تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليـال .. وغربة الكون


د. لينا شيخو
03-04-2007, 01:04 PM
" ليس لحزني ظلال ، فليس لحزني حدود ." *
وأنا في قسْوةِ الفقد أنزف
:
بعضُ الموتِ يعتذر عن التعزية ..
الأجدرُ .. تسميتَهُ بخلودٍ عظيمٍ في مكانٍ علويّ .
لا يطاله غبارُ كلماتِ التأبين المستنسخة ، ولا الوعظُ الباهتِ ، ولا النّصْح المُتْرَف .
تتكَسَّرُ في حضْرَتهِ جماجم المحابر الأنيقة ، فتذروها رياحُ الحُبِّ المصلحيِّ .
يعتصر قلب الغيم ويتجمد تأويل انهمارهم السخيّ فينا ..في سراديب السَّبَبيَّة .
بعض الأرواحِ تقطفها الملائكُ في أول أوانِها وذروةِ الطُّهْرِ ليحتفي بها الملأ الأعلى ؛ ويرتقي المسكونون بها معارج الغيم ويرتمي الأرضيُّون المتعلقون بأطرافها في مدارج العَدَم .
بعض الحزنِ شاهقٌ يليقُ به أن يبقى عظيماً في أبَّهته ، تدورُ حولَهُ أشباحُ الكلماتِ وكرنفالات المحزونين وظلال المتهالكين في أحجيات البقاء .
إنهم لايرحلون ..!
يعبرون فينا ، في نتوءاتِ المتبقي منّا حتى يتآكل الزمن .
ينتصبون كشهودٍ على شواهدنا الباقية منّا .
يحيون ـ بلا أدنى رحمة ـ في قلوب يتيمة .. أخبار النسيان في عُرْفها سيئة السُّمْعَة .
قلوبٌ لا تٌحْسِنُ تجاوزَ المحفورِ من حزنٍ ..لا تجيدُ سوى التهالك على أعطافِ آثارٍ غائرة وذكريات طافرة .
في غربة سحيقة في أبعدِ اللاشيء بمعيَّة اللا أحَد ..في زمنٍ رديءٍ مراقٌ بدونهم .. نحياهم كثيراً ولا ننتهي .
نقتسمُ مع وَهْمِ وجودنا أرغفةَ التعب ، على أرصفةٍ مدهونةٍ بالدَّمْع ؛
كأننا وجوهُهُم وحزنٌ ما تقوّسَ ظَهْرُه .
ليــال :
وحدكِ الآن .. في ضبابٍ حالكٍ تطلّينَ كقنديل ينوسُ ولا ينطفيء ..!
وحدكِ ..وجودٌ في تمام شروْدِه ، حين تجرحينَ هذا الكون المشبع بالفراغ .
تسْتبْقين في موتي .." إحياءً " لحقيقةٍ واحدةٍ ثابتة ، منسيّةٍ في جيوب الغَفْلة .
تأخذين بيدي حين أتوه في مساربِ الممكنِ الزائلِ مِنْ وهمٍ .. وتقهرين العَدَم ..!
وتغرسين في قلبي شوق اللقاء بكِ وفي جوارِ من لا يشقى جاره ولا يفنى جواره .
ليــال :
كثيرٌ غيابكِ في عُرْفِ الحمامِ يا بياضُه .
وأنا القليلةُ إلا من بيادرِ المبذورِ من حرفكِ .
ـــ
ذات طيب ..
24 / 2 / 2007
والآن ..

...يتبع حين مُزْن ، وكلَّما فاضتْ غربة .
ــــ
* ليال نبيل .