يزن ياسين
08-14-2020, 03:30 PM
ولدتُ نَاضِجاً
بِعقلٍ يَكبُرُني سِنـاً !
لـِ أجدَني انا وطفْولتي
مسحُوقَين معـاً !
لازلتُ اتذكرُ تِلكَ اللحظة..
حين تقيأتُ حليب أمي
وهربتُ مِنْهــا
واخذتُ سِجارة أبي
وأحرقتُ رئتـي بِهــا !
كان أبي مصعوقاً
حين قُلتُ لهُ : [ يا بُني ]..!!
خُذ ألعابي و الْهُ بِها قليـلاً
قبل أن تلهو بكَ الحياة طويـلاً !
كان ينظرُ إليّ وهو مُتعجب ومُرتعب
قُلت لهُ لاترتاب يا أبتِ ..
لستُ ملاكاً ولا عفريـتا
ولكنّني عشتُ طفولتي
في رحم أمي وأكتفيــت !
استرقتُ السمع منكـــم
سمعتُ صـوت تأوهاتكـم
ونُبتت بداخلي أوجاعكم
استَمعت معكُم لـِ أصوات الرّصَاص
ولِصُراخ بريءٍ حُكمَ عليهِ بالقِصاص !
استمعت معكم لنشرة الأخبـار
ولدويّ ذلك الإنفجار وصفير القذيفة
التي اخترقت الجِـدار ..
سمعتُ صوت الأم المسكينة
وهيَ تبحثُ
عن جُثةُ طِفلُها تحت الرّكام..*
أدركتُ حِينها أني سأولدُ بِوطنٍ
غير قابِل للعيش أبداً
وتِلكَ الحياة غيرَ صَالحةٍ للصِّغـار..
وقبل أن تلدَني أمـــــي
كان عليّ ان أكبُرَ قبل أواني
أن أقفَ دون قدمــي ..
أن أتهيأ لـ ألمــي
أن أصلبَ دمي بدمــي..
كان عليّ أن أسحق طفولتي
قبل أن أجدَني مسحوقاً ..
وأن أسفِـكَ كُل براءتـي
فوطني لايحمي بريئــاً !
وها أنا الآن أصبحتُ جاهِزاً
للحياة وكَيفَما شائـت هِــي
روضتُ نفسي قبل ولادتي*
والآن افعلـوا ماشِئتــم بـي !
بقلمـــي
*
بِعقلٍ يَكبُرُني سِنـاً !
لـِ أجدَني انا وطفْولتي
مسحُوقَين معـاً !
لازلتُ اتذكرُ تِلكَ اللحظة..
حين تقيأتُ حليب أمي
وهربتُ مِنْهــا
واخذتُ سِجارة أبي
وأحرقتُ رئتـي بِهــا !
كان أبي مصعوقاً
حين قُلتُ لهُ : [ يا بُني ]..!!
خُذ ألعابي و الْهُ بِها قليـلاً
قبل أن تلهو بكَ الحياة طويـلاً !
كان ينظرُ إليّ وهو مُتعجب ومُرتعب
قُلت لهُ لاترتاب يا أبتِ ..
لستُ ملاكاً ولا عفريـتا
ولكنّني عشتُ طفولتي
في رحم أمي وأكتفيــت !
استرقتُ السمع منكـــم
سمعتُ صـوت تأوهاتكـم
ونُبتت بداخلي أوجاعكم
استَمعت معكُم لـِ أصوات الرّصَاص
ولِصُراخ بريءٍ حُكمَ عليهِ بالقِصاص !
استمعت معكم لنشرة الأخبـار
ولدويّ ذلك الإنفجار وصفير القذيفة
التي اخترقت الجِـدار ..
سمعتُ صوت الأم المسكينة
وهيَ تبحثُ
عن جُثةُ طِفلُها تحت الرّكام..*
أدركتُ حِينها أني سأولدُ بِوطنٍ
غير قابِل للعيش أبداً
وتِلكَ الحياة غيرَ صَالحةٍ للصِّغـار..
وقبل أن تلدَني أمـــــي
كان عليّ ان أكبُرَ قبل أواني
أن أقفَ دون قدمــي ..
أن أتهيأ لـ ألمــي
أن أصلبَ دمي بدمــي..
كان عليّ أن أسحق طفولتي
قبل أن أجدَني مسحوقاً ..
وأن أسفِـكَ كُل براءتـي
فوطني لايحمي بريئــاً !
وها أنا الآن أصبحتُ جاهِزاً
للحياة وكَيفَما شائـت هِــي
روضتُ نفسي قبل ولادتي*
والآن افعلـوا ماشِئتــم بـي !
بقلمـــي
*