المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى أبي


زكريا عليو
08-11-2020, 05:08 PM
… && رسالة إلى أبي && …
أنا لست بخير يا أبي
ملوّنة جدران الغربة
بأنين جراحي التي لا تنام
وأنياب الليل شرهة
تمتص أكثر دم أحلامي
الآيلة للسقوط
ولا وقت أتشبث به
لأقيم جدرانها
من بين أنامل الرجاء
يخطف الفجر ريشتي
وينسل مغادراً نافذة الأمل
كمركب عند الغروب
يبتعد في البحر رويداً… . رويداً
والعصافير التي كان شدوها
يوقظني كل صباح
غادرت شباك الأمل
رغم احتفاظي لها بقطعة السكر
وجميل لحون الغناء
على قارعة الطريق
ترمى الورود الجميلة
وشاهدة لحدي
مزينة بشتيمة اللحود ( يتبعه الغاوون )
إمام مسجد حارتنا
كثير المواعظ العمياء
انطفأت شموع الغواية
قلّموا أظافر قصائده
قبل أن تجرح حياء الورود
جارنا يتشدق كثيراً بالفضائل الحميدة
حتى كرشه الكبير لم يعد يستوعب أكثر
فكم أكل لحمي نيّئاً
أخاف يا أبي
آواخر الصيف
تغويني صبية بوردة حمراء
وقطرات الندى سافرت مع الغروب
فلا ريشة ألوّن بالأخضر عينيها
ولا قمح لأبذر بيادر أحلامها
عشش سواد الليل وخفافيشه بين أضلعي
لقد شربت كلّ آلامك يا أبي
وكيف أبلسمها
وحروفي ﻻ تعبر سمّ الخياط
…… ★★★… ...

يا أبت…
تعال نستيقظ معاً
طال رقاد فجرنا
لنصنع حاضراً أخضر
الليل عمره قصير
ينجلي ظلامه مع أول شرارة ضياء
والوحل عار
ينتهي عندما نتوضأ بالنور
ونصلّي في محراب الأمل .

بقلم : زكــريا أحمــد عليــو
ســوريا ــ اللاذقــية
2020/8/10

قايـد الحربي
08-11-2020, 10:04 PM
:
:

زكريا ..
يكفي هذه الرسالة وقاراً أنها إلى الأب ..
ويكفيها شعراً أنها من زكريا .
؛
شكراً لك حتى ترضى

زكريا عليو
08-12-2020, 01:45 AM
:
:

زكريا ..
يكفي هذه الرسالة وقاراً أنها إلى الأب ..
ويكفيها شعراً أنها من زكريا .
؛
شكراً لك حتى ترضى


بكفي نصي فخرا
هذه الشهادة من اديب ألمعي

سيرين
08-12-2020, 02:02 AM
ومن غير الاب يُتمم الأمان للروح ويعصمها من الشتات !!
للرسائل نبض لا يمت يصافح الذائقة بما لا تنطقها من كلمات
لصدق احساسها ووقعها الخاص
ولصوت المداد هنا حق الاصغاء لمنثور عطره
دمت وارف الالق مبدعنا \ زكريا عليو
مودتي والياسمين

\..:icon20:

إغفاءة حلم
08-12-2020, 05:06 AM
في فقد الأب أنت أول من يصبح غريباً عليك
هكذا يضيعك شعور الفقد في المكان الذي تعرفه ...
وتظل تأخذك الغربة بيدها إلى حيث تعرف ولن تعرفك
ستلتقي بك غريباً عليك في كل شيء حتى تعتاده مجبراً ولا تألفه ..
فمنذ تلك اللحظة التي يفلت يده الطفل فيك ...
ستهرم فجأة في متاهات الأيام باحثاً عنه لتجدك ولن ....
وستتهم كثيراً بتنطعك في حزنك وستقدم لهم كل مايثبت إدانتك ...
لأن ثمة أحزان ترحل برحيلها
وثمة أحزان ترحل برحيلك وهكذا هو حزن فقد الأب ...

ولأنني أعرف جيداً أن الدمع
كل مايقال وكل مايكتب وكل مايقرأ
في رسالة كتبت إلى أب مفقود نوره ..

الأب الحب الذي لاتغيب شمسه يظل مشرقاً ويقظاً فيك
هذا النهار العظيم الذي لايكتب إلا بمداد من نور ...
فهنا الحروف نهر تتوضأ الشمس به ... نور لايجف مجراه في الروح ولاينطفئ ..
وطالما الأب قبلة هبوبها
فكيف لا تكون رهن يد رسالتك السحاب الثقال ...


اعتذر على الإطالة فكل إطالة في حب الأب اختزال ...

طبت وطابت روحك
وطاب هذا الحرف الذي لا تفارق نهره عذوبة الشعر ...

جليله ماجد
08-12-2020, 08:53 AM
كنا وروداً صغيرة..
تظن أن التقدم في السن امتيازاً..
حتى كبرنا و ليتنا لم نفعل..
الحياة صعبة خبيثة..
لمن كانت سريرته صافية طاهرة..
أ. زكريا..
أدب الرسائل جميل.. جميل..!
و الأجمل كلماتك الصادقة المنقوشة بطهر راقٍ..
بورك اليراع!
احترامي.. تقديري..

زكريا عليو
08-12-2020, 07:45 PM
ومن غير الاب يُتمم الأمان للروح ويعصمها من الشتات !!
للرسائل نبض لا يمت يصافح الذائقة بما لا تنطقها من كلمات
لصدق احساسها ووقعها الخاص
ولصوت المداد هنا حق الاصغاء لمنثور عطره
دمت وارف الالق مبدعنا \ زكريا عليو
مودتي والياسمين

\..:icon20:

اخترت الرسالة للاموات ، كون الاحياء لا يسمعون
ولاقول كيف لم هدمنا ما بنوه
… شكرا لهذا الحضور الوارف الظلال

زكريا عليو
08-12-2020, 07:47 PM
في فقد الأب أنت أول من يصبح غريباً عليك
هكذا يضيعك شعور الفقد في المكان الذي تعرفه ...
وتظل تأخذك الغربة بيدها إلى حيث تعرف ولن تعرفك
ستلتقي بك غريباً عليك في كل شيء حتى تعتاده مجبراً ولا تألفه ..
فمنذ تلك اللحظة التي يفلت يده الطفل فيك ...
ستهرم فجأة في متاهات الأيام باحثاً عنه لتجدك ولن ....
وستتهم كثيراً بتنطعك في حزنك وستقدم لهم كل مايثبت إدانتك ...
لأن ثمة أحزان ترحل برحيلها
وثمة أحزان ترحل برحيلك وهكذا هو حزن فقد الأب ...


ولأنني أعرف جيداً أن الدمع
كل مايقال وكل مايكتب وكل مايقرأ
في رسالة كتبت إلى أب مفقود نوره ..

الأب الحب الذي لاتغيب شمسه يظل مشرقاً ويقظاً فيك
هذا النهار العظيم الذي لايكتب إلا بمداد من نور ...
فهنا الحروف نهر تتوضأ الشمس به ... نور لايجف مجراه في الروح ولاينطفئ ..
وطالما الأب قبلة هبوبها
فكيف لا تكون رهن يد رسالتك السحاب الثقال ...


اعتذر على الإطالة فكل إطالة في حب الأب اختزال ...

طبت وطابت روحك
وطاب هذا الحرف الذي لا تفارق نهره عذوبة الشعر ...
… .
شكرا لعذب حضوركم ، فقدنا الاب والوطن، وفقدنا الكتف الذي عليه نرتاح
ونبثه أوجاعنا
… . لكم الود دائما

زكريا عليو
08-12-2020, 07:49 PM
كنا وروداً صغيرة..
تظن أن التقدم في السن امتيازاً..
حتى كبرنا و ليتنا لم نفعل..
الحياة صعبة خبيثة..
لمن كانت سريرته صافية طاهرة..
أ. زكريا..
أدب الرسائل جميل.. جميل..!
و الأجمل كلماتك الصادقة المنقوشة بطهر راقٍ..
بورك اليراع!
احترامي.. تقديري..

… .
استاذة هو الواقع فرض نفسه
وجعلني أبحث عن كتف اسند رأسي عليه واشكيه نجواي
… .. شكرا لعذب حضوركم

نادرة عبدالحي
08-15-2020, 11:13 PM
… && رسالة إلى أبي && … 

مدخل للنص صريح للغاية
اي كان المبعوث له الرسالة
(انا لست بخير ) ويأتي التفسير السبب
من وراء الضيق ، يوصف ان للغربة جدران
وهذه الجدران تعددت الوانها . فليس اصعب
من العيش في الوطن والشعور انه غربة تضيق
على ابن الوطن ،
والجراح لا تنام
ولليل انياب شرسة ويأتي الوصف لليل بأنياب شرسة تفترس الراحة وتمتص دم الاحلام التي تولد من رحم الذات ، مما يدل ان لا حق للانسان
على هذا الكون ان يحلم ويبقى حلمه غير معرض للخطر ،

أنا لست بخير يا أبي 
ملوّنة جدران الغربة 
بأنين جراحي التي لا تنام 
وأنياب الليل شرهة 
تمتص أكثر دم أحلامي

الآيلة للسقوط 
ولا وقت أتشبث به
لأقيم جدرانها 
من بين أنامل الرجاء 
،


صورة فنية مبهرة لفجر يفعل الكثير


فالكاتب الفاضل زكريا عليو اختياره للفجر لم يأتي بالصدفة لان في الفجر
أمور واسرار من الصعب على البشر إدراكها .الفجر ولادة جديدة لكل أمر في الوجود فهو ينفض الظلام ليتواجد
الفجر قدوة ومعلم للمضي قدما ونفض الحلكة
والتمسك بالنور ليستطيع المخلوق الاستمرار
في حياته،

(يخطف الفجر ريشتي
وينسل مغادراً نافذة الأمل 
كمركب عند الغروب
يبتعد في البحر رويداً… . رويداً )




إبراز سلوكيات بعض الاشخاص ونراها بجميع المجتمعات
أحدها إمام مسجد يكثر من قول المواعظ العمياء التي لا
تفيد سامعها بل تُدخله في متاهات ،

وجار يتشدق بالفضائل الحميدة وهو من أكلي أللحم النيئ ،
إبراز السلوكيات هو تماما كقول الحق الذي لا بد أن يُقال ،

إمام مسجد حارتنا 
كثير المواعظ العمياء 
انطفأت شموع الغواية 
قلّموا أظافر قصائده 
قبل أن تجرح حياء الورود

جارنا يتشدق كثيراً بالفضائل الحميدة 
حتى كرشه الكبير لم يعد يستوعب أكثر 
فكم أكل لحمي نيّئاً


الكاتب والمبدع الفاضل زكريا عليو تحمل من منبركَ قضايا مجتمعات ، والالام أخيك الإنسان
دمت قدوة ونبراسا لكل من تابع أدبكَ وإنتظره ،