المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقد


نجود عبدالرحمن
05-30-2021, 09:21 PM
أبي..

أنت تأتي ليلا، لا لتقول شيئا على وجه الخصوص، تسألني في كل مرة: من أكون؟ وعندما أخبرك بأنني ابنتك، تبتسم ولا تقول شيئا. وبينما يلتف جميع اخوتي حولك، أقف أنا على طرف المشهد كغريبة، وبينما يقصون عليك حكايات الماضي وتضحك ويضحكون، لا أجد في ذاكرتي شيئا أستطيع سرده عليك.

ما يضايقني أننا لم نعرف بعضنا، ما يضايقني أكثر أنني لازلت أسترق المعنى من حكاياتهم عنك، وأحبك من حبهم لك، وأشعر بالوقار اتجاه كل الذين يحملون اسمك.

أطلق عيني نحو المدى البعيد في كل سفر أشقه في هذا الوطن، وأفكر طويلا، أقول في نفسي: لعلك تسكن تراب هذه الأرض! لعل دماءك سقت طين هذا المكان! وتحضرني جملة 'روبي كور' حين قالت: "أنا أنحدر من نفس الدم المتألم، من نفس العظام المكسورة، لذا يئست من جذب الانتباه إلى كوني أنهار على نفسي".

أنا لا أعرف كيف أكتب عنك. وفي كل مرة حاولت فيها أن أتخيل قصة، كنت أضطر إلى قتل ذلك الأب وتغييبه بعمد وسابق اصرار.

أنا لا أعرف طريقة جيدة أقول بها أنه ثمة فراغ لا يسده إلا أنت، لكنني أدعو.. أدعو لك دائما.

عبدالله عليان
05-31-2021, 02:31 PM
بين طيات هذا النص الأدبي
المفعم بالصدق والعفوية
" المتماسك"
تعرفت على :
" أبا عظيما "!!
وأكثر
.. من خلال العمق الإنساني المحيط بالنص
المرهف الحس العذب الطري والحنين الموغل المر !
التي تظهر عليه ملامح السفر ،


أ. نجود تجودين بالحزن والمزن معا
بطريقة جيدة ! وفي كل مرة
حاولت فيها أن أتخيل قصة
أكتب عنك

الله عليك

قايـد الحربي
05-31-2021, 06:29 PM
:
:

أهلاً بك يانجود ،
وتتشرف أبعاد بحضورك.

؛
في العنوان : (فقدان) وليس فقدٌ واحد ..
نعم فقد الجسد مؤلم ، لكنّ فقد الروح أيضاً هو الأشد إيلاماً،
أنْ تخلو الذاكرة من أي عطر ،
أنْ تخلو الحياة من أي موقف ،
هنا يتحوّل الدعاء إلى واجبٍ فقط!.
؛
كل الشكر لك.

سيرين
06-01-2021, 03:44 PM
انهيار علاقة وثيقة كالأبوة لسبب ما وفقدانه احساس مؤلم لن يتم التعافي منه
وتظل غصته على ملامح الحياة بكل تفاصيلها
قلم باهي واحساس مرهف بالصدق والجمال لا حرمنا غيثه
كل التحية والامتنان مبدعتنا نجود

\..:34:

نادرة عبدالحي
09-22-2021, 01:02 AM
يا كاتبنتا نجود دائما اقول وقالها من قال من قبلي الكاتب المبدع هو من يستطيع أن يجعل القارئ يرى ويشعر ويكون
في اللحظة او الموقف المراد طرحه .... وأنتِ نجحتي بأخذنا مشهد الاخوة وهم ملتفين حول الاب ويتذكرون ويضحكون

اسلوبكِ مؤثر وهادئ وهناك الكثير من الحزن الذي لم يستطع البوح إخفائها .

سعيد الموسى
09-22-2021, 02:47 PM
أهلاً بكِ يانجود في أبعاد ..
-

شعور غريب أنتابني أثناء القراءة ، أعرف هذه الكتابة قرأتها قبل ذلك لكنني لاأتذكر ..
-
عن ماقرأته هو فقد .. وجعه وصلني كما كُتِب ، وخاتمته رغم جمالها إلا أنها أيضاً أوجعتني ..
-
عنكِ : لاشك أننا موعودون بالكثير من الدهشة ، كاتبة رائعة فعلاً ووجودها إضافة ..