طاهر عبد المجيد
03-30-2020, 12:08 AM
إلى فلسطين الحبيبة وبمناسبة يوم الأرض (30 آذار) أهدي هذه القصيدة.
نعم آتون
شعر: د. طاهر عبد المجيد
__________________
لِمَنْ أَشكو هُمومي واغْتِرَابِي
عن الوطنِ المُسَيَّجِ بالحِرابِ
وعن أرضٍ تَرَكْتُ على ثَرَاهَا
خُطُوطَ يَدِي وأَحْلام الشَّبَابِ
وأَسئلةً طرحناها صِغاراً
وما زالتْ هناكَ بلا جوابِ
ومن إلاكَ يا وطني وحلمي
يُقاسمُنِي على بعدٍ عَذابي
ويصبو أن أُبدِّل كلَّ يومٍ
من الأفراحِ ثوباً من ثيابي
أَرى كلَّ الطيورِ تعودُ شوقاً
إلى أوطانها بعدَ الغيابِ
وماءُ البحرِ يَرجعُ بعدَ حينٍ
إليهِ إذا تَغَرَّبَ في السَّحابِ
فمالي كلَّما وَجَّهتُ وجهي
إلى وطني يكبِّلنُي اضطرابي؟
ويَدعوني الطريق وحين أَمشي
تَذوبُ خُطايَ في شوقِ الإيابِ؟
لقدْ أَقسمتُ يا وطني بربٍّ
رحيمٍ لا يجاملُ أو يُحَابي
سأقتلُ ليلَ غُربتِنا بفجرٍ
أُجرِّدُه مِنَ الحَلَكِ المُذابِ
وأَجمعُ عَظْمَ من قتلوا حنيناً
إليكَ وغُيِّبوا تحتَ التُّرابِ
سأَحملُهُ على ظَهري وآتي
إليكَ به على رغمِ الصِّعابِ
وتلك وصيةُ الفقراء فاخترْ
لهم ما شئتَ حضناً في الهضابِ
عساهم يبعثون كما أرادوا
معاً من دفءِ أرضكَ للحسابِ
وللشهداءِ أرواحٌ تَراها
إذا حدَّقتَ فجراً في الضَّبابِ
نعمْ آتونَ من كلِّ المَنَافي
كفجرِ العيدِ فافتحْ كلَّ بابِ
وأَيقظْ فرحةَ الأشجارِ زهراً
وعطراً في السهولِ وفي الرَّوابي
وعندَ لقائِنَا لا تُلْقِ بَالاً
لما سَتَرَاهُ فينا منْ خَرَابِ
فَتُفْسِدَ فرحةَ اللُّقْيَا فإنَّا
تعوَّدنا على مُرِّ الشَّرابِ
نعم آتون شبَّاناً وشيباً
وأطفالاً كآسادٍ غضابِ
خَبِرنا الموت حتى صار يخشى
علينا كالوفيِّ من الصِّحابِ
وعلَّمنا البنادق في صباها
أساليب الحوار مع الذئابِ
أزيزُ رصاصها في القولِ يُغني
عن التِّكرارِ أو شرح الخطابِ
فلا تحتاجُ إن بدأت حواراً
مقدِّمةً لتعريفِ الصوابِ
ولولاها لما أوصى زماني
بإعطائي الأمان بلا حسابِ
فكم عشنا على الذكرى بدمعٍ
نخزِّنهُ كماءٍ في الخوابي
وكم عانيت في قومي لأنِّي
دأبت إليكَ أفخر في انتسابي
فيا زمن العذاب إليكَ عني
ويا وطني تهيأ لاقترابي
تسابقني إليكَ الروح شوقاً
إلى ذكرى ليالينا العِذابِ
فما أَحلى الحياةَ وأنتَ فيها
تُلخِّصُها كفاتحةِ الكتابِ
ولولا أنتَ لم أعشق حياتي
وقد كانت سَرَاباً في سَرَابِ
نعم آتون
شعر: د. طاهر عبد المجيد
__________________
لِمَنْ أَشكو هُمومي واغْتِرَابِي
عن الوطنِ المُسَيَّجِ بالحِرابِ
وعن أرضٍ تَرَكْتُ على ثَرَاهَا
خُطُوطَ يَدِي وأَحْلام الشَّبَابِ
وأَسئلةً طرحناها صِغاراً
وما زالتْ هناكَ بلا جوابِ
ومن إلاكَ يا وطني وحلمي
يُقاسمُنِي على بعدٍ عَذابي
ويصبو أن أُبدِّل كلَّ يومٍ
من الأفراحِ ثوباً من ثيابي
أَرى كلَّ الطيورِ تعودُ شوقاً
إلى أوطانها بعدَ الغيابِ
وماءُ البحرِ يَرجعُ بعدَ حينٍ
إليهِ إذا تَغَرَّبَ في السَّحابِ
فمالي كلَّما وَجَّهتُ وجهي
إلى وطني يكبِّلنُي اضطرابي؟
ويَدعوني الطريق وحين أَمشي
تَذوبُ خُطايَ في شوقِ الإيابِ؟
لقدْ أَقسمتُ يا وطني بربٍّ
رحيمٍ لا يجاملُ أو يُحَابي
سأقتلُ ليلَ غُربتِنا بفجرٍ
أُجرِّدُه مِنَ الحَلَكِ المُذابِ
وأَجمعُ عَظْمَ من قتلوا حنيناً
إليكَ وغُيِّبوا تحتَ التُّرابِ
سأَحملُهُ على ظَهري وآتي
إليكَ به على رغمِ الصِّعابِ
وتلك وصيةُ الفقراء فاخترْ
لهم ما شئتَ حضناً في الهضابِ
عساهم يبعثون كما أرادوا
معاً من دفءِ أرضكَ للحسابِ
وللشهداءِ أرواحٌ تَراها
إذا حدَّقتَ فجراً في الضَّبابِ
نعمْ آتونَ من كلِّ المَنَافي
كفجرِ العيدِ فافتحْ كلَّ بابِ
وأَيقظْ فرحةَ الأشجارِ زهراً
وعطراً في السهولِ وفي الرَّوابي
وعندَ لقائِنَا لا تُلْقِ بَالاً
لما سَتَرَاهُ فينا منْ خَرَابِ
فَتُفْسِدَ فرحةَ اللُّقْيَا فإنَّا
تعوَّدنا على مُرِّ الشَّرابِ
نعم آتون شبَّاناً وشيباً
وأطفالاً كآسادٍ غضابِ
خَبِرنا الموت حتى صار يخشى
علينا كالوفيِّ من الصِّحابِ
وعلَّمنا البنادق في صباها
أساليب الحوار مع الذئابِ
أزيزُ رصاصها في القولِ يُغني
عن التِّكرارِ أو شرح الخطابِ
فلا تحتاجُ إن بدأت حواراً
مقدِّمةً لتعريفِ الصوابِ
ولولاها لما أوصى زماني
بإعطائي الأمان بلا حسابِ
فكم عشنا على الذكرى بدمعٍ
نخزِّنهُ كماءٍ في الخوابي
وكم عانيت في قومي لأنِّي
دأبت إليكَ أفخر في انتسابي
فيا زمن العذاب إليكَ عني
ويا وطني تهيأ لاقترابي
تسابقني إليكَ الروح شوقاً
إلى ذكرى ليالينا العِذابِ
فما أَحلى الحياةَ وأنتَ فيها
تُلخِّصُها كفاتحةِ الكتابِ
ولولا أنتَ لم أعشق حياتي
وقد كانت سَرَاباً في سَرَابِ