مشاهدة النسخة كاملة : يَومِيات.. قَلْب.. مَفْطور..!
جليله ماجد
08-21-2020, 08:07 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-eb52af6c99.jpg
جليله ماجد
08-21-2020, 08:07 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-fc36ac935b.jpg
جليله ماجد
08-21-2020, 08:09 PM
.
.
إنه الصباح مرة أخرى!
إنه حلم.. مرة أخرى..!
أجمع شعري على قمة رأسي و أتخبط كي أغسل وجهي المرهق..
أستمع إلى طقطقة عظامي و أنا أتثاءب .. و أتجه للأسفل و أنا ألاحظ البرودة الشديدة للتكييف المركزي أنظر إلى جواربي الثقيلة و القميص الواسع الثقيل الذي أرتدي و أضع قبعته على رأسي لأن أذني باردة كالجليد..
أشغل جهاز القهوة و أشتم رائحة القهوة المحمصة الطازجة في الأجواء.. أصب لي كوباً من السائل الدافئ و أمسك الكوب بين أصابعي منتشية راضية بالدفء الجميل الذي بدأ يتسرب لهذا الجسد البارد كالثلج.
أبدأ الصباح بهدوء وحدي قبل أن يستيقظ الجميع..
- صباح الخير يا قلبي!
لا زالت هذه العادة.. فيي لم أتخلص منها.. أفتح على صورتك و أقرئها السلام ككل المجانين في هذا العالم..
القهوة تؤلم معدتي المسكينة فأمسك بفمي و أتقيأ و أنا مصدومة!
لماذا يؤلمنا ما/ من نحب؟
لماذا توجد هذه المتعة الشديدة ممزوجة بهذا الألم الشديد؟
أضرب قبضتي بالجدار و أنا أتمتم.. لماذا؟ لماذا؟
و كأن الحب هو الشعلة و النار ..
هو الحريق و الترياق بشكل غريب..
أغسل أسناني و أنا أشعر بالقرف من القيء الأصفر الغريب..
أبعد صورته عن ناظري متمتمة : عليي أن أتوقف عن النظر إليه و متابعة أخباره ككل الفاشلين في العالم..
أضم ذراعي على جسدي و أنا أسوي ملابسي التي غرقت بالمياه ...
- ألو.. نعم.. نعم.. متى؟ نعم أريد أن أغير جو..من ؟ نعم.. بعد ساعتين من الآن.. سأتناول الفطور الآن يافتاة! طيب.. طيب.. يلا أراكِ!
عليي أن أتجه للنادي الرياضي.. هناك فقط أصرخ بأعلى صوتي.. فلا أحتاج كتفاً أبكي عليها بعد اليوم!
جليله ماجد
08-22-2020, 08:14 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c97381008f.jpg
جليله ماجد
08-23-2020, 07:45 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d8d5d5fd29.jpg
جليله ماجد
08-23-2020, 07:47 PM
.
.
.
- جلبتُ لك الموزة!
- شكراً هيا بنا كي نكون في الصف الأمامي..
- إن شاء الله.. من المدربة اليوم.. ؟
- ألم تري الجدول؟ أنتِ مهبولة فعلاً..
- أنتِ الأستاذة أنا مجرد تلميذة لكِ!
- سأختار لكِ أغنية شغلي البلوتوث يا بنت..
اخترت خيار البلوتوث في السيارة و أنا أسأل عن اسم جهازها..
حركت أصابعها بسرعة و هي تقول .. أممممم أصالة..!
انساب صوت أصالة ناعماً قوياً كسيف حاد .. و هي تزعق بالاغنية و أنا أهز رأسي و أبتسم..
أنا أتهدم من الداخل..
و أصالة تدوس على الجروح بنعومة مطلقة!
( لا تتعذر باحتياجك كلنا ناقص حنان
كلنا طفل يتمنى أي شخص يحضنه)
- مارأيكِ بالأغنية؟
- هاه؟ اتجنن !
- انتبهي!
- آسفة.. آسفة.. على العموم وصلنا..!
دخلت مع صديقتي النادي و أنا أشاهد الفتيات متناثرات هناك من تتسلق سلم لا يتوقف عن الحركة و من تمشي و من تركب الداجة الثابتة.. ناهيك عمن تحمل الأثقال أو تطوح بيديها أو رجليها و هي تنفخ.. علقنا العباءة و الشيلة و نحن نحمل الحقائب الرياضية.. نظرت إلي و هي تقول.. ملابسكِ واسعة جداً.. لماذا لا تشترين مقاسك؟
- هذا مقاسي!
- لا.. لا أنتِ تتخيلين انظري إلى المرآة جيدا لقد ازددت نحافة هل تأكلين أصلاً؟
- نعم.. آكل كثيراً!
-نظرت إلي بشك و هي تقول : واضح ما شاء الله!
- لن أغير مقاسي ستكبر عضلاتي!
- هيا تعالي..!
صفقنا لرؤية المدربة و ضربنا كفوفنا بكفها القوي.. و بدأت بوضع الأغاني و نحن نقلدها و نصرخ و نصفق بكل شقاوة ممكنة..
أغنية بعد أغنية و نحن نرقص و نخطئ و نضحك كالمهابيل تماماً.. و انتهى التدريب و نحن لاهثات ذوات شعر ملتصق و ملابس مبتلة من العرق...
- كول داون ليديز..! ثم وضعت أغنية ( أصابكَ عِشقٌ) و بدأت بالتحرك ببطء ( أم رميت بأسهم) و هي تتنفس بعمق.. ( فما هذه إلا سجية مغرم)
اضطربت خفقات قلبي و أنا أتذكرك..( ألا فاسقني كاسات و غني لي) اصطكت أسناني و بدأ جسدي بالارتجاف.. ( بذكر سليمى و الكمان و نغّم) هأنذا أضعف.. أنا على حافة الانهيار.. منهكة رفعتُ يدي.. و رأيت النجوم القبيحة و واجهتني أحذية الفتيات..
- يا إلهي.. لقد سقطتْ.. كوووووتش.. الحقي علينا يا كووووتش!
.
.
.
ليس الأمر رومانسياً كما كنت أتخيله عندما كنت أصغر.. أسوء ما قد يحدث لك أن تفقد السيطرة على - ما تظن - أنك تملكه.. و تتأكد أنك - كإنسان ضعيف - لا تملك شيئاً البتة.. بل نحن مجرد طين بدور معين و سرعان ما نمّحي..
( و أحسد كاسات تقبل ثغرها.. إذا وضعتها موضع اللثم في الفم)..!
جليله ماجد
08-24-2020, 05:05 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-046dcd4bcf.jpg
جليله ماجد
08-25-2020, 06:41 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-ef909bad90.jpg
جليله ماجد
08-25-2020, 06:47 PM
.
.
.
إنها الرابعة عصراً.. أصنع كوباً من الشاي و بيدي قطعة من البسكويت... أقضمها و أستمر بالتبرير الذي لا ينتهي :
- أخبر من... أنتِ مجنونة؟ سيمنعوني من الخروج أنت تعرفين الوضع.. أمممم... لا لن أخبر أحد ... فقر دم و نقص حديد فقط يا فتاة.. أنا بخير حقاً.. أنا آكل الآن... أمممم... شاي و بسكويت.. لا أريد تفاحة.. لا شهية لي للموز أممم سآكل بروتين.. طيب طيب.. مع السلامة..
.
.
.
لم أكن يوماً ممن يساومون على مرضهم أو يستعرضون به.. بل إن من يراني يشك في مرضي كثيراً.. ليس من المعقول أن تكون هذه الضحوك مريضة.. المرضى بائسون..! أنا لدي تسليم بالمرض.. فهو جعلني أكثر ضعفاً و قوة في ذات الوقت.. لقد كان يقول ليس من المعقول أن تمرضي بهذه الكثافة.. هذا ليس طبيعي.. يا قلبي الجميل و متى كان حبك طبيعيا؟ دائما الطبيعي و الاعتيادي ممل.. و لم يكن عِشقي لك يضاهي أي شعور جربته يوماً...
.
.
.
نظرت إلى الشاي الذي برد و شربته دفعة واحدة كالدواء.. مُرّاً بارداً.. نظرتُ إلى بقايا الشاي.. و أنا أفكر.. هل لا زلت تشرب الشاي كما الماء.. و هل لا زال ثقيلاً كما تحبه .. وضعت الكوب و أنا أقرض البسكوت الجاف .. كنت أحب القهوة.. لكنني الآن أجنح للشاي أكثر.. فهو يجعلني أكثر دفئاً و سعادة لأنني أراكَ فيه.. أرتشف بعضاً من روحك التي تعشقه.. أفتح كتاب و أحاول أن أقرأ فيه.. أغلقه.. فلا فائدة من القراءة و أنا بهذا الاضطراب.. كتبتُ بعض الحروف و حذفتها لأنها بلا اتساق.. أنا أكتب كدمية بلا روح.. و بدأت أشعر أن من يقرأ لي يشعر بالملل من حزني و دموعي... الصمت أفضل بكل الأحوال...
.
بزغ القمر من نافذتي الكبيرة.. أبيضاً كبيراً جداً.. الآن أنت تنظر إلى القمر مثلي؟ أتذكر عندما أناديك يا قمري؟ لا زلت َ قمري.. و كل نجومي.. تصبح على أحلام سعيدة يا قلبي!
جليله ماجد
08-27-2020, 02:11 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-8e475d8329.jpg
جليله ماجد
08-27-2020, 07:17 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e1724e7df0.jpg
جليله ماجد
08-27-2020, 07:21 PM
.
.
.
صدحت فيروز من مكان ما.. شربت بعض الماء و لبست على عجل و بوجهي العاري الخالي خرجتُ على عجل..
بحذائي الرياضي و ملابسي الفضفاضة.. اتجهتُ إلى كارفور و أنا أسابق الريح لأنني لا أحب الزحمة و أنفاس البشر و روائحهم المختلفة.. وصلت للمحل و بدأت في وضع احتياجات المنزل و أقرأ العروض جيدا لأختار الأفضل و الأرخص.. نعم أنا من النوع الذي يقرأ المكونات قبل أن يشتري أي شيء.. و قد تضيع ساعات مني قبل أن أفطن لذلك.. رفعت رأسي و رأيتك أمامي بذات الملابس و الطول و بدأت ساقاي بالتهاوي فاستمسكتُ بيد العربة و أنا أتفرس بوجه ذاك الرجل.. الذي يشبهك.. تبا قلبي سيخرج من قفصه.. شعرت بضربات قلبي هنا في حلقي..
تنحنحت و أنا أبلع ريقي الجاف.. أكمل ما أريد على مضض..
.
.
.
أسرعتُ للمنزل و اتجهت رأساً للاستحمام..
وضعت رأسي تحت المياه الباردة و أنا أرتجف و تهزني عضات البرودة الشديدة.. علّ الماء البارد يهدأ جوفي الذي يغلي و تسح من عيوني دموعاً ساخنة جداً.. كأنها قد استعيرت من جحيم ما .. بقيت فترة تحت الماء البارد و بدأت أشعر بتخدر أطرافي.. ارتديت ملابس خفيفة و اتجهتُ تحت اللحاف و أنا أرتجف..
.
.
.
لماذا تخيلتُ وجودك؟ هل جننت؟ هل عليي الذهاب لدكتور نفسي؟ استغفر الله يا رب.. إن كنت مذنبة اغفر لي يا رب.. ما هذا.. أنا في المدرسة.. أجلس بهدوء أراقب الطالبات.. هذا امتحان نهاية السنة.. و هذا هو المسرح المدرسي.. و أنا كعادتي أجلس على خشبة المسرح مدلية رجلي القصيرتين و أتلاعب بهما و هما يصدران طقطقة محببة للخشب..
يُفتح الباب و تدخل مبتسماً.. و أنا أستغرب ما الذي جاء بك إلى هُنا؟ تصل لي و أنت تفتح جناحيك لي أنزل عن الخشبة و أدفن رأسي بينهما و أنت تربت علي.. لا بأس سيكون كل شيء على ما يرام..
هناك دفء يتسرب لروحي..
و اشتعال بادٍ لجسدي..
.
.
.
أوه.. إنه حلم.. مرة أخرى..!
يستمر قلبي بهزائمه المتلاحقة..
مرة.. بعد مرة.. بعد مرة..!
جليله ماجد
08-28-2020, 05:03 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-63ec407fea.jpg
جليله ماجد
08-29-2020, 06:43 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-95aa7a8af7.jpg
جليله ماجد
08-29-2020, 06:45 PM
.
.
.
.
- إنها حمى..!
- ماذا؟
- الجهاز يقول هذا الكلام..
أنظر إلى جهاز قياس الحرارة و أنا أكح بحدة..
-38.5.. تباً.. سأغيب عن المدرسة و الطالبات عليهن اختبار سأخبر المسؤولة.. لحظة..!
.
.
.
جلبت لي مدبرة المنزل ثلجا و قطعة قماش و عصير برتقال.. شكرتها و نظرت للساعة إنها السادسة.. العيادة ستفتح بعد ساعتين.. لا بأس سأنام قليلاً..
أحلام الحمى غريبة جدا.. كرتونية و غير واقعية و مضحكة.. استيقظت في الساعة العاشرة و أنا أرتجف من الحمى.. غسلت وجهي و بدلت ملابسي و اتجهت للعيادة..
.
.
.
انتظرت دوري.. و بالرقم عرفت أنني يجب أن أدخل على الطبيبة.. طرقت الباب و سلمت على الطبيبة بابتسامة مهتزّة .. تهاويت على الكرسي ارتجافا..
هذا غريب.. الطبيبة صامتة و تنظر إلي.. تحك عيونها.. تفتح ملفي الطبي.. تقرأ اسمي كاملاً.. تشهق :
- هذه أنتِ يا أبلة؟
رفعتُ رأسي المتخدر و أنا أعدل النظارة و أضيّق عيوني بحركة لا يعرفها سواء ضِعاف النظر..
- لا تتذكريني أبلة.. إنه المكياج كما تعرفين..
بدأت السخونة تنتقل إلى خدودي حرجاً هل هي من المدرسة الأولى أم الثانية أم الثالثة .. نظرت لها بعيون دامعة و أنا أفكر..
- مريم؟
- نعم أبلة! حبيبتي أبلة.. سلامتك!
- مريم محمد علي الصف السابع2.. صح؟
نهضت من مكانها و احتضتني هامسة :
- أنت أفضل معلمة مرت عليي في حياتي لا أحد يشبهك..
- و أنا أحبكِ يا مريم.
من حسنات عملي أنني أجد طالباتي في كل مكان و هن فعلاً يقدمن لي كل حب و حنان غير مشروط أبداً..
أرى فيهن اعترافاً جميلاً بمدى تأثيري الإيجابي بهن أنا معلمة اللغة العربية التي لن يدفنها النسيان.. هذا يكفيني و يفرحني جداً..
- بم تحسين أبلة؟
- حمى و سخونة.
- افتحي فمك أبلة قولي آه.. متى أحسست بالحمى؟ هل لديكم أحد به زكام في المنزل؟
فتحت مريم ملفي و قلبته بحركة سريعة و هي تنظر إليّ
- كتبت لك مضاداً و مسكناً للألم و دواء للسعال.. أممم..
هل تحتاجين (Singulair)؟
- لا.. لا أحبه.. يخدرني طوال اليوم.
- لكن أبلة لا يخفف عليكِ الربو قليلاً؟
- لا أريده يا مريم يحولني لزومبي .. أريد بخاخ (Ventoline) إذا ممكن؟
- من عيوني.. و كم يوم تريدين للإجازة؟
- القانوني.. لا أريدكِ أن تقعي في ورطة يا دكتورة.
- لأجلكِ نخرق القانون.
-ضحكت من قلبي و أنا أقول : لا يا حبيبتي ربي يسعد قلبك.
- لا زلت صاحبة المبادئ التي لا تتزحزح.. القيم التي درستيها لنا لم ننسها يوماً.. شكرا على كل شيء أبلة!
- هذا أقل من واجبي.. و بداخلي أهمس : أنتن زرعي الذي لا يبور.. أبداً..
.
.
.
أمسكت كيس الأدوية و أنا أتجه للسيارة.. و أرتجف من الحمى التي تجعلني أعرق و أجف.. ثم أنتفض.. فتحت السيارة ووضعت رأسي على المقود و أنا أفكر.. يا الله.. لقد كبرتُ فعلاً.. تمر الأوقات بسرعة و يمر الوقت بشكل أسرع.. و نحن في الساقية ندور حول ذاك الفلك اللا نهائي .. هذه الدكتورة الجميلة.. كانت طالبة بحجاب أسود و شارب صغير فوق شفتيها البكر.. سبحان الله!
.
.
.
أحاول أن أقنع نفسي.. أن الحمى هذه من الحمام البارد الذي قمت به البارحة.. ليس من شوقي و ولهي عليك!
نعم.. أشتاق لك فأشتعل بحمى غريبة.. في كل مرة..
حتى اليوم يا قلبي..! هاذي النار تسكنني.. و لا يطفئها سوى دفق صوتك..! ألن يصنعوا من صوتك مضاد للحزن في روحي؟ و ماذا عن ضحكتك لن يصنعوا منها مانعاً للاكتئاب؟ يا كل دائي و رشفة دوائي .. يا قلبي الجميل؟
جليله ماجد
08-30-2020, 08:01 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-73f6c0d058.jpg
جليله ماجد
08-31-2020, 05:39 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-775e004444.jpg
جليله ماجد
08-31-2020, 05:41 PM
.
.
.
.
أرفع أطراف أصابعي ليستمر الكرسي بالاهتزاز.. أنظر للا
شيء.. و أنا أستحب شعور انعدام الزمان و المكان و التفكير الذي يثيره هذا الكرسي الهزاز.. لم لا أرتاح في الكراسي الخشبية فهي موجعة لبدني كيفما جلست.. أتنحنح و أنا أحاول تعديل جلستي الجافة الباردة.. أخيرا أقتنع بضم ساقيّ للأعلى و احتضانهما إلى صدري في حركة طفولية بريئة.... هكذا أفضل ..
.
.
.
لا أدري لماذا كل شيء يذكرني بك.. كل شيئ يتشكل على هيئة وجهك / صوتك / حرفك.. هذا مؤلم.. أنا لا أستطيع أن أتناساك.. و إذا سليت ذكرني شيء آخر بك.. أكاد أقترب من الجنون فتسح دموعي التي أحاول مسحها بسرعة.. لكن نهنهات حلقي ترتفع.. أشرب بعض الماء لتبرد دواخلي التي اشتعلت بحرقة .. يلعب معي القولون لعبته القاسية فتؤلمني بطني بشدة.. أترك الكرسي و أبحث عن بعض الزبادي أو الموز.. يا الله! كم نحن ضِعاف يا رب.. امنحني القوة يا الله..!
.
.
.
استفرغت.. و بح صوتي و أنا أحاول تعديل أحبالي المجروحة.. و أنا أمسح فمي المرتجف بظاهر يدي .. جاءت أختي و هي تبتسم.. و تنظر لشحوبي الواضح و هي تقول :
-أين دواء القولون؟
- رميته.
- ماذا؟
- رميته فهو يوجعني أكثر من ألم القولون ذاته.
- متى تعقلين؟
- أعرف دائي و دوائي يا عمري انتِ اهدئي فحسب.
أمسكت بكتفي و هي تقتادني لمرآة كبيرة تنظر لانعكاسي و تقول : هناك أمر يحدث لك يحولك لهذا الشيء الذي لا أعرفه.
ألاحظ مظهري المتعب و تلك الدوائر السوداء التي تحيط بعيوني السوداء الكبيرة..
- لا شيء يحدث لي صدقيني.
نظرت إليّ و هي تعري روحي... و تذهب بعيداً..
.
.
.
أحتاج إلى زمن ميت.. أعيش فيه بلا ذكريات.. بلا هذا الحنين الذي يحاصرني.. في كل حين.. أحتاج أن أتنفس الحياة.. من جديد!
جليله ماجد
12-13-2022, 07:39 PM
حائرة..
أبقى أم أرحل..
أتحول لشعاع يذوب بين السحاب..
أم غيمة...
ترحل بلا عودة... ؟
جليله ماجد
12-14-2022, 12:41 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-4db3b3febc.jpg
جليله ماجد
12-15-2022, 12:32 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-a327a7a45a.jpg
جليله ماجد
12-15-2022, 12:34 PM
النبضة السابعة.. أنا أحبكِ معلمة!
- و أنا أحبك يا صغيرتي..
تنظر إلي بحدة و تنكس رأسها للأرض و كلي استغراب من تصرفها .. ما بال هذه المراهقة الصغيرة.. أنا أوليها اهتماماً خاصاً.. و لأنها قيادية أعطيتها منصب : رئيسة الصف.. غريب أمرها فعلاً!
.
.
.
أحب كوني معلمة لمادة اللغة العربية.. صغيراتي يملأنني طاقة و حباً غير مشروط أبداً.. و هذا يجعلني فعلاً سعيدة.. علاقتي مع طالباتي غريبة فهن يحببنني و يخفن مني في ذات الوقت مع احترام و تقدير دائمين..
.
.
.
المدرسة و حياة المعلمات المليئة بالمهام تساعد قلبي على التناسي.. و كأنني أُشفى من كل شيء و أشغل نفسي و كلي بالمدرسة.. و هذا حسن و يريح قلبي من تلاحق دقاته الشديدة..
.
.
.
- ألو؟
- صوت تنفس حاد..
- ألو من معي؟
- أنا.. ألم تعرفيني ؟
- لا.. لم أعرفك من أنتِ؟
- أنا عالية يا أبلة صف ثامن 1
-ما شاء الله.. من أين جلبتي رقمي يا بنت؟
- لدي طرقي الخاصة.
- أهناك شيء لم تستوعبيه في الصف؟
- تؤ
- طيب.. هل هناك من قالت لك كلمة أو قامت بالتنمر عليكِ؟
- لا يجرؤن على ذلك.
- إذن ماذا تريدين حبيبتي؟
- أبلة أنتِ تحبينني.
- طبعاً أنا كأختكم الكبيرة أحبكن جداً.
- أنتِ أكثر من أختنا الكبيرة.
- ضحكت و أنا أقول.. أمكم هههههههه
- بل أكثر
.
.
.
توجست خيفة من هذه المراهقة المخبولة.. و بدأ قلبي بالانتفاض.. ماذا تقصدين يا عالية؟ أنا لا أحب طريقة كلامك أبدا.
- أصبح صوتها غريباً و هي تهمس كفحيح الأفاعي أنت فقط تأمرين و كلنا سمعاً و طاعة كل ما تريدين أوامر ننفذها لك فقط..
ما شاء الله الفتاة على وشك الانحراف.. عليي أن أعدل سلوكها.. شكراً لكِ يا عالية هذا يعني لي الكثير يا حبيبتي.. أنت أختي الصغيرة الجميلة.
- تنفست بحدة و هي تقول.. كما تريدين..
الحمدلله الفتاة هدأت و بدأت تستكين لفكرة أنني معلمتها فقط لا أكثر و لا أقل..
أخذت فترة حتى وضحت لها ألا تلمسني و ألا تقرب وجهها من وجهي .. استكانت الصغيرة.. لكنها كانت دائماً تراقبني كشخص مهووس.. و من خبرتي.. عليي فقط أن أتصرف كأنني لا أراها و ستنسى كل شيء بعد بضعة أشهر..
الآن أرى أنني من يراقبك كشخص مهووس بك يا قلبي.. و أدعو الله دائماً أن يخفف عني.. وجدي و فاقتي لك..
و أنا أدري أنني من بدأت المأساة..
و لم أستطع إنهاءها !
جليله ماجد
12-17-2022, 04:40 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-249c4c63e9.jpg
جليله ماجد
12-20-2022, 07:55 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-6c21b18a60.jpg
جليله ماجد
12-20-2022, 07:56 PM
النبضة الثامنة
لا تغيبي...
نظرت لي بعيونها الزرقاء الصافية كنهر..
- معلمة.. ممكن أقول شي؟
- بسرعة يا فتاة عندي حصة..
- معلمة.. عديني
- هههههه.. بم أعدك؟
- معلمة.. لا تغيبي..
حضنتها و أنا أتمتم.. هذا أمر الله.. كنت مريضة يا صغيرتي!
- المعلمات لا يغبن مثلك.. أنتِ كثيرة الغياب!
هزتني ذات الكلمة بصوت آخر عميق رقيق..
نظرت لها و أنا أفكر بم مرّ عليي في هذه السنة..
طوفان من الصور تمر أمام عينيّ..
التهابات و عمليات و طوارئ...!
ابتسمت و أنا أفسر لها..
- معلمتك سيارة قديمة.. ماذا تحتاج السيارة القديمة؟
- سرفيس؟
- نعم يا حلوتي الجميلة ..
- طيب.. لا تغيبي..
- لن أغيب إن شاء الله..
صعدت الدرج إلى الأعلى..
و أنا أفكر.. في تلك اللحظات العصيبة..
من كان معي؟
من وقف بجانبي؟
من وقع على كل الأوراق و إخلاء المسئولية..
.
.
.
الله معي..
و دعاء في صدر الغيب..
من قلب يحبني حقاً..
من روح لا زالت ترعاني..
و إن لم تراني..
أهو أنت ؟
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,