المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا


طاهر عبد المجيد
04-21-2020, 01:46 PM
لا
د. طاهر عبد المجيد


ها قُلْتُ: لا وبَقيتُ حَيَّاً... سالماً من كلِّ شَرْ
ردَّدتها ببساطةٍ... ما اعتدْتُها وبلا حَذَرْ
وَمَضَيْتُ لمْ أغسلْ فمي... سبعاً لكي أَمحو الأَثَرْ
أو رُحْتُ أَرقبُ من شُقوقِ البابِ زُوَّارَ السَّحَرْ
بي رغبةٌ في قولها... بطريقةٍ لمْ تُختبَرْ
أُحْيي بها من عاشَ ظِلاً في بلادي وانتحَرْ
أو من تَشَرَّدَ في المنافي هائِماً مثلَ الغجَرْ
ما عُدْتُ أَخشى قَولَها... كخطيئةٍ لا تُغتفَرْ
سأقولُ لا بلْ ألفُ لا والنَّارُ أَوَّلُهَا شرَرْ
سأقولُها لأَقولَ لا «مهديَّ» بعدُ سَيُنتظَرْ
هو فكرةٌ كالقاتِ تختزنُ الكثيرَ مِنَ الخَدَرْ
آن الأوانُ لقتلهِ... والبحثُ عن طُرُقٍ أُخَرْ
لا أدَّعي أنِّي شجاعٌ لا أُبالي بالخطَرْ
وكأنَّني في الحربِ أو في الحقِّ خالدُ أو عُمَرْ
أنا يا صديقي في السويد فلا يُفَاجِئْكَ الخبَرْ
هنا في السويد تقولُ «لا» فَتَشُمُّ رائحةَ المطَرْ
وتذوقُ نَكْهَتَها اللذيذةَ في المياه وفي الثمَرْ
لا بل وتسمعها بقلبك حيث أمعنت النظرْ
في شَدْوِ أَطيارِ الرُّبى... وحَفيفِ أَوراقِ الشجَرْ
في همهمات الريح في شكلِ السَّحابِ إذا انتشَرْ
في رَدِّ فعلِ بُحيرةٍ... تُرمى بأكثرِ من حَجَرْ
في وقعِ أقدامِ المشاةِ على الطريقِ إذا انحدَرْ
في صوتِ فتحِ البابِ في وَجَعِ الزجاجِ إذا انكسَرْ
هي بصمةٌ محفورةٌ... في كل شيء مبتكرْ
هي أُنس من يحيا هنا... وعذاب حيٍّ يحتضرْ
مهما أَعُدُّ فلن أُعدِّدَ كلَّ هاتيكَ الصوَرْ
دعني أقلْ لكَ يا صديقي بالمفيدِ المختصَرْ
جَرَّبْتُ شيئاً لمْ أُجرِّب مثلَهُ منذُ الصِّغَرْ
وعرفتُ كم هو تافهٌ... من أجلهِ تَعَبُ السَفَرْ
ها قلتُ «لا» وعرفتُ أنِّي الآنَ من جنسِ البَشَرْ

عبدالإله المالك
04-21-2020, 02:37 PM
لا
ولا
ثم لا
لا ننتظر ولا نرتقب
لا مهدي يأتينا بأخر سطر من وحي السور
لا مراسيل أربعة لا حجب لا حراس لا وحي لا خبر
أف من المزعوم مذ ألف عام ويزيد في الأعوام قرنان بلا أثر
شاعرنا الخنديد أراك متحديا خرافات الكهانة والصوامع والدير
آن أوان العقل أن ينطلق من عقاله ومن عباءة رثة تعمقت في دهاليز الظلمات والسير
د. طاهر جمع بين الوعي والثقة والمعتقد والحرية والتحدي لكهنوت عاد في عصر العلم والمعرفة الكونية
وقدم لنا تحفة فنية قطعة شعرية تأسر الألباب وتشدو والبلابل والعنادل

حييت كثيرا يا صديقي

سيرين
04-21-2020, 05:33 PM
" لا " ترجم خنوع " نعم " وتُعلي شموخ الحرية والكرامة
ما اجملها من لا .. ترجمت شغف النجاة في قبلة الحياة
هيا اطلقوها من سجنها ولا ترتابوا فيما يُرتكب بأسمها
هي النضال المدجج بالياسمين
هي الشعر الذي تتذاكى به اللغة عطرا يسمو بالذائقة كعلامة فارقة
سلمت يمناك شاعرنا المتألق دوما ودام غيثك باهي الاثر
تحية وتقدير

\..:34:

قايـد الحربي
04-22-2020, 08:58 PM
:

طاهر عبدالمجيد
،
حتى الذي "ماقال لا قط إلا في تشهده" ، قالها !
،
وأنت المحرض هنا على الـ لاءات ،
كم خسرتَ لقولها !
كم ربحتَ أيضاً !
،
دائماً ماتثير الدهشة و تتقنها جداً ،
فشكراً تتلوك آناء الليل وأطراف النهار .

حسن زكريا اليوسف
04-24-2020, 11:36 PM
لا
د. طاهر عبد المجيد


ها قُلْتُ: لا وبَقيتُ حَيَّاً... سالماً من كلِّ شَرْ
ردَّدتها ببساطةٍ... ما اعتدْتُها وبلا حَذَرْ
وَمَضَيْتُ لمْ أغسلْ فمي... سبعاً لكي أَمحو الأَثَرْ
أو رُحْتُ أَرقبُ من شُقوقِ البابِ زُوَّارَ السَّحَرْ
بي رغبةٌ في قولها... بطريقةٍ لمْ تُختبَرْ
أُحْيي بها من عاشَ ظِلاً في بلادي وانتحَرْ
أو من تَشَرَّدَ في المنافي هائِماً مثلَ الغجَرْ
ما عُدْتُ أَخشى قَولَها... كخطيئةٍ لا تُغتفَرْ
سأقولُ لا بلْ ألفُ لا والنَّارُ أَوَّلُهَا شرَرْ
سأقولُها لأَقولَ لا «مهديَّ» بعدُ سَيُنتظَرْ
هو فكرةٌ كالقاتِ تختزنُ الكثيرَ مِنَ الخَدَرْ
آن الأوانُ لقتلهِ... والبحثُ عن طُرُقٍ أُخَرْ
لا أدَّعي أنِّي شجاعٌ لا أُبالي بالخطَرْ
وكأنَّني في الحربِ أو في الحقِّ خالدُ أو عُمَرْ
أنا يا صديقي في السويد فلا يُفَاجِئْكَ الخبَرْ
هنا في السويد تقولُ «لا» فَتَشُمُّ رائحةَ المطَرْ
وتذوقُ نَكْهَتَها اللذيذةَ في المياه وفي الثمَرْ
لا بل وتسمعها بقلبك حيث أمعنت النظرْ
في شَدْوِ أَطيارِ الرُّبى... وحَفيفِ أَوراقِ الشجَرْ
في همهمات الريح في شكلِ السَّحابِ إذا انتشَرْ
في رَدِّ فعلِ بُحيرةٍ... تُرمى بأكثرِ من حَجَرْ
في وقعِ أقدامِ المشاةِ على الطريقِ إذا انحدَرْ
في صوتِ فتحِ البابِ في وَجَعِ الزجاجِ إذا انكسَرْ
هي بصمةٌ محفورةٌ... في كل شيء مبتكرْ
هي أُنس من يحيا هنا... وعذاب حيٍّ يحتضرْ
مهما أَعُدُّ فلن أُعدِّدَ كلَّ هاتيكَ الصوَرْ
دعني أقلْ لكَ يا صديقي بالمفيدِ المختصَرْ
جَرَّبْتُ شيئاً لمْ أُجرِّب مثلَهُ منذُ الصِّغَرْ
وعرفتُ كم هو تافهٌ... من أجلهِ تَعَبُ السَفَرْ
ها قلتُ «لا» وعرفتُ أنِّي الآنَ من جنسِ البَشَرْ



أيها الطاهر
قصيدتك فيها تآلف الفكر والإحساس بتماه ٍ ماتع
فيها عـذوبة وسلاسة وشفافية مبهرة
لم تكن لاؤك حرفين عابرين بقدر ما كانت شمساً يليق بها الإشراق بعـد عـتمة
في القصيدة تجديد وحركية رائعة في الصور السمعية والبصرية
وكل ما فيها جميل كجمال روحك
أُهنئك عليها وأصفق لك
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

صفراء
04-27-2020, 02:46 AM
.

ملأت بها الأفواه والمباسم والأعين و القلوب
ليست كأي (لا) تُنطق ويسكت عنها الكلام !
أدهَشت حتى صار السكوت رضا
سمط و أذهل لمعانه
صح القلب و اللسان و الـ (لا) أيضا .

طاهر عبد المجيد
04-30-2020, 01:21 AM
أخي الشاعر عبد الإله الملك:
أشكرك أخي عبد الإله على هذا التعليق الجميل التي زادته القافية جمالاً. كلمة «لا» هي رمز للحرية أو للرغبة في التحرر من الاستبداد الذي أوشك أن يصبح سمة عربية تختص بها أمتنا. وكان لا بد لي من أن أعرج على أحد أسباب هذا الاستبداد وهو استقالة الشعوب من مسؤولياتها وإلقائها على بطل منتظر لن يأتي، وإن أتى فإيتانه سيكون في آخر الزمان بعد أن يكون قد فات الأوان وهي حقيقة عبَّرت عنها أنت بشكل ساحر بقولك لا مهدي يأتينا بآخر سطر من وحي السور. فليتنا نصحو من هذا الوهم الجميل والمريح قبل أن يطوينا التاريخ.
أشكرك مرة أُخرى مع خالص المحبة والتقدير. تحياتي.

طاهر عبد المجيد
04-30-2020, 01:24 AM
أختي الكاتبة سيرين:
أشكرك على هذا الوقت الثمين الذي منحته لقصيدتي كي تعلقي عليها بهذه العبارات الساحرة والجميلة.
تحياتي ومودتي.

طاهر عبد المجيد
04-30-2020, 02:06 AM
أخي العزيز قايد الحربي:
أشكرك على هذا التعليق الجميل ولكن ما نريده هو جيل يقول «لا» في وجه سلطان جائر لا في الصلاة فقط. ولا بد من الإشارة كي لا يساء فهم ما استشهدت به لأن من يقرأ هذا الشطر من البيت يتبادر إلى ذهنه أن هذا القاتل شخص جبان لا يجرؤ على قول «لا» إلا في الصلاة. وسبب سوء الفهم هذا ناجم عن إخراج هذا القول عن سياقه. فهذا القول هو صدر ببيت من قصيدة للفرزدق يمدح فيها زين العابدين بن الحسين يقول فيه:
ما قال لا قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت لاءه نعم
ويقصد أن زين العابدين لا يقول «لا» لأحد يقصده في خدمة أو معونة لكرمه وجوده بل كلمة نعم هي دائماً على لسانه ولولا أنه مضطر إلى قول «لا» في تشهد الصلاة لقالها «نعم».
أخي قايد: أنت أعلم مني بهذا ولكنني أحببت أن أوضح هذه المعلومة للقارئ غير المطلع للفائدة ممن يحبون التعليقات. تحياتي.

طاهر عبد المجيد
04-30-2020, 02:26 AM
أخي الشاعر حسن زكريا اليوسف:
أشكرك أخي حسن على هذا التعليق الرائع الذي يحمل رأياً نقدياً مكثفاً والحقيقة أنك واحد من القلائل الذين أحب أن أستمع إلى آرائهم فيما أنشر خصوصاً ولأنك شاعر متميز خبير بالشعر الجيد ولك نظرتك النقدية في الجمال وفنونه بشكل عام.
أنا سعيد برأيك وأرجو أن لا أخيب ظنك في المرات القادمة مع خالص محبتي وتقديري لك ولشعرك. تحياتي.

طاهر عبد المجيد
04-30-2020, 02:27 AM
الأخت الشاعرة العزيزة صفراء:
أشكرك أيتها الشاعرة التي اقتحمت حرم قصيدتي من غير استئذان فازدادت بهاءً وجمالاً احتفاءً بهذا الضيف الجديد.
تحياتي ومودتي.