المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : داحس والغبراء في العصر الحديث


م.رضوان السباعي
01-12-2021, 09:16 PM
داحس والغبراء في العصر الحديث

ومَعقُودٌ على شفتِي الغَرامُ
لها الخيلُ المُسَوَّمَةُ ،السِّهامُ


جِيادٌ في حشاشَتِها اختِلاجُ
الرِّياحِ فلا يَفُلُّ لها حُسامُ


أنا والريحُ ما بالقلبِ غَيمٌ
لنا فِي كُلِّ ناصيةٍ زِحامُ


إلى بلدٍ-أسوقُ هَوايَ -مَيْتٍ
حَشاشَتُهُ- على ظَمأِيْ- مُدَام ُ


هِيَ الأُنثى البلادُ وكنتُ عَرشَاً
لها وسَماءَها وَهِيَ المَقَام ُ


فلا تَسمو الغمامُ بلا سماءٍ
فهلْ يَسمُو بلا عرشٍ مَقَامُ ؟


ودونَ الماءِ كَم تَخضَرُّ نارٌ
وماءَ هواكِ كَم يَحيا اضْطِرامُ


و-مِن ماءٍ - جَعلنا كلَّ شيءٍ
به ِحيَّاً ،ونارِي تُسْتَهام ُ


أَنَارٌ غَيرُ نارِ العِشقِ نَار ٌ
إذا تَهْمِي يُمَجِّدُها الأنَامُ ؟


وكَم تَخْضَرُّ ما انْدَلقَتْ دُروب ٌ
بِوَقْعِ خُطاكِ -في ظَمَأِيْ- الغَمامُ


وإذْ بالشِّعْرِ مَعقُودُ النَّواصِي
شَفِيرٌ والهَوى، إذْ لا سَلام ُ


ملائكةُ الهوى ، عِفريتُ شِعْرِي
بها اخْتَصَمُوا وحربٌ لا تَنامُ


ضَرُوسٌ -لا يموتُ بها وطِيسٌ-
سَماها لا تُحَط ُّبها سِهام ُ


وأرضٌ قد أكَنَّتْ في ظِلالٍ
وشمسٌ لا يُذاعُ لها كَلامُ


كأنَّ الليلَ من عُقُلٍ بِصُبحٍ
تَفَلَّتَ عن دَياجِيْهِ الخِطامُ


وخيلٌ بي مُسَوَّمَةٌ وتَعْدُو
من الجِهتينِ ضَبْحاً لا تُضامُ


ويَعْدُو خَلفَها ويفوقُ طُولاً
حَوافِرُها -الغُبارُ- لهُ إمامُ


جيوشٌ لا تُضامُ بِكُلِّ حِلفٍ
أُوْلُوا بأسٍ شديدٍ لا تُسامُ


ويَقْطُرنَ المدى- لمعاً - سُيوف ٌ
لهُ بِصليلِها فِيها مُقَامُ


وحربٌ لا تموتُ وكُلُّ فِرْقٍ
عظيمُ الطَّودِ كالحرب احْتِدامُ


بِمَيمَنَةِ الهوى لَأَشَدُّ وَطْئَاً
حِرابٌ والمَفاعِيلِ اقْتِحامُ


ويَخضَرُّ الهوى تَقْواهُ زَادٌ
وللنِّيرانِ ما اسْتَقْوَتْ أَكَام ُ


فأمْطَرَتِ السماءُ الشِّعْرَ ناراً
بِكَفٍّ لا يُرَدُّ لها حُمَامُ


ومَيْسَرةٌ تَشَظَّتْ عَن هُداها
يَلُمُّ جُذاذَهُ مِنها الحُطَامُ


وسبعةُ أبْحرٍ نَفَرَتْ ثِقالاً
عَطاشَى ليسَ يُسعِفُها انْتِقَامُ


وفَيلقُ تِسعَةٍ أُخْرَى على نارِها
ظُلَلٌ وما غَشِيَتْ ظَلام ُ


فأبْرَقَتِ السماءُ كأنَّ مَوجاً
بها "لَمَّا طَغَى الماءُ" الزُّؤامُ


وأَعْتَى كَالقِلاعِ لَهُ رِجالٌ
كَدُورٍ مِن ملامِحِها انْعِدامُ


وما استَقْوى المشاعرَ بِي هَواها
نفيرُ تَوجُّسٍ للشِّعرِ هامُ


فَكَم يَفْنَى (أموتُ بها هَوىً )
كَم (بها شِعراً يموتُ ) لهُ قوامُ


أَهَذِي الأرضُ في جَدَثٍ ثَراها
قَتِيلُ الشِّعْرِ دُونَ هَوىً يُلامُ ؟


أَمِ الشِّعْرُ الذي يَهمِي بأُنثى
على القلبِ الذي يَهْوَى حَرامُ؟


هُما صِنوانِ ما اتَّقَدَتْ قُلوبٌ
هَوىً فالشِّعرُ يُذْكِيها هُمَامُ


فلا في القلبِ شِعرٌ ماتَ قَهرا ً
هواهُ ولا الهوى عنهُ انْقِسامُ


هُما رُوحانِ ضَمَّهُما فؤادِي
رَشِيدٌ عقْلُهُ ولهُ زِمامُ


وأفئدةً أُؤلِّفُ بينَ قَومِي الـْ
هَوَى والشِّعرُ قَومٌ بِي كِرامُ

رضوان السباعي
29 نوفمبر 2020

رشا عرابي
01-13-2021, 11:25 AM
قراءة أولى ساااحرة ،
سأحجز لي مقعداً بالجوار
سأنصتُ لي حتى حين...
ولي عودة يا رضواننا~

عبدالإله المالك
01-14-2021, 08:31 AM
منازلة شعرية بين الذات والذات.. بين النفس والنفس
ويتجلى بها النفس الطويل والعبق الشعري الأصيل والرحيق الأقحواني

قايـد الحربي
01-14-2021, 08:01 PM
:
:

تصحيحٌ للعنوان :
داحس والغبراء في "الشعر" الحديث.

ذلك ما يهندسه رضوان ..
يخلق حرباً بين الألفاظ لاتنتهي ،
حرباً تُحيي الشعر ، والشعر لا يحيا إلا بذلك
فالعلاقة الجيدة بين الألفاظ لا تكون في الشعر
لأن الشعر دائماً " على قلقٍ كأنّ الريح تحته"
؛
رضوان
شكراً تليق بحضورك الوضاء.

إبراهيم عثمان
01-15-2021, 07:41 PM
نص فاخر معتق .. صح لسانك 🌹🌹

م.رضوان السباعي
10-12-2021, 11:17 PM
قراءة أولى ساااحرة ،
سأحجز لي مقعداً بالجوار
سأنصتُ لي حتى حين...
ولي عودة يا رضواننا~


رشا عرابي
إمتناني لأنك بالقرب كالفراشات في الروض

كان لك المقعد الأول في الحضور فهنيئا لك هو
وما زالت القصيدة تتنفس همسك الرقراق

كوني بخير شاعرة الجمال

م.رضوان السباعي
10-12-2021, 11:21 PM
منازلة شعرية بين الذات والذات.. بين النفس والنفس
ويتجلى بها النفس الطويل والعبق الشعري الأصيل والرحيق الأقحواني

صديقي الوهج أنت نفس هذا الشعر .

وإطراؤك المهيب هذا وسام أضعه على جبيني شاعرنا الألق
دمت بخير يا صديقي العظيم

سيرين
10-14-2021, 12:27 PM
قصيدة محملة بالشعر مفعمة البلاغة والابداع
مفردات غير تقليدية منحتنا رؤية مختلفة لصوغ متقن الجمال والابهار
دمت غدقاََ شاعرنا المبدع \ م.رضوان السباعي
مودتي والياسمين

\..:34:

م.رضوان السباعي
10-29-2021, 10:42 PM
:
:

تصحيحٌ للعنوان :
داحس والغبراء في "الشعر" الحديث.

ذلك ما يهندسه رضوان ..
يخلق حرباً بين الألفاظ لاتنتهي ،
حرباً تُحيي الشعر ، والشعر لا يحيا إلا بذلك
فالعلاقة الجيدة بين الألفاظ لا تكون في الشعر
لأن الشعر دائماً " على قلقٍ كأنّ الريح تحته"
؛
رضوان
شكراً تليق بحضورك الوضاء.

أيها الشاعر الفخم والألق الجم وذو الخلق الرفيع

دمت بإطلالاتك المهيبة يا صديقي الجليل
فالقصيدة تتشرف بك .
عظيم امتناني لهذا التماهي في النص ولقرائتك الفاحصة للشعر.

وبالنسبة للعنوان كنت سأطلب تعديله لكن لم يسعفني الوقت.

شكرا لأنك هنا

م.رضوان السباعي
10-29-2021, 10:44 PM
نص فاخر معتق .. صح لسانك 🌹🌹

شاعرنا الرقراق الجميل امتناني لحضورك الجميل ولإطرائك المسكر .

دمت والشعر صنوان

م.رضوان السباعي
10-29-2021, 10:48 PM
قصيدة محملة بالشعر مفعمة البلاغة والابداع
مفردات غير تقليدية منحتنا رؤية مختلفة لصوغ متقن الجمال والابهار
دمت غدقاََ شاعرنا المبدع \ م.رضوان السباعي
مودتي والياسمين

\..:34:

أيتها السيرين الراقية خصبة المفردة شكرا عظيمة لهكذا حضور يسبر أغوار القصيدة .

دمت نابضة كاتبتنا الراقية .
دمت بخير وشعر

نادرة عبدالحي
04-20-2022, 02:40 AM
قصيدة أصابت الروح بالدوار قبل ان يُصاب به الفكر القارئ

الشاعر الفاضل رضوان السباعي تجعلنا نعيش ملاحم الشعر

ونتخذها وطنا لنا ... هنيئا لنا في أبعاد الأدب والشعر الجميل بكَ،

دمتَ كما عهدناكَ مُتألقا ومبدعا بلا حدود ،