تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حـــــــــــــــوّاء


حسن زكريا اليوسف
09-04-2021, 06:46 PM
حـــــوّاء
*
*

https://pbs.twimg.com/media/DC609otXgAAt72p?format=jpg&name=900x900

قالـوا: انحـنـيـتَ لها فأيـن رجـولـة
كــانــت وقــد مـــرَّغــتَــهــا إذلالا ؟

تـنـكـبُّ مُـنـهـمـكـاً بـربــط حـذائـهـا
وبـلا حَـيـاء ٍ ! مــاءُ وجهـكَ ســالا

يا تـعـس أُمِّــكَ إذ تَــعُــقُّ حــلـيـبَـها
خِـزيٌ صنـيـعُـكَ .. قد سَـفُـلتَ مـآلا

وا ســوأتـاه فـمـا بمــثـلـك يُـقــتـدى
تــبّـــتْ يـــداكَ وسُــــوّرت أغـلالا

قُـبّـحـتَ مـن رجـلٍ تـمـرَّدَ عـاصيـاً
بـشــنـيــع فـعـلــتــه أهـــانَ رجـالا

ما العـيبُ إلا ما اقـترفـتَ مُطـأطـئاً
وقد ابـتـعـدتَ بما ابتـدعـتَ ضـلالا

إنــا لَــنـبــرأُ مـــنــكَ إذ أخـزيــتَـنـا
ولـبـسـتَ عـارَ فـضـيحـةٍ سِــربـالا

***

قـال : الـذكـورة ُ تـسـتـبدُّ بـكـمْ وفي
طُــغــيـانـهـا لا تَــرعــوي إيــغــالا

إنَّ الـتــهـكُّـمَ لا يُـضـيـرُ مَن ارتـقى
مُـتــبــاهــيـاً بـفـــعـــالِـه وتــعــالـى

لا عــارَ إلاّ في عَـــراءِ عُـقــولــكمْ
وسَــقـام ِ أفـــئـــدةٍ تــــذوقُ وَبـــالا

أسـرى ذكـورتـكـمْ بغــير هُـدىً ولم
أرَ لـلـرجــــولــة فــيـــكُــمُ أفــعــالا

إنَّ الــرجـولـةَ أن أُجـنّـبَـهـا انـحـنـا
ءً فـي الـطـريــق فـألجــم الأقـــوالا

ولـعــلَّ بعــضـكـمُ يُـقِـــرُّ مُـــؤيّـــداً
في سِـــرِّه ، مُــتــمـنّــيـاً لــو قـــالا

لكنه خـشـيَ ( الفـضيحةَ ) فاكتـفـى
بالصـمـتِ جُبـناً أو خُضـوعاً والـى

فـــوراءَ أبـــواب ٍ مُـغــلَّـقــةٍ لــكُـمْ
ما كـانَ أدهـى في الرُّضوخ ِ فِعـالا

لـكـنْ إذا انـقـشـعَ الظـلامُ تطـاولتْ
أيـــد ٍ وألــســـنــة ٌ تُـغـــيّــرُ حــالا

ذاك الـنـفـاقُ على سَـنام وضـوحِـه
وهـو انـفـصامٌ في النـفـوس تَـوالى

لـولا ضِـيـا حَــوّا قـلـوبــكُـمُ دُجــىً
تلـك الحـقـيـقـة ُ، لا تُـطـيـق جـدالا

لـولا حَـيـا* حــوّا حـيـاتـكُـمُ سُــدىً
ظــمــأٌ وقــيـظٌ يُــشــقــيـانِ رمــالا

ولـبـسـمـةٍ مـنـهـا تـخـرُّ جــبــالـكـمْ
مَـنْ غــيـر حَــوّا يـفــتــح الأقـفــالا ؟!

***

فلكلّ من أرغـى وأزبـدَ ســاخِـطـاً
مُـسـتـنـكِـراً وثَــقــيـلَ لَــوم ٍ كــالا

إنَّ انـحــنــائي دون حَـــوّا لـــــذة ٌ
أســمــو بـه مُـتــبـاهـيـاً إجــــلالا

هـيهات يُــثـنيــني لـظـى نظـراتكـمْ
وســلـيــطُ قـولـكـمُ الأحــدّ نِــصـالا

شرفُ الرجولةِ ما فعلتُ .. تعـلّـموا
حـسـبي بـفــخــر ٍ أن أكـون مِـثـالا

*حَـيَـا : مَـطَـر
شــعـر / حـسـن زكـريـا الـيـوسـف

قايـد الحربي
09-04-2021, 08:18 PM
:
:

هذا الشعر الشامخ لا ينحني ..
تماماً كـ استقامة المآذن ، وإن انحنى كما في الصورة فهو أشبه بانحناءة الواو في "المروءة".

حَسَنُ الشعر والشعور يا حسن دائماً،
وأنت المانحنا هذا الضوء في كل حضور
شكراً تليق بشموسك.

خالد صالح الحربي
09-04-2021, 08:39 PM
:
في هذا النّص نقرأ الموعظة عندما تأتي متأنقةً برداء الشِّعر .
الموضوع جميل لكنه مرتبطٌ باللقطة في الصورة .. والشاعر
قد انتبه لهذا الأمر .. إذ أنّهُ بما قرأت لو احتاج لـ إلقاء هذه
القصيدة في أمسيةٍ شعرية لن يحتاح الحديث عن ما في داخل الصورة
بل أنّ ما في داخل النص كافٍ للتعبير وللعبير .
🌹

سيرين
09-05-2021, 08:28 AM
دفق استرسل غدقاََ ونبلاََ
جعل من الشعر وطناََ للمتعة والتأدب ببعض المعاني التي غابت عنا
شاعرنا المبدع حسن اليوسف
دوما تأتينا بشعر ذو مذاق خاص في تناول الفكرة المتفردة والقيمة
لك جل التحايا والتقدير

\..:34:

رشا عرابي
09-11-2021, 11:45 AM
بعضُ الإنحناء يَفي من سقوطِ المروءة...
وللعقول أن ترقى وتنفض عنها غبار الشعارات المُهترئة

أنت نصيرُ الشعور يا حسن
والراعي لتاء التأنيث المُهملة

لله أنت...!

نادرة عبدالحي
09-17-2021, 12:24 AM
سلمت يداكَ شاعرنا الفاضل والنبيل أُحييكَ على شهامتك في نصرة حواء



والدفاع عنها وعن الرجل الحق الذي يقدرها بأفعاله التي يؤمن بها .



إنَّ الـتــهـكُّـمَ لا يُـضـيـرُ مَن ارتـقى
مُـتــبــاهــيـاً بـفـــعـــالِـه وتــعــالـى


استاذي الشاعر حـسـن زكـريـا الـيـوسـف في حضورِ بوحكَ تصبح القصيدة رسالة سامية إنسانية

تنقش في الذات ونفخر أننا من روادها .