تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إكتئابُ الرُّوحِ


رضا الهاشمي
05-09-2022, 10:55 AM
بكيتُ بُكا منْ كانَ للموتِ راحِلَا
ولولا اكتئابُ الرّوحِ ما كُنتُ فاعِلَا

أنختُ على رملِ المصائبِ عبرَتي
إلى أنْ سرَى حزنُ الفؤادِ قوافِلَا

سقى اللهُ أرضَ السّعدِ منْ بعدِ محْلِها
و صبّ عليها منْ سما البِشرِ هاطِلَا

أرى اليُمنَ في دُنيا الملمّاتِ ناقصًا
و إنّي أرى يأسي بدنيايَ كامِلَا

سبتني خطوبُ الدّهرِ في كُلّ محنَةٍ
و لمْ أكُ في حرْبِ السُّعادِ مقاتِلَا

و هل تستطيعُ الرّوحُ أنْ تهزمَ الأسى
إذا صارتِ الأحزانُ فيها جحافِلَا

و تطعنُني الأيّامُ بالضيقِ طعنةً
كأنّ لها بين الضّلوعِ ذوابِلَا

و يحزنُني أنّي أرى اليأسَ عاشِقًا
و أنّي أرى آمالَ عُمري عواذِلَا

قليلًا غدا صبري كثيرًا غدا الجوى
عظيمًا بدا كَرْبي منَ الهمّ هائِلَا

فهل تستريحُ النّفسُ منْ كُلّ ضيقَةٍ
قريبًا و يأتي السّعدُ في الدّهرِ عاجِلَا

و تنسفُني الأحزانُ في ساحةِ الشّجى
إذا ما رمَتْ فيّ الصّروفُ قنابِلَا

سألتُ إلهَ الكونِ صبرًا و قوّةً
و كم في اشْتدادِ الرّزءِ قدْ بِتّ سائِلَا

فيا ربِّ خفّفْ في اللّيالي مصيبَتي
و لا تجعلِ الإسْعادَ في العُمرِ آجِلَا

و ياربَّ إبراهيمَ حاشاكَ لمْ تكُنْ
عنِ الخلقِ يا ربَّ الخلائقِ آفِلَا

ولا كنتَ عنْ حزني الشّديدِ بغافِلٍ
ولا كُنتَ يا علّامُ بالحالِ جاهِلَا

رضا الهاشمي

قايـد الحربي
05-09-2022, 06:29 PM
:
:

هذا اكتتاب روح يا رضا ..
رغم حزن القصيدة إلا أنّ في آخرها ومضة تجعل الشموس تنحني،
شكراً لهذا الضوء يا رضا.

خالد صالح الحربي
05-10-2022, 09:12 PM
:
هذا الهمّ يحتاج فعلاً لبحرٍ طويل .. بطوله.
شُكرًا رضا على ما أرقت وقرأنا.
🌹

نادرة عبدالحي
05-15-2022, 12:32 AM
أفرج الله عن حزنك وهمكَ وأبدله بفرحا وسعادة يُحزنني ما أصابكم من الحزن
لم نلقى منكم الا النبل والشهامة والشعر الجميل . تمسك بصبركَ شاعرنا

فالإنسان المؤمن لا يقنط من رحمة الله عز وجل .

سيرين
05-26-2022, 03:09 AM
مناجاة زادت من الشجن شعرا ودهشة آسرة للروح
سلمك ربي شاعرنا من الحزن والالم
ودام قلمك غيثا يعيد نبض الابجدية بما يلبق بها
ود وياسمين


،،

فاطمة بشير عبد السلام
05-26-2022, 04:03 PM
شعر جزل فيه شفافية وسلاسة دامت محابرك عامرة بالطيب

كريم العفيدلي
06-11-2022, 10:46 PM
رائعة بحق وعميقة
بوركت 🌹

عبدالإله المالك
06-12-2022, 05:01 AM
يكفي هذا الإكتئاب فخرا أنه أتى في أجمل قالب شعري ولوحة فنية
لك تحيتي يا رضا

خليل إبراهيم الخليل
06-19-2022, 07:29 PM
أبدعتَ ... فأقنعتَ ..
لغتك الجزلة عنوان للعروبة وثقل لا يُستهانُ به ..
لك خالص الود والاحترام ..