همسات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

[جاك عفيف الكوسا]

سقيتُ جذوركِ من دموع عقلي لكي تجتازي سراب الخيال إلى قلبي حقيقة

لكنَّ الضباب كان كثيف وعلقتِ ما بعد بعد الشقيقة

فقامت عيوني في استضافتكِ

سراً لدقيقة

[جاك عفيف الكوسا]

و رغماً عني اشتاق إلى تلك الابتسامة الماكرة

التي تحاولين مُداراتها

وتفشلين

[جاك عفيف الكوسا]

وفي ذاكرتي لم يمت يوماً ذات السؤال ومازلت مستلقياً

تحت شرفة شفيتكِ حتى يسقط

نفس الجواب

[جاك عفيف الكوسا]

كيف أنا ومنذ البارحة كما أنا وتسألينني حقاً كيف أنا

وحروف الأبجدية شمتتْ في قلمي من الألف إلى الياء


جُلّ ما تمنيته أن أفهم كلماتكِ فهل طلبي صعب المنال

توقعتُ منكِ الرأفة ولكن ندائي لم يلقى لديكِ الإصغاء


أيا ساحرة تتفنن في الرقص على معاني اللغة العربية

لم تسعفني المعاجم وأغوتْ صفاتكِ الأفعال والأسماء

[جاك عفيف الكوسا]

كانتْ تمتطي طيفي حصاناً وسلاحها الوحيد كان سيف الانتظار

استيقظتْ عيناها فجأة وتحول حلمها إلى حقيقة

وقطفتْ من الزمن نبوءة

الانتصار

[جاك عفيف الكوسا]

يوماً ما ولابد قادم تستيقظين في الصباح وتأكلين قطعة التفاح

مثل العادة أشطر التفاحة نصفين وأترك إليكِ نصفها

تتسألين بذلك اليوم مازالت التفاحة كاملة

لأن نصفكِ الأخر يبدو استراح

لا تحزني أنتِ عمري

الباقي والذي

راح

[جاك عفيف الكوسا]

لا يشترط أبداً في الأداة أن تكون حادة وقاطعة لكي تجرح وتحدث أثراً دائماً

ربما تكون لينة وناعمة ولكنها أكثر إيلاماً وفاعلية

من نصل السكين

[جاك عفيف الكوسا]

كنا ثلاثة إذن وأحاول جاهداً إعادة توصيل شريط ذكرياتي المقطوع

أنا وأنتِ ورائحة عطر فاتن وساحر حملته نسمات هاربة

جاءتْ إلينا لاجئة من أجواء الطاولة المجاورة

وقبل أن أكمل شرب فنجان القهوة

بدأتْ جلسة الاتهام

الظالمة

[جاك عفيف الكوسا]

أخبريني وإن شئتِ علّميني أو بالأحرى درّبيني كيف أُسكت هذا اللعين

الذي يسكن أقصى الجهة اليسري من جغرافية صدري

إن أضناه ومزقه الشوق إليكِ ما بعد

شعوره بالحنين

[جاك عفيف الكوسا]

وإن لم يخبروكِ أنا شقيق الغيم والبرق ولدي

وأمه روح بقيتْ في السماء وبُعثْتُ أنا لأروي

[جاك عفيف الكوسا]

وفي عقلي ألف جني وشيطان غادروا لتوهم الأنا السفلى إلى العليا

تركوا خلفهم تاريخ الخطايا وينتظرون الدعوة

ليعلنوا التوبة على أبواب

سيدة الكرز

[جاك عفيف الكوسا]

ورغماً عني أعشق كل شيء يتعلق بكِ حتى تنورتكِ القصيرة

التي أصبحتْ على مقاسكِ جداً صغيرة

ورغماً عني تجاكريني

وترتدينها

[جاك عفيف الكوسا]

وأظنهم خجلوا أن يخبروكِ أنتِ كما المملكة التي لا تغرب عنها الشمس

لم تعرف شوارعها يوماً قسوة وظلم الاحتلال

فمن أين سوف يأتيكِ إذن

الاستيطان

[جاك عفيف الكوسا]

وإن نَسِيتْ ذاكرتي رائحة عطركِ خسرتكِ

فتعالي ولو كنتِ طيفاً

في منام

[جاك عفيف الكوسا]

وفي كل زاوية ضمن جسدكِ كانت لنا ذكرى وكادت تُمْحَى

لولا مروري على ذات الطريق

في كل يوم

[جاك عفيف الكوسا]

طَلَبَتْ أن أكمل الحكاية ونسيتْ بأن قهوتي سكرها زيادة

أطلي على حروفي لتعرف في مروركِ السعادة

هل أذكركِ سيدتي ما تضمنته الرواية

من البداية حتى فصل النهاية

كنتِ ومازلتِ بطلة

الحكاية

[جاك عفيف الكوسا]

كيف لا أفك قيدكِ وقد تحرر بعضكِ مني

ولماذا أفكُ أسري وقد سكن كلكِ ضمني

[جاك عفيف الكوسا]

ميزان الحكمة أنا ولكم أخاف لو طاوعتكِ وعصرتكِ

وحينما تخمرتي نبيذاً معتقاً شربتكِ

أن أفقد بعض صفاتكِ

والحنان

[جاك عفيف الكوسا]

ولم يزل طيفكِ يزور المنطقة العميقة من ذاكرتي في كل مساء

يعبثُ بمكوناتها ويفتش تعاريجها بحثاً عن الأسماء

ويجن جنونه لو تنشق ضمنها عطراً

نسيته أو تناسته صدفة

إحدى النساء

[جاك عفيف الكوسا]

لزهور الزنابق أرسل الريح غيماً محملاً ببعض

الصواعق

المطر لا شك قادم ومازالتْ أمواج البحر تعشق

الزوارق

[جاك عفيف الكوسا]

ولا أخفيكِ سراً مازلتُ وكلّي لهفة لكي أعرف

تتمة أحداث فنجان قهوتكِ

المقلوب

[جاك عفيف الكوسا]

وفي ذهني ألف سؤال وسؤال وشاطرة عيناكِ في الهروب من أي سؤال

كيف تذوب الروح مع الروح ويبقى الجسد بينهما عالق

كيف تضيع بعض الزوايا والانعكاسات

وتختصر اللحظة جميع

الفوارق

[جاك عفيف الكوسا]

يا وجعاً يقسم قلبي نصفين كما كان الجدار يقسم برلين

مصيبتي أنتِ وشوقي كان مسماراً

وغيرتكِ سحقتْ رأس

الحنين

[جاك عفيف الكوسا]

علّمونا بأن الكرة الأرضية تدور حول الشمس بتأثير جاذبيتها

ولكنهم لم يخبرونا بأن هناك جاذبية

تفوق وبكثير نطاق

جاذبيتها

[جاك عفيف الكوسا]

ويا ليتني كنتُ معلقاً أسفل أذنكِ اليمنى عوضاً عن الحلق

لربّما أسقط وأمّا الأرض لا أصلها ولا أقع

مهمتي ترسيم الحدود ما بين

إسبانيا وفرنسا

[جاك عفيف الكوسا]

وأنا سرحتُ في ملامح وجهكِ وأنتِ تقرئين سطور الهمسة

أتأمل متى سوف تقفز عيناكِ من الحروف إلى الكلمة

أتابع طريقة فرح شفتاكِ عندما تزورها البسمة

أراقب كيف يغازل الهواء شعركِ بنسمة

أحاول أن أوقف زمن تلك اللحظة

يجاوبني القلم فكرتكَ صعبة

أرجوكَ فقط هذه المرة

يسألني ما العبرة

أقول فرصة

بنظرة

[جاك عفيف الكوسا]

في محراب عينيكِ ما زال فؤادي
يحاضر

ونظراتكِ تدق كل نواقيس الشك
وتحاصر

آه والآه منكِ يا عاصمة تسلسل
الأبجدية

طوّعتُ جيوشاً من حروف الجر
العبقرية

كي أُحضر طيفكِ إلى نطاق حقل
الجاذبية

ولا أظنها ستحرض ضمن عقلكِ
الرغبة

[جاك عفيف الكوسا]

وهل تذبل الأمنيات لو كان الصبر ساقيها

إنما الأفعال بالنوايا إن كان الأمل راعيها

[جاك عفيف الكوسا]

حذرتني طبيبتي من شرب القهوة في الليل وقالتْ تسبب الأرق

ويا ريتها لو علمتْ السبب وراء عدم نومي

لأصابها من أسبابي

الأرق

[جاك عفيف الكوسا]

أنتِ قصيدة انتصار الليل على النهار ولكن كلماتها سئمتْ من الانتظار

هربتْ من سطوة القلم ولم تستقبلها صفحات الورق

وقد شاءتْ الأقدار أن تمنح عقلي

شرف اللجوء إليه

[جاك عفيف الكوسا]

أنا الرادار الذي يرصد جميع ترددات مروركِ وإن لم يراكِ

حتى ولو كنتِ راكبة على متن الطائرة

التي يسمونها مجازاً

الشبح

[جاك عفيف الكوسا]

عن شوقي إليكِ كتبتُ ألف قصة وحكاية

ولكن حروفي مع الحنين رجعتْ للبداية

[جاك عفيف الكوسا]

الاستحالة أن نلتقي وخطوط الطول تعاكسنا وتفصل الزمن ما بيني وبينكِ

وكيف تجمعنا الواحدة بعد منتصف الليل وتوقيتكِ

يسبق توقيتي في ثماني ساعات

بعد خصم النصف

[جاك عفيف الكوسا]

هجرتنا الحكمة وبقيتْ ضمن عقول الفلاسفة فكرة تحتاج المزيد من المعرفة

ولا تلام غيبتها أبداً لكثرة من يدعونها اليوم منطقاً وحجة

ولكم بعيدة هي أفعالهم عما قالوا لدرجة

أضحت حتى القيم رهينة

بما يقولون

[جاك عفيف الكوسا]

لكِ أن تتصوّري شعور الإحباط الذي يتملكني

وأنا أقرأ كلمات لم أفهم من تعقيدها أي معنى


مفرداتي بسيطة جداً وهكذا هو الوضع لقلمي

ويا ليتكِ ترأفي بحرفي وتعذري منّي بساطتي

[جاك عفيف الكوسا]

جمالكِ كان العود وقلبي الوتر ولكم تعشق

أنوثتكِ العزف على ذات

الوتر

[جاك عفيف الكوسا]

سألتني بعدما شربنا القهوة بغياب السكر

وفنجانها المقلوب قد أمسكته

في يدها اليسرى

أبصر

!

هل تحبني أم إنكَ مازلت تميل إليها أكثر

أجابتها من المؤكد تمزحين

قالتْ مقدار حبها

أكبر

؟

فقلتُ لها بعدما صاحبتني تلك الضحكة

ألم أقل لكِ يا شقيقة السكر

بأنكِ ومنذ البداية

تمزحين

!

[جاك عفيف الكوسا]

أنا القلم وعقلكِ كشف الألغام التي زرعتها تحت المعاني

وأظنه سوف يهزمني

وينتصر

[جاك عفيف الكوسا]

قناصة بارعة أنتِ وعلى الرغم من مهارتكِ في التصويب

لقد دفع قلبي الثمن وكان أول إصابة

عن طريق الخطأ

[جاك عفيف الكوسا]

دائماً تختلقين الأسباب والأعذار لتبرير الفراق

قصائدي لم أكتبها لكي تبقى حبراً على الورق

[جاك عفيف الكوسا]

قراركِ لا يمت إلى العدل بأي صلة ولقد خرجتْ من يد القاضية سلطة الاتهام

إن الغموض والالتباس ربّما يُفقد المتهم فرصته في الإفهام

ويحق لمحكمة النقض إزالة كل عيوب الإبهام

ولا تُلام لو قضتْ بأن تفسخ

بعض الأحكام

[جاك عفيف الكوسا]

كوني من تكوني معي أو بدوني كنتِ وتكوني

ولكني من دونكِ لن أكون كما أنا إن لم تكوني

[جاك عفيف الكوسا]

كارثة أنتِ سقطتْ على جسدي من الفضاء وظهرتْ

آثارها على خاصرة ذلك

المساء


تعبثين في أفكاري وتخترقين المجال الجوي لعقلي

كما يخترق المسبار كبد

السماء

[جاك عفيف الكوسا]

أنا من عكس الأضاد من الكلمات وصاغها

عقداً من الصفات وأمام عينيكِ شعراً ألقاها

[جاك عفيف الكوسا]

عندما تجتمع جاذبية الأنثى مع إبداع الفكر لا بد من

وجود القهوة ثالث بينهما

لا أكثر


ولا يمنع لو حضرتْ ضمن فنجان قهوتها بعضاً من

حبات السكر ليعتلي قلمها

المنبر

[جاك عفيف الكوسا]

هل سمعتهم إن تلك الأصوات المنبعثة من هناك ربّما تخاطب الروح أحياناً

لكن العقل من يخشاها وغالباً ما يتجاهلها ويقنع النفس بأنها

مجرد أصوات هربتْ من الصمت ويعلم مصدرها

تعرف الروح بأن العقل كاذب ولم يقنعها

أصبحتْ تكره الضعف لجسدها

ومازلتْ تجهل توقيت

مغادرتها

[جاك عفيف الكوسا]

ورغماً عما قالوه عنكِ أشتهيكِ عطراً ثابت المواصفات

مهما مر عليه الزمن لا تزول

رائحته عني

[جاك عفيف الكوسا]

الشيطان هو خلاصة إنسان مات ضميره ومازالت ألفاظه

عن التقوى والفضيلة تمتطي عنوة

صهوة اللسان

[جاك عفيف الكوسا]

ولو لم تصدّقي ستبقى جميع نساء العالم خارج محيط فنجاني

إن قررت شفتاكِ الإسراع في تنفيذ

عملية الاحتلال

[جاك عفيف الكوسا]

وسحقاً لجميع الكلمات التي كتبتها يوماً وكل العبارات التي لم أكتبها واكتفيت في قولها قصداً

إن لم تحرك ضمن ذاكرتكِ شعور الرغبة في نسيان جروح الماضي حصراً

وتحرض إرادتكِ للشروع والبدء في تحويل المسار فوراً

حتى وإن عاكستكِ في البداية بعضاً

من رياح التغيير

[جاك عفيف الكوسا]

أنا كلمة مقدسة جاءت حروفها من السماء

ولم تغويها حواء في اقتراف خطيئة التفاح

[جاك عفيف الكوسا]

عيناكِ موطني وحنيني إليكِ تراب وطن فهل سمعتِ يوماً

عن وطن تنازل عن تراب

الوطن

[جاك عفيف الكوسا]

كيف لا أعشقكِ وأنتِ الأنثى التي حفّظتها بعض تعاليم الوصايا

أمام جنون شفتيكِ ربحتُ قبلة وخسرتُ كل العطايا

كسرتُ الألواح وارتكب عقلي وطيفكِ

جميع ما خطر في ذهنكِ

من الخطايا

[جاك عفيف الكوسا]

وهل هناك أجمل من الفرح إن شاءت له الأقدار

أن يخرج حياً من رحم

الأحزان

[جاك عفيف الكوسا]

كانت صغيرة وتعشق اللعب بالحلوى وقطع السكر وكان صوتها يناغي الكنار

وعندما كبرتْ أصبحت أصابعها الحلوى وريقها السكر

سكنت الشمس ضمن عينيها وهجر

النور قلب النهار

[جاك عفيف الكوسا]

أخبروني عنكِ ولا أظن طيفكِ الرائع في خصاله يشبهني

وإلا ما كنتُ أدمنتكِ وتعودت

حضوره

[جاك عفيف الكوسا]

كيف أُغنّيكِ على مقام النهاوند إن كان قلبي في نبضاته يعزف على نغمات السي

مشاعري ترقص على لهيب النار وجفوني أمامكِ من ترفض الإطباق

وإن لم تشتاقي إليَّ علّميني ألا اشتاق ولتخبري عيوني

كيف يمكنها أن تكون في جواركِ ولا تشتاق

هبيني الوسيلة لكي انتزع فؤادي

عندما تغزوني نيران

الأشواق

[جاك عفيف الكوسا]

ولماذا تصرّين على مخاطبتي بمصطلحات أهل الجنة

فما رأيكِ لو مرة واحدة تكلميني بلغة الكرة الأرضية

[جاك عفيف الكوسا]

الحق أقول لكِ


إن كلماتكِ شبكت أفكاري كما شبكت المسامير في الماضي

أركان الهيكل وشكت أخشاب

الصلبان


والطريق التي سلكها يهوذا أجهلها وفتات حروفكِ يشبعني

كما أشبعتْ ثلاث أرغفة الحشد

الجوعان


فيا قدري ويا درب آلامي يا أنثى تعشق التأرجح على قلبي

ما بين الوريد الصاعد وعنق

الشريان


أجراس التوبة لن تنفع إن رفضت عيناكِ الغفران وصلاتي

لا تشفع إن لم تُقبّل شفتاكِ

القربان

[جاك عفيف الكوسا]

سألتني البارحة عن وجه الشبه المؤكد بينها وبين فيروس كورونا

أجبتها كلاكما يا سيدتي يستطيع تغيير ملامحه

وقبل أن تمضي الدقيقة

[جاك عفيف الكوسا]

أنا المنام الذي يغسل دماغكِ مما علق به من ذكريات خلال النهار

ومهما حاولتِ الهروب من تأثيره لن ينفع

سيطارد جميع أحلامكِ

ويتكرر

[جاك عفيف الكوسا]

اسجنيني ضمن عينيكِ نظرة وأمّا رموشكِ فلا تطبيقيها

أنا الياسمين وأنتِ بالياسمين

تتعطرين

[جاك عفيف الكوسا]

ومن الجهة المواجهة حصراً لمقعدي كانت عيناها ترصد جميع تحركات جسدي

لم أنجح في إخفاء توتري لدرجة جعلتني أطقطق أصابعي

كلّما أمسكت أنامل يدها اليمنى بعنق

رقبة الفنجان

[جاك عفيف الكوسا]

يا أنثى عشقتها وما عشقتني فلا أنا كرهتها ولا هي أحبتني

المعادلة سهلة ولكن فرضياتها أقلقتني

أظنها لن تقبل معي

الحل

[جاك عفيف الكوسا]

قبلة خطفتها وانقضى الأمر والخطف جريمة ولم أنكر أبداً حقكِ في العقاب

ولكن لماذا لم تخبري شفاهي أسباب الرفض قبل الذهاب

لكي لا تغويها الثانية وتكرر ما فعلته

عند عودتها من رحلة

الغياب

[جاك عفيف الكوسا]

بعد الواحدة تظهر فاتنة ولا يخفى سحرها

ومهما حاولنا التقصي فلن نكتشف سرها


الفلسفة تنام وتستيقظ في أحضان عقلها

والمنطق تناسى أفلاطون واعتنق فكرها


الشعر يصطاد القوافي من فصاحة لفظها

وحروف الأبجدية تتوافد لتقف في صفها


لديها ذبذبات معقدة جداً ولا يفهم معناها

إلا الذين تومي إليهم أن يتنشقوا عطرها

[جاك عفيف الكوسا]

ويوماً ما ستعود حروف القصيدة ضمن ذاكرة السيدة التي ربحت الحروف ولم تخسر القصيدة

حتى لو هربت الأنثى من مشاعرها ونسيت بعض الكلمات سوف تبقى القصيدة

إن أنوثتها تعشق الذكريات ولا شك بأن الأخيرة تسكنها القصيدة

وربّما يتعثر البصر ويقع على الحروف قبل القصيدة

تستيقظ عاطفة السيدة وترشدها البصيرة

يستقبل العقل الأحاسيس الوليدة

وتزهر في قلب الذاكرة

حرفاً وقصيدة

[جاك عفيف الكوسا]

سألتني وقد سكن النعاس ضمن عينيها فجأة ماذا نفعل إذا غنى القمر

قلت لها نتابع شرب القهوة وربّما نطيل فترة السهر

وقبل أن يستأذن من النجوم غنى القمر

واستجاب إلى سؤالها

المختصر

[جاك عفيف الكوسا]

وماذا لو كنتِ أكبر من عمركِ في سنة وطرحتُ من عمري عشرة مثلها

ألا تتصوري يا صغيرتي حينها بأن اللقاء ما بيننا

سوف يكون ما بعد المناسب

أكثر من رائع

[جاك عفيف الكوسا]

رداً على ما قالوه عنكِ أحبكِ ورغماً عما سيقولونه عني أحبكِ

وما بين الأولى والثانية لو تعلمين

كم تضاعفت كلمة

أحبكِ

[جاك عفيف الكوسا]

شفتاكِ وطني وإن هاجرتُ من الشفة العليا إلى السفلى يقتلني الشوق قبل الحنين

فهل سمعتِ يوماً عن إنسان يعشق السفر ويخاف من الغربة

مع العلم بأن طيفه لم يغادر حتى اللحظة

حدود شفاه الياسمين

[جاك عفيف الكوسا]

كيف يأتي المطر وغيومكِ يا سيدتي ضمن سمائي الأولى

تهرب من البرق والرعد

لم يظهر


سيثمر الزهر على غصنكِ عطراً إن غازلتكِ قطرات الندى

فدعي النور يوقظ جذور

الشجر

[جاك عفيف الكوسا]

الكذب قمة الخطايا ومن خلاله تخالف

الوصايا


قولي أحبك ولو كذباً ففي الحب تُغْتفر

الخطايا

[جاك عفيف الكوسا]

لقد جاء القدّيس فتعالي أطهركِ من آثام النكث بالوعود

فأنا يا صغيرتي في كل مئة عام لأنثى واحدة فقط أعود

[جاك عفيف الكوسا]

بارك الله في أناملكِ البيضاء العاجية كنتُ أعلم بأن أظافركِ العشرة في ماء الذهب مطلية

ولو خيّروني ما بين ثلاثة الذهب والألماس وعيناكِ

كنتُ فضلت الأخيرة الملونة

العسلية


الذهب معدن ولا يسمع وأمّا الألماس لم أشاهد حباته ترقص لعزف الأغاني الرومانسية

لكن عيناكِ نقلتْ العلامات الموسيقية السبعة من مدرجها

الورقي وأسكنتها ضمن نطاق

الحدقية


فخذي من أوتاري الخمسة جميع نغماتي الأرضية وهبيني من عينيكِ الألحان السماوية

وإن لم تعلمي مازال الحد الأدنى من أنوثتكِ يكفيني ويكفي

لأتنشق عطراً ينعش ذاكرتي

الحسّية

[جاك عفيف الكوسا]

قمة الجنون أن أكون طوال الوقت قربكِ ولا تنطقيها

وعندما يغادركِ طيفي تقولين

لكم اشتاق

[جاك عفيف الكوسا]

وكونها تحبنا بلا حدود يخجل أمام خجلها الخجل

تتخيلنا بدون عيوب وتعلمنا روح الوجل

تتحمل أخطاء ذنوبنا وتمنح الأمل

فيغدو الذئب أمامها الحمل

تخفف سأمنا والملل

إنها دواء لكل

العلل

[جاك عفيف الكوسا]

ما لي أراكِ والحزن قد لبس منكِ معطفاً

تعالي إليَّ أنا الفرح

لعينيكِ

[جاك عفيف الكوسا]

ليس قصداً نكون أمامها ببعض الأحيان وقحين

لأننا نعرف بأنها ستبرر لنا النكران

مهما كنّا لأفعالها جاحدين

إنها ملجأ الأمان

الأمين

[جاك عفيف الكوسا]

ذات اليد الصغيرة التي أحضنها الآن وأسقيها من نبع حناني

ربّما تساعدني وعلى الأغلب سوف ترعاني

عندما تغدر في نهاية عمري

بعض أيامي

[جاك عفيف الكوسا]

كاذبة أنتِ وبالقدر الذي ترغبين والمصيبة ما زلت أصدق أغلب ما تقولين

تشردقت بكِ عمراً وعجز قلبي عن لفظكِ مثلما كنتِ تتوقعين

فما فائدة المصارحة وأعرف بأنكِ سوف تكذبين

سجلكِ لم تكفيه السوابق فهل يهرب

تاريخكِ من قلم يعشق

فن التدوين

[جاك عفيف الكوسا]

وتحت جناح الليل كان لنا بيوت

مدفأة ومقعد وبقايا

الصور


كان الحب وثمرات شجر التوت

حفلات ما عاد ذكرها

القمر

[جاك عفيف الكوسا]

السهرات تطول على خبز فتفوت

وما أحلى ليالي

السمر


ننده بالصوت وكل الصبايا تفوت

مطرب يغني ويزيد

السهر

[جاك عفيف الكوسا]

الروح ترسل لها مع الهوى ياقوت

قاصدة تغازلها قبل

السفر


وعيونها تغزل و يلّي قبالها يموت

غمزات تبعثها تهد

الحجر

[جاك عفيف الكوسا]

القبلات تطرق على بابها وما تفوت

خايفة من خدها يصد

المطر


والعطر على شعرها من بطن حوت

نقطة بريقها دوخت

البشر

[جاك عفيف الكوسا]

شفايفها الحمر في كلماتها لاهوت

ضحكة كرزها جلبت

الخطر


يا ليت قبلتها تبصم خدي بناحوت

وما يهمني لو جن

القدر

[جاك عفيف الكوسا]

عفواً يا قائل الأمثال إن كان الصمت في حرم الجمال جمال

فإن الكلام ما بعد الصمت يمنح إلى الكمال كمال

ربّما تتغنج الكلمات على حروفها دلال

ويزغرد القلم ضمن المجال

لكي يغدو المحال

مُطال

[جاك عفيف الكوسا]

السنوات ماضية ولولا عنادكِ المزمن كنتِ قطفتِ من الأيام أجملها

ولم تدخل فيما بيننا الأوهام التي سقتها

نظرات تلك الفاتنة

[جاك عفيف الكوسا]

يا ليتكِ سبرتني قبل طعن الخاصرة وغصتِ ضمن عقلي حتى بلغتِ الملفات السرية الحاسمة

قلب الأنثى وإن كان في الاستشعار دليلها ولكنه لا يُغني أبداً

عن إرشادات الحاسة الحساسة

السادسة

[جاك عفيف الكوسا]

فما كان مغصكِ يا قاضية لو تمهلتِ قليلاً قبل أن تقصم مطرقتكِ في سقوطها ظهر الطاولة

رائحة العطر ليست في تقرير الإدانة كافية والزجاجة في خزانتكِ نصبتها شاهدة

قبل أن أغلفها جربتها ثم خبأتها لعيد ميلادكِ حتى تكون الهدية جاهزة

ولا يجوز توجيه الاتهام إن لم تتوافر لديكِ القناعة الراسخة

إن الشك لا يفسر أبداً في صالح الجهة المخاصمة

رُفعتْ الجلسة والأدلة في حوزتكِ ناقصة

القرائن الضعيفة لا تعتبر حجة

في إصدار الأحكام

الفاصلة

[جاك عفيف الكوسا]

كيف لا أحبكِ وأنتِ التي علّمتها تهجئة الكلمات وكتابة حروف الأبجدية

وعندما أصبحتِ في العشق ماردة ومؤلفة عبقرية

تناسيتني ولم تنصفني قصائدكِ

الشعرية

[جاك عفيف الكوسا]

أحب التاريخ وأهوى الجغرافيا ولكني أعشق الفلسفة أكثر وخصوصاً لو كان عقلكِ الميدان

فلا تدعي أحداً يطرحكِ من المعادلة ويأخذ مكان سيادتكِ في المقام

جميع حواسكِ الخمس هدفاً مشروع لكلماتي

إن بقيتُ ونظرات عينيكِ

في خصام

[جاك عفيف الكوسا]

محظوظ جداً قلمكِ الرصاص يداكِ تحضنه أمام عيون الناس وأنا من أحمل وزره لو تم القصاص وإن شكوتُ له منكِ حالي يلومني ويحتج بمشيئة الأقدار

طويلة يا سكة العاشقين هكذا كتبها عبد الرحيم منصور وغنتها نجاة وكانت ألحان بليغ كافية لتجلب على الأرض ربيعاً حافلاً بالياسمين والأزهار

وصلني عطركِ ولم يكن يحتاج جوازاً للعبور لكن زحل قلص حظوظي أمام عظمة حضوركِ واحتلت الشمس مثلثي الرابع وسلبتني القرار

برجي مائي وبرجكِ يسكن أعماق البركان والكواكب تدور في مصلحتكِ ولا أملك من النجوم طالعاً يمنحني الأمل بتعديل المسار

القلب اليابس كيف يزهر إن كان العقل عالقاً في ذكريات الماضي والأخيرة تعرف المراوغة وترفض فك الحصار

يا أنثى تسكن ضمن الجفنين وتعشق العبث في مجال رؤيتي مثلما تعبث الرياح في أغصان الأشجار

كيف ارسمكِ وأنا كلما اقتربت من عينيكِ مستكشفاً أخسر قبل أن تعلن نظراتكِ الانتصار

ألواني المائية أمام تضاريسكِ قزمة وليس لديها أي فرصة في تجاوز الاختبار

جمالكِ شاهق والشفة السفلى تناديني ولا أملك حتى حرية الاختيار

لصة متمرسة حضرتكِ سرقتْ ألواني وألحاني والأشعار

أرهقتِ ريشتي جداً وملامحكِ ترفض الاختصار

لا تلام الورقة إن التهمها لهيب النار

كيف تلام ولم تسلم أناملي

من نفس المصير

والخيار

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
1

وكلّما شرعتُ في الكتابة
هربتْ الكلمات
منّي
ولجأتْ فوراً إلى صاحبة
الأمر

كان وأخواتها والصفة
معهم
وأغلب حروف العطف
والجر

كانوا البارحة في صفي
وكنا نتحضر
بالسر
كي نسرق منكِ سيدتي
كل أفعال
الأمر

لكن سيدة السحر سحرتها
وانقلبتْ ضدّي
أفعالي
الحاضر أضحى كما الماضي
أصبحتُ أهرب
وأفر

تعويذات سحركِ أغرقت سفني
ولم ينفعني
الكر
وكأنها مؤامرة تمرّد تحاك
من قبل أسياد
الفكر

سيدة السحر ومن لغتي
سرقتْ ألوان
الزهر
أخذتْ كلماتي وحروفي
وأعلنتْ عليَّ
الحجر

فدعيني أسكن ضمن عينيكِ
ولتسامحني خواطر
النثر
الأبجدية جنودها وفرسانها
خصمي ويضمرون
الشر

إن لمحوني ألمس ضفائركِ
أو
حتى أغازل رموش جفنيكِ
يرموني بنظرات
القهر

لقد أعلنوا اليوم خاتمتي
سأترك أبيات
الشعر
فلن تبتل ريشتي في حبرٍ
ما دمتِ سيدة
للسحر

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
2

سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة ماكرة في خلط جميع تعويذات السحر

يخضع لسلطانها ألف جني وماردان صغيران وشيطان أليف لكنه ثرثار

ينفذون طلباتها ويلبّون رغباتها وليس في مقدرتهم أن يرفضوا لها أمر

سيدة السحر ماهرة جداً في كتابة النثر ولكنها أكثر من بارعة في الشعر

تجري القوافي أمام فصاحة لسانها كما تجري المياه ضمن ضفتي النهر

وحتى تظل حروفها لامعة في فضاء الفكر

ألقتْ على كلماتي وحروفي تعويذة سحر

جعلتْ عباراتي تهرم قبل أوانها في العمر

ولا أخفيكم سراً مفعول سحرها لن يزول قبل أن ينقضي الدهر

إلا لو توافرت ثلاثة شروط مجتمعة وليس أمامي منها أي مفر

شرطها الأول أن يدخل قصرها أميراً قادماً من عصر الحكايات

ولا بدّ أن يكتب في وصفها غزلاً لم تسمع مثله أجمل الأميرات

ويهديها من عزفه أغنية لا تزول نغماتها مهما مرت السنوات

حينها ربّما سوف يذوب الصقيع القاتل عن رأس قمم الكلمات

ترجع حروفي صغيرة فتية على الفور

ترقص حركاتها طرباً في واحات النثر

يعود الربيع إلى عينيها في قبلة الزهر

تسرق القصائد من فاهها رائحة العطر

وهذا طبعاً إن بقي لها من العمر سطر

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
3

سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة تهرب من قصص الحكايات

منذ ولادتها تكره الهدوء جداً وتعشق كثيراً ضجيج المغامرات

ليست ساحرة كما الساحرات اللواتي قرأنا عنهم في الروايات

لا تركب مكنسة

وليس لديها قطة سوداء

ولم تكن يوماً قبيحة

جمالها يضاهي جمال سبع أميرات

لو نظرتْ إلى مرآتها لحظة تعشق نظراتها المرآة

إن مشطتْ شعرها صدفة لا تفارق أناملها الفرشاة

ولو شاورتْ إلى القمر ليلاً يتحول بدراً في لحظات

لم يعرف خدها حرارة الدمعة

الأحزان لا تقرب عينيها أبداً

لو ضحكتْ تضحك لأجلها السماء

وإن غضبتْ قولوا على الدنيا السلام

ولكن مهلاً ومن بعدها مهلاً

ربّما سوف يعود قلمي ويتابع مسيرة الدوران

إن بقي العقرب وشماً على كتف سيدة الميزان

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
4

سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة

فارسة تعشق مبارزة

الفرسان

سيفها مصقول بالماء والنار

ولا الماء في هدوئها ماء ولا النار إن ثارت نار

في حضورها يهزم الليل فلول النهار

ولا تخوض معركة إلا وسبقتها أنباء الانتصار

لو ماج خصرها دلعاً تغير الكواكب مسيرة الأقدار

وإن غنت لحناً تصمت أمام صوتها عصافير الأشجار

موعود من يقترب من ربيع أنوثتها

محروم من يدنو من رائحة عطرها

مجنون من يقتحم أسوار عقلها

من يحاول وصفها مفقود

من ينجح في مبارزتها مولود

من يطلب رسمها مطرود

سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة

تبحث عن ذاكرة إنسان لا يقرب منها النسيان

تفتش عن قدر مكتوب وخارج عن سيطرة الزمان

تبحث عن إرادة جسد لا تغريه الشهوة ولذة الإدمان

تفتش عن تاريخ رجل لم تجبره الظروف على الهجران

وعلى الرغم من كل تجاربها وعلى الرغم من جميع انتصاراتها

وعلى الرغم من كل قوتها تفتقد إلى الشعور بالأمان

سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة

ترغب في فارس سيفه القلم وسلاحه الكلمات

حصانه عقل يهوى ترويض الأزمات

تريد ساحر يعيد إليها عمرها الهارب من السنوات

ترغب في شاعر يعيد إلى أنوثتها روح الحياة

تريد سارق يخطف لها الحلم من اللحظات

وكلما زاد عدد الفرسان في الميدان

تكبر دائرة المراهنات وتكثر الاحتمالات

مما يضعف تأثير وقوة سحرها على العبارات

وتصبح الفرصة أمام حروفي متاحة

للهرب والنجاة

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
5
سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة شاطرة في تبصير الفنجان

تقرأ النوايا والأفكار وتدرس دلالات الكلام

تسلط الضوء على أدق الأجزاء

وترمي على القهوة

السلام


لو شاهدتْ أو حتى شعرتْ بأن العطر دخل إلى محرابي يوماً

تغضب وتشعل حرباً وقودها حروف الكلمات

إنها تسكن خيالي منذ سنوات

وتغادره متى

تشاء


وغالباً ما ترجع لزوايا عقلي عندما يأتي موعد حلول المساء

عند عودتها تتفقد جميع أركان ذاكرتي

بحرص لا ينقصه أبداً

الدهاء


تبحث في محتويات الماضي عن الصور والعناوين والأسماء

تغوص حتى داخل التفاصيل البسيطة

وتفضح أنوثتها رائحة

النساء


تجن وتستشيط غيظاً لو علمتْ بأن أنثى ما وبلا أدنى استثناء

زارتْ أفكاري سراً أو لمحتْ صدفة

بعضاً من كتاباتي

علناً


وليس الأمر بالنسبة لها لا حباً ولا حتى عشقاً قد يغزو الأرجاء

الغيرة لا تدندن على أوتار مشاعرها

ولا تفجر أبداً بركان

أنوثتها


قوتها تكمن في درجة ذكائها وثقتها بمغناطيس جاذبيتها مطلقة

ولا تهتز ولستُ أظنها من الممكن

أن تهتز


لكن خطورة الأمر من منظورها الأنثوي تكمن بأن عطر المرأة

ربّما يضعف من تأثير وقوة

السحر

[جاك عفيف الكوسا]

الساحرة والعرّاب
6
سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة

من برج الجوزاء تتقمص أربع شخصيات

وفي كل دور تلعبه تنجح

بالتمثيل والأداء

عندما وصل إلى مسامعها بأن حروفي بدأت

تخرج من تأثير تعويذة السحر

صدمتها الأنباء

أوعزتْ إلى جميع مدراء الجرائد التي

كنتُ أنشر فيها مقالاتي

بعدم الإصغاء

فتشتْ عن كل المنتديات التي أتواجد فيها

ونجحتْ في اختراق أغلبها

دون عناء

مرة تدخل تحت اسم مستعار

وتلبس ثوب سندريلا وتترك خلفها كماً

كبيراً من التساؤلات

والأسماء

ومرة تأخذ دور العراب

تبارك حروفي في الصباح وترجمها

عندما يأتي موعد

العشاء

وأحياناً ترتدي ثياب غجرية

تدعي بأنها تقرأ الطالع من الخطوط

تخبرني بأن الطريق إلى أي أنثى مرصود

وحتى محاولة التفكير أمراً

مرفوض

وعندما تفشل في كل المناورات تتقمص دور الشريرة

وتكتشف الباسبورد وتغلق

المنتديات

كثيرة جداً جداً تلك المنتديات التي كتبتُ فيها سابقاً

وتم اختراقها وإغلاقها فجأة

ثم اختفتْ دون

مقدمات

وخسرتُ مع زوالها أجمل ما كتبه قلمي من كلمات

أصبحتْ الآن في ذمة

الذكريات

كلمة حق تقال كارثة مؤكدة تلك الأنثى بكل الأدوار

والشخصيات

عندما تغضب تسأم وتتذمر ثم يتقلص جنونها ويتمدد

البارحة مزقتْ ثيابي وصوري

ولو رأتني حينها

مزقتني

رمتْ زجاجات عطرها وأحرقتْ جميع مكاتيبي ورسائلي

أمسكتْ قلمها ومن دفتر عناوينها

شطبتني

هذا لا يعني بأنها تركتني أو رضيتْ بالأمر الواقع

ونسيتني

لقد أدخلتني ضمن الدائرة الضيقة من تفكيرها

وتاريخي معها لن يشفع

لا لي ولا حتى

لقلمي

كتبتُ لأجلها ألف قصيدة وأربعة كتب وخمس مجلدات

لكنها تفصفص حروف الكلمات

ولا تشبع

تغزلتُ في جمالها الأسطوري لأكثر من عشرة أعوام

ونسجتُ حول خصرها شالا ًطرزته

في أجمل معاني

الكلام

لكنها لا تقنع ولم أترك وسيلة إلا وأتبعتها في اقناعها

ولم تقنع

تريد في وصفها كلمات لم تسمع بها أبجدية

بين اللغات

رسمتها كثيراً جداً ضمن خيالي المجنون

وفتحتُ من أجل رسوماتها

معرض لوحات

ملامحها زيتية التكوين ولم تنجح في رسمها مطلقاً ألواني المائية

كسرتُ أوزان الشعر وعدّلتُ حركات الإعراب

نصبتُ الفاعل ورفعتُ الحال

ولم ينفع

إنها أنثى فضائية غير مرئية وزئبقية المزاج

تعيش وتتغذى على حروف

الكلمات