تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رُوىً هَارِبة !


نازك
11-21-2022, 02:27 AM
؛
؛
التِّذكَار، الفَقد، السَّلْوّ، جميعُهم تألّبُوا عليَّ تألُّبَ الرُّوى في عَينِ الضَّريرِ !
؛
؛
عندما أكونُ في مكانٍ ما، وأرى ملامحَ علامات الاستفهام في عيونهم؛ فهذا يعني رسالةً أوجّهها لنفسي: هل أنا في المكانِ الخطأ؟
حدثَ كثيراً أنْ جلستُ في مقهىً؛ وافتعلتُ الانتظارَ والارتباكَ والتّململَ مِن أنين الساعة! وحدثَ أنْ جلستُ في محطّةِ القطار وحدي، والنّاسُ من حولي ما بين مُغادرٍ وآيبٍ، ما بين مُودِّعٍ ومُستقبِلٍ، وأنا بلا وجهةٍ وبلا أحدٍ! وحدثَ –أيضاً- أنْ جلستُ مُقابلَ البحر، وتناولتُ جريدةً؛ على سبيلِ الانشغالِ بشيءٍ ما، وكانتْ صفحاتُها فارغةً، والموجُ يعبثُ بشعري وبفكري، وعيونهم تسألُ ذات السؤال: ماذا تفعلين هُنا؟
وتسقطُ عليهم الإجابةُ من سحابةٍ عابرة على هيئةِ دمعةٍ، وتنزلقُ قدماي في غَيابةِ الحَيرة! أسئلتهُم تُشبهُني، ولا تُشبهُني أجوبتي، والنّسيانُ ضروريٌ في مثل هذهِ الورطاتِ!
أُلقِّنُني -قبل الخروج من البيتِ- بالأجوبة الشّافية، أُردِّدها بسلاسةٍ؛ حتّى تنزلقَ على لساني؛ دون أنْ تتركَ غصّاتٍ خلفها! أحتاجُ لالتفاتةٍ مُباغتةٍ؛ لقياسِ مدى اقتناعهم! ومُجدّداً يُغمِضون عيونهم هُنيهةً، لا أدري أهيَ مِن تَحنانٍ أم من قسوةٍ!
و(هناك) جلستُ، و(هنا) أنتظرُ. أخبرتُهُ بأنَّ (هُنا) تحتملُ عدَّةَ تكهّناتٍ مثلَ: (كنتُ أبحثُ عنك!)، و(هنا خبّئتُ لكَ المِفتاحَ تحت شجرتنا)، و(هُنا إنْ لَمْ يملؤهُ حضوركَ؛ يتنصّلُ مِن صفته المكانيةِ إلى مجرّدِ فراغٍ!). وأخبرتُكَ بأنَّ كلَّ حدثٍ يتكرّرُ في حياةِ المرءِ يُورِثُ عندهُ التّعوّدَ؛ فـ في الأولى يكونُ مأساةً! وفي الأُخرى ملهاة!
- إذن لِمَ أنتِ في المكانِ الخطأِ مُجدّداً؟!
باغتني بالسّؤالِ قبلَ أنْ أتطلّعَ إلى وجههِ؛ لاخترعَ الأعذارَ، سأُحاولُ في المرّاتِ القادمةِ أنْ أكونَ أكثر تيقُّظاً، وأنْ التفِتَ إليهِ قبلَ أنْ يطرحَ عليَّ أسئلتَهُ التي تستنزفُ منّي الكثير!
- أتعرفُ لِمَ أنا (هنا)؟ لأنّني (هُنا) أكونُ في قَلبهِ، أحمِلهُ معي، وأنصبُهُ كخيمةِ بدويٍّ تذوبُ تحتَ قدميهِ حدودُ الخَارطةِ والبلدان، لا يعاقبهُ القانونُ، هو ودوابُّهُ في حالةِ سفرٍ دائمٍ! المقهى المجنونُ الذي صدّعتُ رأسُكَ به؛ وأنا أُعيدُ عليكَ طقوسَهُ المرجوّة عند كلِّ لقاءٍ مبتورٍ يجمعنا...
- (تقاطعُني) ما بهِ؟
- ثمّة روايةٍ هي الأُخرى مجنونةٌ؛ أدّتْ بي لاختراعهِ! كنتُ أمشي سارحةَ الخطوِ، ساهمةَ النّظراتِ، أعلمُ بأنَّ عيونهم ترقُبُني، وأنّهم يُتمتمُون بعباراتٍ مفادُها التِّيه، غير أنّكَ الوحيدُ الذي انتشلتني يدُهُ من دائرةِ الاستفهامِ المقيتةِ؛ للطّاولةِ الدائريةِ والمقهى؛ حيثُ اختفتْ من وجهي ملامحُ الوِحدةِ، واحتفظتُ بلعنةِ الغُرباء فقط! يا للمقهى الـ (هناك) كم أشتاقُ إليه وكم أحنُّ!
- كلُّ ما تقولينهُ عبارة عن دوائر متحلِّقة، لَمْ تتوقّفْ -طوال حديثنا- يدُكِ عن رسمِ الدّوائر!
- أصبتَ، وهبّتْ أصواتٌ كثيرةٌ تُبلبِلُ في رأسي، ربّما آن لي أنْ أبحثَ عن منفذٍ ينقلُني من ضيقِ الـ (هُناك) إلى فُسحةِ الـ ( هُنا).
وتُغيِّبُنا الأيامُ قسراً، لتبهُتَ الألوانُ فجأةً، الرّيحُ تسألُ، والأبوابُ تُجيبُها، والدّفءُ حزينٌ، والسّماءُ ترعدُ بالصّمتِ اللعين، ويراوغني ظلُّكَ؛ ينبجسُ من رحمِ العتمة، يلاحقني، وبذاتِ الحُنوِّ المعهودِ؛ أستحضركَ أمامَ الموقد، يلفحُني أوارهُ، ودخان الآه يتراكمُ في صدري! ثم، ماذا؟
أرنو لمكاننا، لمحرابنا، ومن خلف باب المُناجاةِ أبثُّكَ لوعتي، وخلجاتٍ مطويّةٍ منذُ اللحظةِ الأولى التي وقعتْ فيها عينايَ على مكمنِ السّرمديةِ في أعطافك. ماذا يعني ترقُّقُ الدّمع حال انثيال خيوط الذاكرة؟ ماذا يعني هذا التّخاطر المتواشج بين القلوب؟
هو ذا المشهدُ كامِلُ الحُضور،وكأنَّ كلَّ خطوةٍ كانَ مُقدرٌ لها -منذُ الأزلِ- أنْ تستردَّ عافيتها، وأنْ تستقيمَ -بعد تنافُرٍ- لترسمَ لنا دربَ اللقاء. تُفصحُ الثّواني الأولى عن مكنوناتها، ندنو من الأرض؛ لنبذرَ الكلامَ؛ فيُزهِر عن ثمرٍ دنا فتدلّى، تستريحُ الأرضُ من الدّوران، كلُّ الأشياءِ تتنهّدُ، لهنيهةٍ تهمدُ، ثم نتلقّفها براحةِ أيدينا، ونُهيِّئُها لركلةٍ جديدة خارجَ الوقتِ، ليست الأولى، ولا الأخيرة! إنّها الأثيرةُ، السّقطةُ التي تُعَاكِسُ قانونَ الجاذبيةِ، حيثُ السّقوط إلى الأعلى!.



نازك

هاني هاشم
11-21-2022, 05:54 AM
ثم نتلقّفها براحةِ أيدينا،
ونُهيِّئُها لركلةٍ جديدة خارجَ الوقتِ،
ليست الأولى، ولا الأخيرة!
إنّها الأثيرةُ، السّقطةُ التي تُعَاكِسُ قانونَ الجاذبيةِ،
حيثُ السّقوط إلى الأعلى!.

/

رؤى هاربة ..
نص تحامل على المفردات
ليخرج من معينها
تأويلات شتى
تعبيرات رائعة
وأسلوب شيق
دمتِ في بهاء

خالد صالح الحربي
11-21-2022, 09:01 AM
:
منذُ السطر الأوّل ؛ والذي توقفت عنده طويلاً وأنا أدرك بأني
سأقرأكِ كمسافرٍ يستمتع بالرحلة ، وهذا ما حدث فعلاً ..
_ شكرًا نازك لمفقوداتكِ التي ملأتنا بالأشياء .
🌹

جليله ماجد
11-25-2022, 06:36 PM
كيف العودة إلى صخب الحياة بعد نصوصك؟
كيف لا أضيع بين حروفكِ و معانيكِ و إحساسك غامر منذ السطر الأول؟
أشكر تلك الرؤى..
إذ هربت منكِ..
فأذهلت سواكِ..
تلقفي.. هاهو قلبي بين يديكِ...!

نازك
11-26-2022, 02:18 AM
ثم نتلقّفها براحةِ أيدينا،
ونُهيِّئُها لركلةٍ جديدة خارجَ الوقتِ،
ليست الأولى، ولا الأخيرة!
إنّها الأثيرةُ، السّقطةُ التي تُعَاكِسُ قانونَ الجاذبيةِ،
حيثُ السّقوط إلى الأعلى!.

/

رؤى هاربة ..
نص تحامل على المفردات
ليخرج من معينها
تأويلات شتى
تعبيرات رائعة
وأسلوب شيق
دمتِ في بهاء

أشكر لك هذا الثناء ياكريم
دمت برضاً وعافية

نازك
11-26-2022, 02:22 AM
:
منذُ السطر الأوّل ؛ والذي توقفت عنده طويلاً وأنا أدرك بأني
سأقرأكِ كمسافرٍ يستمتع بالرحلة ، وهذا ما حدث فعلاً ..
_ شكرًا نازك لمفقوداتكِ التي ملأتنا بالأشياء .
🌹


في الحقيقة قرأت تعقيبكم قبلاً
ولكني أرجأتُ الرد لسانحة مناسبة
ليكون ردي لائقاً بجميل ظنكم الدائم ثُمّ قراءتكم المتأنية
صِدقاً لا تسعفني أبجديتي لأصوغ آي الشكر والتقدير
شكراً جزيلاً

نازك
11-26-2022, 02:25 AM
كيف العودة إلى صخب الحياة بعد نصوصك؟
كيف لا أضيع بين حروفكِ و معانيكِ و إحساسك غامر منذ السطر الأول؟
أشكر تلك الرؤى..
إذ هربت منكِ..
فأذهلت سواكِ..
تلقفي.. هاهو قلبي بين يديكِ...!

أهلاً بالصديقه الجميلة
أوتعلمين؛ هذا النص قديم ولكن له معزّة ومكانة مختلفة في ذاكرتي
أحنّ إليهِ فأعودهُ وأتلو على مسامعي فصولهُ وكم تطربني
وأشعر بسعادة غامرة لإمساكي باللحظة وتدوينها لتبقى وتتنفس !!

سلمتِ وسلِم قلبُك الرهيف

فاطمة بشير عبد السلام
11-27-2022, 12:30 PM
؛
؛
التِّذكَار، الفَقد، السَّلْوّ، جميعُهم تألّبُوا عليَّ تألُّبَ الرُّوى في عَينِ الضَّريرِ !
؛
؛
عندما أكونُ في مكانٍ ما، وأرى ملامحَ علامات الاستفهام في عيونهم؛ فهذا يعني رسالةً أوجّهها لنفسي: هل أنا في المكانِ الخطأ؟
حدثَ كثيراً أنْ جلستُ في مقهىً؛ وافتعلتُ الانتظارَ والارتباكَ والتّململَ مِن أنين الساعة! وحدثَ أنْ جلستُ في محطّةِ القطار وحدي، والنّاسُ من حولي ما بين مُغادرٍ وآيبٍ، ما بين مُودِّعٍ ومُستقبِلٍ، وأنا بلا وجهةٍ وبلا أحدٍ! وحدثَ –أيضاً- أنْ جلستُ مُقابلَ البحر، وتناولتُ جريدةً؛ على سبيلِ الانشغالِ بشيءٍ ما، وكانتْ صفحاتُها فارغةً، والموجُ يعبثُ بشعري وبفكري، وعيونهم تسألُ ذات السؤال: ماذا تفعلين هُنا؟
وتسقطُ عليهم الإجابةُ من سحابةٍ عابرة على هيئةِ دمعةٍ، وتنزلقُ قدماي في غَيابةِ الحَيرة! أسئلتهُم تُشبهُني، ولا تُشبهُني أجوبتي، والنّسيانُ ضروريٌ في مثل هذهِ الورطاتِ!
أُلقِّنُني -قبل الخروج من البيتِ- بالأجوبة الشّافية، أُردِّدها بسلاسةٍ؛ حتّى تنزلقَ على لساني؛ دون أنْ تتركَ غصّاتٍ خلفها! أحتاجُ لالتفاتةٍ مُباغتةٍ؛ لقياسِ مدى اقتناعهم! ومُجدّداً يُغمِضون عيونهم هُنيهةً، لا أدري أهيَ مِن تَحنانٍ أم من قسوةٍ!
و(هناك) جلستُ، و(هنا) أنتظرُ. أخبرتُهُ بأنَّ (هُنا) تحتملُ عدَّةَ تكهّناتٍ مثلَ: (كنتُ أبحثُ عنك!)، و(هنا خبّئتُ لكَ المِفتاحَ تحت شجرتنا)، و(هُنا إنْ لَمْ يملؤهُ حضوركَ؛ يتنصّلُ مِن صفته المكانيةِ إلى مجرّدِ فراغٍ!). وأخبرتُكَ بأنَّ كلَّ حدثٍ يتكرّرُ في حياةِ المرءِ يُورِثُ عندهُ التّعوّدَ؛ فـ في الأولى يكونُ مأساةً! وفي الأُخرى ملهاة!
- إذن لِمَ أنتِ في المكانِ الخطأِ مُجدّداً؟!
باغتني بالسّؤالِ قبلَ أنْ أتطلّعَ إلى وجههِ؛ لاخترعَ الأعذارَ، سأُحاولُ في المرّاتِ القادمةِ أنْ أكونَ أكثر تيقُّظاً، وأنْ التفِتَ إليهِ قبلَ أنْ يطرحَ عليَّ أسئلتَهُ التي تستنزفُ منّي الكثير!
- أتعرفُ لِمَ أنا (هنا)؟ لأنّني (هُنا) أكونُ في قَلبهِ، أحمِلهُ معي، وأنصبُهُ كخيمةِ بدويٍّ تذوبُ تحتَ قدميهِ حدودُ الخَارطةِ والبلدان، لا يعاقبهُ القانونُ، هو ودوابُّهُ في حالةِ سفرٍ دائمٍ! المقهى المجنونُ الذي صدّعتُ رأسُكَ به؛ وأنا أُعيدُ عليكَ طقوسَهُ المرجوّة عند كلِّ لقاءٍ مبتورٍ يجمعنا...
- (تقاطعُني) ما بهِ؟
- ثمّة روايةٍ هي الأُخرى مجنونةٌ؛ أدّتْ بي لاختراعهِ! كنتُ أمشي سارحةَ الخطوِ، ساهمةَ النّظراتِ، أعلمُ بأنَّ عيونهم ترقُبُني، وأنّهم يُتمتمُون بعباراتٍ مفادُها التِّيه، غير أنّكَ الوحيدُ الذي انتشلتني يدُهُ من دائرةِ الاستفهامِ المقيتةِ؛ للطّاولةِ الدائريةِ والمقهى؛ حيثُ اختفتْ من وجهي ملامحُ الوِحدةِ، واحتفظتُ بلعنةِ الغُرباء فقط! يا للمقهى الـ (هناك) كم أشتاقُ إليه وكم أحنُّ!
- كلُّ ما تقولينهُ عبارة عن دوائر متحلِّقة، لَمْ تتوقّفْ -طوال حديثنا- يدُكِ عن رسمِ الدّوائر!
- أصبتَ، وهبّتْ أصواتٌ كثيرةٌ تُبلبِلُ في رأسي، ربّما آن لي أنْ أبحثَ عن منفذٍ ينقلُني من ضيقِ الـ (هُناك) إلى فُسحةِ الـ ( هُنا).
وتُغيِّبُنا الأيامُ قسراً، لتبهُتَ الألوانُ فجأةً، الرّيحُ تسألُ، والأبوابُ تُجيبُها، والدّفءُ حزينٌ، والسّماءُ ترعدُ بالصّمتِ اللعين، ويراوغني ظلُّكَ؛ ينبجسُ من رحمِ العتمة، يلاحقني، وبذاتِ الحُنوِّ المعهودِ؛ أستحضركَ أمامَ الموقد، يلفحُني أوارهُ، ودخان الآه يتراكمُ في صدري! ثم، ماذا؟
أرنو لمكاننا، لمحرابنا، ومن خلف باب المُناجاةِ أبثُّكَ لوعتي، وخلجاتٍ مطويّةٍ منذُ اللحظةِ الأولى التي وقعتْ فيها عينايَ على مكمنِ السّرمديةِ في أعطافك. ماذا يعني ترقُّقُ الدّمع حال انثيال خيوط الذاكرة؟ ماذا يعني هذا التّخاطر المتواشج بين القلوب؟
هو ذا المشهدُ كامِلُ الحُضور،وكأنَّ كلَّ خطوةٍ كانَ مُقدرٌ لها -منذُ الأزلِ- أنْ تستردَّ عافيتها، وأنْ تستقيمَ -بعد تنافُرٍ- لترسمَ لنا دربَ اللقاء. تُفصحُ الثّواني الأولى عن مكنوناتها، ندنو من الأرض؛ لنبذرَ الكلامَ؛ فيُزهِر عن ثمرٍ دنا فتدلّى، تستريحُ الأرضُ من الدّوران، كلُّ الأشياءِ تتنهّدُ، لهنيهةٍ تهمدُ، ثم نتلقّفها براحةِ أيدينا، ونُهيِّئُها لركلةٍ جديدة خارجَ الوقتِ، ليست الأولى، ولا الأخيرة! إنّها الأثيرةُ، السّقطةُ التي تُعَاكِسُ قانونَ الجاذبيةِ، حيثُ السّقوط إلى الأعلى!.



نازك نص تتضح الرؤية فيه لتكشف عن البقية عالى المقام سخي المعاني والألقاظ فيه كما النبع رقراقة

نادرة عبدالحي
11-27-2022, 07:32 PM
وهذا ما أقوله حين أنتهي من قراءة نصكِ كل مرة وفي كل مرة

المشهد كامل الحضور والنص كامل الحضور بكل ما فيه من مشاعر

وعُمق جميل النبض والخفقان . فأنتِ يا عزيزتي نازك تجعلينني أشعر بالإنتماء

الحقيقي لهذا المجتمع الأدبي بكل ما فيه من مُفردات عزيزة ونشعر أنها وطننا الذي ننتمي إليهِ.
هو ذا المشهدُ كامِلُ الحُضور،
رائعة بكل ما فيكِ من بصمة إبداعية أدبية مؤثرة حتى أنني قلت لنفسي أن هذا الجزء يصلح ليكون جزء في رواية.
حدثَ كثيراً أنْ جلستُ في مقهىً؛ وافتعلتُ الانتظارَ والارتباكَ والتّململَ مِن أنين الساعة! وحدثَ أنْ جلستُ في محطّةِ القطار وحدي، والنّاسُ من حولي ما بين مُغادرٍ وآيبٍ، ما بين مُودِّعٍ ومُستقبِلٍ، وأنا بلا وجهةٍ وبلا أحدٍ! وحدثَ –أيضاً- أنْ جلستُ مُقابلَ البحر، وتناولتُ جريدةً؛ على سبيلِ الانشغالِ بشيءٍ ما، وكانتْ صفحاتُها فارغةً، والموجُ يعبثُ بشعري وبفكري، وعيونهم تسألُ ذات السؤال: ماذا تفعلين هُنا؟


المبدعة صاحبة الريشة المُطيعة وإلهاما نابضا وديعا .

أنتِ لا تغيبين وحرفكِ يأخذني للأدب الجميل .....

د. لينا شيخو
11-30-2022, 12:07 AM
لقد هربت رؤاكِ منكِ إليكِ
ومرّت بنا فاستوقفناها وجلسنا معاً في ذات المقهى ..
نص رائع ..!

نازك
12-01-2022, 09:20 PM
نص تتضح الرؤية فيه لتكشف عن البقية عالى المقام سخي المعاني والألقاظ فيه كما النبع رقراقة

أسعدني حضورك ورأيك أيّما سعادة
ممتنة ياكريمة
تقديري الجمّ 🌹

نازك
12-01-2022, 09:23 PM
وهذا ما أقوله حين أنتهي من قراءة نصكِ كل مرة وفي كل مرة

المشهد كامل الحضور والنص كامل الحضور بكل ما فيه من مشاعر

وعُمق جميل النبض والخفقان . فأنتِ يا عزيزتي نازك تجعلينني أشعر بالإنتماء

الحقيقي لهذا المجتمع الأدبي بكل ما فيه من مُفردات عزيزة ونشعر أنها وطننا الذي ننتمي إليهِ.

رائعة بكل ما فيكِ من بصمة إبداعية أدبية مؤثرة حتى أنني قلت لنفسي أن هذا الجزء يصلح ليكون جزء في رواية.



المبدعة صاحبة الريشة المُطيعة وإلهاما نابضا وديعا .

أنتِ لا تغيبين وحرفكِ يأخذني للأدب الجميل .....


لاأجد كلمات تتناسب ومقامك في نفسي
النادرة الجميلة تعلمين كم تحتفي نازك بمقدمك وبقراءتك المختلفة
صِدقاً ممتنة ومن القلب 🌹

نازك
12-01-2022, 09:26 PM
لقد هربت رؤاكِ منكِ إليكِ
ومرّت بنا فاستوقفناها وجلسنا معاً في ذات المقهى ..
نص رائع ..!



تخيلتُني وإياكِ نحتسي فنجاناً من القهوة التركية
وتمرُّ بنا الحياة وفصولها
وحينها سأربِّتُ على يدكِ وأشكرك جزيلاً

ممتنة لجمال حضورك 🌹

سالم حيد الجبري
12-02-2022, 07:28 AM
هو الضياع في الضياع، واللقياء في الأنا،
والسفر إلى حيث اللا قرار !!

/

نازك يا بنت السماء

كم هو جميلاً كلما عانقت أرواحنا السديم !!

جمعتك مباركة.

عبدالرحيم فرغلي
01-04-2023, 08:12 AM
من نص ( تنفس ) ..
قدري هو الضياع في زمنِ الفوت؛ حيثُ لا أُدرِكُ ولا أحيطُ علماً غير أنها عينايَ تبقى أبداً عالقةً هناك؛ حيثُ التقت فيها بهالة عينيك،

قرأت لك من أيام نص تنفس .. واليوم أقرأ لك رؤى هاربة .. تجمعهما الحيرة والتيه .. السؤال عما مضى .. والبحث عما كان ..
في نصك هذا نفس الوجع .. لكن برؤية أدبية أجمل وأقوى وأكثر ألماً .. هنا يشعر القارئ بأنك تحكي له .. نص حواري جميل ..
يشعر بقوة الألم والوجع والحيرة .. جعلتِ القارئ يكون معك .. وهذا ما أعتبره نجاح وأي نجاح .. يا رب يرفع درجتك وقلمك ..
ألف تحية وتقدير

ضوء خافت
01-04-2023, 03:58 PM
نازك …

ما بين هارب ضيع منفاه …

و رؤى تحاول مجابهة السؤال العقيم …

هنالك ركوة حديث لا زال الكلام فيها يفور ،،،

مخيف أن ينسكب في غياب كل شيء … حتى ضميره الميت


نازك …

لقد كان حزنكِ أنيقاً هنا … ناضجاً أثمر نصاً متفرداً