أحمد الهسي
01-05-2020, 12:54 PM
في غمضة عين
انتهينا من العمل
وحان وقت الرحيل
قضينا عامين كأجمل ما يكون
وفي الليلة الأخيرة تلاقينا على ساحل العتاب
كان النسيم حنوناً بقدر كلماتها
منذ تلاقينا ترجمنا طلاسم الغد
متيقنين بأن لاشيء بعد الوداع
وأن الذكريات ستهيمن على بقية العمر
كما كانت خيبة الواقع تقض فرحة اللقاءات
وقفنا طويلاً وتحدثنا قليلاً
سألتني بصوتٍ مرتجف أحقاً ستغادر فجراً
فقلت لها مُطَمئِناً إن فجر غدٍ لبعيد
بكت فنطقت الذكريات لتفضح ماكان
ابتعدت قليلاً ووقفت أنظر وأنتظر
دموعها جميلة كقطرات مطرٍ في قلب الصحراء
نظَرَت بعيداً نحو مغرب الحلم الضائع
لفظت زفرةً حرى ثم تبسمت ثم بكت
كل شيء بداخلي يطالبني أن أحتضنها
لكن قلبي يأبى أن يدنس قداسة طهرها
وداعاً ..
لم تقل غيرها وغابت في سرابات الألم
ذاب قلبي عندما قالت وداعاً
وانحنت آمالي الحيرى اتباعا
كم شربنا من ينابيعِ التمنِّي
فانتهت ذكرى ليالينا سراعا
ضاق الحنين بما رَحُب
تبدلت المشاعر وتبلدت الروح
سكونٌ رغم زمجرة الجوى
نهيمٌ رغم إطراق الأنين
والله لاشيء يؤلم أكثر
ولن يصوغَ الأمل صبراً أجمل
سأراكِ في كل وجهٍ أراه
في بسمة الطفل في نسمة الفجر في كل اتجاه
ليتني صارحتها بالحرب المتقدة في صدري
الآن هطل الليل بغزارة والفجر ينذر بالرحيل
وأنا أقف مرتعداً من شدة الأسى ألملم بقيةَ الأمل المتناثر على مرسى الفراق وأصرخ في وجه العثرات اللتي لاتنتهي
سترحل عني للأبد
تصلني رسالة نصية مزخرفةٌ بالأوجاع
"وقد ألقاك في سَفَرٍ وقد ألقاك في غُربة .. كلانا عاش مشتاقاً وعاند بالهوى قلبه"
كانت هذه الرسالة بمثابة الطعنة الأخيرة في قلبي المكلوم.
حزمت مشاعري ودهشتي ومضيت إلى المطار حملتني الطائرة بشفقة وانطلقت بي تشق نسائم الفجر وتهتك سحاب الأمنيات وتلوث سكون الشروق بضوضائها ..
قلبي يهتف غضباً بالإسراع أشعر أني أحتاج لهذا الإقلاع يبعدني في أفق مجهول غير أن طاقة الألم بداخلي تستطيع اختراق السماء أنا أعلم ذلك جيداً وكما هي سنة الله في خلقه ( لاتنفذون إلا بسلطان )
فلما استوت واتزنت خلتها صمتت لتسمع ما يقوله قلبي
أسكنوني في رباه
أرجعوني للحياة
أسكنوني في رباه
أرجعوني أرجعوني للحياة
فما استفقت الا على صوت "نورتنا"
وما علموا بأني أحمل الظلام معي منذ فارقتها!
انتهينا من العمل
وحان وقت الرحيل
قضينا عامين كأجمل ما يكون
وفي الليلة الأخيرة تلاقينا على ساحل العتاب
كان النسيم حنوناً بقدر كلماتها
منذ تلاقينا ترجمنا طلاسم الغد
متيقنين بأن لاشيء بعد الوداع
وأن الذكريات ستهيمن على بقية العمر
كما كانت خيبة الواقع تقض فرحة اللقاءات
وقفنا طويلاً وتحدثنا قليلاً
سألتني بصوتٍ مرتجف أحقاً ستغادر فجراً
فقلت لها مُطَمئِناً إن فجر غدٍ لبعيد
بكت فنطقت الذكريات لتفضح ماكان
ابتعدت قليلاً ووقفت أنظر وأنتظر
دموعها جميلة كقطرات مطرٍ في قلب الصحراء
نظَرَت بعيداً نحو مغرب الحلم الضائع
لفظت زفرةً حرى ثم تبسمت ثم بكت
كل شيء بداخلي يطالبني أن أحتضنها
لكن قلبي يأبى أن يدنس قداسة طهرها
وداعاً ..
لم تقل غيرها وغابت في سرابات الألم
ذاب قلبي عندما قالت وداعاً
وانحنت آمالي الحيرى اتباعا
كم شربنا من ينابيعِ التمنِّي
فانتهت ذكرى ليالينا سراعا
ضاق الحنين بما رَحُب
تبدلت المشاعر وتبلدت الروح
سكونٌ رغم زمجرة الجوى
نهيمٌ رغم إطراق الأنين
والله لاشيء يؤلم أكثر
ولن يصوغَ الأمل صبراً أجمل
سأراكِ في كل وجهٍ أراه
في بسمة الطفل في نسمة الفجر في كل اتجاه
ليتني صارحتها بالحرب المتقدة في صدري
الآن هطل الليل بغزارة والفجر ينذر بالرحيل
وأنا أقف مرتعداً من شدة الأسى ألملم بقيةَ الأمل المتناثر على مرسى الفراق وأصرخ في وجه العثرات اللتي لاتنتهي
سترحل عني للأبد
تصلني رسالة نصية مزخرفةٌ بالأوجاع
"وقد ألقاك في سَفَرٍ وقد ألقاك في غُربة .. كلانا عاش مشتاقاً وعاند بالهوى قلبه"
كانت هذه الرسالة بمثابة الطعنة الأخيرة في قلبي المكلوم.
حزمت مشاعري ودهشتي ومضيت إلى المطار حملتني الطائرة بشفقة وانطلقت بي تشق نسائم الفجر وتهتك سحاب الأمنيات وتلوث سكون الشروق بضوضائها ..
قلبي يهتف غضباً بالإسراع أشعر أني أحتاج لهذا الإقلاع يبعدني في أفق مجهول غير أن طاقة الألم بداخلي تستطيع اختراق السماء أنا أعلم ذلك جيداً وكما هي سنة الله في خلقه ( لاتنفذون إلا بسلطان )
فلما استوت واتزنت خلتها صمتت لتسمع ما يقوله قلبي
أسكنوني في رباه
أرجعوني للحياة
أسكنوني في رباه
أرجعوني أرجعوني للحياة
فما استفقت الا على صوت "نورتنا"
وما علموا بأني أحمل الظلام معي منذ فارقتها!