مشاهدة النسخة كاملة : أَبْيَض
عَلاَمَ
08-24-2021, 08:29 PM
https://png.pngtree.com/thumb_back/fw800/background/20190830/pngtree-white-smoke-on-dark-background-image_310276.jpg
أَبْيَض
" قَطْف مِن أَدَب الصَّداقة "
،
للقِرَاءة
عَلاَمَ
08-24-2021, 08:39 PM
.
اليوم وأنا أكتب إليك قلت لنفسي أنني إذا لم أكتب اليوم فلن أكتب لفترة طويلة من الزمن، وهكذا انتزعت الورقة البيضاء من مرقدها وبدأت أهذي.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-25-2021, 04:34 AM
.
ارتكبت حماقة " رسمت " والكلمة الأخيرة كبيرة فضفاضة إلى درجة الإستفزاز ، وكدت في اليوم التالي انتزع الورقة المرسومة وأستبدلها ، لكن قلت لنفسي في لحظة معينة :
لماذا يخجل الإنسان من حماقاته ؟ لماذا يصرّ على أن يبقى لابساً ربطة العنق ومبتسماً ، وكأن لا هم لديه سوى التقاط صورة فوتوغرافية؟.
أفكر منذ فترة طويلة ، ان تكون هناك كتابة غير خاضعة للرقابة الذاتية ، غير محكومة بهذا القدر من العقلانية والبرودة .
أريد من هذه الكتابة ان تنطلق دون قيود ، دون خوف ، نحو ... الاكتشاف إذ يمكن من خلال كتابة مثل هذه تفتح أفاقاً ، تجعل الأشياء أقل قدسية ، إذا صح التعبير.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-25-2021, 03:02 PM
.
اللوحة غير المكتملة لوحة كاملة في كثير من الأحيان ، لإنها طريقة لإستفزاز الخيال ، لإشراك الآخر في ان يعمل شيئاً من أجل اكتمالها.
اللوحة الكاملة ثقيلة ، كليّة ، قاسية ، تماماً مثل الآيات والطقوس الكلية ، إذ لا تترك مجالاً للخيال ، للآخر ، أية فرصة يشترك ، لأن يضيف، لأن يتدخل ، وبالتالي يصبح الآخر مجبراً ، بشكل ما ، ان يكون تابعاً مستسلماً ، خاضعاً ، وأخيراً غير مبدع في قراءة اللوحة.
ونفس الشيء بالنسبة للرواية التي تتابع مصائر الشخصيات ، مصير كل شخص ، لكي تقول كيف عاش ، كيف انتهى ، دون ان نترك للخيال أية إضافة ، أي خيال !
لابد أن نترك مكاناً للتنفس ، لنا وللآخرين ، في التعامل مع العمل الفني ، وإذا أردنا أن نقصر الآخرين على رؤية كل شيء كما نريد قد خسرنا ولم نربح ، هذا ما أتصوره ، وهذا ما أحاوله.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-25-2021, 03:39 PM
.
إحدى القضايا التي تؤرقني ان الكلمة : عاهرة.
لم تعد لها تلك الدلالة الواضحة والمُتفق عليها ، والثابتة. إنها تتغير ، تتحول ، تموج وترتخي أمام القوي الذي يعطيها معنى معيناً ، خاصة لأنها متداولة على نطاق واسع ، وهذا مايجعلها ، بمعنى ما ، مبتذلة، سائبة ، دون حماية من أي نوع .
المحاولة القاسية في إعادة الاعتبار إليها لكي تكون ذات معنى ، ذات دلالة محددة ، وأيضاً طازجة .اللون، يبدو لي أكثر حياداً ، وأكثر استعصاء من الكلمة، وبالتالي لم يتعهر بعد ، وهذا مايفتح له أفقاً غير مكتشف ، غير معروف ، ممايجعله أكثر حرية واحتمالاً.
المشكلة في هذا الاضطراب ، في هذا التيه ، الذي يبدأ لكن ليس له نهاية ، ومن هنا تبدأ اللغة الخرساء ، وتتراكم وتستمر ، إلى أن تصبح هي اللغة السائدة.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-27-2021, 01:22 AM
.
كتبت في الأيام الأخيرة مقالة قصيرة عن جبرا أسميتها: جبرا من بعد ، وقد نشرت في جريدة السفير يوم 12/15 ، بمناسبة مرور سنة على وفاته.
لم أكتب قبل هذه المقالة كلمة واحدة عنه ، وحتى عندما شعرت بضرورة الكتابة اخترت الزاوية البعيدة ، قبل ان نتعارف وقبل ان نتعاون ، ولا أدري لماذا أتهيب دخول المعركة بكل ماتعنيه هذه الكلمة ، ولماذا لا أكتب عنه كاملاً وكلياً !
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-27-2021, 01:45 AM
.
من خلال الفن يمكن ان نعطي للأشياء، بما فيها الزمن معنى جديداً ومختلفاً.
الكلمة زلقة، والموسيقى هاربة ، والمسرح لحظة ، ولذلك فإن الإنسان يثبت نفسه من خلال سحر الأشكال والألوان.
لو لم أكتب لرسمت. أعرف أني لست موهوباً في هذا المجال ، لكن الغليان الذي يملؤني ، والذي يفيض باستمرار لا يمكن ان تستوعبه الكلمة المعهرة ، والتي أصبحت شائعة إلى درجة أنها لا تقول شيئاً البتة ، أو تقول الأشياء كلها دفعةً واحدة ، وبالتالي لا معنى لها. هذه خاصية الكلمة إنها طريقة إستعمالية إلى درجة آلية.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-27-2021, 02:00 AM
.
بدأت تخاف عندما تحولت اللوحات والحياة إلى كلمات ، ولذلك أخذ ينتابك الوسواس، وبدأت تفكر : ماذا لو أضفنا ؟ ماذا لو غيرنا ؟ ماذا لو كنا أكثر حذقاً في ان نقول هذه الأشياء أو نخفيها ؟ أعرف هذه الوساوس، أعرف كيف يمحي الفنان ، ويعيد مئات المرات قبل ان تسجل عليه ، ولكن لابد أن نحاول مرةَ وثانية وربما عاشرة ، علنا نقول الأشياء بطريقة أفضل!
إن الأمية البصرية التي نتمتع بها في المرحلةالحالية تجعل هناك ضرورة قيادة القارئ كما يقاد الأعمى ، لكي تقول له ماهو مهم وما هو أقل أهمية ، ولكي تعلمه كيف ينظر إلى اللوحة ، الكثيرين بحاجة إلى مفتاح، إلى لافتة طريق ، إلى من يقول: من هنا .
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-31-2021, 12:42 AM
.
الورقة البيضاء ، كالقماشة ، تحدٍ كبير. ويبدو ان الإنسان كلما تقدم بالعمر يشعر أنه أضعف في مواجهة هذا التحدي. الآن أعيش هذه الحالة ، إذ بعد سنوات متواصلة من التحضير ، وبعد ان قرضت مثل فأر طناً من الورق ، وبعد ان استعدت كماً هائلاً من الذكريات ، أشعر أني أضعف في مواجهة الحالة الجديدة، رواية جديدة .
لابد ان أ جد طريقاً خلال الأسابيع القادمة ، تماماً كالماء تعرف كيف تجد طريقها ، لكن حتى الآن أشعر بالمأزق كالقط المحاصر ، كمن يرمي نفسه في الماء دون ان يعرف السباحة. هذه الحالة لايعرفها إلا الفنان.
الرواية الأخيرة، كاللوحة الأخيرة ، الامتحان الأصعب ، كأن الكاتب أو الفنان لم يكتب أو لم يرسم من قبل ، كأنه يتعرف على الملائكة والشياطين في آن واحد. وكأن الشرق والغرب امتزجا على درجة لم يعد ممكناً الوصول إلى أفق أو معرفة أو طريق.
لا أريد أن أكرر نفسي ، لا أريد ان أكون صوتاً من جملة أصوات ، وعليّ في النهاية ان أترك أوراقي بيضاء، أو أملأها بشيء أحس أنه نافع وضروري وجميل.
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-31-2021, 01:11 AM
.
التقيت بنزار قباني ، وحين عرف أني معك حضرنا كتاباً مشتركاً ، قال : ماأسعدكما!
حاشية:
" عبدالرحمن منيف "
عَلاَمَ
08-31-2021, 01:18 AM
.
الحواشي في الرسائل والكتب هي بمثابة الفخذ عند طائر السمّن، أو القلب الذي ينتقل إلى الشفاه عند القبلة، أو لمسة الفرشاة الأخيرة عند انتهاء اللوحة ، حاملة معها لون الزمرد أو شقائق النعمان في ( صيف ) القمح. فأكثر منها.
" مروان قصاب باشي "
عَلاَمَ
08-31-2021, 01:30 AM
.
هُناك الصُنّاع إلى جانب الخلاّق وموضع الخلاّق مختلف إذ ان الخلق مرتبط بالحيرة والألم والسؤال والشك الدائم ثم القدرة والتحدي والإبداع وإذا أردت ان أكون قاسياً لقلت أنه في بعض الأعمال المتأخرة ، الترديد والصنعة على حساب المعاناة والتحدي والإكتشاف وآمل ان لايكون هذا في مصاف النقد لأنه، وفي عقيدتي، إذا تمكن فرد من تقديم شيء جديد في حقبة ما أو أكثر ، فما علينا إلا الاحترام والتقدير وما عدا هذا فهو مسألة شخصية ذاتية ، ولا يجب ان نكون كالكلاب المسعورة التائهة التي تنتظر السقوط لتشبع تفاهتها. فحيّاه الله.
" مروان قصاب باشي "
عَلاَمَ
09-05-2021, 02:56 AM
.
إن اللوحة (الحقة) مظلومة في واقعها لأن الناظر يبحث فيها عن الكلمة ليقرأها، كما تعوّد عليه في يومه وعندما يتعذّر عليه ذلك، ونتيجة لغياب الجهد الخاص، تصبح اللوحة غريبة وفي مصاف العدو. ولكن هل كان الحلاج والمتنبي أو رامبو و"مالارميه" لكافة الناس !؟.
"مروان قصاب باشي"
عَلاَمَ
09-05-2021, 02:59 AM
.
كنا في وقت سابق، نهرول نحو الأيام الآتية، كنا نريدها ان تسرع ، ان تنطوي ، إذ كان هدفنا ان نكبر بسرعة. أما الآن ، وربما في الأيام القادمة أيضاً ، نريد ان نهدئ السرعة، ان نتأمل ، ان نقارن، لكن الأيام لاتترك لنا فرصة أو مجالاً ، وهكذا يسيطر علينا الشعور بالآسى والشجن. كنا نركض من أجل ماذا ؟ والان نحاول ان نبطئ من أجل ماذا أيضاً ؟.
لكن هذه هي الحياه، أقرب إلى العبث ، وتنزلق من اليد كالسمكة ، ولايبقى في النهاية سوى أشياء يعتبرها الإنسان أكثر جدارة من غيرها بالبقاء.
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-05-2021, 03:27 AM
.
من مساوئ الرواية الطويلة انها لاتتيح رؤية الأصدقاء.
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-05-2021, 03:36 AM
.
رسائل بداية النهار مُتطلبة، ولاتتناول إلا القضايا الإجرائية، ولذلك تبدو في أغلب الأحيان، شاحبة.
حاشية:
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-05-2021, 02:26 PM
.
قالت سكرتيرة السير "بيرسي كوكس" المفوض السامي الأول في العراق عند تأسيس الدولة الجديدة، قالت هذه الآنسة، بعد ان تعبت في تنصيب الملك فيصل ملكاً على العراق ، قالت: " لن اشترك في تنصيب ملك مرة أخرى " وسيادتي لن أورط نفسي بكتابة رواية طويلة مرة أخرى ، لأنه بالإضافة إلى الجهد والفترة الزمنية ، فإن الإنسان يضيع في مثل هذه المتاهات التي يعرف كيف تبدأ لكن لايعرف كيف تنتهي ، تماماً مثل السباح الذي يرمي نفسه في البحر ، ويبقى سائراً وإلى الأمام ، بحيث إذ ابتعد لايستطيع العودة ، ولايعرف في نفس الوقت إلى أين يمكن ان يصل ... وتعال حِلّها!
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-05-2021, 02:46 PM
.
يا أخي دعنا نكون مثلاً، لأن العين بتأكل وللمظاهر ثقافة وحضارة.
حاشية:
"مروان قصاب باشي"
عَلاَمَ
09-05-2021, 03:05 PM
.
دون ذاكرة، ودون تراكم لايمكن ان نقيم صروح الفن والأدب. والكثيرون من الذين يغيبون يطويهم النسيان. وكم أستغرب حين يجري الحديث عن الوفاء العربي، وعن الكلمات الأخرى المشابهة، في الوقت الذي يطوي الزمن أكثر الذين مروا في هذه الحياة. إننا عباقرة في إنكار الجميل ، وفي تدريب ذاكرتنا على النسيان، وفي توهم ان الإنسان لايكبر إلا على أجساد الآخرين!
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-05-2021, 03:13 PM
.
لا نريد ان نتحدث في السياسة ، ولا ان نطرح شعارات، ولانرفع عقيرة الإيديولوجيا مرةً أخرى، المهم ان نعبر عما أحسسنا به،.. بطريقة غير مباشرة.
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-10-2021, 01:27 AM
.
لاتفزع مايزال هناك قسط من لون وطرف من نافذة وحفنة من لون النهار وأحبائي وماتبقى من البدو.
"مروان قصاب باشي "
عَلاَمَ
09-10-2021, 01:31 AM
.
انتهى حبر القلم، وبعد ان ملأته من جديد أواصل الكتابة!
حاشية:
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-10-2021, 02:06 AM
.
يلعب الزمن دوراً جميلاً وإنسانياً في الحياة المتأخرة، ولكنه أيضاً دورٌ قاسٍ وخاصة عندما نشعر بأننا مطاردون في قول كلمتنا الأخيرة وفي تسطير حروفنا. وأن الزمن أصل الإبداع ولكنه جلادٌ خبيء ولا إبداع دون وجوده وأخلاقية فكرته.
"مروان قصاب باشي"
عَلاَمَ
09-10-2021, 02:27 AM
.
الوجع في داخل القلب، وجع مستبد ثقيل، وأتمنى لنفسي ولكل الأصدقاء والذين أعرفهم ، ان يجتازوا هذه المرحلة قبل ان ينفجروا.
هل أصبحنا رخيصين إلى هذه الدرجة؟
كيف لاتقوى على مغادرة الجدار قبل ان يصل القتلة؟
كيف لانجرؤ على ان نقول لا؟
أي إنسان يتصور أو يفترض أنه أكثر وعياً من الآخرين يجب ان يفعل شيئاً.
ان يصرخ ، ان يحفر ، ان يدين هذه العربدة....
"عبدالرحمن منيف"
عَلاَمَ
09-10-2021, 02:45 AM
.
لا أريد ان أحرّض، فأعتقد ان كل إنسان عربي، أينما وجد محرض إلى درجة الإنفجار، ما أريده ان نحاول صياغة أحقادنا وأفكارنا واحتمالاتنا بطريقة جديدة، لكي نموت ، وفي وقت غير بعيد بطريقة لانندم عليها!
"عبدالرحمن منيف"
سيرين
10-13-2021, 11:36 AM
"عبدالرحمن منيف"
قطوف الصداقة بمثابة رسائل
وشهادة شكر لأديب ذو وعي ورؤية فكرية اشبه بثبات الضوء
علام
راية سخية الجمال والابداع نستظل بها
شكرا لهذا الانتقاء .. لا تغيبي غاليتي
محبة وتقدير
\..:34:
عَلاَمَ
01-27-2022, 01:06 AM
"عبدالرحمن منيف"
قطوف الصداقة بمثابة رسائل
وشهادة شكر لأديب ذو وعي ورؤية فكرية اشبه بثبات الضوء
علام
راية سخية الجمال والابداع نستظل بها
شكرا لهذا الانتقاء .. لا تغيبي غاليتي
محبة وتقدير
\..:34:
الراقية سيرين
نورتيني وآنستي
شكرا لكِ
عَلاَمَ
01-27-2022, 01:14 AM
.
الصورتان اللتان بعثت بهما في رسالتك السابقة، وأحدهما نذير وعزة يعرضان إحدى لوحاتك في بيت نذير، هذه الصورة تتطلب أن يحذف منها غالون العرق الظاهر في الصورة لإنه في المقدمة ، وبالتالي يصبح مركز الثقل ومركز الكفر!
حاشية:
" عبدالرحمن .. "
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,