الحقيقة ..
إلى الهدف وراء كل ذلك .. ؟!!

إلى الأسئلة الكامنة في اسبار اركان الكون ..
وما اوزع الشارع فيها من حكمة وقانون ..
لا بد حينها ..
ان ..
ينقاد للحق ..
يتحرر من عقيدة الشك ..
يغذي الرجاء والأمل ..
لتنساب الحياة طواعية إليه ..
ويرق قلبه ..
وتلين ذاته .. ويتطوع طبعه ..
هنا شعور لا يمكن ان تساوم لأجله أهل الأرض ..

كل المحبة ..

عبدالعزيز التويجري
04-10-2020, 07:09 PM
العزيز فيصل : مرورٌ كالجدول النمير .

عبدالعزيز التويجري
04-10-2020, 07:10 PM
العزيز يوسف : مرورٌ وثيق العرى باذخ الذرى .

حنان العصيمي
04-10-2020, 07:58 PM
تماماً هذا ما حدث مع الناس كافة
عندما ابتلى الله البشرية بهذه الآفة ( وله حكمة في ذلك سبحانه )

تخيّل معي أستاذي الكريم
أن يختبرنا الله تعالى بهذا الوباء
بعد ضلال وتيه بني آدم والانغماس بين ملذات الحياة
والضياع بتحقيق المستحيل ..
ليقول ( أنا الله الواحد الأحد )
وانشغل العالم أجمع بالخروج منتصرين من هذا المرض .
لا وقت للمادة أو للحروب ، ولا للمؤامرات
لا أعلم ، إن كان استنتاجي خاطئاً ام صواباً
حين قرأتُ طرحك ، تبادر على ذهني الربط بين موقفك
حين بعث الله سبحانه ذاك الطائر إليك
ليُبدّل قناعتك .


سلٍمَ البنان ؛ فاضلي .

نادرة عبدالحي
04-10-2020, 10:07 PM
وقد سبقت قارئكَ في الحديث في زمنٍ ندرت فيه مكارم الأخلاق وتوقير الجار

في زمن لم يعد المؤمن الخشوع في صلاته وتسابيحه ودعواته التي يرفعها

إلى من رفع السموات السبع ، في زمن نخفض صوت الأذان والقران الكريم

ويصدع صوت الطرب ، حتى حُرم الإنسان من دخول بيوت الله ،

مقال وحديث واقعي ولا يجب إخفاءه او الهروب منه هو واقع وما علينا

إلا الإعتراف بوجوده ، الكاتب الفاضل عبد العزيز التويجري بوركت لهذه

الصحوة وهذه اللفتة الطيبة منكَ ، نهر الخير والكلمة الطيبة بالفعل لا يجف ،

عبدالعزيز التويجري
04-11-2020, 03:12 PM
حنان : مرورٌ أرق وأعذب من معزوفات بتهوفن .

عبدالعزيز التويجري
04-11-2020, 03:13 PM
نادرة : مرورٌ أطيب من عبق روضةٍ فيحاء تأرَّجَ أريجها .