المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقصة النار


م.رضوان السباعي
10-29-2021, 10:58 PM
رقصة النار

ولا يصف الإدهاشَ إلا جمالُه
كما ينصف البدرَ المنيرَ اكتمالُه

وليس يشي بالشيء حُسناً أقلُّه
سوى حين لا يحصيه وصفاً نوالُه

كما ضرب الله البديعُ لنوره
لنا مثلاً إذ ليس يُحصَى جلالُه

تخر به دكا جبال لشأنها
ولا الكون -نور الله- يقوى اكتحالُه

سَمَتْ دهشةً ترقى بعينيَّ فتنةً
ملامحُها ، والحسنُ منها مُحالُهُ

أطلت جلالا ، -هيبة الشمس ماء وجـْ
هِها- وعلى أكتافهِ الغيمُ شالُهُ

لعيني إن آوت ففي القلب جذوة
بها لدُخانِ الروحِ ينضُو اشتعالُهُ

فقلتُ لها رفقاً فحسنُكِ لا يَرى
سواي ويحسو لانشداهي دلالُهُ

أتاني كمن يسعى به لاشتهائهِ
غواهُ كمن في الزهدِ ينأى اعتدالُهُ

أتاني ولا النيران تسهو كجاهلٍ
لساناً له ، إذ ليس يخبو جدالُهُ

وكنتُ بهِ علماً محيطاً، لجهلِ نا
ظرَيَّ بما أسرَرْنَ منه غلالُهُ

أتاني كمَنْ جفت ضروعاً غيومُهُ
ومن خصبهِ لم يبقَ إلا هلالُهُ

أتاني كمَن عن غلةٍ جاعَ ثغرُهُ
لِما أتخِمَتْ في الخصبِ منه سلالُهُ

فكنتُ له سبعاً سِماناً تقدُّهُ
أيادِيْه -سرَّائي -، فللجوعِ آلُهُ

دعِيْ رقصةَ النيرانِ عنكِ فما اللظى
أقولُ لها يقوى لديكِ احتمالُهُ

فقالت معاذَ اللهِ ما جئتُ نيةً
بسوءٍ هداك، القلبُ هذا مقالُهُ

وإني أيَا معناي ما جئتُ وطأةً
أشدُّ لظىً مما أجادت رجالُهُ

وما الحسنُ في عينَيَّ أمضى من الذي
بعينيك تحسوني كؤوساً فعالُهُ

فقلتُ لها أخجَلْتِني القولَ إنما
لسانُ فؤادي ليس يُغضي ارتجالُهُ

فليست تغض الطَّرْفَ منكِ ابتسامةٌ
تبدت حياءاً ثاقباً ذاك حالُهُ

تَقُصِّين آثاري بها ما تَسَلَّلَتْ
كسيفٍ وقد آوى لقلبي انسلالُهُ

قضت وطراً في القلب ملءَ انشداهِهِ
ولا سطوةٌ للحسن إلا تنالُهُ

فسبحان من سواكِ خمراً مُجنَّداً
له حينما شُدَّت لرشدي رحالُهُ

رجالٌ تساوي ذروةَ السُّكرِِ نخبَها
لدى الرشدِ لا يُسطاعُ نقباً ضلالُهُ

فما جئتِ فيه السِّحرُ إن تصدقِ الرؤى
وإن كُذِّبَت فالشِّعرُ أنتِ احتمالُهُ

وإن أفِلِت شمسٌ فللشمس وجهَةٌ
لعينيكِ يحسو الضوءُ منهُ ارتحالُهُ

وما كان منك يسيرُهُ فيَّ مُسكِرٌ
لكثرتهِ إلا استبدت حِبالُهُ

وأنت صلاةٌ حين نادى أذانُها
يناجي مدى عينيكِ قلبي بلالُهُ

رضوان السباعي
29 أكتوبر 2021

الرابط في بوابة الشعراء

https://poetsgate.com/poem.php?pm=224933&name=%D8%B1%D8%B6%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84 %D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D9%8A&Title=%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%8 6%D8%A7%D8%B1

سيرين
10-30-2021, 10:28 AM
أطلت جلالا ، -هيبة الشمس ماء وجـْ
هِها- وعلى أكتافهِ الغيمُ شالُهُ

من كانت بتلك الاطلالة حُق لها ان يخشع الشعر وحياََ وإكراماََ
قصيدة فارهة الجمال تتوالى بها الصور الابداعية بما يدهش الذائقة ويثملها
سلمت شاعرنا المتألق دوما .. دمت للابداع والتميز عنوان
مودتي والياسمين

\..:34:

عبدالإله المالك
10-30-2021, 02:05 PM
صلاة في محراب الشعر
وأذنها بلال وصلاها رضوان
تقبل تحياتي

نادرة عبدالحي
10-31-2021, 04:32 PM
الرؤية هنا تجلت في الحوار هذه التقنية الفنية يطوّعه الشاعر حسب السياق الشعري للنص.
كانت النواة المتينة في قلب القصيدة فالحور هنا كان يمثل الرؤيات المتعددة التي تؤمن بها

كل صوت كان في الحوار .للحوار هنا كان وظيفة جمالية مميزة جدا .

دعِيْ رقصةَ النيرانِ عنكِ فما اللظى
أقولُ لها يقوى لديكِ احتمالُهُ

فقالت معاذَ اللهِ ما جئتُ نيةً
بسوءٍ هداك، القلبُ هذا مقالُهُ

وإني أيَا معناي ما جئتُ وطأةً
أشدُّ لظىً مما أجادت رجالُهُ

وما الحسنُ في عينَيَّ أمضى من الذي
بعينيك تحسوني كؤوساً فعالُهُ

فقلتُ لها أخجَلْتِني القولَ إنما
لسانُ فؤادي ليس يُغضي ارتجالُهُ

ربى خالد
11-03-2021, 01:20 AM
نحتاج مثل هذا
فتنة حرف تستحق المتابعة

وردي وودي

علياء
11-03-2021, 09:52 PM
_




مُدهشٌ أنتَ يا رضوان
تماماً كإندهاشكَ بتلك الفاتنة
التي تألق حرفكَ من أجلها

جمال البيت الاخير يعادل جمال القصيدة يا رضوان
أحسنت على هذه القفلة الموفقة جداً ..

دمتَ للشعر محرابآ



_

م.رضوان السباعي
11-14-2021, 05:58 PM
أطلت جلالا ، -هيبة الشمس ماء وجـْ
هِها- وعلى أكتافهِ الغيمُ شالُهُ

من كانت بتلك الاطلالة حُق لها ان يخشع الشعر وحياََ وإكراماََ
قصيدة فارهة الجمال تتوالى بها الصور الابداعية بما يدهش الذائقة ويثملها
سلمت شاعرنا المتألق دوما .. دمت للابداع والتميز عنوان
مودتي والياسمين

\..:34:

أيتها السيرين التي تطل جلالا كأنها الشمس
من علو نزلت سهلا وحلت أهلا .
شكرا جزيلا لأنك هنا تتماهين عطرا بين أعطاف القصيدة.

دمت زاهية الألوان باهية النور

م.رضوان السباعي
11-14-2021, 06:09 PM
صلاة في محراب الشعر
وأذنها بلال وصلاها رضوان
تقبل تحياتي

صديقي أيها الشاعر العذب .
سلمت وغنمت على حضورك الزاهي كأنت

م.رضوان السباعي
11-14-2021, 06:14 PM
الرؤية هنا تجلت في الحوار هذه التقنية الفنية يطوّعه الشاعر حسب السياق الشعري للنص.
كانت النواة المتينة في قلب القصيدة فالحور هنا كان يمثل الرؤيات المتعددة التي تؤمن بها

كل صوت كان في الحوار .للحوار هنا كان وظيفة جمالية مميزة جدا .




ناقدتنا الجليلة وجودك هنا بحد ذاته في مقام الماء في هجير الشعر

تماهيك وانغماسك في النص يشعره بالحياة .

دمت دائمة الحضور

خالد صالح الحربي
02-20-2022, 06:07 PM
:
يا رضوان ؛ رضي الشّعر عنك وعليك.
🌹