تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلَيكَ…


آية الرفاعي
06-24-2022, 02:24 AM
أيُّها الصَديقُ الأعَزَ:
تُظَلِلُنا للمَرّةِ الأولى مُنذُ سنواتٍ شمسٌ واحدةٌ, تَلفَحُ وَجهَينا الضائِعينِ في مُفتَرقاتِ الطُرقِ,وتُسقِطُنا في شِركِ الصيف!..
تُهروِلُ قلوبُنا إلى ذاكرةٍ الأزمنَةِ الفائِتة:حينَ كانَ الشتاءُ خفيفاً , وأقدامُنا تعبَثُ بموجِ اللامبالاةِ الذي يعلو إلى صدورِنا.
.
.
سالِكَين مُنعَرجاً قصيراً : يبرِّدُّ الشوقَ, ويُشعلِ المُغامرة!.
يَتَدلّى وجهُ الشمسِ على فناجينِ قهوَتِنا ,وبريق عيونِنا..
تَتَغذّى على صَمتِنا خَمائِرُ الجنونِ اللامعقولِ التي ترتفعُ مع شَهقاتِنا الحَيرى!
ويُطَقطِقُ الصمتُ أصابِعنا المُتعرّقة حيثُ نَنسى أن نقولَ شيئاً :أقصِدُ أيّ شيءٍ مُثيرٍ حقاً!.
ونتحدثُ باندفاعٍ مهبولٍ عنْ التياراتِ الجارِفةِ للإنسانيّةِ, ونكهاتِ القهوةِ, ومَكائد الأبطال في الأفلام!
مُهمِلينَ انكساراتِ الحروفِ على أطرافِ شفاهنا , ورجفاتِ الرموش التي تحفظُ صورنا في أغلفةٍ ضدّ الزمن: ما كانَ وما سيكون!.
ولا أعرِفُ ما الذي قَرأتَهُ في صَفحةِ وجهي فَصَمتي مُخادِعٌ وعينيْ مَضّلِلّةٌ ,وماهِرةٌ أنا في تَبرِئَةِ نَفسي مِنْ تُهَمِ الحقيقة!.
أمّا أنا فَقَرأتُ وجهَكَ جيداً!..
أعلمُ أنّكَ سَتقولُ لي آجلاً كُلّ شيء..
سأهزُّ رأسي وقتَها بالموافقة, وأفتَعِلُ الذهول,ثمّ سأبتَسِمُ بانتصارٍ صغيرٍ بين صديقين, وأقولُ لكَ أنّني أعرِفُ كلّ شيء!..
غُبارُ الغُربةِ الذي يَملَؤ تَجاعيدَ ملامِحك,
ونهرُ الأوجاعِ الذي يَنحدِرُ من بينِ عَينَيكَ إلى كَفَن.
في عَينِكَ اليُمنى أملٌ قَديمٌ لا يموتُ, وفي عينِكَ اليُسرى الآفُ الخطايا!.
تَجتَرُّ ضِحكةً قديمةً جداً لها حسُّ الطفولةِ, وصوتُ الوِحدَةِ يَعزِفُ على قِيثارةِ قَلبِكَ المشروخِ ,بِوَتَر الحياةِ -ما لها وما عليها- لحناً غريباً يَستَفِزُّ الدمع!.
.
.
.
نحيبُ العاصِفةِ في داخلي يُثيرُ ضوضاءَ مُقلِقة وأنا أكتبُ لكَ من خَلفِ جِبال الأرقِ حيثُ تَتكدّسُ العيونُ الجاحظةُ على قِمَمِ لياليَّ!.
وصوت صَريرِ أبوابِ الأرضِ حينَ تُغلَقُ بحدّةِ على أصابِع الواقِعِ يُفزِعني..
لكنّني أكتبُ لأقولَ لكَ أنّ كيدَ الحياةِ عظيمٌ, وأنّ قافِلةَ الذكرياتِ تروحُ وتجيءُ محملّةً ب(نحن): ما كان قبلَ حُزنِكَ وما سيجيءُ بعده!..
لأقولَ لكَ أنّني مثلُك, لديّ فشلٌ ذريعٌ, وحزنٌ عريضٌ, وصمتُ يبتَلِعهما !.
.
.
أيُّها الصديق الأعزُّ,و يزيدُ على ذلك:
إلى أنْ يُزهِرَ الياسَمينُ في أراضِينا الميتةِ بِقسوةِ الدم, وانتكاساتِ الزمن..
إلى أنْ يحتَرِقَ الانتظارُ في مجامرِ النسيانِ..
إلى أن تَسخَرَ منْ حُزنِكَ وأضحكُ من تقادِيرِ المَسير..
نَلتقي.

عمرو بن أحمد
06-24-2022, 02:41 AM
غرق ..غرق
في تزاحم الصور، نصاب بالدوار ..
جميلة جدا ومكثفة إلى حد الوحشة ...
في نص سردي حاذق كهذا .. يزداد بهاء عندما يأخذ مسارا هادئا نشعر معه بالسلام ..

طبت آية.

عَلاَمَ
06-24-2022, 04:37 AM
.



رِّسالة لَم تُظْرَف .. بَعد ؟
فَ ، عِند مُنعطف نَّاصِيةٍ، كَأنما إِنْتَفى اليَقين
هَذه الرُوْح تَشُّدَّ بِالوَجه !
والظِّلَّ والْفَيء ومَا على الطَاولة.. إلىَّ أعلى!
تَترقب خَيطًا صَافيًا قَد "تَمزق"
لَحظات دَافئة تَسيلُ عَناقيد جَامدة ..
تَصُب في قَلب يَلح يَئسًا حَاد. وخفيفًا !؟
تَتحين أطراف الحُلم الذي يُسرع هَربًا كُلما اقترب لَمسهُ!.


آية:
ماأبهى اسمُك وأجمل حرفك وحضورك
نورتينا.. شكرًا لكِ

آية الرفاعي
06-25-2022, 01:54 PM
نُكَثِّفُ النَّصَ حتى يَصيرَ لَنا ثِقْلٌ لا تَقتَلعهُ نَسائِمُ الراحةِ التي تَأتِي من سكينةِ الكتابة!..
الحرفُ هوَ كُتلَةُ النَّفس!..
.
.
عمرو بن أحمد..
طابَ النَّصُ بحضورِكُم البَهيّ،وقراءَتُكم الرصينة..
و سلامٌ يسكُنُنا وإيّاكُم رغمَ ضوضاءِ الحياةِ!

دُمتُم بِرضا وخير.

آية الرفاعي
06-25-2022, 02:12 PM
إنّ بعضَ الرسائِل: سِيَرُ حياةٍ!
لا يَسَعها مظروفٌ، ولا نَنفَصِلُ عن وقائِعِها،
تجري في حلقومنا ، ولا يُمكن أن نقرأَ خاتِمَتَها!..
.
.
.
علام
هذا انغماسٌ في النّصِ مورِقُ الوعي، مُجَرِّدٌ لِما وراءَ المعنى..
قراءةٌ شاعريّةٌ لِ( نحنُ-الإنسان).

غمرتني بِوارفِ طيبَتِكَ ، وعناقيدِ اللطف!
وعلى ما يَتَسِّعُ له قَلبُكَ، امتناني.
.

نادرة عبدالحي
06-26-2022, 08:48 PM
الكاتبة أية الرفاعي من جميل ما قرأت تجعلين القارئ يتمنى ان لا تنتهي الصفحة ولا الرسالة

مفهوم الصورة الفنية عند الكاتبة الرفاعي تأخذ موقعها المؤثر فهي تمنح اللغة قوة معانيها التصويرية

فالموهبة الإبداعية التي تمتلكها الكاتبة في تَطويع مفردات اللغة ودمجها في نُسق مُبهر نجد ورائها
عوامل مؤثرة في بناء الصورة ومنها التفكير العميق المبني على مبادئ كفيلة بأن تمنح النص جماليات
حرة من كل قيد.

ونهرُ الأوجاعِ الذي يَنحدِرُ من بينِ عَينَيكَ إلى كَفَن.
في عَينِكَ اليُمنى أملٌ قَديمٌ لا يموتُ, وفي عينِكَ اليُسرى الآفُ الخطايا!.


حيبُ العاصِفةِ في داخلي يُثيرُ ضوضاءَ مُقلِقة وأنا أكتبُ لكَ من خَلفِ جِبال الأرقِ حيثُ تَتكدّسُ العيونُ الجاحظةُ على قِمَمِ لياليَّ!.

د. لينا شيخو
06-27-2022, 02:56 AM
رسالة مطرّزة بالحنين والياسمين
صباح الهوى الشامي ❤

آية الرفاعي
06-27-2022, 06:45 PM
الصورة الفنيّة للأدبِ، كالرِئة!
يختنقُ النَثرُ الحداثيُّ بعيداً عنها،
أنْ كانت بسيطةً جمّلت وجه النّصِ،
وإنْ كانت معقدّة ورمزيّةً حَمت كاتبها من الوضوحِ وساعدته على التخفي خلفَ نَصه وفكرَته!
.
.
نادرة عبدالحي
إنّكَ تغمرينَني على الدوام ببصيرةِ قراءَتكِ،
وتأخذينَ بِيدِ النّصِ،إلى جماليّاتِ التحليل والفَهم!..

حضورُكِ بهيٌّ و عَطرٌ على الدوام..
موّدةٌ كبيرة.🌷

آية الرفاعي
06-27-2022, 07:01 PM
للرَسائِلِ طقوسُها،
وعلى اختلافِ محتواها، يزيدُها قُرباً أن تَتزَيّنَ بالحنينِ!
.
.
د.لينا شيخو
لِتَحفَلْ أمسياتُكِ بخرير النوافيرِ ، ونسائِمِ الريحانِ..
وليَمتَليء قَلبُكِ بالياسمين.
مودّتي.

خالد صالح الحربي
12-07-2022, 03:16 PM
:
قراءة مُمتعة - ومتعةٌ تُقرأ !
🌹

د. لينا شيخو
12-08-2022, 01:14 AM
نص يستحق العودة والقراءات
مظروف تفوح منه رائحة الحنين
وتفاصيل غاية في الشاعرية

آية الرفاعي
12-14-2022, 03:11 PM
تأتي المُتعةُ من عُمقِ القِراءَةِ، وبَصيرةِ القاريء!
.
.
خالد صالح الحربي
لطالما أوجَدتُم بغريزةِ الحرفِ لديكم بُعداً جديداً لِلنّص.
امتنانٌ كثير.

آية الرفاعي
12-14-2022, 03:16 PM
في العقلِ إيمانٌ بالتفاصيل، ما تُعطي وما تَأخذُ..
وفي القلبُ حنينٌ لا تَتَّسِعُ لهُ أقطارُ الأرض!..
.
.
د. لينا شيخو
كلمّا عدتُمْ فاحَتْ رائحةُ الياسَمين، وامتلأ النّصُّ بحنينٍ شاميٍّ!.
ولكم دوماً مُتسّعٌ في هذا الوجودُ الضَيِّق.
محبّتي وامتناني🌹

فيصل خليل
12-27-2022, 01:31 PM
لأقولَ لكَ أنّني مثلُك, لديّ فشلٌ ذريعٌ, وحزنٌ عريضٌ, وصمتُ يبتَلِعهما !
*****************
ولا يفهم القلب إلا قلب مثله

دمت بخير وعافية

عبدالرحيم فرغلي
12-28-2022, 06:04 AM
جميل هذا الصباح بك .. جميلة هي تعبيراتك ومعانيك واسترسال الألم فيها .

دمت بكل الخير .. ألف تحية وتقدير

آية الرفاعي
01-02-2023, 10:09 PM
ومِمّا يبعثُ على الراحةِ بعدَ طوالِ سعيٍّ،
أن ينعجنَ قلبٌ في نبضٍ الآخر، فيسريانِ في بعضهما: أُلفةً وصدقاً!
وقلّما يحدثُ!

فيصل خليل..
ممتنةٌ لتواجدكم هنا..
مودتي وتقديري.

آية الرفاعي
01-02-2023, 10:12 PM
يغيبُ الجمال إن غابَ الألم!
.
.
عبدالرحيم فرغلي..
حضوركم يزيدُ النصّ معنى..

مودّتي وتقديري.